ذكر السيناتور الأمريكي بيرني ساندرز بأن الولايات المتحدة دعمت موقف السعودية في ليبيا والسودان لتجد دعما من السعودية ضد الصين وروسيا وهذا ما لم يتحقق. هذا يجعلنا نتساءل عن طبيعة الدعم الأمريكي للسعودية في السودان. ويمكننا القول بأن هذا الدعم ينصب في حماية النظام الإثني بقيادة البرهان ضد الإثنيات الأخرى في الشرق والغرب. فلنلاحظ أن الولايات المتحدة اختارت جوقتها من قحط (١) الكاملة من الشمال إلا ترمز تضليلي صغير، وتدعم في نفس الوقت البرهان من العسكر، وهما الإثنان سيتفقان -وحدهما- على نظام حكم نصف عسكري نصف مدني، العسكر يسندون البنيان الذي تم رص طوبه منذ ١٩٨٩ حتى تعملقت شبكات الفساد (منظومات متينة) لا يمكن كسرها. وهذا الفساد هو ما يحمي إثنيات الشمال الحاكمة من أي تمدد من الشرق والغرب بغض النظر عما إذا كان من يحكم هو الجيش أو قحط. دور وجدي صالح في هذه اللعبة هو التأكيد على متانة مؤسسات الفساد، ولذلك قام بتصرفات مخالفة لأبسط القواعد القانونية التي يعلمها بالتأكيد بحكم كونه محامياً. ولتعزيز قوة مؤسسات الفساد الإثنية المدعومة من قحط والعسكر، فشلت حكومة حمدوك (المطلوب منها ان تفشل) لتعزيز الثقة لدى المواطنين بأنه لا يمكن إحداث اي تغيير. وكما قلنا فإن منظومة الفساد هذه تشمل (الدولار والأراضي الزراعية والسكنية، والبترول، والبنوك..الخ). حيث تسيطر عليها أسر متداخلة بين القحاطة والعسكر اي متداخلة إثنيا وتصاهرياً مهما اختلف الغطاء الحزبي المزيف (إسلاميين، شيوعيين، جمهوريين، بعثيين، أمة، ..الخ) فبعضهم أولياء بعض. هذه هي الخطة التي تدعمها أمريكا ضد الدموقراطية وضد العدالة في توزيع السلطة والثروة. فكما قلنا أنت لا تستطيع أن تحمي نفسك ومالك وعرضك مع هذه الغيلان المتحكمة بالقضاء والشرطة والأمن والبنوك والجيش. مشكلة المهمشين، في الشرق والغرب أنهم بدورهم انكفأوا على القبيلة وخشوم البيوت داخل القبيلة الواحدة. وبالتالي لم يكونوا ابداً نموذجاً يمكن الركون إليه. ولهذا أيضا ظلت تلك الحركات ضعيفة بل وتزداد ضعفاً، وهي تلهث وراء ما يُرمى لها من عظم. لم تستطع قوى الهامش طرح مشروع قومي مثلما فعل الشهيد جون قرنق وجعل اغتياله واجب عين على كل جلابي. بل على العكس هم غير قادرين حتى على طرح مشروع جامع للهامش. وتماسيح الجلابة يضحكون وأنيابهم تلمع من بين نواجزهم. لكن في كل الأحوال، فإن استفحال فساد الحكم الشمالي بدوره سيكون طامة كبرى على الأجيال القادمة، لأن الدولة أبداً لن تتحرك إلى الأمام، بل ستكون مرتعاً للراغبين في الثراء السريع من اللصوص وفاقدي القيم الأخلاقية والضمير المستنير. لذلك أرى ضرورة إنهاء كل هذه المهزلة. بل والأهم من ذلك كله إنهاء حكم البرهان الذي يحمي مافيا الفساد في السودان، فهم كلهم من قبيل واحد. إن هذه البلد أصبحت مثل أرض قوم لوط، لا بد أن يضربها الله ضربة واحدة تجعل عاليها سافلها لكي ينصلح الحال ويأتِ الله بأقوام يحبهم ويحبونه، ويتناهون عن الفساد والمنكر، وهم يتقون.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق October, 08 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة