مقتل ضابط الشرطة - السلمية تستفز الانقلابيين

مقتل ضابط الشرطة - السلمية تستفز الانقلابيين


01-15-2022, 05:25 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1642263932&rn=0


Post: #1
Title: مقتل ضابط الشرطة - السلمية تستفز الانقلابيين
Author: اسماعيل عبد الله
Date: 01-15-2022, 05:25 PM

04:25 PM January, 15 2022

سودانيز اون لاين
اسماعيل عبد الله-الامارات
مكتبتى
رابط مختصر




المعلوم أن الثورات الشعبية التي تتخذ من سلاح السلمية وسيلة للتغيير، هي الأكثر زخماً انتصارياً في محصلتها النهائية، هناك ثورتان شعبيتان شهيرتان قدمتا انموذجين لمدى ضراوة ومضاء هذا السلاح الفتاك، بدون توجيه فوهات المدافع لجند الطغيان والدكتاتورية والاستعمار، فمازالت الهند تحتفي وتفتخر برمزها الوطني المهاتما غاندي قاهر المستعمرين البريطان، وملقنهم دروساً صعبة في الصمود والتظاهر السلمي، ومحرج سطوة امبراطوريتهم التي غطّت جميع انحاء العالم، وكذلك ايقونة النضال والتحرر الوطني الافريقي نلسون مانديلا الرجل الذي قضى ثمانية وعشرين عاماً بسجون دويلة الفرز العنصري، إن انموذج ماديبا هو الأحدث والأقرب مقاربة للسلميين السودانيين بحكم أن حقبة نضاله عاصرت نهاية الالفية الثانية، لقد توج ماديبا خلاصة كفاحه السلمي بالفوز برئاسة بلده ديمقراطياً وعبر صناديق الاقتراع باغلبية كاسحة، اما رفضه للترشح لدورة رئاسية ثانية لافساح المجال لآخر، أكد على عصامية القائد وايثاره وعدم تشابهه مع انتهازيي التشبث بكرسي الحكم الذين تضج بهم كثير من البلدان العربية والافريقية.
مقتل الضابط الشرطي صاحب الرتبة الرفيعة قبل او مع انطلاقة المليونية الثائرة قبل يومين – بحسب الروايتين، والمحاولات اليائسة لالصاق التهمة بالثوار السلميين الحريصين على الصورة الرائعة لسلمية ثورتهم، هي واحدة من سلسلة الاجتهادات الخائبة الساعية لكبح جماح حصان ديسمبر الذي انطلق قبل ثلاثة اعوام، فالقوة الدافعة والمحركة للحراك الديسمبري المجيد ارعبت الانقلابيين وازعجت مرقدهم، فجعلتهم يوقنون أن الاستخفاف بشأن هذا الحراك الوطني الجاد ما عاد يجدي ولا ينفع رغباتهم غير المشروعة في البقاء في السلطة، فالوعي السلمي قد اجتاح قلوب وعقول الشيب والشباب واصبح يتمدد ساعة بعد ساعة، فلا مجال لاغراء النفس بالاستمرار في السباحة عكس امواج تيار المليونيات التلقائية العاتية، وهذه الحقيقة لابد وأن تجعل الحالم يصحى من غفوته والمتوهم يتخلص من اوهامه، فقد برزت ملامح التصميم العنيد لشباب الجيل الحاضر في عدم التنازل او التسامح وتقديم مبدأ (عفى الله عمّا سلف) على الحق في القصاص، لقد ولّى زمان اولئك الاجداد الذين كانوا سبباً رئيساً في أن يدفع احفادهم ثمن حسن نواياهم بعفوهم وتسامحهم مع الدكتاتوريات العسكرية.
الحراك الشعبي التلقائي ادهش شعوب وحكومات العوالم التي من حولنا، وهذا الادهاش يولد الغيرة والحسد في النفوس والذي بدوره يحرك الدوائر الاقليمية لوأده في المهد، قبل أن يكبر وينضج ليصبح بعبعاً مرعباً لمن يرزحون تحت نير حكم الرجل الواحد المتجبر، الذي لا يمكن أن يُري شعبه إلّا ما يَرى ولا يقبل بأن يأتي احد غيره ليبين لهم سبيل الرشاد، الثورة السودانية مراقبة ومتابعة بالكاميرات المحلية وبعدسات العيون الزرق العالمية، وهي بمثابة الفرحة والومضة المضيئة في اوساط عوالم معتمة لا تعرف سوى الرضوخ للقوي القهّار من بني آدم، وبضوئها الخافت الذي لا يلبث أن يبرز كل يوم ويزداد توهجاً وضياءً تلهب قلوباً لا تعشق غير الظلام والعيش بين المخابيء المتوحشة، فالعلم بالتعلم والتشبه بالرجال فلاح كما اوصى بذلك نبي الرحمة والهداية، ولما لمنظومات الحكم المجاورة من قصور تجاه شعوبها، بالضرورة سوف يعمل حراك ديسمبر على استفزاز تلك الكتل السكانية الظانة أن القباب يوجد بداخلها فقهاء عالمون وعلّامون، فتتفجر البراكين الشعبية المزيلة للطواغيت.
التمسك بسلاح السلمية هو ديدن الغر الميامين المتوشحين بالعلم، والحاملين لألوية التغيير الحتمي والمحتوم القادم، تحقيقاً للشعار المتداول بين الحشود والصفوف المتراصة (إرادة الشعوب لا تقهر)، سوف تعمل الدكتاتورية الجديدة على اراقة الدماء ولن يرتعش لها جفن، وهي ترسل فلذات اكباد الأمهات لأتون الموت الشريف الكفيل بتقديم قربان الخلاص الوطني، ومن المستحيل أن تقدر مجموعة صغيرة معزولة معتمدة بالأساس على السلاح الناري على أن تهزم سلاح القلوب المسالمة الخافقة بحب التراب، على خطباء المساجد وقساوسة الكنائس أن يصلوا للرب من أجل أن يحفظ هذا الانجاز الوطني حتى يستكمل مآلاته المحررة لهذا لشعب الصابر، ولتقدم الأمهات والجدات بعد كل صلاة للجمعة التمر والمخبوزات كرامة وسلامة لهؤلاء الأبناء واولئك البنات الحاملين والحاملات لأرواحهم وارواحهن فوق أكفهم واكفهن وهم وهن يستقبلون ويستقبلن آلة الموت الرعناء المسنودة بسواعد الجبناء.

اسماعيل عبد الله
[email protected]
15 يناير 2022



عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 01/14/2022


عناوين المواضيع المنبر العام بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 01/14/2022



عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 01/14/2022