الحراك الثوري ... كيف يكون حسن الختام؟

الحراك الثوري ... كيف يكون حسن الختام؟


12-20-2021, 11:13 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1640038424&rn=0


Post: #1
Title: الحراك الثوري ... كيف يكون حسن الختام؟
Author: اسماعيل عبد الله
Date: 12-20-2021, 11:13 PM

10:13 PM December, 21 2021

سودانيز اون لاين
اسماعيل عبد الله-الامارات
مكتبتى
رابط مختصر



مليونية التاسع عشر من ديسمبر المصادفة للذكرى الثالثة لثورة السودان تقدمت كماً ونوعاً عن سابقاتها، وارعبت الحاكمين والمعارضين – الانقلابيين والقحتاويين، هكذا عودنا الشباب الثائر الناشد للحرية والسلام والعدالة منذ اليوم الأول، لكن هنالك قصور كبير في طرائق قيادة الحراك لايصاله لنهايته المنشودة - الاسقاط الكامل لطاقم الحكم العسكري، وتكليف حكومة تصريف اعمال مدنية مؤقتة ذات مهام محددة، وهذا الاخفاق الملازم لتحقيق الهدف الاسمى من هذه المليونيات الجماهيرية الغاضبة والساخطة على مآل الحال المائل، سببه القوى السياسية الحزبية المتخلفة المندسة بين صفوف الثوار، التي تعمل بشكل غير مباشر على تعطيل مسيرة الشباب نحو انجاز مشروعهم صاحب الاجندة الوطنية الحقيقية، لقد حزم ثوار ديسمبر امرهم وحملوا امتعتهم ورفعوا سقف حقوقهم المتمثلة في ازالة العسكر ورئيس الوزراء والاحزاب والحركات من المشهد، وهو طموح مشروع وممكن رغم اصوات التهكم وكلمات السخرية الصادرة من الحرس الحزبي القديم، فحكمة ايقونة التحرر الوطني الافريقي نلسون ما نديلا تقول:(دائماً ما يبدو الامر مستحيلاً حتى يتم تحقيقه).
الخطأ التاريخي الذي ارتكبه تجمع المهنيين باعتباره الجسم النقابي الراعي للحراك الديسمبري حتى سقوط الطاغية، تمثل في افساحه المجال لاحزاب الهبوط الناعم المختطفة لتحالف قوى اعلان الحرية والتغيير، وتركه الحبل على غارب الثورة الديسمبرية الظافرة الذي فتح الباب واسعاً لتكالب هذا التحالف الهش على مكتسبات الانجاز الثوري، فحوّل المنجز الممهور بدم الشباب لصفقة تشاركية بينه وبين اللجنة الأمنية للحزب البائد، ذلك الخطأ يجب أن لا يتكرر هذه المرة وعلى شباب الثورة تجهيز قوائم اسماء شاغلي مقاعد المجالس الثلاثة: التشريعي والتنفيذي والسيادي، وعليهم ان لا يعبأوا بالحركة السلحفائية لديناصورات الحرس الحزبي القديم، وعليهم أن يتقدموا الصفوف دون وصاية من أحد، ذلك لأن الشيوخ الهرمين الذين تسيّدوا المشهد السياسي بعد ثورة اكتوبر من امثال الراحلين الترابي ونقد والصادق، كانوا في مثل اعمارهم وبنفس عنفوانهم وهم يقتحمون باحة القصر الجمهوري، فلكل زمان رجال مرحليون يقفزون من بين صفوف الانداد ولا ينسلّون من ظلمة جحور الاجداد.
الزمن كفيل بتجاوز غير القادرين على احداث التغيير من العجزة والمسنين، وكما قال رسولنا الكريم صلوات الله وتسليماته عليه: نصرني الشباب حين خذلني الشيوخ، ومن الطبيعي جداً أن يتمترس فضل الله برمة ويستكين محمد عثمان ويتثائب ابراهيم السنوسي، فقطار الزمان لا ينتظر من فاته ولا يرجع القهقرى ليلتقط من تخلف بالمحطة السابقة، ومن يقود الاشياء والاشخاص للامام هو ذلك الشاب القوي البنيان ومعه الثائر المتوازن والراجح العقل، ولا مكان للمعاشيين الذين اكلوا على ظهر الدهر وشربوا وعايشوا صروفه، فالتي تعيق مسيرة الثوار هي خطرفات البائدين وهرطقات الديناصورات الحزبية المنقرضة، والذي يرسم ملمح المستقبل هو الجيل الحديث المدرك لاحتياجاته، والعارف بالوسائل الموصلة لهذه الاحتياجات، فنوازع ضعف النفس البشرية من خوف وكسل وعجز واحباط لا تساير جيل الشباب بطبيعة الحال، لكنها تجيء مصاحبة لمن بلغوا من العمر عتيا وافنوا زهرة شبابهم في تحقيق ذواتهم.
ايها الشباب الثائر قم واعلن عن مجلسك التشريعي وعيّن وزراء حكومتك التنفيذيين، واختر من تريده أن يكون ممثلاً لسيادتك الوطنية ولا تكترث لاقوال المثبّطين ولا لتأويل المتربصين، وليقم بذات الاجراء ثوار الولايات باعلان حكوماتهم الولائية ومجالسها، من بين صفوف الثائرين هناك بالتنسيق مع من اقتحموا سرايا قصر الحاكم العام، لا تتهيبوا دوواين الحكم وشئون الدولة، فلقد تعلّم على اجسادنا جرّاحو النظام البائد لمدى ثلاثة عقود دون دارية منهم ولا علم مبين، فانتم الاحق باعتلاء الكرسي السلطوي لتأسيس منصة الوطن لأنكم اطهار ولستم اشرار، فالشرير لا يحمل كفنه بين يديه وهو يخاطب القضايا العامة، والطاهر القلب والسليم النوايا لا يتربص بجهاز الدولة لكي يثرى ثراءًا فاحشاً، ولا يسعى للكرسي ليحرم عامة الناس حقهم في العيش الكريم، ولأنكم خرجتم من رحم معاناة الدكتاتوريات العسكرية الثلاث، التقطوا القفاز واعلنوا حكومتكم وابنوا دولتكم العزيزة ذات السيادة والكرامة الوطنية.

اسماعيل عبد الله
[email protected]
21 ديسمبر 2021


عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 12/20/2021


عناوين المواضيع المنبر العامبسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 12/20/2021


عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 12/20/2021