يدور فى مدار الرجل الصالح فهو مثله يتقمص عالمه، كتاباته تزهر بين الأضرحة والتكايا مثل ما جاء مصطفى سعيد من المجهول وذهب إلى المجهول وكما كان الصالح رائد رواية الخيال العلمى فى الوطن العربى الذى كان يستغرق فى مدرسة الواقع ولا يعرف الفانتازيا الا بعد الثمانينيات!!! جاء هو ليقدم تجربة كتابة القصة عبر الورشة ولكن ليست الورشة الكلاسيكيةالتى يجلس لها البعض ويبدأ كل مشارك فى كتابة جزء من القصة كما يحدث فى الأفلام الأمريكية ولكن لمن يدرك دون اعلان ،ينساب فى روح تعيد عالم المعارضة من سوق عكاظ إلى بنشات البرلمان!! جاء هو ليرسم طريقة جديدة لكتابة الورشة التفاعلية التى تعتمد على التداخل البنائي الذى يكمل السرد دون الخروج من الفكرة أو فساد الحبك!!! فالكاتب القصصى بعيدا عن الرواية السياسية التى تمثل اعلان مدفوع الأجر يجب ان يقرأ بعيدا عن مواقفه السياسية مالم تكن قنابل مزروعة بين سطوره!!! عندما نشرت له اول قصصه القصيرة فى مجلة الجديدة و التى ابتثرها المحرر وتدخل فيها بترك أجزاء منها ولكن تبقى الورشة مطلعة على عوالم قصص الهواة وتجيد فن البناء على أثر وقد كان !! فعندما كان يشاهد.فيلم ثمانية وثمانون دقيقة اصابته الدهشة وهو يرى تطابق مقدمة الفيلم مع ماكتبه منذ عشرة أعوام وهى الأجزاء فى المقدمة التى تم حذفها وهو مشهد الأميرة ديانا المستلقية على جانب نفق ألما وهى تتلقى آخر قبلة فى الحياة التى فارقتها للأبد !!! طار النوم من عينه هل هو التوارد ام التخاطر ام السرقة وكانت اجابة الجميع هو التوارد لأن اختلاف اللغة يلغى فكرة الاطلاع مع حاجز البحر والمحيط الذى ينتهى خياله عند فاس التى ليس وراءها ناس و التى اغرم بها الصالح!!! اما المترجم الأديب والذى لا تغيب عنه شاردة حين يترجم بروح العمل بلا إخلال مع علو كعب ثقافته فى شتى العلوم والمعارف اما ذلك الذى يتقمص روح الآلة ويتبنى نظرية المترادفات التى تهتك دقة وجمال اللغة فيقع فى اول حفرة ويطلب الاستغاثة بأن الصوت يتقطع من المصدر!!! أتابع كتابات شاهين شاهين بشغف فهو مالك وصاحب صك فى كتابة القصة وله مستقبل باهر فى كتابة القصة والرواية وكذا السيناريو حتى لو كان ورشة او تفاعلى!!! ولكن المترجم الالى الذى تنقصه روح الأديب التى يجب ان تصاحبه عند ترجمة اى نص تأتى ترجمته جافة بلا روح كانماهى لائحة اسعار او مواعيد حضور وانصراف او مواعيد الوصول والمغادرة فى فى محطة سكة حديد ريفية على احسن حال!! لقد تبنى شاهين خطا واضحا كما أشار! (زمان فى ايام شبابى , قبل اربعين سنة كان عندى مفهوم خاص للشعر والكتابة الادبية حتى ما كتبت ايام الثانوى سرا , كان فيه نفس المفهوم الخاص (الغير مفهوم) حتى قرات وفهمت وتذوقت (فواد قاعود) , و (صلاح جاهين) . عرفت عندها ان الشعر يجب ان يستخدم مفردات الحياة وكلماتها , ان يكون بسيط دون زخرفة فارغة صحيح قد يندهش البعض من استخدام جملة (صحن الفول) , و (الصعوط) , و (العرقى ) وخلافه باعتبار ان الشعر يجب ان يكون كله زبرجد وفزلوجة ( وما تسالنى عن المعنى ) !!!وقد قيل للمعرى هل أكلت دبسا من أثر على ملابسه فترك أكل الدبس من يومها وكذا كان طه حسين معه فى سجنه !!! (اكتب ما اعرف . واستخدم مفردات ادوات حياتى اليومية صحيح هناك فى السودان من يعيش بين الفل والاريج ولكن انا للاسف الشديد لا اعرف غير النيم وشجرة النبق وكده (بعيد عنك انحطاط طبقى مريع) صحيح قد استطيع ان اكتب انتى مثل نجمة المشترى فى شهر اذار . ولكن لن اكون صادق لاننى فى زحمة النجوم لا استطيع التفريق بين المشترى وعطارد , ثم اننى وبرضه للاسف الشديد لا اعرف هل شهر اذار ده لو مؤاخذة هو ابريل ولا مارس . عندما اكتب مثلا اتعترتا فى البلاعة يا مازؤم . اكتب عن واقعى لاننى اعرف البلاعة جيدا .) اما حكاية ابولمبة فذاك موضوع التشتت فى زحمة الليل عندما ترتطم أضواء المنخفضات بالاعالى فترسم خيال كأنما هو فى سباق فتبدأ ملاحقة الأثر الذى لاينتهى الا بطلوع الشمس فتصبح الحقيقة ماثلة انه هناك عدة كيلومترات قد تمت خسارتها بعكس طريق الذهاب الذى تبدأ فيه حسابات الخروج والبقاء خاصة أن كان فى الصحراء!!! ذاك نبي قد ضيعه قومه وزامر الحى لا يطرب ولا كرامة لنبى فى أهله!!! لم تعد هناك قواعد تحد الخيال فقد تداخل الشعر المنثور والقصةالمشعورة وذات الشعور! اما الاصيل فذاك عالم محمد عبدالحليم عبدالله الذى شرقت وغربت عنده الرومانسية فكان كما اساطير الهنود الحمر التى لم تترك نجم اوكائن اوفصل من الفصول الا ونسبت له حكاية فصار البعض يردد الاباتشى والشينى وهو لا يدرك تلك الحكايات التى جمعت من بين ردهات المطابخ فكانت الجدة السلحفاة !!!
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 05/18/2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة