|
Re: ما بين حب الوطن ومفهوم الوطنية شعرة معاوي� (Re: عبدالله جمعة)
|
عندما نتحدث عن حب الوطن وحقوق الوطن وواجباتنا نحوه ، يجب ألاّ تدفعنا تلك العاطفة الجياشة إلى الحب بغلو وكما هو معلوم فإن الغلو جانب محذور في كل الأمور كلها وعلى رأسها أمر الدين . . فإن كان الغلو في الدين مذموم فهل من الحكمة أن يكون في حب الوطن أمر مطلوب . . فكثير ما نشاهد من بني جلدتنا تجده يميع في الدين ولكن في أمور وطنه تجده متشدد متنطع غالٍ دون النظر فيما كانت عاطفته هذه إيجابية أم سلبية . . فلا بدّ لنا عند محبتنا للوطن أن يكون لنا ضابط في المحبة بحكم أننا مسلمون ندين بالوسطية التي رغبنا الله فيها . . وفي نفس الوقت لا نريد أن ننكر الغلو بغلو أي أننا لا نقول بأن حب الوطن يتنافى مع شريعتنا السمحاء . .
فالإسلام لا يصادم محبة الأوطان فهذه غرائز البشر وفطرتهم فالفطرة لا تتنافى مع الشريعة . . ولكن إن كان حب الوطن يطغى على قواعد العقيدة هذا هو الأمر الجلل. . ومفهوم تقديس الأوطان ترفضه مفاهيم العقيدة . . فسيكون مفهوم الوطنية والتعبير عنها بغلوٍ شئ يرفضه الإسلام ومن هنا ستنبت الرعنات الجهوية والقبلية وتتقاسم الأوطان وشعوبها إلى طرائق وأحزاب وطوائف شتى خارجة عن منطلق الإختلاف الذي يكسر قواعد المودة والرحمة بين الجماعات والأفراد . . وبالتالي سيظهر الشدق السياسي والإقتصادي بل والإجتماعي . . فتنهار مبادئ وقيم المجتمع فيصبح الوطن في شتات.
>>>>>>>>
عبدالله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ما بين حب الوطن ومفهوم الوطنية شعرة معاوي� (Re: عبدالله جمعة)
|
الإنتماء المجرد للوطن كهوية يرمي إلى الجنسية فقط . .
الإنتماء المدعوم بالحب والولاء للوطن بكل تفاصيله هو ما يُسمى بالوطنية بكل ما تحمل من معنى مع مراعاة تتباين درجاتها من مواطن إلى آخر.
فهناك من يحمل هم الوطن بكل أطرافه من شرق وغرب وشمال والجنوب (وجنوب ما بُتر منه) ويحب أرض الوطن بكل شبرٍ فيها وأهل بلاده أياً كانت قبائلهم ومواقعهم ويجرحهم يجرحه وما يفرحهم يفرحه أن يكون مع خصمه في الضراء على الغريب ، وهناك من يحب منطقته وقبيلته ، وهناك من يحب أهل حيه وأصحابه . . . إلى غير ذلك من روابط الحب بالوطن ، لذلك نقول ؛ كل وطني مواطن ولكن ليس كل مواطن وطني . .
وهناك من المواطنين من يدعي حبّ الوطن لكن حبهم للوطن يكاد يكون معدوماً لما له تصرفات وسلوكيات تناقض إدعائه هذا نحو الوطن وشعبه وأرضه فهذا أظنه محروم من معنى الوطنية التي أرمي إليها وهي حب الوطن الجغرافي وما يحتويه من أرض وشعب ومجتمع وقبيلة وعشيرة وتراث وتاريخ . . ألخ.
<<<<<< عبدالله جمعة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ما بين حب الوطن ومفهوم الوطنية شعرة معاوي� (Re: عبدالله جمعة)
|
من الإشكالات التي ما نجدها تلبس على العوام والخواص من مثقف ومتعلم وجاهل وأمي ، هي مسألة المواطنة الحقّة ، هل هي التي يحس بها فلان من الناس من أحاسيس ومشاعر ملتهبة ؟ التي تجعله يتقفّى برجز قصيد أو بأسطر نثرٍ يعملق فيها الوطن وشعبه وإن كان شخصي الضعيف من أنصار الأشعار الملهمة المُلهبة لحب الوطن ولكن ما أعنيه لا بدّ للمشاعر أن تحرك القلوب والعقول والأجساد .
فليست المشاعر هي تلك التي تصيغ نفسها مثلاً على ورق ليوم تحرير وإستقلال الوطن ومن ثمّ ما إن لبثت حتى فرغ ما في جوف صائغها ذلك الشعور السامي إلا ونجدها قد وضعت جسدها على أكوام ثلج بمجرد غروب شمس ذاك اليوم وكأنّ الوطنية هي تلك الوردة التي إن سقطت من غصنها ذبلت، وكأنّ جسد صاحبها لا يقدر على مقاومة وتحدي البقاء ليتصدّى الخطوب أمام عتو الرياح ، وكما أنّ الوطنية ليست مناراً نعتليه لنُوصِل من علاه أصواتنا إلى آفاق المعمورة لنسمع كل نائي وداني لنشرح ماهية وطننا لدى نفوسنا ونشكو ونصرخ ببلاهة حماس لنرسم خارطة الوطن ونجعل من كلمة وطن قافية لأحادثينا وأهازيجنا فنتشدق بها على كل جبل وتل ووهاد وهذا الأسلوب من دق طبول الوطن المرخية يجعلنا أضحوكة أمام أصحاب العقول المتوازنة ، فيظهر كذبنا ومراوغتنا وهرطقتنا وكأننا نستخدمه في إعلامنا سلعة ترويجية لمصالحنا الذاتية !
فها هو واقعنا متمثلاً أمام أعيننا ، فنجد تلك الكائنات التي كانت تعيش بين ردهات القصر تحت جبتهم الخضراء قد تكاثروا وتناثروا وعاثوا في الأرض فساداً ويهللون بكلمات الدين بحماس أخرق يدغدغون به سُذج محبيّ الوطن ، فوجودها ورقةً رابحةً بأيديهم فأصبحوا يلعبون بها على طاولات المفاوضات للمزايدة على الوطن .
فمشاعر الوطن منظومة إحساس تُستَلهم ليكون واقع ما نقوله عملاً وليست ثرثرة ًعلى أسطح السيارات والدبابات وببيوت العزاء والأفراح وفي محافل المناسبات المسماة بالوطنية , وعلى قارعات الطرق وتحت ظلال الأشجار ، فهي ليست مشاعر تُستفرغ ليبرد الجسد من بعدها من حمّته ، فلا نريد أن نجعل مشاعر الولاء مشاعر تجلس على خواء ، فهي شعور يحسه القلب فيتحرك له الجسد وتبني له الأيدي والسواعد بنيانه المتين ، فالوطنية شعور يتجسد لا يتمثل ، إنه شمعة تظل تضيء لا تطفئها الرياح ولا النباح ، إنها محبة تتزايد يوماً بعد يوم لا تُشترى ولا تُباع لا بدينار ولا بقنطار .
<<<<<
عبدالله جمعة
| |
|
|
|
|
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|