لا يمكننا تسمية ما حدث من روسيا إنسحابا من خيرسون، بل إخلاء شاملاً. وبتامل بسيط على خريطة خيرسون سنجدها على الجنوب الشرقي، بحيث لا يمكن أن يتم إمداد المقاتلين الأوكران بالدعم إلا إن جاء من مولدافيا، ومولدافيا نفسها منقسمة لداعمين للروس وآخرين داعمين لأوكرامدنيا لكنها عانت من حربها ضد انفصاليين مدعومين من الروس يستولون على مناطق استراتجية، مما يجعل أي دعم منها لخيرسون مستحيلاً. على هذا؛ قد يكون تعمق الأوكران داخل خيرسون ليس سوى دخول في كماشة تطبق عليهم في حصار طويل، ومرهق ثم استسلام يعلن نهاية الحرب. وهكذا يبدو أن روسيا تمارس حرب تشتيت القوى، بعد أن ضمنت مناطق استراتجية تحمي حدودها، وتضمن أنه لا يمكن ان يأتي دعم إلا من منافذ حدودية مراقبة بالأقمار الصناعية بدقة. لذلك أتوقع أن الأوكران الذين دخلوا خيرسون قد ينسحبون منها بدورهم خلال الأيام القادمة، ويحاولون العودة للإلتصاق بالأقاليم على الحدود الشمالية الغربية على اتجاه بولندا وسلوفاكيا والميجر ورومانيا، ثم بعدها بعشر حركات لبيادق الشطرنج سيتم محاصرة الجيش الأوكراني هناك، وتبدأ المخاوف الأوروبية تتحقق أمام أعينهم. إن روسيا ليست دولة سهلة، رغم الاستسهال الذي يتم بها تناول حربها من قبل الإعلام الغربي، والذي يُضحي بالأوكران لضمان شروط تامينية أفضل عند التوقيع على معاهدة السلام.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق November, 11 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة