Post: #1
Title: الفرصة الاخيرة لحمدوك ..!
Author: عبد المنعم عثمان
Date: 11-28-2021, 09:33 PM
08:33 PM November, 28 2021 سودانيز اون لاين عبد المنعم عثمان-السودان مكتبتى رابط مختصر
كنت أظن الى ماقبل عودة الدكتور حمدوك ، او اعادته بالاحرى ، الى رئاسة الوزراء بعد انقلاب البرهان الاخير ، كنت أظن ان الذين اضاعوا فرصا لاتعوض على السودان وعلى انفسهم هم زعيم حزب الامة الصادق المهدى وجعفر نميرى والبرهان . وأخشى ان ينضم اليهم الدكتور حمدوك برغم ما يقال من المدافعين عن مواقفه عن ذكائه ومعرفته بدهاليز السياسة خارجيا وداخليا ! فقد اتيحت فرصة ذهبية للسيد الصادق بعد انتخابات 1986 التى تلت انتفاضة 1985 ، حيث فازبالمرتبة الاولى فى الانتخابات محرزا 103 عضوا فى البرلمان ، يليه الحزب الاتحادى بفارق يقترب من النصف ثم الجبهة الاسلامية . وبرغم تردده المعهود فى اختيار استراتيجياته السياسية ، وبالتالى فى تحالفاته ، فانه قد حدد منذ الوهلة الاولى موقفا من الجبهة وافا قوانين سبتمبر المساة بالاسلامية بانها لاتستحق قيمة الحبر الذى كتبت به ومعددا عشرة اسباب رئيسة مع مكوناتها الفرعية لاستحالة التحالف مع الجبهة . غير انه ادخلها الى حكوماته المتكررة ، بل وكانت مواقفه من التحالف العريض الذى تم بين القوى السياسية مدعوما بموقف قوى من قيادات الجيش ، والذى لم تكن خارجه غير الجبهة الاسلامية ، هى التى أدت بورة او اخرى الى انجاح انقلاب 1989 المشئوم ، والذى نكابد آثاره حتى اليوم ! ولعل الكثيرون يستغربون لهذا الموقف ، غير ان تفسيره يسهل عند النظر الى الخلفية الاجتماعية لتلك القيادات التى تعبر عن نفس المصالح وان اختلفت الواجهات . ولنكمل الصورة النظرية ، فان المواقف العملية بين الطرفين كانت دائما ماتلتقى عندما يصبح فرز المواقف ضروريا ، من مثل قضية الدستور الاسلامى والموقف من الحزب الشيوعى ! أما حالة جعفر نميرى ، فهى لاتختلف كثيرا من حيث المبدأ وان اختلفت فى تفايل الاحداث ، فقد ظل النظام المايوى يتردد بخلفية قياداته التى وصفها الحزب الشيوعى بالبرجوازية الصغيرة المعروفة فى الادب الماركسى بالتردد . ولذلك فقد بدأ يساريا ثم انتقل الى وضعية العداء للاشتراكية واخيرا اتجاه الى اقصى اليمين مع الحركة الاسلامية . هذا برغم انه فى مراحله الاولى كان قد حظى بالتفاف جماهيرى قل ان يحدث ، بل ان شعبيته قد تخطت الحدود عندم عبرت جماهير الشعب المرى بتأييده كخليفة للزعيم العربى عبدالناصر اثناء تشييعه بحضور نميرى وعدد من الزعماء العرب والافارقة الآخرين ! فاذا جئنا الى حالة البرهان ، فاننا نجد انها الى جانب الخلفية الاجتماعية والعسكرية المشابهة للمثلين السابقين ، فان للصفات الشخصية والوضع الذى وجد الفريق البرهان نفسه فيه دور كبير فى عدم انتهاز الفرة التى جاءته من السماء وحاولت ان تدخله التاريخ من اوسع ابوابه ، الا انه قد آثر الخروج من الشباك ! ولااظن انه ليس من المعلوم للكل بان اللجنة العسكرية الامنية للانقاذ باكملها قد حاولت ونجحت حتى اللحظة بان تكون ممثلة للقوات الامنية باكملها فى ماتدعى من انحياز للثورة . وقد كان لأى قارئ مبتدئ للسياسة ان يعلم من خلال مجريات امور ثورة ديسمبر المتفردة انها تختلف تماما عما سبقها ، اضافة الى التجارب التى مرت بها اللجنة الامنية فى محاولاتها المتكررة الفاشلة لاجهاض الثورة . ولكن يبدو ان سكرة السلطة اضافة الى وسوسة شياطين المنطقة والشياطين الدوليين على اختلاف مشاربهم ومصالحهم ، قد أعمت الفريق البرهان عن رؤية تفرد ديسمبر ، وبالتالى جعلته يركب المركب الخاطئ ولايتعظ بماحدث للقائد الراقص ، خصوصا والامل الكردشى لايزال يداعب الاثنين على احتمال العودة ! هذا ماكان من امر الثلاثة الذين فتحت لهم ابواب التاريخ على مصراعيها ليدخلوا الى مراقى عدن الابطال ،ولكنهم اصروا على الدخول الى سلة مهملات التاريخ ، فماذا عن الدكتور حمدوك ومصيره الذى لايزال بيده ؟! على الرغم من المغالطات التى تحدث بين مؤيديه ومعترضيه حول تفاصيل مجيئه الى السلطة ، بين قائل انه جاء محمولا على اجنحة النظام السابق المتمثل فى ذكاء مدير الامن الاسطورى " قوش " ، ومن قائل بانه جاء باختيار قحت بعد رفضه عرض النظام الانقاذى وهو على فراش الموت ، بان يصبح وزيرا منقذا للمالية والنظام . وأيا كان الصحيح بين هذين الافتراضين ،فان الفرصة الماسية قد جاءت لبطلنا الرابع لمدخل الى التاريخ من خلال نجاح ثورة شهد بتفردها العالم ، حيث اصبحت شعبيته مضربا للامثال . وبرغم فشل حكوماته المتعاقبة خلال اكثر من سنتين من عمر الثورة فى تنفيذ متطلباتها الاساسية ، بالدرجة التى جعلت هذا الفشل يمثل طوق نجاة اساسي لمؤيدى انقلاب البرهان ، وذلك بايراده فى كل التحليلات " الاستراتيجية "على انه ما استدعى الفريق البرهان للانقلاب التصحيحى ، الا ان ضغوط الشارع الثائر اضافة الى الضغط الامريكى والاوروبى قد اجبرت البرهان وداعميه المحليين والاقليميين ، الى القبول بعودته بشروط يستحيل فى تقديرى نجاحه معها فى تنفيذ "خطته " التى يدعى مؤيدوه بوجودها ! وبرغم ذلك ،فانى ارى ان الفرصة الاخيرة لازالت متوفرة للنجاح على الاقل فى اكمال الفترة الانتقالية . فماهى عناصر تلك الفرصة ؟ أولا : وثانيا وثالثا ، لابد ان ذكاء الدكتور حمدوك، الذى لايختلف عليه اثنان ، قد اوصله ، على الاقل فى التجربة الاخيرة ،الى ان الشارع هو الغطاء لمن ينشد غطاء حقيقيا . ولاثبات هذا العنصر ، فاننى ادعو الدكتور وانصاره الى التفكر فى السؤال : هل كان من الممكن ان يكون الموقف الامريكى المؤيد لعودته والموقف الاقليمى المؤيد للعسكر بغير ماحدث لولا موقف الشارع ؟! ماذا كان سيحدث لو ان الشارع قد ابتلع فرية الانقلاب التصحيجية فصمت؟! ثانيا : لو ان للدكتور خطة بنى عليها قبوله الاتفاق السياسى برغم مقدمته التى لاتعنى غير شرعنة الانقلاب ، فلماذا لم يسر بها الى حاضنته السياسية حسب الوثيقة الدستورية التى مزقها الانقلاب ؟! من جانبى ليس لدى تفسير لهذه ا" الدغمسة والغتغتة " غير انها تعبر حقيقة عن نوعية تصرفات الدكتور حمدوك ، التى اتضح انها لاتختلف كثيرا عن اساليب النظام الانقاذى الروتينية ، وقد كان الشارع الثورى يحتاج الى قيادة ثورية . وقد اثبت الدكتور المرة تلو الاخرى عدم ثقته بجماهير الثورة الى قدمت له الدعوة الممهورة بالدماء لأن يتقدمها فى تنفيذ متطلباتها ، فكيف سيغير ذلك النهج الآن وقد قيد نفسه ببنود التفاق الاخير ، الذى ربما يخدم مالح الدوليين وربما مستقبل الدكتور ؟! ثالثا : الا يرى الدكتور تغير المواقف من حوله ايجابا وسلبا ؟ كتغير موقف قحت المجلس المركزى بعد الانقسام الذى احدث فى طريق التحضير للانقلاب ،ثم بعد الانقلاب نفسه الذى ادى الى اعتقال الشخصية الثانية فى مجلس الوزراء وبطريقة مذلة ، ثم بعد اطلاق سراحكم واطلاق سراح رفقائكم بالقطاعى وبعد الاضراب عن الطعام واعادة اعتقال ابراهيم الشيخ من جهة اخرى غير معلومة .. الخ وتغير مواقف جماعة الثورية كذلك . اليس لهذه التغيرات اى معنى فى تقدير الدكتور ؟ الا تدله على الفرز الذى يحدث بين من ايدوا الثورة من اجل تغيير سطحى يذهب بقادة النظام الانقاذى وربما لايعارض رجوعهم اومن يمثلونهم الى سدة الحكم حيث تلتقى المصالح ؟! ومن ايدو الثورة لأحداث تغيير جذرى لاسس نظام الحكم فى السودان بحيث يذهب الى غير رجعة مسلسل " انقلاب\ ديموقراطية " وليؤسس لسودان جديد يمكن فيه تطبيق شعار الثورة المتفردة " حرية \ سلام \ عدالة "؟! رابعا : وقد مرت ايام على رجوع الدكتور ولايزال البرهان رئيسا لمجلس سيادة يصدر قرارات تنفيذية لاأساس دستورى او قانونى لها غير الانقلاب على الدستور والقانون، بل ويثبت ببعضها القرارات التى اتخذت فى ايام الانقلاب من تغيير بمافى ذلك حسب مافهمت، احلال جماعة من النظام الانقاذى محل من اختارهم رئيس الوزراء العائد وقحت المختفية ؟! يحاول مهندسو الاتفاق معادلة تلك القرارات بما استطاع الدكتور العائد تقريره فى شأن مدير الشرطة ونائبه ، وهيهات !. لكل هذا ولغيره مما لم اذكر من مايدل على ان الوضع الذى يجد الدكتور حمدوك نفسه فيه لن يقود الى الى مصير الثلاثة المذكورين ، على افضل الفروض ، غير ان الفرصة التى اقول بانها مازالت متاحة له فهى القفز الى قطار الثورة ولو فى السلم الاخير من العربة الاخيرة ، وهوامل يداعبني ارجو الا يصبح كردشيا اذا لم يعجل الدكتور باستغلاله!
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 11/28/2021
عناوين المواضيع المنبر العامبسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 11/28/202
عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 11/28/2021
|
|