Post: #1
Title: أولاد أسامة داوود يهاجمون حميدتي
Author: أمل الكردفاني
Date: 01-23-2022, 07:24 PM
06:24 PM January, 23 2022 سودانيز اون لاين أمل الكردفاني-القاهرة-مصر مكتبتى رابط مختصر
نقابل هذه الأيام هجوماً كبيراً على حميدتي، وهو هجوم غير منطقي، لكن يمكننا أن نعرف مصدره، إذا علمنا أن السودان -كباقي دول العالم- تتصارع في مياهه الضحلة التماسيح. يبدو حميدتي مهدِّداً للقوى الرأسمالية التي تقود الهيمنة الإقتصادية على السودان، إذا عرفنا أن مجموعة الشباب الذين تم ويتم توريدهم إلى الداخل كرأسماليين هم المهيمنون المستقبليون على اقتصاد السودان وهم ينتمون لداوود وتم تشكيلهم عبر النادي النوبة، ليتقلدوا اليوم إتحاد شباب أصحاب العمل. هم شباب صفر البشرة رقيقو الجلد، ناعمو الملامح، ويمتلكون دعماً أوربياً سياسياً ومالياً، يبلغ أكثر من ثلاثين مليار دولار، بحيث يتم تأهيلهم للسيطرة على اقتصاد الدولة، ويعتبر داوود الأب الروحي لهم. يمثل حميدتي شوكة حوت قادمة من الغرب المهمش، وحميدتي يقتحم -مثل داوود- كل مجالات الاقتصاد، من الذهب وحتى جلود الأضاحي. وهو -أي حميدتي- يشكل قوته من بلدياته في الغالب. أي العنصر العربي في دارفور في مواجهة العنصر الزنجي الفقير، والذي تمثله قيادات تعاني هي نفسها من عدم القدرة على خوض المنافسة المحمومة بين الشمال النوبي (الحلفاويين تحديداً) والغرب العربي (الرزيقات وغيرهم). هذه المعادلة مرفوضة لداوود ومو ابراهيم ومعهم أيضا ابراهيم الشيخ وصلاح قوش ومن ورائهم أوروبا والإمارات على وجه التحديد التي تتدفق منها ملايين شباب أصحاب العمل أو الراسماليين المستقبليين. فمن يقف مع حميدتي؟ حتى الآن لا أحد يقف بقوة مع حميدتي، لأن هذا الأخير -رغم تقدمه السريع في ساحة المعركة- لكنه يتقدم بدون منهج وبدون آيدولوجيا، بل أنه يتعرض بدوره إلى رفض أبناء الغرب العرب وغير العرب (مع ملاحظة أن الصراعات الإثنية في دارفور أعمق مما يتصوره البعض فهي ليست فقط زرقة ضد عرب، بل هناك عرب ضد عرب وزرقة ضد زرقة ورواسب أخطر وأعمق). لا يستطيع حميدتي حماية نفسه أمام منظومة أسامة داوود ومو ابراهيم، هاذان الأخيران استطاعا زرع أذرع أخطبوتية لهما في الداخل، بحيث يسيطران اليوم على الشارع نفسه سواء عبر دفع المال أو عبر الإعلام الموجه. والأخطر من ذلك أن الجيش نفسه يقف ضد حميدتي، لأن الجيش نفسه يعبر عن قوى الشمال منذ أول إنقلاب له بعد الاستقلال وحتى الإنقلاب الأخير. لذلك تتم شيطنة حميدتي عبر ضخ إعلامي ممنهج. وفي المقابل لا يملك حميدتي لا قوة إعلامية ولا حتى ثقافة الحرب النفسية والبروباغندا. لقد اكتسب الشماليون خصلة شيطنة الآخر عبر تاريخ طويل، في حين أننا مثلاً لن نجد أن الهامش يملك ذات الخبرة، بل ولا يعرفها. استطاع الشمال تحويل هزائمه لبطولات باستمرار عبر الضخ الإعلامي، في الوقت الذي لا تجد فيه بطولات الهامش اي حضور حتى على مستوى المناهج الدراسية، كانتصارات المساليت على الجيش الفرنسي مثلاً. يتم إخفاء كل بطولات الهامش الحقيقية منذ الاستعمار وحتى اليوم وتصويرهم كشياطين لا يمتلكون قدرات عقلية قادرة على مواجهة الحياة بحكمة بل فقط بالدم. أمام هذه الحقائق، سيعاني حميدتي من عمليات عزل مستمر من القطيع، وسيبدأ العد التنازلي للنهاية بصراعات داخلية وانشقاقات، ثم تمردات متتالية صغيرة ضده، ثم هجوم في مناطق أهله هناك في دارفور، وقد ينتهي الأمر باغتياله عن طريق أحد أقاربه، كل شيء محتمل، لأن صراع حميدتي اليوم ليس صراعاً سياسياً محضاً بل صراعاً مالياً، والصراعات المالية لا رحمة فيها. ولا عزاء ولا دية فيها للمنهزم.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 01/23/2022
عناوين المواضيع المنبر العام بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 01/23/2022
عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 01/23/2022
|
|