كينيا بلد صغير المساحة يقع في شرق افريقيا وسكانها في يتزايدون و الأراضي الصالحة للزراعة فيها لاتتجاوز خمس مساحة البلاد ولذلك اعتمدت علي قطاع الصناعة للتقليل من اعتمادها على الزراعة اضافة الي صيد الأسماك، والتعدين، والطاقة، والخدمات المالية و التحويلات المالية من الكينيين غير المقيمين اضافة الى السياحة التي تمثل نشاطاً اقتصادياً مهماً في كينيا ويقوم آلاف السياح بزيارة كينيا كل سنة لمشاهدة الحيوانات البرية وتصويرها. تسهم السياحة في الاقتصاد الكيني بأكثر مما يسهم به أي نشاط اقتصادي آخر ماعدا إنتاج وبيع البن ورغم ذلك الاقتصاد المحدود لم تتوقف كينيا عن المضي قدماً على طريق ممارسة الديمقراطية السليمة لذلك استحقت أن نطلق عليها قلعة الديمقراطية في شرق أفريقيا فهي منذ استقلالها لم تعرف حرب اهلية او انقلابات عسكرية وظلت حريصة على تداول سلمي للسلطة واليوم مارس شعبها حقه الدستوري في اختيار من يريد فكان عرسها الديمقراطي خالي تماما من كل عيب ونظيف من كل دنس سياسي رخيص
حقق وليم روتو البالغ من العمر ٥٦ عاما الفوز على رايلا أودينغا، زعيم اكبر احزاب كينيا وابن عائلة سياسية مشهورة ولكن ذلك لم يشفع له ، فالشعب الكيني يمتلك وعي سياسي كبير ولاينحاز الي عاطفة و الولاء الي الاحزاب القديمة لمجرد انهاء كان لها ماضي في مسيرة الاستقلال وانما انحيازها يكون لصالح من يملك برنامج وطني طموح فكان ان وجد ضالته في برنامج المرشح وليم روتو الذي كان يذهب إلى المدرسة حافي القدمين، عندما كان صغير وعندما ارتدى حذاء للمرة الأولى في حياته كان عمره 15 عاما كما كان يبيع الدجاج والفول السوداني على قارعة الطريق في المناطق الريفية بالوادي المتصدع وليم روتو دخل دنيا السياسة في كينيا في العام 1998 من خلال البرلمان ولم يدرس السياسة او القانون وانما درس الحياة، فكانت له تجربة اقتصادية في مشروع بسيط في تربية الدجاج حتي صار بعدها يمتلك مزرعة لاباس بها اذا الرجل هذا قادم الي ادارة البلاد ليس طمعا في المال العام او السلطة عكس مايحدث لدينا السودان فكل من يتقدم الي نيل المناصب العليا تكون المكاسب المادية نصب عينيه فتجد ملفات التعويضات وقسمة الثروة والسلطة هم اجندة هولاء السياسين الفاسدين
السودان سبق كينيا في نيل الاستقلال في العام 1956م بينما كينيا استقلت عن التاج البريطاني في العام 1963 الا انها تشهد اليوم تنمية شاملة في جميع الارجاء فتجد عاصمتها مدينة نيروبي تعد واحدة من أكبر الأسواق المالية في أفريقيا تتمتعها بالخضرة والجمال والنظافة عكس عاصمتنا مدينة الخرطوم والتي لم تشهد تطوير منذ خروج الحكم الثنائي فشوارعها تعاني من المطبات وعدم التجديد في صرفها حتي صارت مكب للنفايات والاوساخ ولايوجد فيها صرف صحي والبنية التحتية فيها صفر ويعاني سكانها من العطش رغم وقوع عاصمتهم بين اكبر انهار العالم ( النيل الأزرق والنيل الابيض) ولم تستفيد حكومتها من الثروة السمكية الضخمة التي تعيش في النيلين لسد الفجوة الغذائية ولم تعمل علي زراعة الرقعة الزراعية الشاسعة التي تحتويها مدينة الخرطوم او تعمل علي تربية المواشي ( الضان والابقار والاغنام والابل) بالرغم من توفر مناخ البادية الذي يصلح لتربيتها في شرق وغرب مدينة الخرطوم فقد كان بامكان ذلك المشروع اذا نفذ ان يسد حاجة المواطن في نيل حصته من الحليب واللحوم الحمراء و البيضاء من خلال اقامة مزراع ضخمة لتربية الدواجن
كان يمكن لمدينة الخرطوم ان لا يعاني المواطنيين فيها من مشاكل في السكن فهي تعادل في حجم مساحتها الجغرافية دولتي قطر والكويت وربما البحرين
ان كينيا باختياره رئيس من عامة الشعب وبدون ان يكون قادم من بيت سياسي معروف او مسنود بتحالف قبلي او ديني اثبتت للدنيا انها قادرة على المحافظة علي الدولة المدنية فيها وابعاد شبح الحروب الاهلية و الانقلابات العسكرية التي لن تقدم دولة ابدا الا بالرجوع الى الخلف فادارة الدولة تختلف عن ادارة الجنود فالدولة تعتمد علي التخصص في المجالات الادارية عكس العسكرية التي تختص فقط بالحروب والتخطيط لها لحماية البلاد من الاعداء
لقد اتاح فوز الرئيس الكيني الجديد الباب واسعا امام العديد من المهمشين لاجل السعي للوصول إلى مراكز صنع القرار اذا نبارك للشعب الكيني اكتمال التجربة الديمقراطية
*المتاريس* *علاء الدين محمد ابكر* 𝗮𝗹𝗮𝗮𝗺9770@𝗴𝗺𝗮𝗶𝗹.𝗰𝗼𝗺
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق August, 15 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة