حمدوووك و لا جوووك جوووك

[} لكن، باهو حال بلدنا و حال دنيا مسروقة بأسرها ؛على قولت
شاعرنا الثاير الراحل / محمد مفتاح الفيتوري و الذي نعيناه هنا ،
ببوست ذهب مع الربح إلى ااخوربعنوان« مأساة فرعون عاشق يتغنى
ب{معزوفة درويــش متجــول». فمنذ أن عاش درويشاً إفريقياً ساحراً ظل
يقرض لنا قصاصات الشعر ليُلْقيه على عواهنه، هكذا حراً بلا قافيةٍ أو تفعليةٍ،
حتى و هو يلفظ آخر زفرةٍ من أنفاسه و يغادرنا و قد أشعل لنا أصابعه شموعاً في
عتمات عالمٍ خَرِفٍ تعودنا منه ألا يصون وداً أبداً لأي مبدعٍ مهما كانت له صولات و جولاتٍ
في« دنيا ليست بدار قرارٍ ؛ و لا يملكها من يملكها؛ أغني أهليها سادتها الفقراء .. الخاسر من لم
يأخذ منها شيئاً ، مما تعطيه علي استيحاء..و الغافل من ظنّ الأشياء كما تبدو لناظره هي الأشياء»
رحل ناظمُ تلك الطلاسم ، و هو ذلك البحر بلا شطآنٍ و نفائس الدر في أحشائه كامنةٌ. أديبنا القرعاني
الكبير/ محمد مفتاح الفيتورى؛ رحل في المغرب بعد رحلة مرضٍ مريرةٍ ، وقد اختتمها بسكتةٍ دماغية
لم تُمهٍلْهُ إلا قليلاً. و قد خلف برحيله حزناً دفيناً و أسَى عميقاً بنفوس محبيه في (أوطانه) و هي كثر بهذا
العالم أجمع.. شاعر بلاد العربو مجاهل أفريقيا، ظلت تتناكره مساقط رأسه و مراتع صباه بكل الأوطان.
فيما احتواه العاشقون يفردون له مصاريع الأحضان. ليعيش طِوَالَ عُمُرِهِ هائماً على وجهه ، مرتحلاً
بين{ مغارب} الشمس و منازل القمر، يتأبط وطناً كان وهماً كبيراً بلا خارطةَ لوجوده إلا بين ثنايا
جوانحه. و كلما حطَّ علي غصن لألفٍ ليلة أو ليلة ربيعيةٍ عربية من مدلهمات الليالي ، راح
يُحطِّمُ أصنام الجبابرة الطغاه و لا يبالي.. ثم يخرج منها مغاضباً، يهيم على وجهه و على
رأسه ريشُ {غرابٍ) و تويج كرامةٍ،:و في يده صولجانٌ كما لو كان سلطاناً للعاشقين..