يا أم أحمد دقي المحلب في توب أحمد
يا أم أحمد دقي المحلب في توب أحمد ..أحمد غايب في الركايب ..جانا كلب سنونو صُفر .. حلب الناقة في الرُكابه .. يا أم أحمد دقي المحلب (عسي ولعل يأتي أحمد وينقذنا من هذا الكلب حالب الناقة) ... ترنيمة بسيطة في كلماتها عميقة في معانيها كانت ترددها أمهاتنا وحبوباتنا حينما يردن تنويم أطفالهم الصغار وهم يطلبون من (أحمد الرمز) أن يأتي ويبعد من أطفالهم الباكين الذين غلبهم النوم ويطرد عنهم ذلك الكلب المخيف الذي يحلب الناقة ويشرب لبنها .. كناية عن مهابته وخاصة أن الكلاب من أكلة اللحوم وليس من شاربي اللبن أي انه تحول الي حيوان خرافي مخيف .. وبهذا النسق والقافية تستمر الترنيمة بما يضاف اليها من أحاجي. أم احمد حينما هدهدت حشاها وأنامته وطردت عنه كل مايصيبه من شر بهذه الترنيمات ..كانت صادقة في حبها لإبنها متمنية له كل خير راجية من الله أن يحفظه لها ويكبر يشيل حملها وهي تنظر اليه نائم بكل براءة سابل عينيه الصغيرتين ودمعتين حب وحنان في مقلتيها. لكن الكلب ذو السنون الصُفر حالب الناقة لم ييأس وفكر ودبر (كما نعرف أن الكلاب طويلة الاعمار كما يقال)لماذا أكون علي هيئة كلب لماذا لا أكون طفلا لأم احمد بأي اسم .. عمر ، علي ‘ عبدالرحيم ‘صلاح ‘عوض الي ان ترضي عني أم أحمد وأعيش في كنفها كأحد أبنائها .. وأكبر بينهم وأحقق أغراضي ... وكان له ما أراد تحول وتحور الكلب المتوحش الي طفل وديع تربي في كنف أم احمد ، ولما كانت أم أحمد رقيقة وحنينة تجاه عيالها أعتبرته واحد منهم ... ولم تخير أحد من ابنائها عليه .. كبر الكلب وشب في بيت أم أحمد .. ولما كان بطبيعته طفيلي (يعيش علي دماء غيره) استفاد من كل ما تقدمه الام في ذلك الزمان (ممثلة في الدولة) من علاج مجاني وتعليم مجاني ويا له من تعليم راقي متطور استمد تطوره من وفرة وسائلة مدرسة، الكتاب ، المعلم ،سكن،اعاشة وغيرها من الوسائل التربوية. تقدم ابو سنون صُفر في مراحل التعليم التي لايعرف من هم ورائها .. ودعمته أم احمد بحنانها .. ودواخله هي هي .. يريد ان يحلب الناقة لكنه للغاية الكبري (أكل الناقة) يؤجل ويدخل انيابه في بطنه .. أوليه وسطي ثانوية كلها مجاني .. تعلم تنور فهم حياة أخري غير حلب الناقة في الرُكابة .. توسعت مداركه ..جامعة عالم آخر وسط مجتمع بسيط ينظر في ذلك الزمان الي طالب الجامعة نظرة اخري .. انسان اخر تفخر به أم احمد . ولكن العرق دساس وشوقه الي لبن الناقة يجعل لعابه يسيل في كل لحظة .. اصبر ..اصبر .. صبر الكلب فرحت به أم أحمد .. تخرج من الجامعة .. دمعت مآقيها بالفرح ..وفاضت روحها بالهرم ..مسكينة ربت اجيال وماتت مطمئنة ان ابنها بالتبني سوف يواصل ما بدأته .. الابن الخريج كانت له خططه الخاصة التي كبرت وتبلورت طيلة حصيلته الدراسية ..واحقاده الخاصة منذ ان كان يحلب لبن الناقة ليروي ظمأه . ماتت أم احمد (رحمها الله) دفنها الابن المتبني وشكر المعزين وسأل الله لها المغفرة (انا لله وانا اليه راجعون) وعاودو وانشاء الله ما تشوفو مكروه في عزيز لديكم .. رفع الفراش واسدل الستار. نام ذو السنون الصُفر هذه الليلة وحده .. اليوم أمر .. وغدا أمر .. هب من نومه .. وجد نفسه ذلك الكلب الذي تخلص منه يرجع اليه ولكن في هيئة اخري (كلب له انياب ) فكر وقدر .. كنت أسرق لبن الناقة لماذا لا أسرق الناقة كلها ..ولما كان متسلح بالعلم متسلح بكل معارف بلدي بكل الخصائص الاجتماعية لأم احمد .. والله الفرصة جاتك يا ابو سنون صُفر خليك حريص .. صبرت وصابرت وجاهدت لهذه اللحظة .. خليك حويط. ودع أمه وتفرغ لمشروعه (حلب الناقة)وهو الذي كان كامنا وسط أهله وشعبه كالسوسة وسط عروقهم واوردتهم ودروبهم وبين عقلهم كما هو العالم العارف المتسلح باللغات وعلم النفس وغيرها من المعرفة .. والله يا ام احمد كان شفت ولدك بتاع لبن الناقة ح يسوي شنو ما كنتي مُتيٌ .. لكن هذه ارادة الله وانا اليه راجعون .. شن عرف ام احمد بغير لبن الناقة .. اصبري علي يا ام احمد والله كان ماجبت ليك الناقة ذاتا اكون انا ما ولدك ابو سنون صُفر . كشر ابو أنياب صفر عن انيابه تلفت حوله ..وجد نفسه والمجتمع من حوله .. ناس قبائل .. ناس عوائل.. ناس وناس .. وهو من غير ناس . وجد نفسه في صحراء الحياة بلا غطاء .مدثر بما اكتنزه من علم وسط الجهلاء .. ازفت عينيه بالبكاء تلفت حوله يمنة ويسرة لمن اكشر انيابي .. ولما كان طبعه الخبث والحقد الدفين والمثابرة كي يرقي السلم الاجتماعي .. وجد ضالته .. المصحف الشريف .. لماذا لا ارفع المصحف الشريف .. من ذا الذي يخالفه من بني بلدي ..فلم لا أرفع المصحف فوق اسنة الرماح كي أحقق اغراضي ومن يخالفني اطعنه بهذا الرمح حتي الممات ..(حليلك ام احمد) ما شفتي سنونو وافكاره .ورفع شعار لا اله الا الله .. وهي لله .. والله اكبر.. اكل عقول البسطاء باسم الدين والشكل الوقور (علامة الصلاة ، واللحية ، العباءة والملفحة والعصا لمن عصي ..واستولي علي كل شيئ الاخضر واليابس .. وبدل لبن الناقة استولي علي الناقة كلها .. بدل الراكوبة قصور .. خان القريب والبعيد.. استغل طيبة ونقاء العشيرة ... خان البيوت التي رعته .ولانه حاقد طفش الاسر .. وزع الناس علي كل الامم من أقصي الشمال الامريكي في كندا وحتي استراليا في قاع الدنيا ..لكن دي ما غريبة علي ابو سنونا صُفر ..كان لقي طريقة يحفر حفرة ويردم كل العشيرة فيها ويقعد علي تلها . حليلك يا ام احمد ومتين يا احمد ترجع من الركايب وتحلنا من المصائب . نواصل (عدل بواسطة ادريس خليفة علم الهدي on 02-13-2006, 07:19 AM)

[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1: << 1 >>

احدث عناوين سودانيز اون لاين الان

اراء حرة و مقالات	Latest Posts in English Forum
Articles and Views	اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases	اخبار و بيانات

الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة

About Us
Contact Us
About Sudanese Online

اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين

News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums

If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]