Post: #1
Title: الثورة السودانية .. والمجتمع الدولى (2):عبدالمنعم عثمان
Author: عبد المنعم عثمان
Date: 03-05-2022, 07:09 PM
06:09 PM March, 05 2022 سودانيز اون لاين عبد المنعم عثمان-السودان مكتبتى رابط مختصر
انتهينا فى مقالنا السابق الى ماحدث من اتفاق بين الرجل الثانى _الاول _ فى نظام انقلاب الخامس والعشرين من اكتوبر الماضى وروسيا بمايخدم مصالح النظامين . واخذنا ذلك كدليل على ان مايسمى بالمجتمع الدولى ليس مجتمعا متناسق الرؤى والقرارات ، ولكنه يعبر فى كل حالة على مصالح الاطراف . واوضحنا بمثال حى تغير موقف الولايات المتحدة اكثر من مرة على لسان مسئولين فى ادارتها من تحول الامور فى السودان بعد الثورة المتفردة بما يعبر عن توازن القوى فى لحظة معينة . وكان ذلك المثال بتصريحات مسئولة امريكية عن انهم لم يقرروا ايقاف المعونات الموعودة للسودان ، اذ ان ماحدث فى الخامس والعشرين من اكتوبر لايعتبر فى تقديرهم انقلابا يستوجب ايقاف المعونات اذ انه حدث ضد حكومة غير منتخبة ! وهو موقف اقل مايمكن ان يوصف به بانه يصب ماء باردا على النضال السودانى والدعم الذى يجده من شعوب العالم وبعض حكوماته. وقد جاءنى الآن حديث لمسئول سابق بالبيت الابيض ، هوكاميرون هدسون الذى هو الآن خبير فى مركز الدراسات الاطلنطى ،، يعلق فيه على زيارة الفريق حميدتى واتفاقاته فى روسيا ، فيقول :( ان حدوث تحالف بين روسيا والسودان سيكون له آثار بعيدة المدى فى منطقة القرن والساحل الافريقى ويمكن ان يطلق بواعث جديدة لحرب باردة من شأنها زعزعة الاستقرار واحداث تغييرات فى منطقة القرن والساحل الافريقى الهشة .. ) وواصل فى تغريدة له على تويتر : ( ان السودان الآن معروض للبيع للاعلى سعرا ، داعيا الى عدم تجاهل الآثار الاستراتيجية والتكتيكية لزيارة نائب رئيس السيادة – حميدتى – الى روسيا ونتائجها ، مضيفا ان زيارته كشفت عمق الازمة الاقتصادية التى يعيشها السودان والانهيار الوشيك الذى سيشهده ) . فهل ستتفرج الولايات المتحدة على هذه النهاية المحزنة لثورة هزت الدنيا وزعمت امريكا انها ستدعمها حتى الوصول الى غاياتها من الديموقراطية التى اهدرها الانقلاب قبل الوصول الى انتخابات تاتى بالحكومة المرادة ؟ من الواضح فى تصرفات انقلابيي السودان انهم ينتهزون كل فرصة متاحة ، بل ويحاولون خلق الفرص التى تنجيهم من المصير المحتوم بانتصار الثورة الاكيد ، غير عابئين بقتل العشرات وقد قتلوا الالاف من قبل ثم تحالفوا مع قادة من قتلوا . فهل سيصعب عليهم التحالف مع قوى خارجية تقتل الناس فى اوكرانيا او فى العراق وليبيا ؟! ولعل الرجل الاول الذى اعلن الانقلاب قد سرته نتائج عاد بها رفيقه قد تتيح لهما مزيدا من أيام الاستمتاع بالسلطة ، بل وجعلت الطرف الآخر من المجتمع الدولى يحول دعمه للثورة التى لم يترك فرصة للتغزل فيها وفى شجاعة ثوارها الساعين الى وضع بلادهم على نفس طريق ونهج المبادئ التى جعلت ذلك الطرف يقدم الرخيص والغالى دعما لأوكرانيا التى يزعمون انها تسعى الى نفس تلك الطريق والمبادئ ! واخيرا اليس فى كل هذه المواقف لطرفى ازمة اوكرانيا ، وهما الطرفان المكونان لما يسمى المجتمع الدولى ، اليس فيها مايؤكد ما هومؤكد بالفعل من ان ليس هناك مايمكن ان يطلق عليه ذلك الوصف ككتلة ذات منهج مشترك؟ ولعل فى كل هذا ايضا مايؤكد ماذهب اليه غالبية من تحدثوا من خبراء مظاهرة " كلنا معاكم"من دور ممكن للمجتمع الدولى يحدده الشارع السودانى فحسب . فاذا كان الامر كذلك، يصبح على الشارع السودانى الواعى أن يعجل بازالة النظام الانقلابى ، حيث ان هذا العرض للبيع سيجد الكثيرين من المشترين . وهنا لابد من الاشارة الى التطورات الحادثة فى مسيرة الثورة فى محاولاتها الجادة فى الوصول الى وحدة شاملة على الاقل للمؤمنين بضرورة انهاء الانقلاب كخطوة اولى ضرورية نحو وضع اسس استكمال المرحلة الانتقالية . وهذا بالطبع لاينفى ضرورة استمرار تبادل الراى بين مختلف المؤسسات الثورية فى مايخص اسس الفترة الانتقالية . غير ان الغريب فى موقف طرفى المجتمع الدولى يدل على الخواء الذى تعيشه قيادات الطرفين سياسيا . فمن ناحية قد يوجد مبرر لقيادات الانقلاب السودانى ان يتخذوا المواقف التى عبر عنها حميدتى ومندوب السودان فى الامم المتحدة ، اذ انهم ، كما ذكرنا يسعون الى انقاذ مايمكن قبل حلول الطامة الثورية عليهم بالاضافة الى ضحالة التفكير وقصر النظر الذى تميزوا به حتى على ايام الانقاذ . غير انه من غير المقبول ان يتصرف قادة العالم او حتى الاقليم بنفس النهج والضحالة السياسية ،وهم يدعمون نظاما واضح النهاية القريبة جدا بحكم الشعب والتاريخ . ربما يكون منطقيا ، مع حدة الصراع واشتداده بين طرفى النزاع الدولى ، ان يقبل احدهما او كلاهما التنازل عن بعض حقوقه اودعم طرف مناوئ للعدو فى قضية جانبية او اخرى ، توقعا لدعم ذلك الطرف فى القضية الماثلة . وذلك مثل ما يحدث فى الموقف السورى او الايرانى . اما ان يجازف طرف دولى او اقليمى بعلاقته مع شعب بأكمله وهو يخرج الى الشارع على مدى سنوات دون توقف مطالبا بحقوق منتزعة بواسطة طغمة قليلة العدد ومعروفة التوجه ةالاتجاه ، فى سبيل موقف مؤقت ، فهذا مالا اجد له مبررا عاقلا ! فاذا عدنا مرة اخرى الى موقف المجتمع الدولى من الثورة السودانية بشكل عام ، وفى غير علاقة باحداث الحرب الاخيرة، فاننا لابد ان نتحدث عن جزء آخر هام جدا من هذا المجتمع ، خصوصا بعد مااشرنا اليه من توحد الوجهة من ناحية الدول لهذا الجزء منه، ,ذلك بعد انتهاء مرحلة القطبين ، ووصوله الى محطة التنازع الراسمالى على مناطق النفوذ ، فى سبيل الفوذ بالمركز الاول فى استغلال بقية العالم ! وهذا الجزء الهام من المجتمع الدولى هو الجزء الشعبى من النضال الجماهيرى الذى خبرناه عديدا من المرات داعما لنضال شعبنا وشعوب اخرى حول العالم ، ليس آخرها ، ولن يكون، دعمه لثورة ديسمبر المجيدة . وقد ساعد فى هذا انتشار الثوار السودانيين فى جميع دول العالم تقريبا نتيجة التشريد الذى تم بواسطة النظام الانقاذى الذى ظل يتربع على عرش البلاد لثلاثين سنة ولايزال ممثلوه يعملون على اعادته . ومن الواضح ايضا انه حتى شعوب البلدان المتناطحة على المركز الاستغلالى الاول تتحرك دعما للسلام ولحرية الجميع . واليوم يعود شعار ياشعوب العالم اتحدى فى وجه راس المال العالمى اتى من الشرق او الغرب. وبالطبع لن يخدع هذه الشعوب ، بعد كل مامر بها من محن متنوعة ، لن يخدعها شعار الدعم من اجل المبادئ المشتركة فى الحرية والديموقراطية والاشتراكية !
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 03/05/2022
عناوين المواضيع المنبر العام بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 03/05/2022
عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 03/05/2022
|
|