أكذوبة كيف يُحكم السودان

أكذوبة كيف يُحكم السودان


11-23-2021, 12:23 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1637666618&rn=1


Post: #1
Title: أكذوبة كيف يُحكم السودان
Author: أمل الكردفاني
Date: 11-23-2021, 12:23 PM
Parent: #0

11:23 AM November, 23 2021

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




الخطابات الشعبوية السخيفة لدي السياسيين تتواصل منذ إنشاء شبه الدولة السودانية منذ عام ١٩٥٦. ومن ضمنها الحديث عن كيف يحكم السودان، وليس من يحكم السودان.
هذا خطاب ساذج ولكنه يُلقى لأسماع البسطاء من الشعب ليصدقوه.
السودان أساساً، معروف كيف يحكم، وليس بالدموقراطية على كل حال. ومعروف من يحكمه، وليس بالأنتخابات على كل حال.
وهذا ليس عيباً، فلكل مجتمع أو شعوب كيفية حكمها الخاصة، فلا يمكن أن اذهب لقبيلة من القبائل وأطلب منهم أن يقوموا بعملية انتخاب لزعيمهم (الشرتاي أو المك أو الرث) وأن يفتح باب الترشح للجميع. هذا سيكون غباء ظاهراً بيناً. فحكم القبائل له طريقته الخاصة والمتميزة، التي جعلت قريش تسود في الجاهلية ثم تسود بعد وفاة الرسول ص.
وهي ذاتها التي تجعل دول الخليج غير قابلة للحكم عبر أحزاب سياسية، وهي ذاتها التي جعلت الحزب الشيوعي العراقي يدافع عن داعش لأنها سنية، وهي نفسها التي أفضت إلى أن تتم محاصصات حكم طائفية في لبنان.
فلكل مجتمع ثقافته وصراعاته، والسودان بدوره لديه ثقافاته وصراعاته، التي جعلت قيادات الأحزاب نفسها تستمر كقيادات لهذه الأحزاب لعشرات السنين بل وحتى اليوم دون اي تحقق للدموقراطية داخل أحزابها.
ولهذا فخطاب كيف يُحكم السودان، خطاب يكذب فيه الإنسان السوداني على نفسه كما اعتاد دائماً، فالسودان محكوم بشبكة مصالح ضخمة، تم تشكيلها بدعم الإنجليز منذ ما قبل الاستعمار وهي شبكة مكونة من الشماليين.
أدخل إلى البنوك وستجدهم شماليين أقارب بعضهم البعض.
أدخل إلى القضاء..
أدخل إلى الكلية الحربية.
أدخل إلى جهاز المخابرات.
هذه هي المؤسسات الكبرى التي تحكم السودان منذ الاستقلال.
ولنتخيل أن كارثة كبرى حدثت وهي حدوث مصالحة بين القبائل غير الشمالية في دارفور (صراعات دارفور عميقة ومعقدة وتجعل أي حديث عن مصالحات مجرد هرطقة)، فلنتخيل أن ذلك حدث. ودخلنا في انتخابات، فكم عدد الشماليين بالنسبة إلى غيرهم؟ إنهم قلة قليلة، سيتم اقتلاع كل مصادر سيطرتهم من يدهم، تلك المصادر التي تجعلهم يلقون بالفتات منها إلى البقية الباقية من الشعوب. لذلك لا سبيل إلى الحديث عن كيف يحكم السودان فهو محكوم مسبقاً وبكيفية معينة تجعله في نظر الدول الأخرى أكثر استقراراً. وهذا ليس بدعاً على السودان، فحتى أوروبا وأمريكا محكومتان بالعرق القوقازي، غير أن الفارق هو أن البيض في أمريكا رسموا منظومة system للحكم، تجعل كل من يدخل فيها يضطر إلى التكيف معها واعتبارها محققة لمصالحه.
فأوباما مثلاً لا يمكن أن يكون رئيساً لأمريكا لو كان يطرح مفاهيم مالكوم إكس أو كارل ماركس، بل يجب عليه أن يطرح مفاهيم الرأسمالية البيضاء التي تتحكم في المؤسسات الأمريكية، عليه أن ينادي بحماية البيئة، وحب الدموقراطية، وعدم التعرض للرأسمالية بل حتى عدم إدخال اي مصطلحات يسارية في خطابه. في كندا وأوروبا وأستراليا أيضاً، على العناصر غير البيضاء أن تتبع المنظومة الثقافية التي تم رسم عناصرها بإتقان ومنذ زمن ليس بالقصير.
ما فشل فيه شماليو السودان هو أن يضعوا مثل تلك المنظومة. لذلك ظل وضع شبه الدولة برمتها هش جداً. والآن سيحاول الغرب بدعم إسرائيل رسم تلك المنظومة للسودان حتى تتم حماية المكتسبات التاريخية للشمال، ومنح البقية شيئاً من الثروة والسلطة. وهذا لا يشبع طموحاتنا كمهمشين ولكنه ليس سيئاً على كل حال. فالنموذج الشمالي على الأقل -والذي يمثل- المثال الذي يجب أن يحتذى- في طريقة التفكير والملبس والثقافة- (نموذج الرجل في الحزب الشيوعي). لن يكون هو السائد بعد ذلك. سنظهر نحن بثقافتنا الخاصة وتاريخنا الحضاري، وسيظهر كذلك باقي المهمشين في الشرق والغرب والجنوب بتاريخهم الحضاري وثقافتهم الخاصة. مع ذلك فمن الصعب تفكيك الشبكة القوية التي تربط بين المؤسسات المحتكرة للشمال أي (..(الجيش (السلاح)، الأمن(المعلومات)، القضاء(الإفلات من القانون)، البنوك(رأس المال)..). لكن سيتم تخفيف حدة ذلك الإحتكار، وسيؤدي توزيع السلطة والثروة جهوياً، إلى عدم تمركزهما في منطقة واحدة.
هذا كله لن يتم عبر مصالحة وطنية (فهذا خطاب مزيف)، فجميع من حكموا السودان قالوا بالمصالحة الوطنية، وأولهم الصادق المهدي الذي لم يطبقها أثناء حكمه، وآخر محاولة قام بها البشير في الحوار الوطني ويبدو أنها كانت ناجحة لذلك تم العصف بالبشير ذات نفسه وعدم انتظار عدم ترشحه عام ٢٠٢٠. لأن المصالحة كانت ستفضي إلى كسر هيمنة أصحاب الشوكة لو تحركت بخطى حثيثة إلى الأمام. لذلك فتوزيع السلطة والثروة لن يتم بحوار وطني بل بتدخل عسكري بأوامر وحماية دولية (إسرائيلية، أمريكية).

عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 11/22/2021


عناوين المواضيع المنبر العامبسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 11/22/2021



عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 11/22/2021