مرحباً بأحفاد محمد الفاتح! محمد التجاني عمر قش تنبني العلاقات بين الدول عادةً على أساس تبادل المصالح والخبرات والمنافع التجارية والفنية وغير ذلك مما يعزز من القدرات ويطورها، ويوسع دائرة التعامل الاقتصادي والمالي، وليس على المواقف التاريخية، مع أن المبادئ قد يكون لها في بعض الأحيان دور وتأثير في العلاقات الدولية! وعلى هذا الأساس فإن للسودان، باعتباره دولة مستقلة وذات سيادة، الحق السيادي المطلق أن يقيم علاقات دبلوماسية واقتصادية وتجارية مع الدول التي تريد التعامل معه في شتى المجالات دون أن يكون لأي جهة كانت الحق في تحديد الدول التي يجوز للسودان التعامل معها؛ فنحن لسنا بحاجة لوصاية من أي دولة أو جهة إقليمية أو دولية، ويجب علينا أن نقول هذا ونعلنه بكل وضوح للقاصي والداني. وكل دولة من دول العالم تسعى لبناء علاقات متبادلة بينها وبين أسرة المجتمع الدولي بما يخدم ويحقق مصالحها القومية، وهذا أمر بات مفهوماً ومعلوماً بالضرورة لدى كافة المهتمين بالشؤون الدولية، ومعمولاً به في كافة أرجاء المعمورة. ولعل زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والوفد الكبير الذي رافق فخامته إلى السودان تندرج في هذا الإطار الذي أشرنا إليه؛ وهي لذلك يجب ألا تكون مدعاة للحسد والتهكم والسخرية من أجهزة الإعلام المصري سواء في ذلك القنوات الفضائية المصرية والصحافة ومواقع التواصل الاجتماعي، فنحن لسنا بدعاً من الدول وإنما السودان دولة لها تاريخ عريق ولها مصادر وموارد طبيعية متنوعة يحق لها الاستفادة منها بالتعاون مع من ترى من الدول والجهات التي تمتلك رؤوس الأموال والتقنية والخبرة الفنية والإرادة السياسية للتعامل مع السودان. وتركيا، من جانب آخر، دولة لها ثقل اقتصادي وسياسي على المستويين الإقليمي والعالمي، فهي من الدول الرائدة في كثير من المجالات؛ خاصة الصناعات الخفيفة والمتوسطة والزراعة وصناعة منتجات الألبان والمنسوجات والنقل البري والجوي وهي لذلك مؤهلة لإضافة مدخل فعلي للاقتصاد السوداني عبر التعاون والتنسيق مع الجهات المعنية في السودان. وقد جاء على لسان وزير خارجية السودان البروفسور إبراهيم غندور قوله: " إن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للسودان، من شأنها الارتقاء بالعلاقات الثنائية بين البلدين إلى مستوى استراتيجي، سيما وأن الزيارة تحمل دلالات سياسية، إلى جانب التعاون الاقتصادي والتجاري الذي تم الاتفاق عليه كما أن توقيت الزيارة يحمل مغزى سياسياً، لأن الأمة العربية والإسلامية تمر بظروف تلعب فيها تركيا دوراً كبيراً، بقيادة الرئيس التركي لمنظمة التعاون الإسلامي". ومما يبشر بخير وفير لكل من تركيا والسودان أن ميزان التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين سوف يرتفع من خمسمائة مليون دولاراً إلى عشرة مليار دولاراً وهذا لعمري رقم فلكي من شأنه أن يدفع بعجلة الاقتصاد السوداني قدماً وسوف يزيد من الإنتاج والإنتاجية في كثير من المجالات؛ خاصة الزراعة والثروة الحيوانية والصناعة والتعدين والنقل البحري والبري وتطوير الموانئ والتعدين مما يساعد على توفير عدد كبير من الوظائف ويوجد فرص عمل للشباب المؤهلين ويوسع من فرص التدريب والتشغيل وكل ذلك مطلوب لتحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للشعب السوداني. وحسبما جاء في وسائل الإعلام لم تشر الاتفاقيات، التي وقعت بين الطرفين، إلى أي تعاون يضر بمصالح الدول المجاورة والشقيقة، أو يزعزع أمنها واستقرارها أو يمس بسيادتها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة؛ ولذلك لا داعي أن توظف القنوات الفضائية المصرية أبواقها للتعبير عن كل هذا الحقد والأذى والامتنان على السودان حكومة وشعباً؛ فنحن لسنا دولة ضعيفة أو تابعة للتاج المصري حتى نطلب الإذن مسبقاً من أجل إقامة العلاقات التي تخدم مصالحنا القومية. ويعلم الجميع أن السودان عندما فتح أبوابه للمنتجات المصرية لم تصلنا منهم إلا الفواكه المروية بمياه المجاري وهي لذلك غير صالحة للاستهلاك البشري ولا حتى الحيواني، وبالتالي رفضها السودانيون بناءً على معلومات وتحليل مختبري دقيق، ولهذا يجب على الإخوة في شمال الوادي أن يعيدوا النظر في طريقة تعاملهم مع السودان سياسياً واقتصادياً حتى لا يخسروا مليارات الدولارات التي كان من الممكن أن تدخل إلى جيوب المنتجين المصريين ولكنهم فرطوا فيها بكل صلف وغباء. نحن ننظر لتركيا كدولة إسلامية شقيقة تربطنا معها صلات ضاربة في القدم وليست لدينا أي عقد تاريخية ضد الشعب التركي، مهما حاول بعض المرجفين في القاهرة وأذنابهم هنا وهناك الترويج لمثل هذه الترهات التي لم تعد قائمة. ونقول بالصوت العالي مرحباً بأحفاد السلطان محمد الفاتح في بلدهم السودان فقد حلوا أهلاً ونزلوا سهلاً. أما ما يثيره الإعلام المصري فيما يتعلق بوجود السودان وحدوده، ودور الجيش المصري في ذلك، فنحن لسنا من شيمنا الرد على السفهاء الذين يحاولون مغالطة التاريخ من غير وعي ولا إدراك؛ فهم بمثابة الذي ينعق بما لا يسمع ولا يفقه، وإنما يقولون ويرددون عبارات جوفاء، تنم عن الضغائن والحسد والاستكبار، يمليها عليهم سادتهم وكبراؤهم؛ فيتطاولون على السودان، وما دروا أنهم إنما يناطحون صخرة لن تَلين ولا تفتُ فيها مثل هذه الحماقات.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة