من دعم الثورة من الخارج إلى ممارسة الثورة حيث كنت كتب عبد الله علي إبراهيم

من دعم الثورة من الخارج إلى ممارسة الثورة حيث كنت كتب عبد الله علي إبراهيم


04-06-2022, 05:00 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1649260825&rn=0


Post: #1
Title: من دعم الثورة من الخارج إلى ممارسة الثورة حيث كنت كتب عبد الله علي إبراهيم
Author: عبدالله علي إبراهيم
Date: 04-06-2022, 05:00 PM

04:00 PM April, 06 2022

سودانيز اون لاين
عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
مكتبتى
رابط مختصر




سيخرج اليوم السادس من أبريل سودانيون ملء الدنيا في تظاهرات لدعم الثورة السودانية. وهذا واجب نبيل ما تأخروا عنه. ولفرط تساوق هذه الهمة تساءلت إن كان دعم الثورة هو شيء غير الثورة. قد نخرج مثلاً لدعم الثورة في تونس ولكن هذا خلاف القول بدعمنا الثورة السودانية. فأنت تدعم تونس ولكنك بعض ثورة السودان وجغرافياها مهما شطت بك الديار. أنت ثورة حيث أنت.

اعترف أنني أكتب عن مزاج كئيب عن "دعم الثورة" التبسني خلال سنوات معارضة الإنقاذ الطويلة جرت فيها مسيرات بلا عدد لدعم وقفات باسلة للمعارضة الداخلية. ولكن قل لي بربك أي جماعة، أو فرد، عاد من تلك المعارضة بعد الثورة بمؤسسة نشأت لهما خلال دعم الثورة: صحيفة، إذاعة، تلفزيون، دار نشر، صندوق لدعم الشهداء وقدامى المحاربين والمبدعين، جمعية خيرية لإسعاف المحتاج المتعفف. استثني من ذلك الدكتور حيدر إبراهيم. فخلا الداعمون من ذلك العمل المؤسسي في حين انبثق في الوطن من مثل شارع الحوادث وصحف كالجريدة. ولو قرأ الداعمون نص خيبة الفترة الانتقالية جيداً لعلموا أنها ولدت في بيئة غاصة بالثورة المضادة تربصت بها بكلكل مؤسسي. ولم يجد العائدون سوى كيانات الحكومة الإعلامية التي لم تبن قوائمها على الثورة.

وأحكي لكم حكاية عن مزاجي العكر هذا. كنت على اتصال بمنظم لموكب داعم لهبة سبتمبر ٢٠١٣. فسألته هل طفتم كما يفعل الخواجات بقبعة ليتبرع الحاضرون مما رزقهم الله لضحايا الهبة. قال لي: والله الجمعناهو ما كفى دلاقين اللافتات.

كتبت مرات عن ذلك الداعم الذي من تغطى به عريان. ولا أقول أن هذا القبض كان عن شح. فقد تبين معدن الداعمين في استجابتهم السخية والفدائية لنداء دعم ثورة ديسمبر. وكان ذلك بفضل مؤسسية الرجل الواحد، بكري علي، الذي دق صدره وجعل نفسه بحراً للسواقي. وقضي غرضاً جزاه الله عن الثورة خيراً.

وددت لو قامت مواكب الدعم على برامج لها مستقلة لسند الثورة تتفرع منها واجبات يومية بدلاً عن التربص بمواكب ثورة الداخل أو مناسباتها ودعمها بمسيرة بعد مسيرة. وألخص هنا ما عنّ لي من وجهات لمثل هذه البرامج من احتكاكات بآخرين أو أفكار طرأت لي.

١-اتصلت بي جماعة من الأكاديميين للقاء نتطارح فيه الأفكار حول ما العمل بعد انقلاب ٢٥ مايو. وبالنظر لأنهم أكاديميون اقترحت عليهم عقد سمنار عن نكسة الحكومة الانتقالية بشروط الأكاديمية لمثل هذا السمنار، أي أن تشهر الجماعة الدعوة بمذكرة ضافية عن إطار السمنار لتلقى مشروعات مختصرة لما ينوي الباحث الكتابة عنه، ثم تختار الهيئة الداعية أفضل هذه المشروعات مساساً بالأمر ونفاذاً فيه لدعوة أصحابها لكتابة أوراقهم للسمنار. ولم أسمع منهم بعد. بدا أنهم يريدون العاجلة لا الآخرة. وما زلت أعتقد بسداد هذه الفكرة وأنا أرى أن قادة الفترة الانتقالية يغطون على المفشلة بإقبال بعضم على بعضهم يتلاومون. ولا قيام لثورة بعد تهافت الانتقالية إن لم تقرأ نص فشلها بعين ذربة لا تترك حجراً على حجر في نبش سقوطها.

٢-بعد سماعي للرئيس بايدن يثني على الكنداكات مرتين في المؤتمر الذي عقده لتعزيز الديمقراطية في العالم اتصلت بزميلات من النساء هنا لترتيب لقاء به، أو من يمثله، لتحيته والاشادة بمثل هذا الذكر النادر. وقلت لهم سيكون ذلك كسباً للثورة لأنه خبر سيلقى حظه في الذيوع ومعه سيرة ثورة السودان. ولم اسمع ممن استجاب لندائي.

٣-سألت مرة لماذا كَتب استيلاء الانقلابيين على تلفزيون السودان نهاية برنامج "بيوت الأشباح"؟ أليس بوسع جماعة مبدعة أن تواصل انتاجه وبثه كأن شيئاً لم يكن؟ علماً بأن سردية بيوت الأشباح تأخرت لثلاثة عقود حتى اندلاع الثورة: ما كان يمنع جماعة منا إنتاج مثله في سياق معارضة النظام والذاكرة رطبة وكل الضحايا أحياء؟

٤-وسألت: لماذا توقفت أعمال لجنة تفكيك التمكين حتى وقادتها في الاعتقال؟ لقد أسعدني بيان صدر عنها قبل أسبوع أو نحوه وأملت خيراً. ولم أكف عن التذكير بأن قيام لجنة التمكين، مهما كان الرأي في أدائها، ذكاء ثوري كبير. فهو كيان مبادر في حملة عالمية تنهض منذ عقد أو أكثر لملاقاة حكم اللصوص والأوليغارك عرايا بعد أن جاؤوا متحزمين. لقد سمت الأمم المتحدة فساد حكم هذه الطائفة ب"جائحة عالمية". وربما كنا الثورة التي عرفت دواءهم حتى جنوا جنونهم وفقدوا المحنة. وداعمو الخارج أفضل من ينورنا بفقه التفكيك كما يجرى نقاشه في العالم وتناهضه مؤسسات مثل "أوراق بندورا".

سمعت سيدة من الخارج على "الكَلَب هاوس" تقول لمتحدث من الداخل: إنتو عاوزين شنو؟ نساعدكم بشنو". وقلت لها في سري: حين تساعدون أنفسكم كثورة في حد ذاتها، حين تكفوا عن الدعم إلى ممارسة الثورة حيث أنت.



عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 04/06/2022



عناوين المواضيع المنبر العام بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 04/06/2022


عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 04/06/2022