أن تطورات ومآلات الساحة السياسية في السودان مثيرة للجدل ، حيث فشل انقلاب البرهان في إدارة المرحلة الانتقالية ، وعاد الوضع في البلاد إلي مربع الانفلات الأمني ، وانتشار المليشيات المسلحة في المدن والعاصمة القومية ، كل هذه التطورات تدور الأن في الوطن المشلول ، وبرغم هذه البدايات التي قد تعكس نوعاً من اليأس ، ما يجري حالياً في سوداننا من هرج ومرج سياسي وانفلات أمني كفيل بتدمير الدولة .
نفاق الساسة في السودان هو اللاعب الاساسي في دمار هذا البلد ، لو رجعنا الى التاريخ نلاحظ مصير الشعب ضائع ، والسبب ان اغلب الساسة منافقين ويجيدون الكذب والخداع من اجل مصالحهم الشخصية والحزبية والقبلية ، حيث باعوا ضمائرهم لدول خارجية ، النفاق نفاق لا لون له كل قادة الأحزاب والحركات المسلحة مارسوا النفاق بكل انواعه ، وهو العزف على الوتر القبلي دائما ، واتهامات بيهم بتحمل فشلهم لجهات أخرى .
كل هذا جعل السودان متأخرا بكل شيء ، وما من تصنيف إلا والسودان في ذيل القائمة، مؤسف جدا ان يكون السودان ، الاسوء في التعليم ، والأمن الخ وهذه الاسباب واسباب اخرى كافية ان نقول بان السياسة في السودان فاشلة في احتواء الشعب والاهتمام به ، اليوم نحن شعب بلا قيمة لدي الساسة المنافقين ، أصبحنا ادوات للأحزاب لتنفيذ أجندتها ، كل الأمم تتقدم إلا نحن شعب مصيبته انه لا يعيش الحياة ، يدفع الثمن دائما باهظا ، وأن لا ننسى ان الشعب ذاته به مشكلة ويتحمل مسؤولية ما جرى له ، فنحن من سمح لهؤلاء المنافقين بدمار هذا الوطن ، رغم معرفتنا بأنهم طغاة وفاسدون ، الشعب لا يتفق على شيء متناقض ازدواجي ، وقد يختلف معي البعض وقد يتفق معي الكثيرون على أن الاعتماد على الغرب في حل مشاكل البلد كرت خسران فهم معروفون بسياستهم لا صديق دائم لهم ، وهنا نتساءل هل مشكلة السودان في شعبه أو ساسته ؟ ولماذا لا يتغير الشعب وساسته ؟ والى أين والى متى سيبقى الشعب السوداني جريحا وينزف دما بسبب الأحزاب القذرة ، والفساد والمشاكل الاخرى ؟
ومتى سياتي هذا اليوم ونتخلص من هؤلاء المنافقون الذين ارجعوا السودان الى الوراء ؟ وهل سيكون السودان في المستقبل القريب، آمنا مزدهرا متقدما ؟..
لذا فان بقاء السودان على ما هو عليه او للاسوء مرهون بشعب متفق يد بيد ، خالي من القبلية ونفاق الساسة، يعمل على مصلحة السودان وبناءه ، معتمدا على قيادة جريئة وصادقة ،وسياسة اقتصادية كفوءة، وساسة نزيهين ، وهذا للأسف لا يمكن أن يتحقق في ظل الخلافات وعدم الاتفاق .
الخلافات حالة طبيعيّة في عموم حياة البشر وذلك بسبب اختلاف وجهات النظر ،
ومن الممكن تقبُّل الخلافات في الأنظمة السياسيّة بدرجة من الدرجات المعقولة، والمقبولة، لكن حينما تكون تلك الخلافات لها أوّل وليس لها آخر، فهذه ظاهرة تستوجب التوقّف عندها، وتشخيص أسبابها.
غالبيّة خلافات الساسة خلافات تمثيليّة أمام الشعب ووسائل الإعلام فقط، وبعض تلك الخلافات "حقيقيّة"، وربّما لتبادل الأدوار، وقد تكون لتخدير الجماهير التي تتابع تلك المنازعات بشغف ولهفة بسبب بحثها عن مخارج حقيقيّة للأزمات السياسيّة والاقتصاديّة والأمنيّة التي تعصف بالبلاد!
هؤلاء الساسة متناحرون في أبجديّات السياسة، ومختلفون حتّى في القضايا الجوهريّة، ومنها الولاء للوطن، وتقديم مصلحته على مصالحهم الشخصية !
هذه الخلافات الحقيقيّة والمزيّفة ستبقي السودان لم يراوح مكانه، وستستمر معها حالة الإخفاق العامّ في إدارة مؤسّسات الدولة المدنيّة والعسكريّة وبهذه النتيجة لن يتحقّق للسودانيين أيّ حلم من أحلامهم البسيطة، وسنبقى مجرّد "دولة" تنهشها الخلافات، دون الوصول لحلول جذريّة لبناء الوطن !
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 05/15/2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة