الجمهوريين يدعمون الثورة بنبوءات عرابهم محمود محمد طه..

Quote: حقيقةً، وأقسم بالله: كان فقد السودان لمحمود محمد طه أعظم فقد! *** لكن السؤال: متى كان هذا الفقد؟ *** كلّ من يقرأ سيرة الأستاذ محمود قراءة متمعنة، سيكون جوابه بوضوح: كان ذلك عام 1951م، حينما خرج المثقف العضوي والمناضل الوطني الجسور من سجنه، في واحدة من جولاته النضالية، فالتقى بأعضاء حزبه، وكانوا ثُلّة من الأذكياء النابهين، ثم بعد ذلك اللقاء انفضوا عنه جميعا! فقد اختار الرجل مساراً مغايراً للمسار الوطني، وصار الحزب الجمهوري جماعة الإخوان الجمهوريين. *** لا أحتاج للدخول في جدال نظري مع تلاميذ الأستاذ في هذا المكان، فالمسألة من ناحية واقعية واضحة جداً: *** محمود قبل 1951م مناضل وطني من الطراز الرفيع، أقسم بالله، لو استمر في ذات المسار، لكان السودان دولة يصعب وصفها، من حيث التقدم والديمقراطية والاستقرار، و... أما محمود بعد 1951م فقد أصبح زعيماً لطائفةٍ دينية، صوفيّة، شبابية، محِبّة للرجل ذي القدرات التنظيرية الكبيرة، كانت ما تزال تتعاطى الأفكار الحديثة، نعم، لكن لم تعد تبالي بالقضية الوطنية، ولا بقضية الديمقراطية، إلا قليلاً، وشُغِلَت بأمور كان يمكن تجاوزها. ووجه الأستاذ طاقته الكبيرة للتنظير. فليس صدفةً: أنّ الإخوة الجمهوريين في هذا المكان، بدلاً من طرح رؤية ديمقراطية، لتجاوز الظرف الرّاهن، يحدّثوننا عن نبوءاتٍ للأستاذ محمود، فلست أدري عن الشيخ فرح ود تكتوك يتحدثون أم ماذا؟