لماذا كل هذا التعنت و الانانية لدرجة ترك البلد يسقط في هاوية على مراى و مسمع من كل الناس لا لشيئ سوى الطمع في الحصول على منصب في حكومة تسيير أعمال مهمتها فقط هي تنفيذ برنامج متفق عليه مسبقا و في مدة لا تتجاوز السنتين؟ لا ابالغ لو قلت حتى لو تعاقد البرهان مع بيت خبرة عالمي، لادار هذه الفترة الانتقالية بامتياز و أخرجنا من جحر الضب هذا الذي حُشرنا فيه. اذا انتظر الناس توافق الأحزاب و القوى السياسية السودانية على رؤية سياسية واحدة لتشكيل حكومة الانتقالية "فعلى الأرض السلام". لن تتفق الاحزاب و القوى السياسية على ترشيح رئيس وزراء مستقل مهما تكن استقلاليته إلى أن تقوم الساعة. ما من شخص يتم اختياره الا و نسبوه لجهة سياسية طالما انتمى لأسرة او انساب او قبيلة او مدينة أو قرية او جهة او جامعة او مهنة او نقابة او طريقة صوفية او حتى قروب واتساب. عندهم انت غير مستقل ما لم تكن مقطوع من شجرة. و عليه لا جدوى من الانتظار و المطاولة فقد حان وقت اتخاذ القرار الشجاع. درجة التردي التي وصلت إليها أوضاع البلد لم تعد تحتمل. في الحقيقة لو لا تعقيدات وضع القوات المسلحة و الدعم السريع لحصلت عشرات الانقلابات العسكرية، فالبلد على وشك ان يتلاشى من الوجود. اذا كان البرهان محق في قراره إنسحاب الجيش من العمل السياسي ففي رأيي ان الحل السليم الوحيد هو ان يتوكل البرهان على بركة الله و يختار رئسا للوزراء و يصبر و يتحمل مرارة النقد الهدام و النعت الباطل من المدعوين بالساسة. فقط يكفي ان يكون البرهان مقتنع باستقلالية هذا الشخص و متاكد من كفاءته و قوته و امانته و متيقن تماما من عدم ميله للنظام البائد "و بكدا تكون المشكلة الأساسية اتحلت. مافي حل غير كدا اكرر مافي، مافي، مافي حل غير كدا.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة