الناظر ترك يريد تعيين ايلا رئيسا للوزراء والا سيقرر الشرق مصيره! ورد هذا الخبر في بعض المواقع الإخبارية، لا أحد يستبعد صدور الإنذار من الرجل الذي اشترط يوما ان يتم حل لجنة تفكيك التمكين حتى يسحب هو رجاله الذين يغلقون الميناء وطريق الخرطوم بورتسودان.
الرجل كان احد البيادق التي استخدمتها حكومة مجرمي الحرب التي تتكون من اللجنة الأمنية للبشير ومن فلول نظام عمر البشير. لإسقاط الحكومة المدنية برئاسة عبدالله حمدوك. لكن الرجل بالطبع ليس غبيا ليستخدمه الفلول والعسكر الخونة دون ثمن، فهو قد قبض الثمن مقدما بشراكته في فساد الإنقاذ ولابد ان الشبهات التي تحوم حوله حول تقاسمه مع آخرين لنقود صندوق الشرق، لا بد أن تلك الشبهات صحيحة والا لما وضع الرجل شرط حل لجنة التفكيك في قمة مطالبه.
رئيس وزراء الستة أسابيع الأخيرة في عهد الديكتاتور المعزول عمر البشير، حظي باستقبال كبير في مدينة بورتسودان، لدى عودته قبل أيام من القاهرة التي استقر فيها منذ سقوط نظامه خوفا من المحاسبة مع وجود عدة دعاوي فساد ضده، ليس صعبا حشد المستقبلين بالنظر لاستغلال البعد القبلي ولخبرة المؤتمر الوطني في اخراج الحشود المصنوعة طوال ثلاثة عقود. المؤتمر الوطني يسعى ليل نهار ليس فقط لمحاولة اغراق فساد واجرام ثلاثة عقود في النسيان وكان ذلك احد أسباب استهداف لجنة تفكيك التمكين ومحاولات تشويه سمعة أعضائها. بل أيضا لهزيمة الثورة والتمهيد للعودة في ظل العسكر او عبر الصناديق المخجوجة، باعتبار ان المدنيين فشلوا في إدارة الحكم بعد سقوط الإنقاذ، رغم ان المدنيين لم يتمكنوا ابدا من السيطرة على مقاليد السلطة كما يحاول الفلول تصوير ذلك، فالعسكر (الاوفياء) شركاء الحكومة المدنية، كانوا مجرد بيادق تحركها دولة المؤتمر الوطني العميقة، وليس أدل على ذلك من اعتراض الخائن البرهان على اقتراح حمدوك بتأمين الميناء والطريق قبل ان يقدم ترك على اغلاقهم لكن البرهان طلب التريث (حتى نعرف ماذا يريد ترك)!
ترك نفسه لم يكن يعرف ما يريد لكن البرهان والدولة العميقة التي تقف من خلفه كانوا يعرفون ما يريدون، لم يتوان العسكر لحظة في وضع كل العراقيل الممكنة لإفشال الحكومة المدنية، تلكأوا في تسليم الشركات التي تقتات على دم الاقتصاد الوطني وتلكأوا في هيكلة القوات النظامية فظلت تعج بالفلول حتى انقلاب أكتوبر،، واستولوا على مفاوضات جوبا، وحولوها الى اتفاقية انقلاب مع مرتزقة الحركات، فكان طبيعيا ان تختار الحركات جانب العسكر بل انها قامت بتحريض العسكر ومساندتهم لسرعة اخراج بيان الانقلاب، رغم ان رؤسائهم كانوا يشغلون مناصب مرموقة في الحكومة المدنية التي انقلبوا عليها!
لقد سبق ذلك محاولات الدولة العميقة المستميتة لضرب الاقتصاد بالمضاربة في الدولار واخفاء السلع (حتى جوازات السفر قاموا بإخفائها!) وتخريب الخدمات واثارة النعرات والفتن القبلية، ولولا جهود لجنة التفكيك في تحجيم محاولاتهم لقفز سعر الدولار الى ارقام فلكية. كما قاموا بتحريك الميلشيات المصنوعة في معامل جهاز مخابراتهم (من نيقرز وتسعة طويلة) لإحداث انفلات أمني استهدف المواطنين في أموالهم وارواحهم.
ثورة هذا الشعب العظيم ماضية نحو تحقيق أهدافها، لكن التغيير الحقيقي لن يحدث الا بالقضاء على دولة الكيزان العميقة وحظر هذا التنظيم الإرهابي العنصري نهائيا، اسوة بالحزب النازي، فالتنظيم الذي فصل جنوب السودان ينشط منسوبيه الان عبر اثارة الفتن والنعرات القبلية لدفع أجزاء اخرى من بلادنا للانفصال. الحزب الذي لا يحكمه أية انتماء لهذه البلاد لن يرتاح قبل تمزيقها ، لابد من جلب كل منسوبي التنظيم الفاسد أمام العدالة واستعادة كل الأموال التي نهبوها طوال فترة حكمهم المشئوم، و الاقتصاص من كل من أجرم في حق هذا الشعب، وتلك هي الضمانة الوحيدة لتنعم هذه البلاد بالاستقرار والحرية والسلام والعدالة.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق October, 03 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة