الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
Re: دكتور النور حمد في حوار السياسة والفكر في (Re: Yasir Elsharif)
|
د. النور حمد في حوار معه: المركز والهامش صراع جهوي، تعتمل فيه عناصر الدين والعنصر والطبقة ... أطروحة العقل الرعوي تناقش العلة في بنية وعي الفريقين
02-19-2018 07:18 AM دكتور النور حمد في حوار السياسة والفكر (2-2)
حل مشاكل الناس لا توجد بالضرورة في النصوص الدينية بقدر ما توجد في روح الدين..!!
أنا الآن أمثل صوتي الفردي الذي يخصني وحدي، وأطرح نفسي كمثقف، وليس كداعية دين, " ﺻﺮﺍﻉ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﻭﺍﻟﻬﺎﻣﺶ ﺻﺮﺍﻉ ﺟﻬﻮﻱ، ﺗﻌﺘﻤﻞ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻠﻪ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻌﻨﺼﺮ ﻭﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ..... ﺃﻃﺮﻭﺣﺔ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﺮﻋﻮﻱ ﺗﻨﺎﻗﺶ ﺍﻟﻌﻠﺔ ﻓﻲ ﺑﻨﻴﺔ ﻭﻋﻲ ﺍﻟﻔﺮﻳﻘﻴﻦ "
ﻛﻠﻤﺔ "ﺟﻤﻬﻮﺭﻱ" ﻻ ﺗﻨﻄﺒﻖ، ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﺮﻱ، ﻋﻠﻰ ﺗﻼﻣﻴﺬ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﻣﺤﻤﺪ ﻃﻪ، ﺇﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺒﻘﺖ ﺍﺳﺘﺸﻬﺎﺩﻩ
" ﻟﻢ ﺃﺭﻓﻊ ﺷﻌﺎﺭ "ﺍﻟﻜﻮﺷﻴﺔ" ﺿﻤﻦ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻠﺖ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺓ ﺣﻴﺎﺓ ﻗﺮﻧﻖ. ﻣﺎ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺍﻗﻮﻟﻪ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻫﻮﻳﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻭﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻳﺔ ﻗﺪ ﺍﺧﺘُﻄﻔﺖ "
ﻧﺤﻦ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﻣﺮﻭﺣﻨﺔ، ﺃﻭ ﻗﻞ، ﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﻣﻌﻠﻤﻨﺔ. ﻓﻤﻔﻬﻮﻡ "ﻋﻠﻤﺎﻧﻲ" ﻭ"ﺭﻭﺣﺎﻧﻲ" ﻳﺤﺘﺎﺟﺎﻥ ﺍﻵﻥ ﺍﻟﻤﺰﺍﻭﺟﺔ
ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﻟﻦ ﺗﺠﺮﻱ ﺗﺼﻔﻴﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻔﻮﻗﻴﺔ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺑﻔﺘﺢ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﻟﻠﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻮﻳﺮﻳﺔ ﺍﻹﺻﻼﺣﻴﺔ
ﻻﺷﻚ ﺃﻥ ﺩﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺣﻤﺪ ﻫﻮ ﺻﺎﺣﺐ ﺳﻴﺮﺓ ﻧﻀﻴﺮﻩ ﻭﻓﻜﺮﻩ ﺛﺎﻗﺒﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻋﻤﻮﻣﺎً ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﺸﺨﻴﺺ ﻣﻮﺍﺿﻊ ﺍﻻﻧﺘﻜﺎﺱ ﻭﺗﻮﺿﻴﺢ ﻧﻘﺎﻁ ﺍﻟﻘﻮﺓ ، ﻭﻗﺪ ﻇﻞ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺣﻤﺪ ﻃﻴﻠﺔ ﺍﻟﻔﺘﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﻳﺮﻓﺪ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ ﺑﻜﻢ ﻣﻘﺪﺭ ﻭﻧﻮﻋﻲ ﻣﻦ ﺍﻷﻃﺮﻭﺣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺟﺪﺕ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﺀ ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﺵ ، ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺃﻥ ﺗﻄﺮﻕ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﺑﺤﺜﺎً ﻋﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮﺍﺕ ﻟﻠﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺼﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ......
ﺣﻮﺍﺭ : ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻷﻗﺮﻉ
ﻫﻞ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻘﺎﺭﻥ ﺑﻴﻦ ﺃﻃﺮﻭﺣﺔ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﺮﻋﻮﻱ، ﻣﻊ ﺟﺪﻟﻴﺔ ﺍﻟﻬﺎﻣﺶ ﻭﺍﻟﻤﺮﻛﺰ، ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺃﻥ ﻛﻠﻴﻬﻤﺎ ﻳﺘﻔﻘﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻻﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ؟
ﺻﺮﺍﻉ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﻭﺍﻟﻬﺎﻣﺶ ﺻﺮﺍﻉ ﺟﻬﻮﻱ، ﺗﻌﺘﻤﻞ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻠﻪ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻌﻨﺼﺮ ﻭﺍﻟﻄﺒﻘﺔ. ﻭﻫﻮ ﺻﺮﺍﻉ ﻗﺎﺋﻢ ﺩﻭﻥ ﺷﻚ.ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻬﻮﺍﻣﺶ ﻧﻔﺴﻬﺎ، ﻟﻬﺎ ﻣﺮﻛﺰ ﻭﻟﻬﺎ ﻫﺎﻣﺶ، ﺃﻳﻀﺎ. ﻭﺍﻟﻨﺨﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﺩ ﺻﺮﺍﻉ ﺍﻟﻬﺎﻣﺶ ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺇﻟﻰ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﻣﺮﻛﺰ ﺟﺪﻳﺪ، ﻳﻘﺼﻲ ﻫﺎﻣﺶ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻬﺎﻣﺶ. ﻭﻟﻨﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻛﻤﺜﺎﻝ. ﺃﻃﺮﻭﺣﺔ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﺮﻋﻮﻱ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ. ﻓﻬﻲ ﺗﻬﺘﻢ ﺑﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﺘَّﻤَﺪْﻳُﻦ ﻭﺍﻟﻼﺗَﻤَﺪْﻳُﻦ ﻓﻲ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﺴﻴﺎﻗﺎﺕ، ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺮﻛﺰﺍ، ﺃﻭ ﻫﺎﻣﺸﺎ. ﺃﻭ ﻗﻞ، ﺇﻧﻬﺎ ﺗﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺟﺪﻟﻴﺔ ﺍﻻﻧﺼﻴﺎﻉ ﻟﻤﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺚ، ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ، ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﻨﺰﻋﺎﺕ ﺍﻟﻔﺎﻟﺘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻫﺪﻡ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ، ﺑﺎﻟﺘﺤﺎﻳﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ، ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺰﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻏﻨﻴﻤﺔ ﻟﻠﻤﺘﻨﻔﺬﻳﻦ ﺍﻟﻤﺴﻨﻮﺩﻳﻦ ﺑﺎﻟﻘﺒﻴﻠﺔ، ﺃﻭ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ، ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ. ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﻌﻠﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﺪﻯ ﻧﺨﺐ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ، ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ، ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﻘﺪﺭ، ﻟﺪﻯ ﻧﺨﺐ ﺍﻟﻬﺎﻣﺶ. ﺃﻃﺮﻭﺣﺔ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﺮﻋﻮﻱ ﺗﻨﺎﻗﺶ ﺍﻟﻌﻠﺔ ﻓﻲ ﺑﻨﻴﺔ ﻭﻋﻲ ﺍﻟﻔﺮﻳﻘﻴﻦ؛ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﻭﺍﻟﻬﺎﻣﺶ ﻣﻌﺎ.
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺇﻥ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺣﻤﺪ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺪﺍﺛﺔ ﻭﺍﻟﺮﻋﻮﻳﺔ ﻓﻀﺎﺀﻳﻦ ﻣﻨﻔﺼﻠﻴﻦ،ﺃﻭ ﻣﻨﻘﻄﻌﻴﻦ ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ، ﻳﺪﻭﺭ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺻﺮﺍﻉ ﺃﺯﻟﻲ. ﻓﺎﻟﺒﻌﺾ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺇﻧﻚ ﻟﻢ ﺗﺮﺍﻉ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻴﻦ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀﻳﻦ ﺟﺎﻣﻊ ﺃﻭ ﺭﺍﺑﻂ، ﺃﻭ ﺃﻥ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻳﻮﻟﺪ ﻣﻦ ﺍﻵﺧﺮ؟
ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺭﺑﻤﺎ ﺣﻤﻠﺖ ﺟﺰﺀًﺍ ﻣﻦ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ. ﻟﻜﻨﻲ ﺃﻗﻮﻝ ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ، ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻤﺪﻥ ﻭﺍﻟﻼﺗﻤﺪﻥ ﻳﻨﻮﺟﺪﺍﻥ ﻓﻲ ﺑﻨﻴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ، ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﻗﻄﺮًﺍ، ﻓﺘﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺑﺎﺩﻳﺔ، ﺃﻭ ﺑﻌﺾ ﺑﺎﺩﻳﺔ، ﺗﻨﺰﻉ ﻟﻼﺳﺘﻘﻼﻝ ﻋﻦ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ، ﻭﺗﺘﺤﺎﻳﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﻴﺪﺍﺕ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ. ﺃﻭ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺪ ﺩﺍﺧﻞ ﺑﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ،ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺪﻥ، ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻄﺮ، ﺣﻴﺚ ﻳﺴﻠﻚ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺳﻠﻮﻛًﺎ ﻣﺘﻤﺪﻳﻨًﺎ ﻣﻨﻀﺒﻄًﺎ ﻣﻊ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﻭﻣﻮﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ، ﻭﺍﻟﺬﻭﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ، ﻭﻳﺴﻠﻚ ﺁﺧﺮﻭﻥ ﺳﻠﻮﻛﺎ ﻧﻘﻴﻀﺎ ﻟﺬﻟﻚ. ﻓﻬﺬﺍﻥ ﺍﻟﻨﻘﻴﻀﺎﻥ: ﺍﻟﻨﺰﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻤﺪﻥ، ﻭﺍﻟﻨﺰﻭﻉ ﻟﻼﻧﻔﻼﺕ ﻣﻦ ﺿﻮﺍﺑﻂ ﺍﻟﺘﻤﺪﻥ، ﻻ ﻳﻨﻮﺟﺪﺍﻥ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺑﻨﻴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ، ﻭﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ. ﻭﻟﺬﻟﻚ، ﻓﻤﻼﺣﻈﺔ ﻫﺆﻻﺀ ﻟﻴﺴﺖ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ. ﻓﺄﻃﺮﻭﺣﺔ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﺮﻋﻮﻱ، ﻛﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﺃﻥ ﻗﻠﺖ، ﻟﻴﺴﺖ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻓﻬﻢ ﻟﺴﻴﺎﻗﺎﺕ ﻣﻌﻴﻨﺔ. ﻭﺃﻋﻨﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪﺍ، ﺳﻴﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺤﺪﺍﺛﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺨﺘﻠﻂ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻨﻴﺔ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻟﺮﻋﻮﻳﺔ، ﺑﺒﻴﻨﺔ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻟﺤﺪﺍﺛﻴﺔ ﻣﺘﻌﺜﺮﺓ ﺍﻟﺨﻄﻰ.
ﺍﺳﺘﻔﺎﻗﺔ ﺣﻀﺎﺭﺓ ﻛﻮﺵ ﻻﺳﺘﻨﻘﺎﺫ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺷﻌﺎﺭ ﺗﺒﻨﺎﻩ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺣﻤﺪ، ﻟﻜﻦ ﺳﺒﻘﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﺮﻭﻳﺞ ﺍﻟﺤﻤﺎﺳﻲ ﻟﻪ، ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﻮﻥ (ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ). ﻭﺣﻴﻦ ﺍﺳﺘﻘﻞ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﻮﻥ ﺑﺪﻭﻟﺘﻬﻢ، ﺍﻧﻘﻄﻌﺖ ﺣﺘﻰ ﺍﻻﺷﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺮﻣﺰﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ، ﻣﺎ ﺗﻌﻠﻴﻘﻚ؟
ﺃﻧﺎ ﻟﻢ ﺃﺭﻓﻊ ﺷﻌﺎﺭ "ﺍﻟﻜﻮﺷﻴﺔ" ﺿﻤﻦ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺳﻴﺎﺳﻲ، ﺃﻭ ﺗﻘﻮﻳﺔً ﻟﻠﺨﻄﺎﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ، ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻠﺖ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺓ ﺣﻴﺎﺓ ﻗﺮﻧﻖ. ﻣﺎ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﻗﻮﻟﻪ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻫﻮﻳﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻭﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻳﺔ ﻗﺪ ﺍﺧﺘُﻄﻔﺖ، ﻭﺍﺟﺘُﺰﺋﺖ، ﻭﺟﺮﻯ ﺣﺼﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﻭﺑﺔ ﻭﺍﻹﺳﻼﻡ. ﻭﻛﻼﻫﻤﺎ ﻣُﻜَﻮِّﻥٌ ﺣﺪﻳﺚٌ ﺟﺪﺍ ﻣﻦ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ. ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺟﺘﺰﺍﺀ ﺍﻟﻤﺨﻞ ﺃﺣﺪﺙ ﺿﻤﻮﺭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ، ﻭﺃﺣﺪﺙ ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ ﺳﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻟﻺﻟﺤﺎﻕ ﻭﺍﻻﺳﺘﺘﺒﺎﻉ، ﺃﺿﺮﺕ ﺑﺴﻴﺎﺳﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ، ﻭﺑﺎﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ، ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺍﻷﺟﻞ، ﻭﺟﻌﻠﺖ ﺑﻼﺩﻧﺎ، ﻣﻦ ﺛﻢ، ﻧﻬﺒﺎ ﻟﻸﺟﻨﺪﺓ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ، ﻭﺑﺼﻮﺭﺓ ﻣﺴﺘﻤﺮﺓ.
ﻳﻀﺎﻑ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺗﻘﺪﻡ، ﺃﻥ ﻛﻮﺷﻴﺘﻨﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﻨﺤﻨﺎ "ﻋﺮﻭﺑﺘﻨﺎ" ﺍﻟﻤﻤﻴﺰﺓ. ﻭﺃﻋﻨﻲ ﻫﻨﺎ ﻋﺮﻭﺑﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ، ﻻ ﻋﺮﻭﺑﺔ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮ، ﺃﻭ ﺍﻟﻮﺟﺪﺍﻥ. ﻛﻤﺎ ﺗﻨﺤﺘﻨﺎ "ﺇﺳﻼﻣﻨﺎ"؛ ﻭﺃﻋﻨﻲ ﻫﻨﺎ، ﺇﺳﻼﻣﻨﺎ ﺍﻟﺼﻮﻓﻲ، ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺧﺘﻠﻂ ﺑﻤﻜﻮﻧﺎﺕ ﺗﺮﺑﺘﻨﺎ ﻭﺑﻮﺟﺪﺍﻧﻨﺎ ﺍﻟﻜﻮﺷﻲ، ﻭﻟﻴﺲ "ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﺴﻨﻲ" ﺍﻟﻤﻨﻐﻠﻖ، ﺍﻟﻤﺘﻄﺮﻑ ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻪ، ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻷﺯﻫﺮ ﻭﻓﺘﺮﺓ ﺍﻻﻧﺤﻄﺎﻁ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ، ﻣﻊ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺑﺎﺷﺎ، ﻭﺃﺻﺒﺢ ﺩﻳﻨﺎ ﻟﺤﻜﺎﻣﻨﺎ، ﻭﺃﺩﺍﺓً ﻓﻲ ﻳﺪﻫﻢ ﻟﺘﻀﻠﻴﻞ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﻭﻗﻬﺮﻫﺎ ﻭﻧﻬﺐ ﺛﺮﻭﺍﺗﻬﺎ، ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ. ﻣﺎ ﺃﻗﻮﻝ ﺑﻪ ﺃﻭﺳﻊ ﻭﺃﻋﻤﻖ ﻣﻤﺎ ﻳﺮﺩ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺎﺕ ﺍﻟﻤﺒﺘﺴﺮﺓ ﺍﻟﻤﺘﻌﺠﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻠﻘﻴﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ، ﻫﻨﺎ، ﻭﻫﻨﺎﻙ. ﻭﺟﻼﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻲ، "ﺍﻟﺠﺬﺭ ﺍﻟﻜﻮﺷﻲ"، ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺗﺤﺖ ﺍﻹﻋﺪﺍﺩ.
ﻛﻴﻒ ﺗﻨﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺤﺪﺍﺛﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻭﻛﻴﻒ ﺗﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ:ﺇﻥ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻨﻬﺎ ﺗﺮﻑ ﻓﻜﺮﻱ، ﻳﺆﻛﺪ ﻋﺰﻟﺔ ﺍﻟﻤﺜﻘﻒ ﻋﻦ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ؟
ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺚ، ﻛﻤﺎ ﺃﻓﻬﻤﻪ ﻫﻮ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺴﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺑﺴﻂ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ، ﻭﻋﻠﻰ ﻛﻔﺎﻟﺔ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ، ﻭﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ، ﻭﺗﻮﻓﻴﺮ ﻓﺮﺹ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ، ﻭﻗﻬﺮ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﻟﺠﻬﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﺽ، ﻭﻛﺴﺮ ﺣﺪﺓ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺗﺎﺕ ﺍﻟﻄﺒﻘﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﺑﻴﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻘﻄﺮ. ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺗﺮﻑ، ﻓﻲ ﻧﻈﺮ ﻫﺆﻻﺀ، ﻓﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﻳﺎ ﺗﺮﻯ؟ ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ، ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻨﻌﺰﻝ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﺜﻘﻒ، ﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺫﻛﺮﺕ، ﺃﻋﻼﻩ؟ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻟﻤﻌﻨﻰ"ﺍﻟﺤﺪﺍﺛﺔ"، ﺃﻭ ﻟﻤﻌﻨﻰ "ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﺪﺍﺛﺔ"، ﺇﻥ ﺷﺌﺖ،ﻓﻬﻢٌ ﻣﻌﺘﻞٌ، ﺍﻋﺘﻼﻻ ﻛﺒﻴﺮﺍ.
ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺚ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻤﺮ ﺍﻻ ﻋﺒﺮ ﺑﻮﺍﺑﺔ ﺍﻻﺻﻼﺡ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ، ﻭﺿﺒﻂ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺑﺎﻷﺧﻼﻕ... ﻣﺎ ﺗﻌﻠﻴﻘﻚ؟
ﺃﻭﺍﻓﻖ ﺟﺪﺍ. ﻓﻔﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺗﺪﻳُّﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺗﺪﻳﻨﺎ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺎ، ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﻓﻲ ﻋﺼﺮ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ، ﻭﻣﺎ ﻗﺒﻠﻪ، ﺃﻭ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺘﻨﺎ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ، ﺣﻴﺚ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺍﻟﻘﺮﻭﺳﻄﻴﺔ، ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻤﺮ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺚ ﻣﻦ ﺑﻮﺍﺑﺔ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ. ﻓﻠﻮﻻ "ﻛﺎﻟڤﻦ"، ﻭ"ﻣﺎﺭﺗﻦ ﻟﻮﺛﺮ"، ﻟﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻋﺼﺮ ﺍﻟﺘﻨﻮﻳﺮ ﻓﻲ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ، ﻭﻟﻤﺎ ﺟﺮﻯ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺤﺪﺍﺛﺔ. ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺛﻮﺭﺓ ﺩﻳﻨﻴﺔ ﺇﺻﻼﺣﻴﺔ، ﻛﺎﻟﺘﻲ ﻃﺮﺣﻬﺎ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﻣﺤﻤﺪ ﻃﻪ ﻓﻲ ﺗﻔﺮﻳﻘﻪ ﺍﻟﺒﺎﺭﻉ، ﺑﻴﻦ "ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ" ﻭ"ﻓﺮﻭﻉ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ. ﻭﻛﻤﺎ ﻃﺮﺣﻬﺎ ﺁﺧﺮﻭﻥ ﻭﻫﻢ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﻤﻲ "ﺗﺠﺪﻳﺪ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ". ﻓﺂﻓﺔ ﻧﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﺤﺪﺍﺛﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺍﻻﻧﺤﻄﺎﻁ ﺍﻷﺧﻼﻗﻲ، ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﺩﺍﺓ ﻟﺜﺮﺍﺀ ﺍﻟﻘﻠﺔ، ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﻜﺜﺮﺓ، ﻭﺟﻌﻞ ﺍﻟﺮﺑﺢ ﻏﺎﻳﺔ، ﻳﺠﺮﻱ ﻫﺪﻡ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ. ﻓﺎﻹﺻﻼﺡ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﻳﻔﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻟﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮ، ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ؛ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﺮﻭﺣﻲ. ﺃﻱ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻭﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺴﻤﻮ ﺍﻟﺮﻭﺣﻲ، ﻓﻲ ﺁﻥ ﻣﻌﺎ. ﻭﻟﻜﻦ، ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﻗﺒﻀﺔ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻲ، ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻄﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﻲ، ﻗﺮﻭﻧﺎ ﻃﻮﻳﻠﺔ.
ﻛﻨﺖ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ ﻟﻨﺪﻭﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺒﻞ ﻋﺎﻡ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﺷﺎﺭﻛﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻧﺖ ﺑﻮﺭﻗﺔ. ﻭﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﺨﻨﻲ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ، ﻓﺈﻧﻚ ﻗﻠﺖ ﺑﺎﻟﻨﺺ،ﺇﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺗﺸﺮﻳﻊ ﺳﻤﺎﻭﻱ ﻟﺪﻳﻪ ﺍﻟﻤﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺣﻞ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﻌﺼﺮ. ﻫﻞ ﻣﺎﺯﻟﺖ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺮﺃﻱ؟ ﻭﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻨﺎ ﻛﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻥ ﻧﺘﻔﻬﻢ ﻟﺬﻟﻚ ﻭﻧﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻪ؟
ﻧﻌﻢ ﻣﺎ ﺯﻟﺖ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﻳﻲ. ﻭﺃﻋﻨﻲ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﻥ ﺣﻞ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ، ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ، ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ، ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﺣﻴﻦ ﺗﺼﺒﺢ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣُﺪﺭَﻛﺔً ﺑﺠﻼﺀ، ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﻨﻔﺘﺤﺔ. ﻭﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ، ﻓﺈﻥ ﺷﻌﺎﺭﺍﺕ: "ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺩﺳﺘﻮﺭ ﺍﻷﻣﺔ"،ﻭﻻ ﺑﺪﻳﻞ ﻟﺸﺮﻉ ﺍﻟﻠﻪ"، ﻻ ﺗﻤﺜﻞ ﺳﻮﻯ ﺷﻌﺎﺭﺍﺕ ﻣﻌﻤﻤﺔ، ﻻ ﺗﺨﺪﻡ ﻏﺮﺿﺎ، ﺳﻮﻯ ﻏﺮﺽ ﺍﻟﺘﻀﻠﻴﻞ. ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺴﺘﻨﺒﻂ ﻣﻦ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎﺕ، ﻣﺎ ﻳﻨﺎﺳﺐ ﻣﺮﺣﻠﺘﻨﺎ ﻫﺬﻩ، ﻭﺃﻻ ﻧﺘﻘﻴﺪ ﺑﺤﺮﻓﻴﺔ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ. ﻓﺎﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺤﺪﺛﻮﻥ ﻋﻦ ﺗﺤﻜﻴﻢ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ، ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﻛﻤﺎ ﺟﺮﻯ ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ، ﻣﺎﺫﺍ ﺳﻴﺼﻨﻌﻮﻥ، ﻳﺎ ﺗﺮﻯ، ﻣﻊ ﺗﺸﺮﻳﻊ ﺍﻟﺮﻕ، ﻭﻣﻊ ﺗﺸﺮﻳﻊ ﻣﺎ ﻣﻠﻜﺖ ﺃﻳﻤﺎﻧﻜﻢ، ﻭﻣﺎ ﻳﺘﺒﻊ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻭﺿﻊ ﺍﻹﻣﺎﺀ ﻭﺍﻟﺴﺮﺍﺭﻱ؟ ﺃﻳﻀﺎ،ﻣﺎﺫﺍ ﺳﻴﺼﻨﻌﻮﻥ ﻣﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺬﻣﺔ، ﻭﻣﻊ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﻤﺮﺗﺪ، ﻭﻗﺘﻞ ﺗﺎﺭﻙ ﺍﻟﺼﻼﺓ، ﻭﻣﺎ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ؟ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺇﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ، ﻭﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﻓﻬﻢ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﺴﻴﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ.
ﻫﻞ ﻣﺎﺯﺍﻝ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺣﻤﺪ، ﺟﻤﻬﻮﺭﻱ، ﻓﻲ ﻇﻞ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻪ ﺍﻵﻥ ﻋﻦ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ، ﻭﻋﻦ ﺍﺑﺘﻌﺎﺩﻩ ﻋﻦ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﻋﻮﺩﺓ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ، ﻣﻊ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﻨﺎﻗﺾ ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻣﺤﻤﻮﺩ؟
ﻛﻠﻤﺔ "ﺟﻤﻬﻮﺭﻱ" ﻻ ﺗﻨﻄﺒﻖ، ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﺮﻱ، ﻋﻠﻰ ﺗﻼﻣﻴﺬ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﻣﺤﻤﺪ ﻃﻪ، ﺇﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺒﻘﺖ ﺍﺳﺘﺸﻬﺎﺩﻩ. ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺷﺮﺣﺎ، ﻻ ﻳﺘﺴﻊ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﻴﺰ ﺍﻟﻤﺘﺎﺡ ﺍﻵﻥ. ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﺑﻌﺪ ﺇﻋﺪﺍﻡ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻣﺤﻤﻮﺩ، ﺃﻣﺮ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻱ. ﻟﻘﺪ ﺧُﻴِّﺮﻧﺎ، ﻣُﻤَﺜَّﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﻗﻴﺎﺩﻳﻴﻨﺎ، ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺣُﻜﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺎﻹﻋﺪﺍﻡ ﻣﻊ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻣﺤﻤﻮﺩ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﺘﻌﺮﺿﻮﺍ ﻟﻠﻤﺤﺎﻛﻤﺔ ﺃﺻﻼ، ﺑﻴﻦ ﺃﻥ ﻧﺮﺟﻊ ﻋﻦ ﺃﻓﻜﺎﺭﻧﺎ، ﺃﻭ ﻧﻤﻮﺕ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺪﺋﻨﺎ، ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﻣﺮﺷﺪﻧﺎ. ﻭﻣﺎ ﺣﺪﺙ، ﻋﻤﻠﻴﺎ، ﻫﻮ ﺃﻧﻨﺎ ﺍﺧﺘﺮﻧﺎ ﺍﻟﺘﺮﺍﺟﻊ، ﻭﺇﻧﻜﺎﺭ ﻓﻜﺮﺗﻨﺎ ﻭﻣﺮﺷﺪﻧﺎ. ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻱ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ، ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻱ، ﻫﻮ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﺳﻴﺨﺘﺎﺭ ﺧﻂ ﺍﻟﻤﺮﺷﺪ ﻭﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ، ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻤﻮﺕ. ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻧﻨﺎ ﻟﻢ ﻧﺨﺘﺮ ﺧﻂ ﺍﻟﻤﺮﺷﺪ، ﻓﻘﺪ ﺩﺧﻞ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻨﺎ، ﻓﻲ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺟﺪﻳﺪﺓ، ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ. ﻭﻳﺒﻘﻰ، ﻣﻦ ﺛﻢ، ﺍﺩﻋﺎﺀ ﺻﻔﺔ "ﺟﻤﻬﻮﺭﻱ"، ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﺮﻱ، ﻣﺠﺮﺩ ﺍﻧﺘﺤﺎﻝ،ﻭﺍﻧﺘﺰﺍﻉ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﻣﻦ ﺳﻴﺎﻗﻬﺎ ﺍﻟﻌﺮﻓﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻲ، ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺨﻠﻘﺖ ﻓﻴﻪ، ﺇﻟﻰ ﺳﻴﺎﻕ ﺁﺧﺮ ﺟﺪﻳﺪ.ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﻘﺐ ﺍﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻣﺤﻤﻮﺩ، ﺳﻴﺎﻕٌ ﺫﻫﺐ ﻓﻴﻪ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻣﺬﺍﻫﺐ ﺷﺘﻰ، ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﺠﻤﻊ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺠﻤﻊ ﺑﻴﻨﻬﻢ، ﻣﻦ ﻗﺒﻞ. ﻭﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮ ﻳﻄﻮﻝ ﺷﺮﺣﻪ، ﻛﻤﺎ ﻗﻠﺖ، ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ. ﻭﺳﻮﻑ ﺃﺗﻮﺳﻊ ﻓﻴﻪ، ﻭﺃﺟﻠﻴﻪ ﺑﺘﻮﺳﻊ، ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﺪﻩ ﺣﻮﻝ ﺗﺠﺮﺑﺘﻲ ﻣﻊ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻣﺤﻤﻮﺩ.
ﻋﻠﻰ ﺿﻮﺀ ﺫﻟﻚ، ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻘﻮﻝ ﺇﻧﻨﺎ ﻧﺸﻬﺪ ﻋﺼﺮ ﺍﻟﻤﺬﺍﻫﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ، ﻛﻤﺎ ﺣﺪﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻻﻭﻟﻰ، ﻭﺳﻨﺠﺪ ﻣﺜﻼ: ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺣﻤﺪ، ﻭﻣﺬﻫﺐ ﺩﺍﻟﻲ، ﻭﻣﺬﻫﺐ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﻓﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻫﻜﺬﺍ؟
ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻔﻬﻤﻲ ﻟﻠﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻐﻨﻮﺻﻴﺔ ﻟﻠﻔﻜﺮﺓ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ، ﻭﺣﺮﺻﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺗﺴﺎﻕ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻔﻬﻢ، ﻓﺈﻧﻨﻲ ﻟﻢ ﺃﻋﺪ ﺃﺩﻋﻮ ﻟﻔﻜﺮ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﻣﺤﻤﺪ ﻃﻪ، ﻋﻠﻰ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻨﺴﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﺪﻣًﺎ ﺑﻪ ﻗﺒﻞ ﺍﺳﺘﺸﻬﺎﺩﻩ. ﺇﻧﻨﻲ ﺃﺗﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻓﻜﺮ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻣﺤﻤﻮﺩ، ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺃﺗﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻤﻔﻜﺮﻳﻦ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﺍﻟﻤﺼﻠﺤﻴﻦ. ﺃﻱ، ﺃﻧﻨﻲ ﺃﺳﺘﻬﺪﻱ ﺑﺠﻮﺍﻧﺐ ﻣﻦ ﻓﻜﺮﻩ، ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺎ ﻳﺨﺺ ﻧﻘﺪﻩ ﻟﺤﻘﺒﺔ ﺍﻟﺤﺪﺍﺛﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ، ﻭﻣﺎ ﻗﺪﻣﻪ ﻣﻦ ﻣﻨﻬﺞ ﻓﻲ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺃﺟﻼﻩ ﻣﻦ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺪﻳﻦ. ﺃﻳﻀﺎ، ﺃﺳﺘﻠﻬﻢ ﻛﺘﺎﺑﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﻤﻮﺩ، ﻭﺍﻟﻨﺼﻮﺻﻴﺔ ﺍﻟﻔﻘﻬﻴﺔ، ﺍﻟﻤﻜﺒﻠﺔ ﻟﻠﻔﻜﺮ. ﻳﻀﺎﻑ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻧﻨﻲ ﺃﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﻬﺪﻱ، ﺑﻨﻤﻮﺫﺟﻪ ﺍﻷﺧﻼﻗﻲ ﺍﻟﺮﻓﻴﻊ، ﻭﺍﺳﺘﻠﻬﻢ ﻧﺰﻋﺔ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻃﺮﺣﻪ. ﺃﻣﺎ ﺇﺧﻮﺗﻲ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ، ﻓﻼ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺃﺗﺤﺪﺙ ﻧﻴﺎﺑﺔ ﻋﻨﻬﻢ، ﻭﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺳﻴﻨﺸﺌﻮﻥ ﻣﺬﺍﻫﺐ ﺟﻤﻬﻮﺭﻳﺔ، ﺃﻡ ﻻ. ﻣﺎ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺃﺅﻛﺪﻩ ﺃﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻲ ﻣﺬﻫﺐ "ﺟﻤﻬﻮﺭﻱ"، ﺃﺩﻋﻮ ﻟﻪ. ﺃﻧﺎ ﺍﻵﻥ، ﺃﻣﺜﻞ ﺻﻮﺗﻲ ﺍﻟﻔﺮﺩﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺨﺼﻨﻲ ﻭﺣﺪﻱ، ﻭﺃﻃﺮﺡ ﻧﻔﺴﻲ ﻛﻤﺜﻘﻒ، ﻭﻟﻴﺲ ﻛﺪﺍﻋﻴﺔ ﺩﻳﻦ.
ﻗﻠﺖ ﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻨﺪﻭﺓ ﺃﻧﻨﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﻧﺤﺘﺎﺝ ﺍﻟﻰ ﻣﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺄﺯﻕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ، ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ؟
ﺃﻧﺖ ﺗﺴﺄﻝ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ، ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺇﻳﻔﺎﺀﻫﺎ ﺣﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺻﺤﻔﻴﺔ ﻛﻬﺬﻩ. ﻟﻜﻦ، ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﻗﺪ ﻓﻘﺪﺕ ﻃﺎﻗﺔ ﺩﻓﻌﻬﺎ، ﺑﺸﻬﺎﺩﺓ ﺃﻫﻠﻬﺎ، ﻭﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ، ﻣﻦ ﺛﻢ، ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﻲ ﻭﺟﻬﺘﻨﺎ؛ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻧﻤﻮﺫﺟﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﺤﻘﻖ ﺍﻵﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺮﺏ. ﻭﻗﺪ ﺃﻭﻓﻰ ﻓﻜﺮ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﺪﺍﺛﺔ، ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﻧﻤﻮﺫﺟﻬﺎ، ﺣﻘﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﻤﺒﺼﺮ. ﺃﻣﺎ ﻋﺎﻟﻤﻨﺎ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻏﺎﺭﻗﺎ ﻓﻲ ﻓﻜﺮ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ. ﻧﺤﻦ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﻣﺮﻭﺣﻨﺔ، ﺃﻭ ﻗﻞ، ﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﻣﻌﻠﻤﻨﺔ. ﻓﻤﻔﻬﻮﻡ "ﻋﻠﻤﺎﻧﻲ" ﻭ"ﺭﻭﺣﺎﻧﻲ" ﻳﺤﺘﺎﺟﺎﻥ ﺍﻵﻥ ﺍﻟﻤﺰﺍﻭﺟﺔ.ﻟﻘﺪ ﺧﺮﺝ ﺍﻟﺘﻔﻠﺴﻒ، ﻣﺆﺧﺮﺍ، ﻣﻦ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﺭﺿﺎﺕ، ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺯﻳﺎﺕ، ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ،dichotomies، ﻭﺩﺧﻞ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺗﻮﻟﻴﻒ ﻭﻣﺆﺍﺧﺎﺓ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ.
ﻗﺒﻞ ﺃﻳﺎﻡ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺃﺟﺮﻳﺖ ﺣﻮﺍﺭًﺍ ﻣﻊ ﺩ. ﻋﺼﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ، ﺳﺄﻟﺘﻪ ﻓﻴﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺰﺍﻭﺟﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻻﺳﻼﻡ.ﻓﺮﻓﺾ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ،ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻟﺔ. ﻭﻗﺎﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﺗﺮﻳﺪ ﺗﺤﻴﻴﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﻦ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ ﻓﻴﻪ ﻋﻨﺼﺮ ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﻭﺍﻟﻐﺎﻳﺎﺕ، ﻭﻓﻴﻪ ﻋﻨﺼﺮ ﺍﻟﻤﺮﻭﻧﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻭﺍﻵﻟﻴﺎﺕ. ﻟﺬﻟﻚ ﻟﺪﻳﻪ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻜﻴﻴﻒ ﻣﻊ ﻋﻨﺼﺮ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ... ﻣﺎ ﺗﻌﻠﻴﻘﻚ؟
ﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﻫﺘﻢ ﺑﻤﺎ ﻳﻘﻮﻟﻪ ﺩ ﻋﺼﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ. ﻓﻨﻤﻂ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻠﻘﺎﻩ، ﻭﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻇﻞ ﻳﻠﻌﺒﻪ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﺸﻤﻮﻟﻴﺔ، ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﺨﻠﻴﺠﻴﺔ، ﻻ ﻳﺘﻴﺤﺎﻥ ﻟﻪ ﺳﻮﻯ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﻫﻨﺎ، ﻣﻦ ﻟﻐﻮٍ ﺇﻧﺸﺎﺋﻲٍ، ﻋﺪﻳﻢ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ. ﻟﻘﺪ ﻇﻠﺖ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ، ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ، ﻃﺮand# ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ نقلا عن الراكوبة ويبدو أن اللقاء لم ينشر كاملا.
| |
|
|
|
|
|
|
|