من تاريخ الانقلابات العسكرية للجبهة القومية الاسلامية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-25-2024, 08:09 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-20-2006, 11:05 PM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من تاريخ الانقلابات العسكرية للجبهة القومية الاسلامية (Re: bayan)

    كانت صحف الخرطوم تصدر بالعشرات وكان من بينها عدد من صحف اليسار بكل ألوانه وأطيافه. كان من بين صحف اليسار الأيام، وأخبار الاسبوع، والأخبار، والصراحة، والأضواء والطليعة وصوت المرأة.
    وظهرت في تلك الفترة أقلام يسارية متميزة في التعبير بلسان الرفض لواقع الحال، فظهر سيد أحمد نقد الله، وجمال عبد الملك بن خلدون، والفاتح التجاني.
    ومن ثم زحف جيل جديد من شباب جامعة الخرطوم نحو الصحف، فظهرت مجلة كمجلة الحياة والتي كان من روادها عدد من الطلاب والخريجين الجدد.
    كان من بين الأسماء التي لمعت في مجلة الحياة فضل الله محمد وإسماعيل الحاج موسى وعبد الله جلاب وعبد الله علي إبراهيم.
    وهكذا فإن الناس في الستينات سمعوا وقرأوا وشاهدوا أدباً مكسواً بظلال يسارية كثيفة. سمعوا في المذياع (قطر الهم) وقرأوا (ملعون أبوكي بلد)، ويناير يا صحن الصيني، وهكذا يا أستاذ وشاهدوا في المسرح (مأساة الحلاج) ونحن نفعل هذا أتعلمون لماذا؟
    ويوم تفجرت أكتوبر، سمع أهل الريف وسكان الأصقاع أغاني النضال، تلك التي كان يحدو بها الشيوعيون نضال (الرفاق) في جلسات ما بعد لقاءات (الخلايا) سمعها الناس من خلال الأجهزة الرسمية.
    فسمع الناس رائعة الشاعر الفذ محي الدين فارس (لن أحيد) وهي تنساب من خلال المذياع بعد ان كانت ترددها الشفاه خلسة في جلسات (المسامرة النضالية).
    ومن بعد أكتوبر كان محمد الأمين يغني مع فضل الله محمد لأكتوبر وللمضامين الاشتراكية.
    وغنت الجماهير وطربت وهي تردد مع محمد الأمين في ملحمة القرن لهاشم صديق التي مجدت وحدة صف كل (طالب وزارع وصانع).
    ورغم ان الكابلي كان قد أنشد رائع الشاعر تاج السر الحسن (آسيا وأفريقيا) منذ أيام الفريق عبود، إلا ان الشباب السوداني واليساري منه لم يتوقف طوال عقد الستينات، من التغني بالملحمة المبنية على تمجيد رمز النضال التحرري العالمي من رجال وبلاد ومواقع ومواقف.
    فغنى الناس لديان فو، أرض هوشي منه..
    وهتفوا لجميلة بوحريد في الجزائر، ولنهرو وسوكارنو وعبد الناصر كرمز للانعتاق من إسار السيطرة الإمبريالية.
    كانت الخرطوم عاصمة مفتوحة الأبواب والنوافذ وكل المنافذ. كانت روافد الثقافة العالمية، واليساري منها على وجه الخصوص، تصب كلها في قلب الخرطوم... في مكتبات المحطة الوسطى، ومكتبة النهضة، ومكتبة الثقافة، ومكتبة نادي العمال بالخرطوم، ثم مكتبات الحرية، والنهضة والجيل والأهلية بأمدرمان.
    وفي مكتبات آفريكانا وسودان بوكشوب. وكانت جميع هذه المكتبات تعج بمطبوعات اليسار العربي والعالمي، ومنها كانت تنحدر الثقافة إلى المكتبات الروافد في مدني والأبيض وعطبرة وبورتسودان.
    كانت الخرطوم ومدن السودان الرئيسية تقرأ شعراً ومسرحاً وفكراً يسارياً.
    على صعيد المطبوعات العربية، كانت المكتبات تزدحم أرففها، ثم لا تلبث ان تفرغ، بمطبوعات فكرية مثل كتابات ميشيل عفلق، وأعمال أدبية وشعرية ذات بعد فكري يساري من مثل أعمال أدونيس والبياتي وصلاح عبد الصبور وأمل دنقل ومحمود درويش ونزار قباني ونجيب محفوظ.
    وعلى صعيد الإنتاج الفكري الغربي كان مكتبات الخرطوم تعج بالمترجم وغير المترجم من أعمال فكرية ومسرحيات وشعر وأدب عالمي.
    كانت مكتبات الخرطوم وأمدرمان ومدني وبورتسودان والأبيض وعطبرة تستجلب وتوع أعمال هيربرت ماركوسة، وروجية غارودي وجاك بيرك، وجان بول سارتر، والأعمال الكلاسيكية من مثل أعمال لينين وماركس وتروتسكي، والروائع من مثل جابرايل غارسا ماركيز، ولوركا، وديستوفسكي، وبوشكين، وسولجنستين.
    والتهم الشباب السوداني النهم تلك الإصدارات، واستزاد منها، ثم هضم ما قرأ، فرجع يطنطن بالشعر والنثر نادباً حال وطنه وسائلاً نفسه أي الطريق يفضي إلى الخلاص.
    وما كان ضباط الجيش في أعوام الستينات، النصف الثاني منها، بأحسن حالاً من شباب الوطن الباقي. بل لعلهم كانوا يعيشون الحيرة والضياع مضاعفاً.
    فلقد كانوا في الموقع الذي يجعلهم يبصرون الخطر مجسداً وحاضراً. كانوا هناك في الجنوب يعيشون الواقع الذي لا يعرفه الشعب إلا عبر تصريحات مسئول في الصحافة، أو عبر دمعة حرى لأم كليم جاءها جثمان ابنها الجندي مسجى على عربة (كومر) بعد ان لم تجد القيادة إسعافاً تحترم به نومة ذلك البطل الأبدية.
    وكانوا هنا في الخرطوم وغير الخرطوم من مدن الشمال يعيشون غيَّ الساسة ومعارك طواحين الهواء، بين دستور علماني، وآخر ديني، وبين يسار يصارع ليبقى، ويمين يريد له الإعدام والفناء.
    وكان ذلك الجيل من الضباط مثل جيل الشباب الباقي. يقرأ ويستوعب ويهضم، ثم يتلفت يقيس حال وطنه بما قرأ واستوعب.
    وهكذا كان الحال أيضاً مع أعضاء تنظيم الضباط الأحرار. إذ كان قادته وناشطوه شباباً من جيل من جيل الوطن الذي عاش الواقع كما فصلنا وذكرنا. وكان جل ذلك الشباب من الضباط، هم بالفكر والتطلع، بالمعايشة والواقع، إنما هم يسار أو أقرب ما يكونون إلى اليسار.
    لا يستطيع أحد ان يقول ان الذين تحركوا في ليلة الرابع والعشرين من مايو كانوا بلا سند من فكر أو رصيد من انتماء فلقد كانوا جميعهم يساريين، إن لم يكونوا بالانتماء والعضوية، فإنهم كانوا كذلك بالموقف والقرار.. فالذين خرجوا تلك الليلة إنما خرجوا وهم عازمين على كسر طوق الدائرة الجهنمية المفرغة: من الطرف اليمين إلى الطرف اليمين.
    كانت مايو يوم تحركت يساراً بالغاية والهدف،
    كانت يساراً بالتطلع،
    وكانت يساراً بالرؤى،
    ويساراً بالتخطيط والتنفيذ.

    أعوام مايو الحُمْر..
    هل هؤلاء الرجال.. جبهة ديمقراطية؟!
    o عمّدَ موكب 2 يونيو حركة مايو من انقلاب عسكري إلى حركة جماهيرية..
    o كان الموكب حكماً قاطعاً من الجماهير على الأحزاب وزمانها أكثر من كونه تأييداً للحركة العسكرية..
    =========
    السؤال الذي أربك شعب السودان أيام الإنقاذ الأولى، رددت الجماهير شبيهاً له أيام مايو الأولى.
    بيد أن سؤال الجماهير أيام مايو الأول، لم يكن كحيرة المواطنين أيام الإنقاذ الأولى.
    فلم يكن أيامها هناك أي خلاف بين الناس على ان اليسار قد غلب اليمين في حلبة الصراع، وكان الناس يدركون تماماً أنهم يعيشون في رحاب نظام تقدمي، ليس باللفظ فحسب، بل بالفعل والقرار. فقد أعلنت مايو هويتها منذ لحظتها الأولى، إذ أعلنت عن انتهاجها الاشتراكية طريقاً لبناء الاقتصاد ولتحقيق التنمية الوطنية، ورفعت شعارات القوى الثورية في مقابل التنديد بالقوى الطائفية والرجعية المحلية، وقوى الإمبريالية العالمية.
    اعترفت بألمانيا الديمقراطية. وكانت بذلك ثالث دولة – من غير منظومة الدول الشيوعية- بعد إيران وكمبوديا تفعل ذلك.
    وتلقت الترحيب والتعضيد المباشر من الاتحاد السوفيتي الذي قال إن النظام الجديد (أطاح بالنظام التعتيق وبالسياسيين القدامى). ومن بعد الاتحاد السوفيتي، تبارت منظومة الدول الشيوعية في الترحيب بالتغيير التقدمي في السودان.
    ومن ثم فإن الناس باتوا يعلمون ان الأمر في السودان صار إلى اليسار.
    بيد أن السؤال يومها كان: أي يسار استولى على السلطة؟ فلقد كان اليسار يومها كثيراً.
    كانت الساحة تبحث عن الإجابة على هذا التساؤل لأسباب عديدة، من أهمها ان اليسار أصبح عريضاً في السودان بحيث صارت له ظلال وأطياف من الألوان.
    ومنها ان يسار السودان، في عمومه، ذي ارتباطات إقليمية ودولية، ستجر السودان قطعاً إلى محور م محاور الاستقطاب. شاء السودانيون أم لم يشاءوا.
    وكان من أهم الأسباب – خاصة لدى الساسة الفاعلين وقتها، وغيرهم من الناشطين في دنيا السياسة الحزبية – خوف هؤلاء وتحسبهم من انتقام منتظر للشيوعيين من حل حزبهم وطرد أعضائهم من البرلمان. وكان بعض هؤلاء ل يحسبون الأمر بحساب مجازر الدم التي روت شوارع براغ حين حاولت تشيكوسلوفاكيا الفكاك من براثن القبضة الشيوعية عام 68.
    ولهذه الأسباب مجتمعة كان السؤال المشروع يومها، أي فصائل اليسار تقود هذا التغيير؟ وأي القوى الإقليمية أو الدولية يقف وراءها ويساند؟
    راهنت القوى التقليدي التي ارتبطت فكراً ومصيراً بالنظام الليبرالي السابق، على ان النظام الوليد لا يملك السند الجماهيري الذي يمكن ان يتيح له الاستمرار في الحكم. وذلك لأن الجماهير الوطنية العريضة إنما هي جماهير الختمية والأنصار. أما اليسار وسدنته، فغنما هم قلة من مثقفي العاصمة وبعض المدن، وجماعة من العمل المتطلعين. وعند جميعهم صوت القول أعلى من صدى الفعل. هم قادرون على صوغ الكلام، وعاجزون عن تحريك الجماهير.
    لقد ولد مولود اليسار ومن حوله قلاع يمين وطائفية راكزة، كانت حتى الأمس ملأ الساحة، وما زالت بالتاريخ والمكانة ملأ المشاعر والأفئدة على امتداد عريض من الوطن.
    ثم ان المولود اليساري كان محاطاً من خارج الوطن بقوى – أقل ما يقال عنها- أنها لا تستمزج اليسار ولا تستسيغه، وهي قوى تمتد من الأدغال الأفريقية جنوباً، إلى الشواطئ والبحار من الشرق القريب أو الشرق البعيد – نستثني من هذه القوى جار الشمال الأقرب الذي كان الأمل والمرتجى عند المولود.
    بمثل هذا الاعتقاد قدر أقطاب الليبرالية في البلاد يومها للمولود الجديد عمراً لا يتجاوز الأسابيع المعدودة على أصابع اليد. يحاصر فيها من الداخل والخارج فينهار النظام حتى قبل ان يبدأ بناءه.
    إذا كان ذلك هو موقف اليمين، وتلك كانت أمانيه، فماذا كان الحال في مربع اليسار؟ بل لعل السؤال الأوفق هنا: ممن تشكل اليسار في السودان يومها؟ وهل تنادي كله لنصرة الجديد وتعضيد الوليد؟
    لا يمكن الإجابة بدقة على هذا السؤال، فالواقع ان التقدمية وقتها كانت ثوباً فضفاضاً يفتقر إلى الوصف العلمي. إذ كانت كمفهوم سياسي تتشكل بالمواقف السياسية أكثر من استنادها على فكر وأيديولوجية. فقد رأينا مثلاُ كيف ان حزب الشعب الديمقراطي – بقاعدته الطائفية الراسخة في مواقع اليمين- كان مصنفاً صفوف التقدمية.
    ثم رأينا شيخاً معهدياً كالشيخ علي عبد الرحمن، وهو سلسل أسرة (فقيهة) رأيناه منافحاً بالقول والفعل على اليسار ومدافعاً عن حق الحزب الشيوعي في ممارسة نشاطه.. وهو دفاع لا يقوم بالضرورة على إيمان بالفكر بقدر قيامه على إيمان بالحقوق الديمقراطية.
    بل ورأينا خلال تلك الفترة تنظيماً مثل تنظيم الإخوان الجمهوريين بزعيمه الأستاذ محمود محمد طه، يصنف ضمن الجماعات ذات المواقف اليسارية.. فقد وقف الحزب مواقف اليسار في القضايا الاجتماعية مثل معاداته للطائفية، وفي القضايا الاقتصادية مثل دعوته لتوزيع الثروة.. ثم في مواقفه السياسية كموقفه من حل الحزب الشيوعي.
    لهذه الأسباب فإن الحكم بالقطع في من كان عماد اليسار السوداني وقتها لا يستقيم وقد لا يفضي بنا في المنتهى إلى الحقيقة فيه.
    بالرغم من كل صعوبات الوصف والتحديد، دعنا نحاول ان نستكشف كنه يسار أواخر الستينات.
    حينما تنادى الناس إلى جامعة الخرطوم في نوفمبر من عام 1965 لمواجهة قرار الجمعية التأسيسية بحل الحزب الشيوعي. بلغ عدد المنظمات والجماعات التي احتشدت فيدار اتحاد الطلاب 32 منظمة وجماعة تراوحت بين الحزب والتنظيم والمنظمات الفئوية والمهنية. وقد جاءت كل هذه المنظمات من مواقع يسارية رافضة لهيمنة اليمين الساعي على تحويل الديمقراطية إلى هودج فوق سنام جمل، لا يسع إلا راكبه.
    بحساب العدد هذا، يمكن ان نقول ان التنظيمات ذات المواقف التقدمية بلغت وقتها 32 منظمة وهيئة وجماعة. بعض هذه المنظمات كان امتداداً للحزب الشيوعي، كاتحاد الشباب السوداني والاتحاد النسائي، بينما كانت هناك منظمات اشتراكية عربية، وقومية عربية، واشتراكية عريضة. وكانت هناك بعض الهيئات الفئوية التي انضمت بحكم القيادة المسيطرة على التنظيم. إضافة إلى الأحزاب والتنظيمات التي انضمت إلى اليسار – كما قلنا- بالمواقف، مثل حزب الشعب الديمقراطي، والأخوان الجمهوريين، وعدد من الجماعات الصغيرة المنشطرة من بطن أحزاب كبيرة.
    ولكن لم تكن مشكلة اليسار في تعدد المنافذ... بل كانت المشكلة في أعداد المنتمين بالالتزام إليه. فقد كان حساب العدد وقتها غير مصلحة اليسار. إلا ان انتظام الصفوف وحسن إدارة الموارد وقدرة التحريك النافذ جعلت لليسار موقعاً سياسياً عتيد الجانب مهاب المكانة والموقف.
    ثم ان الجو العام الإقليمي والدولي – على نحو ما سردنا من قبل – كان في عمومه يساري الرياح والهبوب. وهو ما أضاف إلى اليسار المحلي بعداً وقوة ومكانة.
    ولقد كان فوز عبد الخالق محجوب عام 1968 في دائرة جماهيرية – تقوم على العدد ويستأثر بها تقليدياً الاتحاديون – الدليل الأكبر الذي برهن به اليسار ان (حاصل الجمع) ليس وحده الحاسم في أمر العمل السياسي السوداني، فقد جاء فوزه بعد معركة حامية الوطيس في دائرة أمدرمان الشمالية استعمل فيها من الأسلحة ما هو مشروع وماهو غير مشروع.. وهي معركة كانت في حقيقتها الحكم الشعبي الجماهيري على قرار الجمعية التأسيسية بحل الحزب الشيوعي.
    وكان فوز سكرتير الحزب الشيوعي في دائرة محافظة وتقليدية دليلاً على ان اليسار المتحد الصف والمنتظم الإيقاع يمكن ان يسلك (الطريق إلى البرلمان) من غير منافذ ودروب (الإشارة) و (قرارات السيد)..
    لهذه الأسباب مجتمعة يمكن ان نقول ان الضباط الأحرار، يوم تسلموا السلطة، كانوا يملكون الثقة في النفس المستمدة من الثقة في اليسار السوداني، والمستندة على التجربة والاختبار.. وكان الضباط يدركون باليقين أنهم كجزء من جبهة يسارية عريضة(- يملكون ماهو أهم من العدد: التعدد والتنوع، والقدرة، ورسوخ القدم في مجال الإدارة والتنظيم والتحريك.
    وبالرغم من تلك الثقة، فإن اليسار – يوم استولى الضباط على السلطة وأعلنوا عن هوية نظامهم اليسارية – لم يقدم بحجم ما توقع الضباط الأحرار وانتظروا.. بل توقفت بعض قوى اليسار دون التقدم الإيجابي نحو النظام الجديد.. وذلك رغماً عن وجود الدلائل الشاهدة على هوية التغيير واتجاهه.. كوجود رموز كافية من نجوم اليسار في الحكومة الأولى مثلاً.
    ويمكننا ان نرجع بعض أسباب ذلك التردد والإحجام عن التقدم نحو النظام الجديد إلى ان قوى اليسار في عمومها، خشيت من إمكانية انقضاض اليمن السريع على المولود بالقوة المسلحة، من داخل الجيش أومن خارجه.. فبالرغم من أن أدب (المليشيات المسلحة) لم يكن قد دخل الثقافة السياسية السودانية في ذلك الوقت، إلا ان القول العام كان وقتها ان الأنصار كجماعة (دينيسياسعسكرية) ربما يتحركون لسحق النظام الوليد.. كما ان مسألة اختفاء حمد النيل ضيف الله – نائب القائد العام – جعلت من أفكار الانقضاض ببعض الجيش على بعضه الآخر تمر بخاطر الذين كان واجبهم المسارعة بحماية الوليد وشد أزره..
    بيد ان السبب الأقوى لوقفة التردد والتحسب كانت ناتجاً من نتائج ذلك الصراع التي كان يعيشه الحزب الشيوعي – رأس الرمح في حركة اليسار السوداني- وهو صراع متعدد الأبعاد والجوانب دار جزء منه حول قضية حل الحزب من قبل الجمعية التأسيسية وما ترتب على ذلك من واقع قانوني وفعلي رأي من خلاله بعض قياديي الحزب إمكان إذابة الحزب في إطار يساري أعرض يصبح درعاً واقياً للحزب نفسه، بينما دار جزء آخر من الصراع حول موقف الحزب من حركة التغيير التي قادها الضباط الأحرار ومتطلبات مثل ذلك الموقف...
    ففي الوقت الذي كان الضباط الأحرار يضعون اللمسات الأخيرة على طريق تنفيذ التغيير، كان الحزب الشيوعي يعيش أزمة وصراعاً من بعد حله الرسمي من قبل السلطات الحزبية.. وكان محور الأزمة وقتها هو حول قدرة الحزب على مواجهة ذلك الواقع السياسي الجديد.. وقد عاش الحزب اضطراباً في الفكر والقرار.. فانقسم بين من رأى ان يكون البديل (جبهة ديمقراطية) تتسع لما هو أوسع من الحزب لتصبح وعاء حاشداً لليسار، وبين من نادي بأن يبدل الحزب اسمه فحسب ليصبح (الحزب الاشتراكي) البديل الذي يقي الحزب من طول القانون وحوله.
    ولقد انقسم أهل الحزب على ذلك الأمر، مع أمور أخرى اتصلت بالمواقع والمسؤوليات كما اتصلت بتقويم الصلابة الثورية للقيادات.. وهكذا فغن الحزب كان في واقع الأمر يعيش حالة أقرب إلى الانفصام يوم أنفذ الضباط الشباب التغيير.. وكان الحزب وقتها أقرب ما يكون إلى الحزبين .. فجاءت حركة التغيير في مايو لتضيف إلى جراح الشيوعيين جراحاً جديدة..
    فلم تكن أمام الحزب أية فرصة لالتقاط الأنفاس إذ ان الأحداث كانت تتلاحق وتتصاعد.. وعجلة التغيير كانت قد بدأت في الدوران.. وهي العجلة التي كان الحزب قد حاول فرملتها، وعلى نحو ما سردنا من قبل، ولم يستطع..
    صحيح ان عدداً من النجوم الشيوعية التي عرفها المواطنون كانت في قلب التغيير من خلال أسمائهم التي أذيعت ضمن الوزارة الأولى التي ترأسها بابكر عوض الله، إلا ان الصحيح أيضاً أن عدداً من تلك الأسماء كان محسوباً مع الجناح الذي أنشق على أمين الحزب. بل ان عظمة المركز في ذلك الجناح – أحمد سليمان- كان في قلب الأحداث الجديدة في الوقت الذي تميز فيه موقف الحزب بالتردد والانتظار..
    وبالرغم من ذلك التردد، فإن عدداً من الشخصيات المحسوبة على الحزب كانت قريبة من الأحداث والأفعال في تلك الأيام... كما ان الحزب لم يسع إلى رفض التغيير كلية، أو إلى إدانته باعتباره (انتهاكاً للديمقراطية وتعدياً على الدستور) مثلاً... بل ان الحزب عبّر من خلال رموزه وشخصياته المعروفة، عن ترحيب مشوب بالحذر في الأيام الأولى للتحرك..
    لقد وجد الحزب الشيوعي – خلال الأيام الأولى للتغيير- حرية في الحركة لم يجدها في ظل النظام الليبرالي السابق... إذ وجدت منظمات الحزب ومؤسساته الأبواب مفتوحة على أوسع مدى للعمل النشط والتحرك الحر.. فسادت منظمات اتحاد الشباب السوداني، والاتحاد النسائي وغيرها من المنظمات المحسوبة على الشيوعيين.. وعادت لافتاتها المميزة وشعاراتها تزحم الساحات والمواقع..
    ورغم الوجود الكثيف لبعض منظمات الحزب الشيوعي وجماعاته النشطة في التحرك والتنظيم والتعبئة في الساحة منذ الأيام الأولى لمايو، إلا أن الموقف الرسمي للحزب من مايو لم يكن واضحاً تماماً الوضوح... والواقع ان موقف الحزب من مايو كانت تكتنفه قضيتان هامتان ومتداخلتان.
    الأولى: احتضان النظام الجديد للمنشقين من الحزب، أو قل احتضان المنشقين من الحزب للنظام الجديد.. فقد كان أقطاب الصراع مع عبد الخالق: معاوية سورج وأحمد سليمان هما الدعامتان الأساسيتان للحركة الجديدة.. ومن ثم فإن قربهما أو اقترابهما من الضباط الأحرار كان يشكل موقف القلق في علاقة النظام الجديد بالحزب الشيوعي.
    والثانية: وتلك هي الأهم.. هي تلك الأصوات التي ارتفعت- خاصة من جماعة المنشقين – مطالبة بحل الحزب الشيوعي لذاته ووجوب تذويب نفسه داخل النظام الجديد وكياناته السياسية المنتظرة.. وكان هذا الأمر هو مربط الفرس في علاقة الحزب الشيوعي بالنظام الجديد. فقد أشارت حولية آفريكا كونتمبرروري ريكوردس (9) إلى أن عبد الخالق محجوب كان من أنصار مساندة الحركة الجديدة دون ان يذيب الحزب نفسه فيها.. فالنظام الجديد عنده ( في نهاية الأمر إنا هو نظام عسكري ليس إلا..)
    وكان عبد الخالق يرى أنه ( من الواجب ألا يصبح الشيوعيون تبعاً لنظام هو في نهاية الأمر ليس ماركسياً.. بل على الشيوعيين ان يسعوا للسيطرة على مثل هذا النظام وتسييره حتى تأتى اللحظة المناسبة لتحويله إلى نظام ثوري حقيقي)...
    هذا الاختلاف – بكافة أبعاده وملابساته – كان يبدو تنظيراً محضاً في تلك الأيام الساخنة.. فلم ينكر واحد من الشيوعيون، تنظيماً أو أفراداً، ان التغيير الذي حدث بتحرك الخامس والعشرين من مايو إنما هو حركة يسار... ومن ثم فإن تأييد ذلك التحرك والوقوف لصد غائلة اليمين عنه كان واجباً ثورياً لا يمكن التنصل منه أو التردد تجاهه..
    والشيوعيون – أفراداً من غير ضبط التنظيم وسطوته-.. كانوا بمشاعرهم مع الجديد الحامل سحنة اليسار وملامحها، فمهما كان موقف التنظيم الرسمي من الحركة الوليد، فإن منطق الوقوف مع بن العم على الغريب كان هو ال1ذي يحكم عواطف ومشاعر أولئك الأفراد..
    ولهذا السبب فقد نشطت كوادر اليسار كله، بما فيها منظمات الحزب الشيوعي الراكزة في موقفها مع عبد الخالق محجوب وضد (الانقساميين)، خلال الأيام الأخيرة من شهر مايو عام 69، لتعبئ الجماهير للخروج في موكب تأييد لمايو، وذلك رداً على ما كنت تردده الساحة عن برودة الشارع الوطني وضعف انفعاله بالتغيير والحركة.. وقد شاركت في التعبئة لهذا الموكب كافة تنظيمات اليسار السوداني، بما فيها الحزب الشيوعي السوداني... وكان اليوم المضروب لتلك الوقفة والتعضيد هو نهار اليوم الثاني من يونيو 69.. وهو اليوم الذي دخل أدب مايو باسم (موكب 2 يونيو).
    بدأ صباح اليوم الثاني من يونيو وكأن أرض الخرطوم قد انشقت عن أهل السودان كلهم.. قدر بعض الكتّاب الذين شاهدوا الموكب بأنه بلغ خمسة عشر كيلو متراً... بينما قال آخرون ان المواكب غطت المساحة الممتدة من أمام القصر وحتى ميدان عبد المنعم في قلب الخرطوم ثلاثة (10).
    ومهما كان من أمر التقدير لحجم موكب الثاني من يونيو، فإن الحقيقة الراسخة حوله هي ان البلاد لم تشهد في تاريخها السياسي، حتى صباح ذلك اليوم، انفعالاً جماهيرياً بذلك الحجم وبتلك الحماسة... فلم يحدث ان تمكنت أية هيئة سياسية جماهيرية أو غير جماهيرية من تحريك الناس بالصورة التي شهدتها العاصمة الخرطوم في ذلك الصباح..
    كان الناس يتحدثون وقتها عن مواكب استقبال عبد الناصر في الخرطوم بعد نكسة حرب يونيو 67، وهي المواكب التي قال عنها عبد الناصر أنها أعادت إلى العرب ثقتهم في أنفسهم ومنحتهم قدرة على الصمود، ومن يومها عرفت الخرطوم في الأدب السياسي العربي (بعاصمة الصمود).. فاقت مواكب الثاني من يونيو التي نحن بصدد الحديث عنها، مواكب استقبال عبد الناصر قبلها بعامين.. وفاقت تقديرات المشاركين في موكب التأييد لمايو رقم المليون... صحيح ان تعبير (المسيرات المليونية) لم يكن قد بدأ في الرواج وقتها، ولكن الذين اجتمعوا حول مايو أمام ساحة الشهداء فاق عددهم ذلك الرقم في تلك الأيام.
    إن النقطة التي نريد ان نسجلها هنا هي ان موكب الثاني من يونيو بحجمه ذاك وأبعاده تلك، كان يفوق قدرة اليسار السوداني – عدة وعدداً- .. فالموكب تجاوز بأعداده حجم اليسار بكل اتجاهاته وهيئاته ومنظماته .. كما تجاوز قدرة كل تلك التنظيمات – بما فيها الحزب الشيوعي – على التعبئة وتحريك الشارع...
    ما نريد ان نسجله هنا هو ان موكب 2 يونيو لم يكن في واقعه موكباً لتأييد النظام الجديد. فلم تكن قد تحددت في النظام الجديد المعالم و الملامح التي يمكن ان تجعل أفئدة أهل السودان تهوى إليه. بل كان الموكب في حقيقته حكماً باسم الشعب على الحقبة المنصرمة والمطلوبة بانطواء ليلة الرابع والعشرين من مايو 69، أكثر من كونها مواكب لتأييد حركة مايو ومنفذيها.. فلم تكن الجماهير – التي ملأت مواكبها كل الطرقات في قلب الخرطوم شرقاً وغرباً، شمالاً وجنوباً، - جميعها جماهير تنظيم واحد، ولم تكن جميعها متوشحة وشاح اليسار.. كان الأغلب الأعم من الذين زحفوا في موكب 2 يونيو هم عامة أبناء الشعب – بما فيهم قطاع عريض ينتمي بحكم التاريخ والتقليد على الأحزاب التقليدية، يمينها ووسطها..
    الذين خرجوا في موكب 2 يونيو كانوا أواسط الناس، أولئك الذين وان انتموا لبعض تلك الأحزاب ضجروا منها ويئسوا من أي إنجاز سياسي أو صلاح حال فيظل صراع الحزبية المحموم على الموقع والمكان والكرسي...
    الذين خرجوا في موكب الثاني من يونيو لم يكونوا جميعاً ماركسيين أو اشتراكيين عرب، أو قوميين عرب، أو يساريين من غير فرق ولا أعلام.. صحيح أن هؤلاء جميعاً كانوا في قلب المواكب وقد حملوا من الرايات ألوناً مميزة.. ولكن الصحيح أيضاً ان الجماهير التي ملأت الأفق في ضحى ذلك اليوم لم تكن – كلها يسارية بالفكر أو التنظيم. بل كانت تلك الجماهير هي عموم أهل السودان جاءوا بالتعبير البليغ يدينون عجز الحزبية وساسة الأحزاب الذين حولوا سنوات الديمقراطية الثانية إلى سنوات من الصراع والتناحر، أصبحت معها الديمقراطية صنو العجز، وأضحت الحرية معنى للفوضى...
    كان موكب 2 يونيو هو الفاصل والفيصل...
    فقد كان ذلك الموكب لضباط مايو شريان الحياة الذي نفخ في جسد حركتهم روح الثقة المستمدة من تأييد الوطن العريض... وكان لهم دليلاً على ان السند الحقيقي هو في وقفة الجماهير المتجاوز ولاؤها الجماعة والفئة، وفي الحصول على القبول الجامع من كل الفئات والجماعات..
    كان الموكب دليلاً على ان عموم وغالب أهل السودان- وهم أناس وسط – قد اجتمعوا حول النظام الجديد فقد فاقت أعداد الجماهير التي التقت في مسيرة الثاني من يونيو، بكثير، حجم اليسار وقدرته وتجاوزت بحماسها للجديد – بكثير، مواقع ومواقف اليمين طائفية وحزبية.
    بلغة الجيش، قدم موكب 2 يونيو أول (الدروس المستفادة) لضباط مايو.. وكان ذلك الدرس هو ان الجماهير لا تسام كالبهائم، وأنها – مهما كان حجم ومظهر ولائها- تضجر وتسأم وتنقطع متى ما أحست ببؤس القيادة، حتى ولو كانت تلك القيادة هي السادة والأشراف.
    وكان ثاني (الدروس المستفادة) ان الجماهير التي تحمست للجديد بحجمها ذلك، إنما هي عموم أهل السودان، وليس أهل اليسار وحدهم.. ومن ثم فإن التوسط والاعتدال هو طريق الالتقاء والتلاحم مع تلك الجماهير.. وان التطرف والتعصب والاحتداد هو الدرب المفضي إلى نفور تلك الجماهير وتباعدها.
    ولم يكن ميعاد التطبيق العملي لتلك الدروس المستفادة في الممارسة ببعيد عن أيام مايو الأولى..
    فقد جاءت ملابسات التطبيق العملي لتلك الدروس ومتتالية من بعد مرور أسابيع قليلة على موكب الثاني من يونيو الذي عمد مايو – الحركة العسكرية – نظاماً سياسياً أمكنه الإدعاء بأنه (ثورة).

    أعوام مايو الحُمْر..
    فتق الرتق بين مايو والشيوعيين
    o دعوة لحل الحزب قصمت ظهر العلاقة مع مايو
    o مواطن الخلاف بين مايو والشيوعيين: ميثاق طرابلس.. تنظيم الثورة.. كتائب مايو.. الحرس الوطني.. الميثاق.. التأميم..
    =========
    لم يكن لمايو من بد من التعامل اللصيق مع كل قوى اليسار- بما فيهم الشيوعيون- في أيامها الأولى ... فهي قد حددت هويتها وجعلت من نفسها مركباً يسارياً مفتوحاً لكل قوى اليسار.
    ولما كانت الجماعة العسكرية التي أنفذت مايو في حاجة ماسة إلى السند الإداري والتنفيذي الملتزم بالهوية والمسار الجديد، فغنه لم يكن أمامها سوى الاعتماد على الشق المدني في التحرك – بابكر عوض الله والقوى السياسية المستقطبة – ليقوموا بالإمداد بذلك السند من كوادر اليسار، بما فيهم الكوادر الشيوعية...
    أحس النظام الجديد منذ اليوم الأول، بضرورة السيطرة على مواقع الخدمة العامة.. ولم يكن هناك بد من الاستعانة في هذا الأمر بذوي الباع الطويل والمعرفة بدهاليز السياسة ودروبها من أهل اليسار، فاستعان الضباط بجماعات من اليساريين في كل المجالات.. وكان بالقطع أكبر قطاعات اليسار المستعان بهم من الماركسيين، الملتزمين بالحزب أو غير الملتزمين به وعاء تنظيمياً..
    وهكذا بدأت عمليات (قش ورش) دار السياسة التي يدخلها النظام لأول مرة.. وكان عماد عمليات (القش والرش) تلك هي الكوادر الشيوعية التي انتشرت في جزء واسع من مجالات العمل التنفيذي والسياسي والجماهيري والتي بدأت مع انتشارها حركة (التثوير)، وهي الحركة التي قصد من ورائها حقن روح الثورة فيكل مجال من مجالات العمل التنفيذي.. وكان من متطلبات تثوير العمل ان يكون في مواقع المسؤولية والقرار من هم موثوق في ولائهم للسلطة اليسارية الجديدة.. وكان ذلك يعنى عودة راجعة لحركة التطهير الأكتوبرية الشهيرة..
    ومن ثم بدأت طاحونة التطهير في الدوران .. وفي التهام الكوادر المتخصصة والمدربة في كافة مجالات الخدمة الوطنية..
    فالتهمت تلك الطاحونة في جوفها الكوادر الرفيعة من قياديي الخدمة المدنية والقضاء والجماعة والشرطة والجيش... وشملت الشخصيات المبعدة – تطهيراً للخدمة المدنية
                  

العنوان الكاتب Date
من تاريخ الانقلابات العسكرية للجبهة القومية الاسلامية خالد العبيد01-20-06, 10:17 PM
  Re: من تاريخ الانقلابات العسكرية للجبهة القومية الاسلامية خالد العبيد01-20-06, 10:19 PM
  3 خالد العبيد01-20-06, 10:20 PM
  Re: من تاريخ الانقلابات العسكرية للجبهة القومية الاسلامية الطيب بشير01-20-06, 10:29 PM
    Re: من تاريخ الانقلابات العسكرية للجبهة القومية الاسلامية bayan01-20-06, 10:56 PM
      Re: من تاريخ الانقلابات العسكرية للجبهة القومية الاسلامية bayan01-20-06, 11:04 PM
        Re: من تاريخ الانقلابات العسكرية للجبهة القومية الاسلامية bayan01-20-06, 11:05 PM
          Re: من تاريخ الانقلابات العسكرية للجبهة القومية الاسلامية bayan01-20-06, 11:07 PM
          Re: من تاريخ الانقلابات العسكرية للجبهة القومية الاسلامية bayan01-20-06, 11:07 PM
            Re: من تاريخ الانقلابات العسكرية للجبهة القومية الاسلامية bayan01-20-06, 11:10 PM
              Re: من تاريخ الانقلابات العسكرية للجبهة القومية الاسلامية bayan01-20-06, 11:27 PM
  Re: من تاريخ الانقلابات العسكرية للجبهة القومية الاسلامية خالد العبيد01-20-06, 11:35 PM
  Re: من تاريخ الانقلابات العسكرية للجبهة القومية الاسلامية خالد العبيد01-20-06, 11:46 PM
  1 خالد العبيد01-21-06, 00:00 AM
  Re: من تاريخ الانقلابات العسكرية للجبهة القومية الاسلامية خالد العبيد01-21-06, 00:06 AM
  Re: من تاريخ الانقلابات العسكرية للجبهة القومية الاسلامية خالد العبيد01-21-06, 00:12 AM
  ;من يزرع الريح يحصد العاصفة خالد العبيد01-21-06, 01:10 AM
  تشييع جنازة النظام المصرفي خالد العبيد01-21-06, 01:14 AM
  ك خالد العبيد01-21-06, 01:29 AM
  العصابة تنهب البنك وتبيع الصوامع! خالد العبيد01-21-06, 01:38 AM
  حمزة دوكة !!!! خالد العبيد01-21-06, 01:48 AM
  فضيحة بجلاجل خالد العبيد01-21-06, 01:56 AM
    Re: فضيحة بجلاجل charles deng01-21-06, 06:56 AM
  Re: من تاريخ الانقلابات العسكرية للجبهة القومية الاسلامية خالد العبيد01-21-06, 04:06 PM
    Re: من تاريخ الانقلابات العسكرية للجبهة القومية الاسلامية bayan01-21-06, 07:06 PM
      Re: من تاريخ الانقلابات العسكرية للجبهة القومية الاسلامية القلب النابض01-21-06, 07:42 PM
  Re: من تاريخ الانقلابات العسكرية للجبهة القومية الاسلامية خالد العبيد01-21-06, 08:24 PM
    Re: من تاريخ الانقلابات العسكرية للجبهة القومية الاسلامية القلب النابض01-21-06, 08:33 PM
  ا خالد العبيد01-21-06, 08:29 PM
  في دولة الفساد خالد العبيد01-21-06, 08:40 PM
  Re: من تاريخ الانقلابات العسكرية للجبهة القومية الاسلامية خالد العبيد01-21-06, 08:43 PM
  Re: من تاريخ الانقلابات العسكرية للجبهة القومية الاسلامية أبو ساندرا01-22-06, 01:57 AM
  Re: من تاريخ الانقلابات العسكرية للجبهة القومية الاسلامية الطيب بشير01-22-06, 10:27 AM
    Re: من تاريخ الانقلابات العسكرية للجبهة القومية الاسلامية charles deng01-23-06, 08:49 AM
    Re: من تاريخ الانقلابات العسكرية للجبهة القومية الاسلامية charles deng01-23-06, 08:51 AM
      Re: من تاريخ الانقلابات العسكرية للجبهة القومية الاسلامية bayan01-23-06, 09:50 AM
        Re: من تاريخ الانقلابات العسكرية للجبهة القومية الاسلامية charles deng01-24-06, 06:23 AM
  Re: من تاريخ الانقلابات العسكرية للجبهة القومية الاسلامية lana mahdi03-27-06, 09:29 AM
  Re: من تاريخ الانقلابات العسكرية للجبهة القومية الاسلامية خالد العبيد03-27-06, 08:17 PM
  Re: من تاريخ الانقلابات العسكرية للجبهة القومية الاسلامية Mahathir03-27-06, 08:47 PM
  Re: من تاريخ الانقلابات العسكرية للجبهة القومية الاسلامية خالد العبيد03-27-06, 09:28 PM
  Re: من تاريخ الانقلابات العسكرية للجبهة القومية الاسلامية خالد العبيد03-27-06, 09:45 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de