الاتفاق الذي يلوح الان في الافق سيكون المحاولة الاخيرة من محاولات معالجة امر السلطة في السودان ، ونتمنى ان يكون الفرقاء المتشاكسون قد وجدوا اخيرا انه لا حل الا بالاتفاق وان ما جرى قد جرى ولا يمكن ان يستمر الوضع على ما هو عليه . لم يكن من الممكن أن تكون الأمور بهذا الحال من الفوضى لولا أحلام البرهان في حكم السودان ، فطموح الرجل كان كبيرا ، ساعده في ذلك جماعة الكيزان اللئام الذين كانوا يحلمون بالعودة عبره مكررين قصة البشير الذين امتطوا ظهره طويلا على طريقة شيلني واشيلك ، هو يحكم ويسرق وهم يحكمون ويسرقون . لكن الشارع كان ولايزال واعيا ورافضا لعودة الكيزان سواء عاى ظهر البرهان أو حميدتي الذي يبدو تائها فهذا المشهد المعقد اكبر من فهمه واعمق من تفكيره . ساعد على المسرحية السمجة التي شاهدناها في الفترة الاخيرة الجانب المدني الذي لم ينفض يده مبكرا عندما تبين له ان البرهان واللجنة الانية تتلاعب بهم ، الكل كان يعلم بهذا اللعب واحلام البرهان في السلطة ، والكل كان يتوقع خروج المكون المدني من الشراكة ، ولو فعلها في وقتها لتبين الرشد من الغي . الى الان لا يعرف احد تفاصيل الاتفاق المتكتم عليه ، والتكهن لن يضعنا امام الحقيقة بكاملها ، نحن الذين يراقبون عن بعد ، ليس لدينا من المعلومات ما يكفي لتحليل الواقع القادم . لكن هناك مقدمات لو صدقت لتغير الموقف ولو قليلا ، ومنها ما أصاب الكيزان اللئام من رشاش التغيير القادم ، فكلما صرخ الكيزان كان صريخهم بمثابة البشير بأن الناس على الطريق الصحيح . الخوف من طموح البرهان لم يذهب من الصدور الى الان فللرجل مواقف كثيرة متناقضة و وعود اكثر وخلف للوعد بلا مقدمات من الصعب الركون إليه ، أو تصديق ما يقول . لكن تبقى الحقيقة وهي أن الرهان فيما يبدو أنه قد قنع من الوليمة بالاياب ، ولعله الآن قد اقتنع بأن من المحال أن يكون نميري آخر أو بشيرا آخر ، وعليه أن يطوي احلامه ويبحث عن ملاذ آمن يجتر فيه احلامه الغبية . أما الكيزان فلا يبدو أنهم تعلموا شيئا ولا فقهوا الدروس التي مرت بهم ، عقليتهم مريضة بحب السلطة والمال ، لا يرون في الحياة غيرهما ، لقد رضعوا من صدر هذا الوطن ولم يشبعوا الى الان وصعب عليهم الفطامة .
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق November, 12 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة