|
Re: قبل التعديل الوزاري .... وزارة الخارجية في � (Re: اسامة عبدالرحمن ابوبكر)
|
( درج النظام البائد على حصر مؤسسات قومية بعينها على قبائل وجماعات اثنية تحتكر الامتيازات من حوافز وسفريات خارجية وتدريب وهبات مالية في كل مناسبة بل والتحكم في من يلتحق بهذه المؤسسات باعتبارها اقطاعية حصرية على بني جلدتهم دون خلق الله من شعب السودان، ووزارة الخارجية هي من المؤسسات التي رسخت فيها هذه العادة السيئة وللاسف ظلت كما هي حتى بعد التغيير الذي تم وحافظت الاسر التي تمددت داخل الوزارة على هذه الامتيازات حتى اليوم ويقفون سدا منيعا امام ابناء الغبش من الشعب السوداني مانعين التحاقهم بهذا المرفق مهما بلغت قدراتهم ومؤهلاتهم. في تناقض رهيب مع روح الثورة التي يبدو انها بعيدة جدا عن هذا المرفق ).
الأخ الفاضل / اسامة عبدالرحمن ابوبكر التحيات لكم وللقراء الأفاضل
المقال من البداية للنهاية بمنتهى الروعة .. وهو مقال لا يجامل أحداً تحت نوايا مبيتة .. ولا ينتقد أحداً تحت نوايا انتقامية بحتة .. والشعب السوداني حين يقرأ مثل ذلك المقال ينظر أولاً في اتجاهات نوايا صاحب القلم من ذلك المقال .. ومعظم الناس الذين يكتبون تلك المقالات بطريقة أو بأخرى يجتهدون ليخفوا تلك النوايا الكامنة في نفوسهم ., ولكن ذلك الأمر لا يمر إطلاقاً على القارئ الحصيف .. فمعظم تلك المقالات ينتهي فيما لا يقدم ولا يؤخر .. ويدخل في خانة ( مجرد ثرثرة للأقلام ) .
يهمنا في الفقرة أعلاه أن ننوه بحقيقة لا بد أن تقال .. وتلك الحقيقة هي : ( أنت تقول درج النظام البائد على حصر مؤسسات قومية بعينها على قبائل وجماعات اثنية تحتكر الامتيازات من حوافز وسفريات خارجية ،، وتدريب وهبات مالية في كل مناسبة على بني جلدتهم دون خلق الله من شعب السودان ..) ونحن نقول لكم يا الأخ الفاضل أن ذلك الكلام رغم أنه صحيح وأكيد مائة في المائة إلا أنه يخلط بين نوعين من ظاهرة التمكين والاحتكار .. والشعب السوداني يراقب تلك الظاهرة السلبية البغيضة منذ خمسينات القرن الماضي ،، ومن قبل مجيء نظام الإنقاذ .. وعليه فإن الواجب يقتضي بأن نشير إلى حقيقة ضرورية للغاية .. وتلك الحقيقة هي : ( لابد من التفريق بين ظاهرتين عندما يجري الحديث عن ذلك النوع من التمكين والاحتكار ) .. الظاهرة الأولى هي ظاهرة احتكار جنسيات واثنيات معينة لمؤسسة من المؤسسات أو لوزارة من الوزارات ،، وتلك الظاهرة متواجدة في السودان منذ استقلال البلاد ومن قبل مجئ نظام الإنقاذ .. والظاهرة الثانية هي احتكار نظام الإنقاذ البائد لتلك المناصب والوظائف في كافة مرافق ومؤسسات الدولة لتكون خالصة لهؤلاء الأفراد الذين ينتمون ويوالون توجهات الحزب .. وعليه المرجو عدم الخلط بين تلك الظاهرتين .. نكرر القول ونقول هنالك مؤسسات ووزارات تحتكرها جنسيات معينة من أبناء السودان دون غيرهم من أفراد الشعب السوداني .. وتلك الظاهرة قائمة منذ استقلال البلاد .. وهي ظاهرة تختلف كلياً عن ظاهرة التمكين التي مارسته نظام الإنقاذ البائد .. فالظاهرة الأولى كانت ومازالت قائمة حتى هذه اللحظات مع الأسف الشديد في بعض المؤسسات والوزارات .. والظاهرة الثانية هي من ابتكارات نظام الإنقاذ البائد ،، وهي ظاهرة تحتكر أغلب الوظائف والمناصب في كافة المؤسسات والوزارات بطريقة ظالمة ومجحفة للغاية .. ونحن حين نفصل بين تلك الظاهرتين نريد من المسئولين أن لا يهتموا فقط بتلك السوالب التي كانت من الإنقاذ البائد فهنالك سوالب أخرى كثيرة متوفرة في هذه البلاد .. ويجب معالجة كافة تلك السوالب والظواهر دون التركيز فقط على سوالب نظام الإنقاذ البائد .
وفي الختام لكم خالص التحيات
|
|
|
|
|
|