سكة التغيير الديمُقراطي تحتاج إلي جُرأة ومواجهة .. كتب ⁨نضال عبدالوهاب

سكة التغيير الديمُقراطي تحتاج إلي جُرأة ومواجهة .. كتب ⁨نضال عبدالوهاب


04-25-2022, 01:16 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1650888960&rn=1


Post: #1
Title: سكة التغيير الديمُقراطي تحتاج إلي جُرأة ومواجهة .. كتب ⁨نضال عبدالوهاب
Author: نضال عبدالوهاب
Date: 04-25-2022, 01:16 PM
Parent: #0

12:16 PM April, 25 2022

سودانيز اون لاين
نضال عبدالوهاب-USA
مكتبتى
رابط مختصر





كنت قد كتبت عن محاولة للإجابة علي سؤال لماذا تنتشر حالة التردي الكبيرة علي المستوي السياسي في بلادنا ، وكتبت أن أحد أهمّ أسبابها هو وجود عناصر تحت مُسمي "قيادية" تتصدي لُصنع الخطاب السياسي الموجه للشعب السُوداني وجماهيره ، و كذلك الخط السياسي الذي تسير عليه تلك القوي السياسية التي تعمل ضمن حركة التغيير في السُودان أو هكذا يُفترض .. وأهمّ قضية للتغيير الآن هي إستعادة الديمُقراطية ومن ثم إستدامتها كنظام للحُكم في السُودان وترسيخها ونشرها في كُل مؤسسات الدولة وهياكلها وفي المجتمع ككل ..
ظلت قضية الديمُقراطية من القضايا المركزية التي تعمل كافة القوي السياسية وتناضل من أجلها في السُودان في ظل غيابها وسيطرة الأنظمة الديكتاتورية والعسكرية كما هو معلوم ، وللأسف هذا الوضع من غياب الديمُقراطية الطويل وعدم مُمارستها في السُلطة وأجهزة الدولة ، جعلها تبدو غريبة ومعطوبة حتي داخل المؤسسات الحزبية التي ظلت تنادي وتعمل لأجلها ، فمن ناحية اللجوء للعمل السري أو إختزال التنظيمات في عدد محدود من الأفراد من كادرها القيادي ، أو عدم ممارسة العمل الديمُقراطي الداخلي وإقامة المؤتمرات وتعديل الدستور واللوائح وتجديد البرامج ومناقشة القرارات قبل إصدارها وممارسة عملية النقد وتطوير الأداء وإتباع أسلوب المحاسبة الديمقراطية وتغيير القيادة ، كل هذا لم تتم ممارسته بشكل ديمُقراطي سليم ، لذلك ضعُفت تلك المؤسسات الحزبية والقوي السياسية وظل بينها وبين الديمُقراطية نفسها مسافات لاتمكنها من إحداث تغيير ديمُقراطي حقيقي وفاعل .. وفي ظل هذه الظروف إستفادت و إنتهزت و صعدت عناصر لسُدة القيادة إما عن طريق الصدفة أو بسبب تكتلات وشُلليات أو حتي عن طريق الأسرة والعائلة والطائفة أو لتوازنات قبيلة كما في حال الأحزاب الطائفية ونماذج بعض الحركات .. هذا السلوك والممارسات في وصول عناصر غير جديرة بالقيادة لمواقعها عطّل كثيراً في عملية التغيير الديمُقراطي في بلادنا ، وأطال من عُمر الديكتاتوريات .. وحتي مرحلة الثورة الحالية وبرغم كم التضحيات التي يبذلها الشباب "الثوري" غير "المُسيس" وغير "المنتمي حزبياً" وبرغم كل الفعل الثوري الكبير هذا إلا أنه في المقابل فالخطاب السياسي مهزوز وضعيف وغير ديمُقراطي ولايتماشي وما يُبذل من أجل التغيير الديمُقراطي والحُكم المدني في السُودان ..
هنالك عشرات الأمثلة التي ظل يشاهدها الجميع وبشكل يومي توضح مدي الضُعف الذي يصل لمرحلة الكارثية في السلوك القيادي لعناصر ضلت طريقها نحو القيادة ، وبالتالي باعدت بين شعبنا و وصوله لهدف التغيير الديمُقراطي الذي ينشده ..
ومايؤسف له أن تمدد مثل هذه القيادات "الورقية" و "المُهتزة" هو الذي أنتج هذا الخطاب السياسي "المُتشدد" و "المُتشنج" و "الإنبطاحي" والبعيد عن الواقع وغير المُتزن وغير المُنتج ، والمحصلة له خطاب مُفلس ولا يقود إلي تغيير حقيقي وإن مكثنا مائة عام ..
هذه القيادات التي فشلت في ممارسة الديمُقراطية داخل مؤسساتها لن تنجح في جلبها وترسيخها خارجها ، وهذه القيادات التي فشلت في تغيير عقلياتها وأسلمت كياناتها لحالة الجمود فلن تستطيع فعل تغيير ولن تأتي بأي إنفتاح فهي عقليات "مُغلقة" لا تستمع إلا لنفسها وتمارس تعالي غير مُبرر للمعرفة والتطور ، فهي بالتالي محدودة وغير قادرة علي التعلم حتي من أخطائها المُتكررة ..
بعضها كما في الشيوعي مثلاً وبعض حُلفائه يتحدث عن "التغيير الجذري" و هو لا يمارسُه في ذاته ، كيف يكون هنالك تغيير جذري في ظل قيادة كسيحة و قديمة بعضها لايزال يحتفي بعيد ميلاد "لينين" ال ١٥٢ أحد مؤسسي الشمولية وأعداء الديمُقراطية و المؤيدين لتكريس دولة الحزب الواحد وصانعي السياسة الإستالينية الباطشة ، قيادات ظلت تكره الديمُقراطية ولا تمارسها وتعمل علي "مُصادرة" الرأي الآخر و"قمعه" بشدة وبغلظة وبعد كل هذا يحدثونك عن الديمُقراطية والتغيير الجذري! ، قيادات تجوّز لنفسها الدفاع عن الخطأ المؤسسي في بيان رسمي لصالح "المُتشنجين" وتضع نفسها والإنقلابيين علي حد السواء بل وتشرّعن وتعترف بافعالهم باعتبارها "قانونية" وهم من فارقوا الدستور وعطلّوا الشرعية ، وكل ذلك بعد أن أعمّت الخصومة السياسية تلك القيادات "الضعيفة" غير الديمُقراطية .. وفي الجانب الآخر البائس تجد عناصر في حزب الأمة وقيادتها لم يتبقي لها إلا وأن تعلن أنها مع الإنقلاب والإنقلابيين ومع العسكر وحُكمه و ضد المدنية والديمُقراطية وحكمها ، تخبُط و تضارب بيانات وإذدواجية في القرار وضعف في التغيير الداخلي بإتجاه ديمُقراطية حقيقية داخل الحزب الطائفي الكبير ..
هل في ظل وجود تلك القيادات في المشهد السياسي السُوداني يمكن الوصول لتغيير ديمُقراطي و نجاح ثورة ظلت تقدم التضحيات العظام في شبابها ومن دماؤهم الزاكيات ..
ختاماً فإننا نحتاج لجُرأة حقيقية ومواجهة لهذا الواقع لتغييره أولاً ، ضرورة تغيير كُل هذه القيادات الحالية التي أثبتت فشلها وإبعادها عن مصادر القرارات ورسم الخط السياسي وتصدير الخطاب السياسي الجماهيري الذي يؤدي للتغيير الديمُقراطي الحقيقي في السُودان ..
#وحدة قوي الثورة
#التغيير الديمُقراطي
#لا للتسوية السياسية نعم للثورة
نضال عبدالوهاب
25 أبريل 2022



عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 04/25/2022


عناوين المواضيع المنبر العام بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 04/25/2022


عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 04/25/2022