لا توجد أي مزايا عند الإنسان السوداني، إنه أقل من عادي إذا قارناه بشعوب كثيرة، فهو الأقل إبداعاً والأقل انتاجاً بل والأقل نشاطاً عندما نقارنه بشعوب تحفر الصخر لكي تعيش وتبدع وتنتج. وهو من ناحية اخرى؛ الأكثر تسلطاً وتنمراً على الضعفاء. لا يكشف لك ذلك أكثر من احتكاكك بهذا الشعب في المصالح الحكومية. إن المسؤول الحكومي همه الأول عرقلة مصالح المواطنين، وحتى لو عينت شخصاً، خفيراً في مستشفى ستجده يمارس تسلطه على البشر. تعاني طبقة البروليتاريا من تنمر وتحرش أفراد السلطة الصغار، ويعاني المهمشون من القتل والإبادة الجماعية لأنهم لا يستطيعون إيصال صرخات موتهم للعالم. ولا تؤمن الحكومات (الحكومة في حقيتها مجموعة أفراد اتفقت مصالحهم) بقوة القانون بل بقانون القوة. كان الفريق عبود يريد حرق الجنوبيين وإبادتهم (الأضعف)، وهو نفسه الذي باع حلفا القديمة بدون ثمن (للأقوى)، ثم بدأت حرب ضروس وغير متكافئة، أبيدت فيها مجموعات بشرية كثيرة في جنوب السودان فضلاً عن جرائم الاغتصاب الجماعي التي مورست بكثافة. انتهت هذه الجرائم وحصل الجنوبيون على حقوقهم، وانتقلت الإبادات الجماعية إلى الضعفاء في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق، كل هذا ومن يمارسون هذه الجرائم لا يرون في أفعالهم هذه أي مشكلة، لكنهم يرون أن الحركات المسلحة شريرة وشيطانة لأنها تهددهم في الخرطوم. طائرات الانتنوف التي قتلت الملايين ليست شريرة، وحرق القرى، ليس عملاً شريراً، لكن الحركات شريرة. تلك إذاً قسمة ضيزى. لكن في النهاية تنتصر النزعة التسلطية، التي لا تحترم الضعفاء، فقد تم التوقيع مع تلك الحركات الشريرة، لأن منطق القوة غلب منطق الحق والعدل. النزعة التسلطية نراها عند الموظف الحكومي، الذي يقول كلاماً فارغاً للمواطنين حتى لا تُقضى حوائجهم. ومنهم كبار السن ونساء ضعيفات يعلن اطفالاً أيتاماً. وراينا عند اب شنب المعتمد السابق للخرطوم الذي أصدر قراراً بمنع ستات الشاي من العمل لأنهن قبيحات الشكل دون ان يوفر لهن بديلاً يسد رمق جوع ابناهئن. النزعة التسلطية نجدها في عمليات الانتقام التي قام بها الكيزان في بداية عهدهم بالحكم، وقبلها رأيناها عند بداية حكم الشيوعيين في عهد نميري الأول ثم رأيناها أخيراً في حكم القحاطة من الشيوعيين والبعثيين. تشابهت قلوبهم. النزعة التسلطية نراها عندما يكون الكمساري صبياً صغيرا، فيتنمر عليه الركاب، وعندما يكون متين البنية شرير الوجه، يدفعون بصمت. وهو نفسه الكمساري الذي إذا وجد ضعيفاً تجاهل رد باقي الأجرة له او انزله من الحافلة لأنه لا يملك كل الثمن. نفس هؤلاء المتسلطون سترونهم في وسائل التواصل الاجتماعي، على قروبات الفيس والواتس وما شابه، حيث يستخدم التنمر اللفظي والتحرش وما شابه ثم ترى الواحد منهم يعض ذيله عندما يهاجمه الإخرون ويتحول إلى جرو مبتل. الروح التسلطية عند الإنسان السوداني سنراها في المدارس من أولاد الطبقات الفقيرة ضد أولاد الطبقات الغنية، وسنراها في التحرش بالأطفال والنساء في أماكن العمل وفي أي مكان يمكن أن يتم ممارسة التسلط على الضعفاء مع القدرة على الإفلات من العقاب، كما حدث في دار أحد الاحزاب، وكما يحدث في الخلاوي، وغير ذلك. الإنسان السوداني متسلط عندما يحصل على فرصة لذلك التسلط، وإذا كان مسؤولاً مارسه بأكل حقوق المواطنين. إنه يخترع الكذبة وراء الأخرى ليهضم حقوق المواطنين ويمنحها لنفسه أو لأقاربه. أتذكر كيف أن فتاة حلفاوية لا تعرف كيف تقرأ حرفاً باللغة العربية منحوها وظيفة مذيعة في الإذاعة والتلفزيون، وساعدوها في الوقت الذي كانت فيه فتيات من خريجات كليات الآداب لا يمنحن هذه الفرصة. وهم يتحدثون بهذا الفساد والمحسوبية علناً وفي التلفزيون لأنهم يرون فسادهم هذا شيئاً جميلاً وفساد الآخرين قبيح. ذلك أن التسلط يعني القمع والقمع يعني عدم النزاهة والعدالة. لذلك فالسودانيون أقل الشعوب عدلاً. بل هم قوم ظالمون. وجراء ظلمهم هذا عانوا جميعا من التسلط، فهم يتبادلونه فيما بينهم، كيزان يقمعون قحاطة، وقحاطة يقمعون كيزان، وهذا التسلط ما سنراه في كل شيء حولنا. في السياسة والرياضة والفن والتجارة..الخ لذلك فهو شعب لا يمكن أن يتقدم إلى الأمام.. لأن روح التسلط تجعل العقل في حالة تركيز على الإضرار بالآخرين لا إفادتهم. ستجد حشود المواطنين في كل المرافق الحكومية تعاني من التسلط والفوضى، وإدخال أوراق الراشين للموظفين المرتشين من خلف الكاونترات، وستجد الكذب يخرج من فم الموظفين ليمتنع عن عمله. وأصبح الموظف مثل التلفون القديم، الذي لا يعمل إلا عندما تدخل فيه قطعاً من النقود المعدنية. الدولة منهارة، وقد تولاها حكام خبثاء، هم من هذا الشعب والشعب منهم، فكما تكونوا يولى عليكم، وما كان الله بظلام للعبيد. وآخر دعوانا.. أن الحمد لله رب العالمين نحمده ونستعينه وندعوه أن يخرجنا من هذا المرحاض إنه على كل شيء قدير.. الوحا الوحا.. العجل العجل.. الساعة الساعة..
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق October, 16 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة