حول قضايا الثورة كتبه د. صيدلي/ جعفر محمد عمر حسب الله

حول قضايا الثورة كتبه د. صيدلي/ جعفر محمد عمر حسب الله


05-16-2022, 01:31 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1652704307&rn=0


Post: #1
Title: حول قضايا الثورة كتبه د. صيدلي/ جعفر محمد عمر حسب الله
Author: جعفر محمد عمر حسب الله
Date: 05-16-2022, 01:31 PM

12:31 PM May, 16 2022

سودانيز اون لاين
جعفر محمد عمر حسب الله-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر




بادئاً المجد والخلود لشهداء ثورة ديسمبر المجيدة والعافية للمصابين والحرية للمعتقلين السياسيين.
بعد انقلاب الخامس والعشرون من أكتوبر 2021م حدث نشاط واسع وجاد حول مناقشة أسباب تراجع الثورة وفشلها في تحقيق شعاراتها وبرنامجها وهو نقاش مهم ومشروع ومطلوب وإن جاء متأخراً، ولكنه رغم ذلك قادر على معالجة كافة السلبيات وتوفير الرؤي الناضجة بالمعرفة والخبرة لتستعيد الثورة جذوتها وألقها وتواصل مسيرتها الظافرة الى آفاق الحرية والسلام والعدالة.
أمامي عدة مقالات ساهمت في نقاش تراجع حركة الثورة وفشلها في حل قضايا الفترة الانتقالية بنجاح وهي مساهمات من د. صديق الزيلعي و أ. معتصم أقرع و أ. نضال عبد الوهاب ولقد قدم ثلاثتهم رؤوس مواضيع رأوا واجب مناقشتها مع القوى التي هيمنت علي قحت وتوضيح حقيقة ما جرى أمام شعبنا صانع الثورة، وأجمعوا على أن النقاش حول هذه القضايا لا يشكل دعوة لتخوين أي أحزاب أو منظمات أو جماعات ولا يُشكل دعوة لعزلها من المساهمة في الحراك الثوري، ولكن الغرض من هذه المناقشة الاستفادة والتعلم من دروس التجربة عند صياغة المواثيق الجديدة وتشكيل الحكومة المدنية القادمة للثورة ولقد عدد د. صديق أهم هذه المحطات وأشار إليها :-

1/ كيف صيغت الوثيقة الدستورية؟ ومن الذي أيد الشراكة مع العسكر ومن الذي عارضها؟
2/ حقيقة ما دار في الغرف المظلمة خلال تلك الفترة الحاسمة؟
3/ ما دور الوسيط الممثل للمنظمة الافريقية؟
4/ لماذا كان قادة قحت يخدعون الاعتصام بانها ستكون مدنية كاملة؟
5/ ما هي الجهات التي وافقت على أن إصلاح المنظومة العسكرية والأمنية هي مسئولية المكون العسكري ولا دخل للمدنيين فيه؟
6/ كيف نجح المكون العسكري في مجلس السيادة في السيطرة على السياسة الخارجية والاقتصادية وقضايا السلام؟
7/ من المسئول عن تعطيل اصلاح المنظومة العدلية؟
8/ لماذا أيد المجلس المركزي لقحت إنشاء مجلس الشركاء؟
9/ تم تعطيل قانون النقابات والتلكؤ في اجازته؟
10/ بعد انتخابات تجمع المهنيين وتقديم قائمة بممثلين جٌدد رفض إبراهيم الشيخ وقال ((دا بخرب الرصة)) واستمرار الطرف المهزوم والتمسك بتمثيله في قحت.
11/ الموقف من الجبهة الثورية في الأيام الأولى من الثورة ثم مفاوضات أديس وما نتج عنها وموقف المجلس المركزي من ذلك؟
12/ موقف المجلس المركزي من اتفاق جوبا والاتفاق الذي تم على أيدي العسكر؟
13/ موقف حزب الأمة – قدم مطالب بالهيكلة وعندما لم يُستجاب لطلبه جمد نشاطه في قحت وعندما أعطى تمثيلا أكبر عاود نشاطه وكأن شيئاً لم يكن؟
14/ لماذا الموافقة على المحاصصة والتكالب على مناصبها؟
15/ محاولة السيطرة على الخدمة المدنية بالتعيينات المبنية على المحاصصات وليس على مبدأ استقلال الخدمة المدنية؟
16/ من المهم مناقشة دور الحركات المسلحة في تخريب الفترة الانتقالية والتي شعاراتها حرية – سلام – عدالة والدعوة للسلام لا تعني القبول والتأييد لأي اتفاق يتم، وانما النظر في تفاصيل هذا الاتفاق ومدى قدرته في معالجة جذور الأزمة ومصداقية من يوقعون؟
هذه بعض المحطات في مسيرة الثورة تم الإشارة اليها لمناقشتها ومعالجة ما نتج منها من سلبيات أضرت بمسار الثورة واضعفتها.

نعم من المهم مناقشة كل هذه المحطات وغيرها بهدوء وبال طويل ولكن السؤال كيف تتم عملية النقاش هذه؟ هل كل فرد يُناقش هذه المواضيع بطريقته الخاصة؟ أم من المهم والمفترض أن تُكون لجنة من أشخاص واسعي الأفق غزيري المعرفة والتجربة ليقوموا بهذا الواجب المهم، وأن يصيغوا نتائج نقاشاتهم والدروس المستفادة منها هذا جانب وهنالك جانب آخر مهم وهو مكمل لعملية الإصلاح هذه لابد أيضا من مناقشته ووضع الحلول له ذلك أن كل هذه المحطات السالبة تمت ونحن لم نستطع أن نوقفها ولا يشفع لنا أن البعض أستنكر أو أن مواكب هادرة خرجت وتبرأت من قحت، ما يهم هنا المحصلة النهائية من هذا الشجب وهذا الحراك المناهض للسلبيات أنه عجز عن إيقاف قحت وعن مواصلة نهجها السالب، أليس من المهم جداً أن نواجه أنفسنا لماذا عجزنا عن إيقاف قحت وتصحيح دورها السالب في معالجة قضايا الثورة؟ هذا الضعف وعدم القدرة على التصحيح يعني بالضرورة خللاً يحتاج منا مراجعة أنفسنا لتصحيح ضعف وضعنا القيادي والإداري الزي تحتاجه الثورة، فتقصير الثورة في مراجعة قحت وتجاوزاتها للإعلان (إعلان الحرية التغيير) هو ما سهل على قحت الانفراد بإدارة الثورة، مما جعلنا غير قادرين على تصحيح هذه السلبيات وإيقاف هذه الممارسات المضرة بالثورة، فهذا عند الجماهير يمثل فشلاً للثورة واعتقد ان الجماهير محقة في ذلك، كيف نُبرر لهم أن كل ذلك تم في حين غفلة من الثوار وكيف يكون مثل هذا التبرير (مبلوعاً)؟ الثورة مفروض أن تكون بعيدة عن الغفلة صاحبة يقظة متابعة لكل خطوة خاصة وأنها ثورة جديدة في السلطة محاطة بأعداء من داخلها ومن خارجها ومن محيطها وعالمياً لذلك الثورة محتاجة لمراجعة كاملة لهياكلها وكادرها وبرامجها وتكتيكاتها محتاجة أن تفارق هذه الغفلة الي مزيد من اليقظة والحزر، الثورة محتاجة أن تمتلك مزيد من أدوات العمل السياسي الثوري.
من المهم جداً معالجة كل تلك الإخفاقات بشيء من الحكمة والبال الطويل وأن تتم المعالجة أولاً في إطار الوحدة ما استطعنا لذلك سبيلا وليس من المصلحة الشتات والاختلاف كما أن ليس من المصلحة أن تكون الوحدة (لملة ساكت) بدون محتوى.
ايضاً من المحزن أن الثورة لا تملك جهاز اعلامي رغم أن صفوفها تعج بمن لهم قدرات واسعة في هذا المجال، كيف لثورة أن تمضي وتطرح ما تُبشر به وتنظم وتدافع عن نفسها وعن حراكها وأن تلجم اعداءها بدون آلة إعلامية؟ كيف للثورة ألا تهتم بامتلاك صحيفة لتناقش عضويتها قضايا الثورة المختلفة؟
أيضا انتصرت الثورة واهملت أهمية عملها السياسي، كيف تخاطب الجماهير؟ كيف تنظمها؟ كيف ترتقي بوعيها السياسي والتنظيمي وحسها الأمني؟ كيف نطور أدوات نضالنا السياسي؟ وكيف نحافظ على وحدتنا وكيف نمتنها وكيف نكربها؟ ...الخ.
أيضا مواكبنا النضالية المستمرة افرزت احتياجات جديدة هامة ومستعجلة، أصبح لدينا شهداء وجرحي ومعتقلين وأصبح من الضرورة لمواجهة هذه الواجبات بناء هياكل مؤهلة ومستقرة وقادرة للتعامل مع هذه الواجبات، نحن نحتاج لجبهة قانونية وجبهة مالية وجبهة إعلامية ولجنة أمنية ولجنة علمية ولجنة طبية، ولابد من الإشادة بالأدوار الفعالة للجبهة الطبية والقانونية.
شعبنا فجر في مسيرة نضاله ثلاث ثورات تحمًل عبء النضال والاعتقال ،التشريد، التصفية، الاستشهاد ، ورغم التضحيات الجسيمة عجز أن يحافظ على انتصاره ويقود ثوراته الي نهاياتها السعيدة، نتج كل ذلك من عدم الوضوح والفهم السليم لمفهوم الفترة الانتقالية، فما أن تنتصر الثورة حتى يتم فتح باب الحريات على مداه الواسع ومن هذا الباب تتحرك قوى الثورة المضادة وتُنظم نفسها وتعمل على اسقاط الثورة، نحن محتاجون إذن أن نفهم أن الفترة الانتقالية فترة شبه ديمقراطية والحريات فيها لقوى الثورة وبالمقابل الملاحقة والرصد والتضييق والاعتقال لقوى الثورة المضادة، يُضاف لذلك نحن محتاجون في هذه الفترة الانتقالية أن نؤمن كافة حقوق الانسان لأعداء الثورة المتمثلة في المحاكمة العادلة والمصادرة والابعاد من مؤسسات الدولة وأن يتم كل ذلك بإجراءات قانونية، ولكن من المهم أن نُصادر حقهم في النشاط والعمل السياسي حتي نؤمن الثورة تماماً ثم نبدأ بعد ذلك في توسعة الحريات وبدون عمل هذه الإجراءات نكون قد أهدينا أعداء الثورة المناخ المناسب لتجميع قواهم وتنظيمها والعمل على اجهاض الثورة.
هنالك أيضاً عدم وضوح في المدي الزمني للفترة الانتقالية وقصر أو طول هذه الفترة تُحددها كمية المهام الواجب إنجازها في داخل هذه الفترة، فنحن عندما اسقطنا حكم الإنقاذ أصبحت امامنا مجموعة من المهام واجبة التنفيذ تمثلت في تفكيك جهاز الدولة القديم واعتقال رموز النظام ومحاكمتهم وتجريدهم من كل الأموال والممتلكات التي نهبوها واستولوا عليها بغير حق، وأن نُفكك كل تشكيلاتهم المسلحة وأن نُبعد من أجهزة الدولة كل كوادرهم التي تم تمكينها من الوظيفة بغير حق وأن نحل أجهزتهم الإعلامية وان نبني جيشاً واحداً بعقيدة وطنية وأن نُعيد هيكلة المؤسسات النظامية وأن نسترجع كل الشركات المدارة بواسطة الأجهزة الأمنية والعسكرية لتكون تحت ولاية وزارة المالية وأن نعيد صياغة المناهج التعليمية ...الخ.
ولابد من الإشارة الي بعض القضايا الهامة ونبدأ بقضيتي الحوار والمساومة، أعتقد أن الرفض المطلق لمبدأ الحوار والمساومة خطأ جسيم كما وأن القبول المطلق خطأ جسيماً أيضاً، الحوار والمساومة أداتان هامتان من أدوات النضال السياسي لابد من إتقانهما والتعامل معهما في حالتي القبول والرفض بقراءة موضوعية في اللحظة التاريخية المحددة ك: -

تهيئة المناخ للحوار.
ضرورات الحوار.
تحديد المشاركون فيه.
أجندة الحوار.
توازن القوة بين الأطراف المتحاورة.
المدة الزمنية للحوار.

ففي تقديري الحوار يكون مرفوضا إذا كان الطرف قادراً على أن ينتصر لقضاياه الأساسية كاملة بدون الحوجة للحوار، أما إذا تعذر ذلك فلابد من القبول بالحوار وأن نحدد اشتراطات الحوار المذكورة أعلاه.
لا يمكن أن نحاور من انقلب على الحوار حيث كانت هنالك مبادرة مطروحة للحوار من قبل رئيس الوزراء د/عبدالله حمدوك فقطع الطريق على الحوار بالانقلاب هو رفض للحوار، ومضى الانقلاب الي أبعد من ذلك بإعلان حالة الطوارئ وحل مؤسسات الدولة المختلفة واعتقل وعزب وقتل ومنح جنوده حصانة من الملاحقة القانونية وأشترط للمشاركة في الحوار إدخال مجموعة من الأجسام المعادية للثورة، لذا القبول بالحوار في هذا المناخ يُعد استسلاما ورضوخاً، ولكن إذا فرضت علينا الظروف أن نفاوض أي جهة علينا أن نختار للحوار الكادر المجرب الممتلك لناصية المعرفة والخبرة في إدارة الحوار، علينا أن نقرأ عدونا قراءة موضوعية ما هو توازن القوي بيننا وبينه، ومن المهم أيضاً معرفة نقاط ضعفنا وقوتنا وما هو الممكن أن نتحصل عليه من الحوار، ومن المهم أن نُتقن فن إدارة الحوار وتكتيكاته.
أدوات النضال السياسي متعددة ومن المهم جداً الالمام بها واتقانها فالثورة في صراع دائم مع ذاتها ومع أعدائها، الثورة لا تسير في خط مستقيم معرضة للانتصار والهزيمة معرضة للتراجع والتقدم معرضة للحفاظ على وحدتها كما معرضة للانقسام، الثورة محتاجة أن تحدد أعداءها وأن تمتلك القدرة على رصدهم واختراقهم وتضييق مساحة الحركة والمناورة أمامهم.

أعتقد من المهم جداً عقد سمنار لمناقشة كافة احتياجات الثورة وتوفيرها فذلك مهم جداً لتطور الثورة وتكريب وحدتها وتزويدها بالكفاءات المطلوبة لمعالجة كافة قضاياها.
نحن نتكلم عن ثورة ديسمبر المجيدة ونصفها دائماً بثورة وعي، والوعي خاصية مكتسبة لا يولد الانسان من بطن أمه واعياً وإنما يُنقل اليه، وهذا دور المثقفين النشطاء المهتمين بنشر الاستنارة وسط شعبهم، بالإضافة الي الاطلاع والتثقيف الذاتي.
الثورة محتاجة لبناء الكادر وتدريبه في مختلف المجالات، الثورة في حراكها الثوري محتاجة أن يمتلك أبناءها الوعي وفي نفس الوقت محتاجة للكادر الواعي الممتلك للخبرة والتجربة، وهذه مهمتنا أن نرصد الطلائع والمبشرين من شباب الثورة وأن نُخصص لهم دورات تثقيفية تدريبية وأن نطور من وعيهم وقدراتهم، بناء الكادر عملية مهمة ومستمرة.
في النهاية هنالك مساهمة ناضجة قدمها السيد محمد الصحابي عن الثورة وجدلية الوحدة الثورية منشورة بموقعي سودانيز أون لاين وسودانايل أتمنى الاطلاع عليها والاستفادة منها في معالجة قضيتنا المستعجلة قضية الوحدة، وحتماً الثورة منتصرة.


عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 05/15/2022



عناوين المواضيع المنبر العام بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 05/15/2022



عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 05/15/2022