▪️غياب الحقيقة والمعلومات الدقيقة يعنى تسيّد الأوهام وسيطرها على حياة الناس، لتمنعهم من ممارسة حياتهم والقيام بأداء واجباتهم والحصول على حقوقهم كاملة غير منقوصة ولامشوهة، فالأوهام تعتقلهم، وتبقيهم فى سجنها المظلم، وهذا للأسف حال السودان اليوم والذي يمكن أن نزعم وبجرأة انه مملكة الأوهام ذات السطوة والسلطان المدمر وانت ياعزيزي ما رأيك فى زعمنا هذا؟ وهل لديك من الأدلة التي تجعلك قادرا على نفي إدعائنا بأن السودان بوضعه الحالي هو مملكة الأوهام فى الكرة الأرضية؟ نتمنى أن نجد مَنْ يتصدّى لهذا الزعم فيفنّد ماذهبنا إليه، وليثبت أن لاعلاقة للسودان المعاصر بالأوهام، وأننا نمارس تنظيرا لا صلة له بالواقع. و الأوهام لمن لايعرفها هي مجموعة من الخزعبلات والتصورات الوهمية التى لاعلاقة لها بالواقع، وهى بالضرورة لاعلاقة لها بالعلم والمعرفة، ولاصلة لها بالمعلومات والبيانات المرصودة والإفادات الناضجة والإحصاءات الدقيقة، ولكنها بالتأكيد شديدة الإلتصاق بالأكاذيب، والتحايل، والتجاوز والرغبات الشخصية، والإستغلال السيئ للسلطة، والإستخدام الردئ للموارد والتغييب الكامل للعدل والإستباحة المخيفة لأمن واستقرار المجتمع. ▪️ إذن هناك صفات واضحة واوصاف محددة لمملكة الأوهام أهمها :- يسودها العجز لأن التنازع والخلافات يمسكان بمفاصلها، فلاتستجيب مجتمعاتها لمشاريع العمل الجماعي وإذا إستجابتْ تسلل الفشل لأن الحسد والتخوين والاطماع الشخصية هي عيوبنا التربوية المزمنة، وهى ذات العيوب التى تجعلنا لا نستطيع العمل لسوء البيئة المحيطة، التي تهزم الناجح الطموح وتشجع العاطل الحسود، مما يدفع العلماء والخبراء إلى الهروب أو الهجرة خارج حدود الوطن أو إلإنهيار والإستسلام للعجز ومن ثم الإنضمام إلى جموع العاطلين المحبطين. ▪️ هناك مرتكزات أساسية لمملكة الأوهام وهي:- الجهل، والخلل الثقافي المشوّه بالقبلية والعنصرية، وطغيان التجاوزات، *غياب القيادات الوطنية المخلصة والتى تسهم بقيادتها الحكيمة فى توجيه الرأي العام وتشجيع الناس على العمل والبناء وحماية حقوق الوطن وثرواته وكل ممتلكاته. *وأن يدّعي الخارجون على القانون وجماعة المتمردين احقيتهم فى الحكم بلامنافسة وإنما عن طريق التهديد والوعيد واتفاقيات السلام، المهددة للسلام نفسه. ▪️السودان الآن يعيش في عصر الدولة الوهمية، نعم دولة وهمية السياسة، وهمية الإقتصاد، وهمية السلام، وهمية الإنتقال، ولن تنصلح الحال الأ بالتخلّص من سيطرة الأوهام والإغتسال من قذارتها وعفنها الذي يلّوث كل شيئ.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق October, 25 2022