|
Re: لله درك يا " عماد عبدالله " ! : أفضل ما قرأت هنا في نقد الداء الإنقاذي, والتعبيرع (Re: Elmuez)
|
و في مقام آخر كان قد كتب الزميل " عصام علي ":
Quote: ارسلت السيدة فائزة طه , سفيرة السودان بكندا مجموعة دعوات مكتوبة واخرى شفوية , اِلى عدد من الجاليات السودانية والافراد بكندا , لاجتماع فى منزلها يهدف الى وضع برنامج للاحتفال بالعيد الخمسين للاستقلال . تأتى خطوة السفيرة كاستمرار لمساعيها الدؤبة لتطبيع علاقات السفارة بمجموع السودانيين بكندا . وهى مساعى تعانى من عثرات مقيمة , و تواجهها الصعوبات الحقيقية بسبب من وطنية متيقظة ونوازع اخلاقية و ديقراطية خيرة , تصف جموعا من السودانيين بكندا . فهم يرون فى السفيرة ممثلا للنظام الفاشى فى السودان . وبهذا التعريف يقصدون التحديد الدقيق لدورها كممثلة للسلطة ومصالحها , وليس لشعب السودان . لا يأتى هذا التحديد كمكيدة سياسية , اِنما هو نتاج الذاكرة القريبة و القراءة البسيطة لتطور مأساة الحدث السياسى الذى تم فى يونيو 1989 . فقد استولت الجبهة الاسلامية على السلطة , وشرعت مباشرة فى تلك العملية الوحشية الفاشية التى سميت بالتمكين . لقد ابتدأ التمكين بالاعتقال الواسع و التعذيب المنظم , وحرب التطهير العرقى والابادة فى الجنوب وجبال النوبا ودارفور. مر التمكين ببيوت الاشباح والبيوت الاخرى , وامتهن كرامة واجساد مجموعة من خيرة بنات الوطن وبنيه . كان التمكين فعلا غليظ القلب عندما فصل ما يقارب ربع المليون شخص من جهاز الخدمة المدنية . امتد غدر التمكين ليطال القوات النظامية وينال 28 ضابطا من خيارهم , بالقتل العامد المترصد . وصف المراقب العادى ما تم لجهاز القضاء بالمذبحة . واستمر التمكين وممارسته البشعة فى اِجبار الناس على الخروج من السودان , يشجعونهم للالتحاق بالتجمع او معسكرات النزوح فى كل اقطار الجوار وتصل اعدادهم الى الملايين . كانت الحرب أداة مهمة فى تمكين ما أشترعوا من حضارة غابرة, فى الجنوب . وهى الان اداة مهمة لغرز تحضرهم الاغبر فى دارفور .( فهاهو واليهم فى جنوب دارفور يخير الزغاوة بين الرحيل أو الموت , بينما يشجع قائد الجيش بخزان جديد جنوده على اغتصاب نسائهم ) وقتل المتظاهرين فى بورتسودان . فالجبهة الاسلامية الفاشية , وفى تسلحها بايديولجيا السمو العرقى والدينى رأت فى السودانيين - فيما عدى منتسبيها - نقيضا لحضارتها وعائقا , وقذفت بهم للموت فى رمضان وبيوت الاشباح وعندما غابت الشمس , وفى معسكرات التجنيد وساحات الحرب , وفيما تيسر من الاماكن والاوقات الاخرى .
تمكنت الفاشية الاسلامية من السلطة . والسلطة فى خطاب السودانيين الحالى ترتبط - كالتوائم – بالثروة . فلا سلطة بلا ثروة ولا تمكن من الاولى بدون التمكن من الاخيرة . ولم يكن منهج و وسائل الحياز على الثروة فى انحطاطه وتدنى محتواه الاخلاقى مختلفا عن الحياز على السلطة . فقد كانت ممارسة منظمة للتمكين , وشملت كل نشاط اقتصادى و مالى , وقد كانت اكبر مناهجها السرقة ( على عين التاجر او على قفا من يشيل من المتمكنين ). وصارت الوظائف " الكبيرة " هى جزء من هذا النشاط , لتؤول الوزارات ضياعا للوزراء , ليصبح مصطفى عثمان كعوض الجاز " صداما لتكريته ". وقد كان ذلك مدخل الدكتورة للسفارة وباعترافها , فهى تمت بالصلة القريبة جدا الى وزير الخارجية السابق . فهى – اِذن - لم تأتى الى السفارة فى كندا بعد سيرة وظيفية متدرجة طويلة فى السلك الدبلوماسى او وزارة الخارجية , واِنما أتت اليها من مركز الدراسات الاستراتيجية ! ومراكز الدراسات الاستراتيجية - كما نعلم – هى مراكز للبحوث تقوم بعمل الدراسات وتقديم الاستشارة فى مجلات السياسة والاقتصاد والشئون العسكرية.. الخ . وفى حالة هذا المركز فهو احد مصادر الايديولوجيا والتفكير الاستراتيجى لنظام الجبهة الفاشى. فالسفيرة –فى ظل هذا الواقع- جاءت الى السفارة مجهزة بعدة الايديولوجيا وبرامج وسياسات نظام الجبهة الفاشى وقرابتها للوزير .
اِن ما تفعله السفيرة هو محاولة تطبيع العلاقات بين السفارة/النظام , وجموع السودانيين فى كندا والذين تواجدوا هنا - اصلا – فى معظمهم , بسبب شتى دواعى الاضطهاد والقهر التى يستنكرها الضمير الانسانى , ويتيح لضحاياها ملاذا . اِن ما تستهدفه السفيرة هو فك العزلة الخانقة عن السفارة و التى طوقتها بها مظاهرات احتجاج السودانيين ومنذ زمن بعيد يمتد الى اوائل التسعينات , والى زمن قريب عندما لاقتها جموع السودانيين الغاضبة والمعارضة لدولتها والرافضة للتطبيع فى احد المدن الكندية ( سانت كاثرين ).
اِن تلبية دعوة السفيرة للتحضير للاحتفال بالعيد الذهبى للاستقلال , وفى منزلها , لهى ممارسة تناقض مفهوم الاستقلال والاحتفال . فهى الممثلة لسلطة سرقت الذهب بكل الوانه , سلطة غاشمة اهدرت الاستقلال عندما انتدبت الامم المتحدة حاكما للسودان , وعندما وطأت رقبة بلدنا احذية جيوش الاخرين , والذين يستعد 5 الاف من احفاد كتشنر وجوردون للانضمام اليهم. الاستقلال الذى تدعونا السفيرة للمشاركة فى التحضير له , كان غائبا عن خاطر سلطتها و وزارتها الخارجية , عندما شارك السودانيون فى حلايب – مجبرين – فى اِنتخابات مبارك فى الرئاسة ولم " تحط منطق " . لقد قتلت هذه السلطة حلمنا الذى هممنا به قبل خمسين سنة . قلنا غزلا عفيفا للبلد : " يا ارضنا السمراء يا حقل السنى... " , واشرعنا الفكر بصدد الاستقلال السياسى والاقتصادى. وسجلنا افكارا عن التقدم و تصورا للتطور فى البرامج السياسية والقصائد , من كل قدر استطاعته . وعرفنا قدر البلد ومواردها التى سرقها منظروا الحضارة الفظة فى مجافاة الحس الانسانى وتابيعيهم ومن والوا ووالاهم فى ماليزيا ودول الخليخ .
اِن الاحتفال بعيد الاسقلال هو مناسبة فى عرف الحركة السياسية لاصتحاب دروس الماضى وأعادة النقد الثاقب واستخلاص المعرفة بالعقبات الكؤدة التى عطلت انجاز مراميه وبالقيم والمعانى الجديدة الممكنة . هو التأمل فى حجم الجريمة ورصد القتلة والسارقين وتعلية شأن الارادة فى عقابهم العادل . اِن الاحتفال - أى احتفال - هو شأن انسانى بسيط . وهو فعل يأتى بدوافع الالتزام و المحبة لموضوع الاحتفال والمشاركين . فالتواجد معهم يجلب الفرح وفيض المسرة . فهى اذن من نوع الصفات والانفعالات الانسانية التى تستثنى منسوبى الجبهة الاسلامية واتباعهم . فهم من قتلوا على فضل , وعذبوا على الماحى , وحرقوا الحشى المثقف لعلى المك . قتلوا كل العالين فى هاماتهم وفى نفوسنا . فكيف نعانقهم ؟ والسفيرة ومستخدميها من اجهزة الامن والسياسة , لا يستثنيهم شيئ . فقد اتوا لهذا النظام بحمولته . قبولهم لمناصبهم هو قبول لهذه الحمولة , ومسئوليتهم - فى حدها الادنى - هى فى اخلاق هذا القبول.
لم اتلقى دعوة من السفيرة . ولكن رفضى لفكرة التعامل مع السفيرة , والذهاب الى منزلها , هو رفض لمحاولة التطبيع مع حموع السودانيين بكندا . هو رفض لاستئناس الخاذوق . وهو خوض فى امور السياسة السودانية ينشد الاستقامة والاتساق فى موقفى المعارض لنظام الجبهة الفاشية فى السودان , والذى تمثله السفيرة. فهى فى محاولات التطبيع هذه تخوض فى السياسة , ومن وجهة نظر نظام الجبهة الفاشية وحزبها , وكناصح استراتيجى لها . وادعوا جمع السودانيين الوطنى للتعامل الناقد مع الدعوة , والفحص الجاد لمراميها , وتقليب الاسئلة بصددها . وليكن السؤال الاول ثم ماذا بعد ؟ هل سنتلقى دعوة لحضور الاحتفال بالذكرى " السعيدة" " القادمة" "لثورة الانقاذ " ؟ وبعده ادعوا جمع السودانيين الوطنى لرفض الدعوة . ولتحتفل الجاليات ومنظمات السودانين الاخرى بذكرى الاستقلال المجيد , فى استقلال , فذلك لعمرى هو العمل المجيد . |
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
لله درك يا " عماد عبدالله " ! : أفضل ما قرأت هنا في نقد الداء الإنقاذي, والتعبيرعن أهل السودان! | Elmuez | 02-25-06, 01:18 AM |
Re: لله درك يا " عماد عبدالله " ! : أفضل ما قرأت هنا في نقد الداء الإنقاذي, والتعبيرع | Elmuez | 02-25-06, 01:44 AM |
Re: لله درك يا " عماد عبدالله " ! : أفضل ما قرأت هنا في نقد الداء الإنقاذي, والتعبيرع | Emad Abdulla | 02-25-06, 02:34 AM |
Re: لله درك يا " عماد عبدالله " ! : أفضل ما قرأت هنا في نقد الداء الإنقاذي, والتعبيرع | عشة بت فاطنة | 02-25-06, 03:03 AM |
Re: لله درك يا " عماد عبدالله " ! : أفضل ما قرأت هنا في نقد الداء الإنقاذي, والتعبيرع | ahmed haneen | 02-25-06, 03:01 AM |
Re: لله درك يا " عماد عبدالله " ! : أفضل ما قرأت هنا في نقد الداء الإنقاذي, والتعبيرع | أبو ساندرا | 02-25-06, 10:49 AM |
Re: لله درك يا " عماد عبدالله " ! : أفضل ما قرأت هنا في نقد الداء الإنقاذي, والتعبيرع | Elmuez | 02-25-06, 01:38 PM |
Re: لله درك يا " عماد عبدالله " ! : أفضل ما قرأت هنا في نقد الداء الإنقاذي, والتعبيرع | Hashim Badr Eldin | 02-25-06, 02:03 PM |
Re: لله درك يا " عماد عبدالله " ! : أفضل ما قرأت هنا في نقد الداء الإنقاذي, والتعبيرع | Elmuez | 02-25-06, 02:23 PM |
Re: لله درك يا " عماد عبدالله " ! : أفضل ما قرأت هنا في نقد الداء الإنقاذي, والتعبيرع | Elmuez | 02-25-06, 05:49 PM |
Re: لله درك يا " عماد عبدالله " ! : أفضل ما قرأت هنا في نقد الداء الإنقاذي, والتعبيرع | Emad Abdulla | 02-26-06, 03:48 AM |
Re: لله درك يا " عماد عبدالله " ! : أفضل ما قرأت هنا في نقد الداء الإنقاذي, والتعبيرع | عبدالرحمن عبدالله أبوشيبة | 02-26-06, 06:06 AM |
Re: لله درك يا " عماد عبدالله " ! : أفضل ما قرأت هنا في نقد الداء الإنقاذي, والتعبيرع | Elmuez | 02-26-06, 08:10 PM |
Re: لله درك يا " عماد عبدالله " ! : أفضل ما قرأت هنا في نقد الداء الإنقاذي, والتعبيرع | Hashim Badr Eldin | 02-27-06, 00:41 AM |
Re: لله درك يا " عماد عبدالله " ! : أفضل ما قرأت هنا في نقد الداء الإنقاذي, والتعبيرع | Tragie Mustafa | 03-03-06, 11:32 PM |
Re: لله درك يا " عماد عبدالله " ! : أفضل ما قرأت هنا في نقد الداء الإنقاذي, والتعبيرع | bayan | 03-04-06, 00:04 AM |
Re: لله درك يا " عماد عبدالله " ! : أفضل ما قرأت هنا في نقد الداء الإنقاذي, والتعبيرع | Tumadir | 03-04-06, 00:21 AM |
Re: لله درك يا " عماد عبدالله " ! : أفضل ما قرأت هنا في نقد الداء الإنقاذي, والتعبيرع | Hashim Badr Eldin | 03-04-06, 10:36 PM |
Re: لله درك يا " عماد عبدالله " ! : أفضل ما قرأت هنا في نقد الداء الإنقاذي, والتعبيرع | Hashim Badr Eldin | 03-04-06, 11:21 PM |
Re: لله درك يا " عماد عبدالله " ! : أفضل ما قرأت هنا في نقد الداء الإنقاذي, والتعبيرع | Elmuez | 03-04-06, 11:31 PM |
Re: لله درك يا " عماد عبدالله " ! : أفضل ما قرأت هنا في نقد الداء الإنقاذي, والتعبيرع | Hashim Badr Eldin | 03-05-06, 01:03 AM |
Re: لله درك يا " عماد عبدالله " ! : أفضل ما قرأت هنا في نقد الداء الإنقاذي, والتعبيرع | bayan | 03-05-06, 02:06 AM |
Re: لله درك يا " عماد عبدالله " ! : أفضل ما قرأت هنا في نقد الداء الإنقاذي, والتعبيرع | Hashim Badr Eldin | 03-06-06, 02:18 AM |
Re: لله درك يا " عماد عبدالله " ! : أفضل ما قرأت هنا في نقد الداء الإنقاذي, والتعبيرع | عبدالرحمن عبدالله أبوشيبة | 03-06-06, 04:04 AM |
Re: لله درك يا " عماد عبدالله " ! : أفضل ما قرأت هنا في نقد الداء الإنقاذي, والتعبيرع | Hashim Badr Eldin | 03-15-06, 03:13 AM |
|
|
|