الشاهد من يقرأ كل الذين يكتبون عن السودان والمتاعب التي تواجهها عبر كثير من اقلام الكتاب يصيبك صدمة كبيرة ، والحال مثلا امل التبيدي وغيرها ممن ذهبوا الي ان المشكلة السودانية كلها تنحصر في وجود الحركات والدعم السريع والحروب الاهليه ووجود انقلابين علي رأس الجيش.نعم هذه المصائب موجودة وخلقت متاعبا في السودان .ولكن الانسان الذي يوظف قلمه لابراز الحقيقة بالضرورة ان يتمتع بالحد الادني من الامانة.كلنا نعلم جيدا ان كل هذه اعراض لمرض، الجميع يتجنب ذكره . الا امل الكردفاني وقليل القلة ،يذكرون مع شئ من الاستحياء والاغلب يبحثون عن المجرم من بين اكوام القش . كما لو انهم لا يعرفون مشكلة السودان التي يمكن حتي رؤيتها بالعين المجردة ومع ذلك امل تريد ان تقنعنا ان استمرار سلطة العربان الصديقة بالقهر لم تكن مشكلة .ولكن تبقي المشكلة في اشكال الاحتجاج علي ذلك . وامامنا مشكلة الدعم السريع علي الذين يجأرون بالشكوي لطوب الارض كان عليهم ان يحدثونا جهودهم وما قالوه عن الدعم السريع عندما كان يحارب لحساب دولة العربان الصديقة. فان اعلامي الوسط والشمال وخاصة في وقته يمثلون كل الاعلام السوداني مع الحكومة وضدها .فان سكوتهم علي الجرائم التي تمت في الهوامش ، التي نعيشها اليوم ناتجه ومؤسسا عليها ،كل هذه المظاهر .فاذا تم صرخ الجميع لانتهاك حرمة الدم في الاقليم من جانب حكومة البشير ،وقبلها. لما انتقل الي قلب الخرطوم . واذا تحدثوا عن الظلم عبر التاريخ بصوت عالي ،لما تعرض احدا للظلم .ولو اتخذوا اجراءات عقابية للانقلابين السابقين لما تجرأ البرهان والاخرون تكراره . ومهما اجتهد كتاب العربان الصديقة ،فان كل جهودهم محاولة تزين القبيح. وهذا لا يقود البلاد الا مزيدا من المشكلة. والشاهد امامنا اكثر من ثمانين مبادرة اختار البرهان مبادرة علي كرتي وقوش المدعومة من الاتحادين ورائهم مصر التي طرحت بواسطة الطيب الجد ود بدر ويري البرهان اكثر جدوي من مبادرة اساتذة الجامعات . ومن الشركات السودانية الشركة الحكومية للتنقيب وحدها استحقت الحرق لانها علي رأسها اردول وحتي ما قاله البرهان عن الكلام غير المسؤول كان الانتقاد له كان قليل وخجول وبل اكثر الكتاب سكتوا . نعم انها محن سودانية علي قول شوقي الرجل حقاني، وهذه هي الحالة التي يعيشها السودان منذ الاستقلال امل التبيدي لا تري حرجا في تصميم مؤسسات الدولة علي مقاس قبائل محددة ويراهنوا استمراريتها بالقهر .وهذا الذي يحدث مثل الغطاء القصير يتطلب الكرفسة والا بعض اجزاء الوطن خارج التغطية. وهكذا يرون الحل في الكرفسة وجعل الوطن صغيرا ليناسب مقاسهم. فالانسان غير الامين وفي نفسه غرض هو الذي ينتقد الاعراض ويجعلها اساس المشكلة.هو الطعن في الظل ،لانه هو نفسه مساهم في ايجادها بشكل او اخر . فان الدعم السريع والحروب الاهلية والحركات كلها مسؤولية الاجهزة الامنية بالتمام والكمال ولذلك كل الانتقاد يجب ان يوجه لهذه الوحدات الامنية والعمل علي اصلاحها واكثر المعترضين هم الكتاب وانتلجنسيا الشمال .والوحدات السياسية جعلها تخضع للديموقراطية قبل ان نطلب منها الديموقراطية والتجارب امامنا ماثلة العربان الصديقة لم تنتج ديموقراطية والسبب معروف. يكفي التحايل عليها سبعة عقود ، ومواجهه المشروع السياسي الذي بنيت علي تناقضات القرن الماضي الذي انتجت هذه المظاهر بدل البكاء علي الاعراض. وبعدم مواجهه المشكلة الحقيقية سوف يجبر الجميع علي مواجهتها ،لان ظل المصري غير صالح لاكثر من مائة عام فان اتفاقية الدفاع المشترك بين العربان الصديقة والجيش المصري اعادتنا الي عام ١٨٩٨عشية المعركة وجيوش ود احمد علي ابواب متمة. ولكن الفرق الوحيد الان كل الاطراف يمكن ان تبحث عن ناصر وليس جيش المستعمر المصري هو الذي يحدد مصير السلطة في السودان .ووقته الخاسر الاكبر هو السودان .
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق August, 03 2022