▪ مَنْ هُوَ قائِلُها £

(نحن أبهاتا .. و ضحبنا ليها سمؤناها/ ثورة)
● بمناسبة الأبوة الشرعية للثورات الفتية دي ، تحضرني هنا
حادثة طالوش بُنية ٍ قاتلٍ ل( أب عاج أخوي يا دراج المحن).

▪ حيث حكي لنا الصحفي المخضرم عمنا / عبد الرحمن مختار :
أنه بُعَيد انقلاب 25/ مايو كان الرئيس جعفر النميري عائداً من رحلة
بالطائرة من القاهرة مصطحباً معه زعيم الهزائم / جمال عبد الناصر
جاء ضيفاً على رأس وفد رفيع المستوى مهنئاَ و مناصراً لأول تفريخةٍ
مسودنةٍ من ثورة 23 / يوليو المصرية. يرافقه مستشاره الصحفي /
محمد حسنين هيكل و الذي كانت تغدق قناة الجزيرة جزاها الله خيراً
عليه بطائل أموالٍ بلا طائلٍ و تفرد له السهرات ليتفسحفينا بمعسول كلامٍ
مباحِ و غير مباحٍ و تنظيرٍ فاضٍ لا يودي لا يجيب (فلا أرضاً قطع و لا ظهراً أراح).

● الشاهد أن ذاك المخرف الملقوف كان يجلس خلف مقعدي الزعيمين المتلاصقين
(لزوم حشر الأنف في كل كبيرةٍ و صغيرةٍ)؛ ففي واحدةٍ منمداخلاته غير الموفقة, انبرى هيكل بسؤال خبطٍ صحفيٍّ مزعجٍ للرئيس نميري: لو سمحت لي يا سيادة الريس بسؤالٍ
و لو إنو يعني فيها غلاسة! فيا تَرَى , مع عدم المؤاخذة يعني , الانقلاب اللي حضراتكم و الجماعة بتوعك دول عملتوه دا...هنا قاطعه أبعاج محتداً:أولاً هو موش انقلاب. دي ثورة فتية أبية، ووو...إلخ ..!لا بقي أرجوك، تسمح لي بقا يا سيادة الريس ، دا باين أوي إني هو كان انقلاب آه! بهنا عمك أبعاج اتنفخ و أصلو ما كترو مع ذاك الدعي البجح الخسيس و قرر عِلا يبلعو لسانو في حينه. فكفكف عن ساعد يد الغليظة و استدار نحوه بنظرة من عينين كاويتين لهما دخان أسود. مسدداً إلى وجهه لكمةً واحدةً لم يزدها. و على إثرها سقط هيكل طريحاً مغشياً عليه على أرضية الطائرة يصارع الموت. حتى أن عبد الناصر و هو ذاك الطود العظيم الذي لا تهزه ريح بدا و كأنه صُعِق من دراماتيكيية الموقف لدرجة أن خرج عن طوره و استشاط غضباً فصرخ بوجه نميري بحدةٍ: لا بقا، عيب كدا يا قعفر و ما يصحش أبداً بعني إنك تمد إيدك عليه و في قدامي كمان؟!ياخ دا كان ها يروح فيها. استرجع أب عاج ثم قبل أن يعتذر لصديقه ناصر ،أصر على لفظ هذه العبارة النابية بندِّية شديدةٍ : لكن با ريس براك
شايف، إنو نحنا أبهات الثورة دي ولدناها بعد جهدٍ جهيد مخاضٍ عسير ؛ أها دايرنا نسميها
و لا نستنى لامن واحد قليل أدب متل( الخَوَل) بتاعك دا يجي يضبح ليها يسميها لينا!!