يخرجون من الباب ويدخلون من النفاج، هؤلاء هم تماسيح المركز أمثال أسامة داود ومبارك الفاضل، الذين لا يشبعون ابداً. قبل أربعين عاماً وإبان حكم الصادق المهدي شاعت قضية القمح الفاسد التي كان متهماً فيها مبارك الفاضل وقيل بأنه قد تمت التغطية عليها من قبل الصادق، وفي أول عهد البشير شاع بأن الفاضل هو نفسه من أعطى أمريكا معلومات خاطئة عن مصنع الشفاء الذي قصفته أمريكا، أما سمسم أو اسامة داود فهو الزعيم رقم صفر في سلسلة الشياطين الثلاثة عشر. هؤلاء أشخاص لا وازع وطني لديهم، ما دام هناك مال، فهم سيظهرون لك كالشيطان. الآن يحاولون السيطرة على موارد الشرق وثرواته من خلال منافذ دول أخرى كما ذكرت الأستاذة تراجي في تسجيلها، وأحسب أن هذه محاولة من المركز لمحاصرة أهل الشرق ومنعهم من استغلال ثرواتهم أو المطالبة باستقلالهم عن سيطرة النخبة النيلية. خاصة مع الحملة المستمرة التي ينفق عليها الملايين للتأكيد على محبة أهل النهر للبحر. أهل البحر الذين ظلوا منذ ستين عاماً يتغوطون في الخلاء ولا تعرف أكثر مناطقهم معنى الكهرباء تماماً كغيرهم من مناطق الشرق. واليوم يحاول سمسم مد أذرعه الأخطبوتية الباردة تجاه الشرق، ولا شك أن عمولة سمسرته ستكون بملايين الدولارات، يرمي بعضها للفاضل. وهذا هو العمل الأساسي لهذه النخبة، فلا يوجد سياسي ليس بسمسار. فهو يستفيد من السياسة في العطاءات والمنح والاستثمارات دون أن يبذل أي مجهود حقيقي. إن أغلب الراسماليين في السودان لم يصبحوا رأسماليين لأنهم أنتجوا انتاجات حقيقية، وإنما كانت سمسرات ولبعات كبيرة هم أو آباءهم. وهذه اللبعات والعمولات تأتي من أموال الحكومة، وأموال الحكومة تأتي من أهم مصدرين لها وهما الزراعة والرعي، ومعهما البترول وجمارك الموانئ البرية والبحرية. فالسودان ليس دولة صناعية، وصناعاته Manufacturing على قلتها لا يمكن أن تنافس الصناعات العالمية، كما أنه لا يملك بنية صناعات ثقيلة أو صناعات تكنولوجية بما يجعله متأخرا مئات السنين عن الدول الأخرى، والأهم من ذلك أنه لا يمكن وحال صناعته كذلك أن يكون فيه مليونيرات. تتم سرقة أموال الغلابة عبر الحكومات المختلفة، عبر العطاءات من مشتريات وتوريدات وانشاءات، وعبر المقاولات من الباطن، وعبر عمولات التسهيلات مع النافذين من تحت الطاولة،..الخ؛ فالمهم أنك لن تكون مليونيراً إلا عبر أحد احتمالين: إما سرقت أموال الشعب عبر الحكومة. أو ارتكبت جرائم كالمخدرات والتهريب وخلافه.. يمكن بعد ذلك -لك أو لأولادك- أن تقوم بغسل كل ناتج تلك الأعمال لتجعل أموالك تبدو مشروعة. ولذلك يمكن القول بأن أغلب مليونيرات السودان هم إما لصوص أو ابناء لصوص. ولا شيء غير ذلك. الآن؛ يبدو أن هناك عمولات سمسرة كبيرة ستخرج من اقناع أهل منطقة ابو أمامة بسرقة أموالهم، وبما أن أهالي المنطقة ليسوا من النخب الحاكمة وبما أنهم لا يملكون أي خطة دفاع قانونية عن ثرواتهم، فالغالب أنه إما أن يتم سرقة ثرواتهم مع رمي القليل من الفتات لهم أو تعشيمهم بالأوهام أو تزغيط كبرائهم. وهذا ما كان يحدث طوال سبعين عاماً منذ استقلال السودان، ليس في الشرق ولا الغرب ولا الجنوب فقط، بل حتى في الشمال أيضاً. وهذا مؤسف جداً. والسؤال الذي كان على أهل الشرق ان يسألوه: ما هي نسبة المنطقة من عائدات تلك الاستثمارات؟ وكيف لهم مراقبة تلك العائدات؟ وما هي الضمانات؟ ومتى تعود تلك الاستثمارات للملكية العامة؟ وهل هناك عمليات تدريب وإحلال للعمالة الأهلية في تلك المشروعات؟ وما هي الضمانات القانونية لمنع أولئك المستثمرين من الانحراف في استعمال حقوقهم أو امتناعهم عن تنفيذ إلتزاماتهم؟ وهل سيتم وضع شروط تحكيم؟ وما هو القانون الذي سيطبق في حالة التحكيم؟ وما هو الجسد الذي سيكون طرفاً في تلك التعاقدات بحيث يعبر عن مصالح أهالي تلك المناطق؟ وغير ذلك الكثير مما قد يحمي حقوق أهالي تلك المناطق، لكن للأسف كل هذا لم يحدث في كل عمليات السرقات التي تمت لثروات المناطق المختلفة في السودان. وفي النهاية نرى كيف تظل تلك المناطق رازحة في البؤس، بل -وكما رأينا في الشمالية- كيف يعاني أهلها من التلوث القاتل والسرطانات، كما حدث مؤخراً عندما اجتاحت الفيضانات مناطقهم حاملة سموم شركات التعدين. نعم.. يا شعب السوءدان: كن حذراً فهذا بلد نمت فيه اللصوصة وترعرعت فيه شبكات الارتزاق، فكونوا على حذر ولا تخضعوا بالقول فيطمع الذين في قلوبهم مرض، واصبروا وصابروا ورابطوا على حقوقكم، واتقوا الله لعلكم تفلحون.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق September, 06 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة