|
Re: ما بين حب الوطن ومفهوم الوطنية شعرة معاوي� (Re: عبدالله جمعة)
|
من الإشكالات التي ما نجدها تلبس على العوام والخواص من مثقف ومتعلم وجاهل وأمي ، هي مسألة المواطنة الحقّة ، هل هي التي يحس بها فلان من الناس من أحاسيس ومشاعر ملتهبة ؟ التي تجعله يتقفّى برجز قصيد أو بأسطر نثرٍ يعملق فيها الوطن وشعبه وإن كان شخصي الضعيف من أنصار الأشعار الملهمة المُلهبة لحب الوطن ولكن ما أعنيه لا بدّ للمشاعر أن تحرك القلوب والعقول والأجساد .
فليست المشاعر هي تلك التي تصيغ نفسها مثلاً على ورق ليوم تحرير وإستقلال الوطن ومن ثمّ ما إن لبثت حتى فرغ ما في جوف صائغها ذلك الشعور السامي إلا ونجدها قد وضعت جسدها على أكوام ثلج بمجرد غروب شمس ذاك اليوم وكأنّ الوطنية هي تلك الوردة التي إن سقطت من غصنها ذبلت، وكأنّ جسد صاحبها لا يقدر على مقاومة وتحدي البقاء ليتصدّى الخطوب أمام عتو الرياح ، وكما أنّ الوطنية ليست مناراً نعتليه لنُوصِل من علاه أصواتنا إلى آفاق المعمورة لنسمع كل نائي وداني لنشرح ماهية وطننا لدى نفوسنا ونشكو ونصرخ ببلاهة حماس لنرسم خارطة الوطن ونجعل من كلمة وطن قافية لأحادثينا وأهازيجنا فنتشدق بها على كل جبل وتل ووهاد وهذا الأسلوب من دق طبول الوطن المرخية يجعلنا أضحوكة أمام أصحاب العقول المتوازنة ، فيظهر كذبنا ومراوغتنا وهرطقتنا وكأننا نستخدمه في إعلامنا سلعة ترويجية لمصالحنا الذاتية !
فها هو واقعنا متمثلاً أمام أعيننا ، فنجد تلك الكائنات التي كانت تعيش بين ردهات القصر تحت جبتهم الخضراء قد تكاثروا وتناثروا وعاثوا في الأرض فساداً ويهللون بكلمات الدين بحماس أخرق يدغدغون به سُذج محبيّ الوطن ، فوجودها ورقةً رابحةً بأيديهم فأصبحوا يلعبون بها على طاولات المفاوضات للمزايدة على الوطن .
فمشاعر الوطن منظومة إحساس تُستَلهم ليكون واقع ما نقوله عملاً وليست ثرثرة ًعلى أسطح السيارات والدبابات وببيوت العزاء والأفراح وفي محافل المناسبات المسماة بالوطنية , وعلى قارعات الطرق وتحت ظلال الأشجار ، فهي ليست مشاعر تُستفرغ ليبرد الجسد من بعدها من حمّته ، فلا نريد أن نجعل مشاعر الولاء مشاعر تجلس على خواء ، فهي شعور يحسه القلب فيتحرك له الجسد وتبني له الأيدي والسواعد بنيانه المتين ، فالوطنية شعور يتجسد لا يتمثل ، إنه شمعة تظل تضيء لا تطفئها الرياح ولا النباح ، إنها محبة تتزايد يوماً بعد يوم لا تُشترى ولا تُباع لا بدينار ولا بقنطار .
<<<<<
عبدالله جمعة
|
|
|
|
|
|
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|