تمضى القافلة جنوب أسوان فى محاذاة النيل بالضفة الغربية حيث كان التشوين وتجميع الإبل فى منطقة امبابة وكان الأدلة والخبراء من خبراء طريق الأربعين الذى لم يتوقف منذ ان فارق النيل وادى المقدم!!! مرت القافلة بتوشكى حيث كانت قافلة الحرية تواجه الموت والجوع لأجل الجارة العاقة التى كانت يد المستعمر ولم تتوق يوما للحرية !!! كان ضوء النجوم ينعكس على تلك العظام التى لم تقبر وظلت باقية عصيت علي الضوارى وعلى زحف الرمال !!! ابيد الجميع ولم ينجو منهم سوى ذلك الصبى الذى كان يحمل مخلاة ابيه التى كانت تحمل بقايا رسائل التموين التى لم تصل ابدا حتى بعد موت الجميع!!! وهاهى قافلة المستعمر تسير بدعم الجارة العاقة وبعض الوطنيين الذى عرفوا الارتزاق باكرا منذ تلك القوات الغير نظامية فى أيام التركى والمتورك وكأن التاريخ يعيد نفسه مرات ومرات واليوم أيضا يعيد !!! لم ياتى الخواجة هذه المرة بالفرشاة او فى زى رحالة جاء ليأخذ البلاد كلها فى قبضته لأن آلة البخار تحتاج إلى خام لن يجده إلا هنا كانت القافلة تمضى بروح النصر فى توشكى فى محاذاة النيل ومعها ذلك القائد الذى إنتابه الخوف منذ دخول السودان على الرغم من أنه مازال يمضى فى محاذاة النيل!!! كان كل ليلة يحلم بتلك الغابة التى فنا فيها جيش كامل قبل شروق الشمس ينتهى حلمه بذلك القائد الموشي بالنياشين وهو ينظر عند السارية ثم يبدأ طوفان من الدمور يكاد يختفى مع ذرات الغبار!! يصحو ليجد القافلة تمضى وهؤلاء الإدلاء كأنما يقودونه إلى تلك الغابة كلما راى شجرة دوم او إلى تلك السارية كلما راى مئذنة ! ها هو الأعورمعاون القائد ياتى إلى القاعدة ليعيد قصة الغزو من الجارة العاقة فهى ظلت على مدى التاريخ تشارك فى الغزو بلا خجل او توارى !!! كلما توغل الدليل فى أرضه وتنفس هواء بلاده عادت إليه روح الوطنية وارتفع صوته وخفض صوت ذلك القائد الذى يمضى فى سكون لأجله المحتوم !!! قال كبير الخبراء يجب ان نفارق النيل بعد ان نتزود بالماء لأجل تقصير المسافة فراقت الفكرة لذلك القائد الذى يضمن النصر فى الأراضى المكشوفة فهو يملك المدافع وليس هناك غابة او سارية فى هذه الصحراء!!! كان الأعور يكتب يوميات العودة بعد ان زود مخابرات الجارة العاقة بكل المعلومات فهو يملك أرشيف منذ أيام عبدالقادر ويملك جينات الخيانة فهى تجرى فى جسده كما يسرى الدم !! كان الأعور يصور للقائد ان المهمة نزهة لطابور الصحراء الذى سيسعى لنجدة الجنرال المرتقب أعلى السارية بالمعظمة وتملؤه عظمة الإمبراطورية التى لا تغيب عنها الشمس!! مات ستيوارت عند ابار الجقدول وعاد الأعور لأجل العودة مع حملةارتزاق جديدة وكان وسيكون .هكذا يمضى تاريخ الجارة العاقة الناكرة ومازال الأعور يتكرر !!!
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق October, 03 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة