دكتور النور حمد في حوار السياسة والفكر في صحيفة الأهرام اليوم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 09:54 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-14-2018, 07:53 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48726

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
دكتور النور حمد في حوار السياسة والفكر في صحيفة الأهرام اليوم

    06:53 AM February, 14 2018

    سودانيز اون لاين
    Yasir Elsharif-Germany
    مكتبتى
    رابط مختصر

    دكتور النور حمد في حوار السياسة والفكر: لم أبعث برقية تطالب بسحق المتمردين وليس من طبيعة فهمي للأمور.!



    لن تكون الانتخابات مخرجًا أبدا و لقد قادت متسلسلة الانتخابات الصورية الزائفة إلى تأزيم الأوضاع.!
    02-14-2018 03:47 AM
    " أنا أستنكر، ولا أنفك، أن يصبح السياسي السوداني المعارض أداةً في يد دول الجوار تستخدمه ورقةً للضغط ضمن أجندتها هي "
    "سيقود هذا الاتجاهُ (.....) الانقاذَ إلى وضعٍ تجد نفسها تتحطم، من تلقاءها، تحت ثقل خطاياها "
    العالم قد تجاوز مرحلة النظريات الشاملة؛ الديني منها، والعلماني .... مشاكله تواجه الآن بالعلوم الإنسانية
    لاشك أن دكتور النور حمد هو صاحب سيرة نضيره وفكره ثاقبة في تحليل الحركة المجتمعية والسياسية بالسودان والمنطقة عموماً وذلك من خلال قدرته على تشخيص مواضع الانتكاس وتوضيح نقاط القوة ، وقد ظل النور حمد طيلة الفترات الماضية يرفد الساحة المعرفية بكم مقدر ونوعي من الأطروحات التي وجدت الكثير من الاحتفاء والنقاش ، (الأهرام اليوم) في هذا الحوار حاولت أن تطرق عدد من القضايا السياسية والفكرية بحثاً عن تفسيرات للواقع والمواقف فكانت هذه الحصيلة التالية ......

    حوار: محمد الأقرع

    كيف يقرأ النور حمد المستقبل القريب للسودان في ظل الواقع الاقتصادي والسياسي الخانق؟
    الوضع مقلق، وأفقه قاتم شديد القتامة. فقد جاء هذا الوضع نتيجة لسلسلة من الأخطاء التي تراكمت على مدى تسعة وعشرين عاما. المؤسف أن النظام يريد أن يستمر على ذات النهج الطغياني الانفرادي، رافضا الانفتاح على القوى السياسية المعارضة، محاولا حل الأزمة، فيما يبدو، بتغيير الدستور، والتمديد للرئيس لفترة أخرى، وربما، إنهاء المؤسسات الدستورية الصورية التي اختلقها، وربما، أيضا، إعادة تدوير بعض الوجوه القديمة، التي تسببت في الأزمات المتسلسلة، وأوصلت البلاد إلى هذا النفق المغلق. إن عدم الشفافية الذي تدار به البلاد يجعل المرء عاجزا عن التكهن بما سوف يحدث. لكننا، قطعا، نمر بمنعطف بالغ الخطورة.
    ما مدى تقيمك للتصعيد المصري ضد السودان وإثيوبيا؟ هل يفضي هذا التحرك، برأيك، الى مرحلة الاشتباك المسلح؟
    لا أعتقد أن الظروف الدولية والإقليمية تسمح باشتباك مسلح، حتى لو كانت بعض الأطراف لها هذه النية. أعتقد أن الأمر كله كان يجري في إطار المناورات التي يقصد بها ممارسة الضغط، ووضح، عمليا، أن محاولة الضغط لم تجدي. فقد اتضح أن السودان وإثيوبيا متضامنان بقوة. وقد برهنت قمة أديس أبابا الأخيرة أن الأمر كان واحدة من المناورات المتكررة.ولذلك، فإن حالة الشد والجذب ستستمر، هنا وهناك، ما لم يحدد السودان موقفًا حاسما ونهائيا، تجاه تعوُّد المصريين على استتباع السودان، واعتباره مجرد مقطورة سياسية لا تملك سوى حق السير من ورائهم.
    في ذات الاتجاه، هل سيسهم هذا التحرك في جمع الصف الداخلي للقوى السياسية؟ وهل سنشاهد، مثلا، د. النور حمد يبعث برقية، من جديد، تطالب بسحق المصريين، كما طالبت سابقا بسحق المتمردين في بدايات الانقاذ؟أم أننا سنعيش مسلسلا جديدا من التنصل من الثوابت الوطنية؟
    أنا لم أبعث برقية تطالب بسحق المتمردين. وليس من طبيعة فهمي للأمور، إرسال البرقيات إلى الأنظمة. لقد ناقشت في مقال لي في صحيفة الحياة اللندنية، في نهاية التسعينات، ضرورة أن تكون هناك ثوابت وطنية. وتحدثت أن الدولة، بغض النظر عمن يمسك بمقاليد الحكم فيها، مطالبة بالوقوف في وجه من يشهر السلاح في وجهها. وتحدثت أيضًا عن عار المعارضة التي ترضى الاستضافة، بل وقبول الدعم العسكري، بواسطة دول الجوار. فقد استضافت ليبيا القذافي، في فترة حكم نميري، قوى المعارضة السودانية، التي سُميت الجبهة الوطنية السودانية. وقد كان جماعة الانقاذ هؤلاء على رأسها. سلح القذافي الجبهة الوطنية، وفتح لها معسكرات التدريب، ومنها انطلق إلى السودان ما سُمي بـ "الغزو الليبي، عام 1976. أنا أستنكر، ولا أنفك، أن يصبح السياسي السوداني المعارض أداةً في يد دول الجوار،تستخدمه ورقةً للضغط ضمن أجندتها هي، ليصبح أداة من أدوات هذا النمط من حروب الوكالة المقيتة. لقد دافعت عما ينبغي أن تكون عليه الثوابت الوطنية، وعمّا ينبغي أن تكون عليه الدولة؛ أي دولة. ولم أدافع عن الإنقاذ ورجالاتها، الذين مارسوا، مثل غيرهم من رجال الأحزاب السودانية التقليدية؛ (الأمة والاتحادي)، هذا النوع من الأفعال السياسية الشنيعة.
    في ظل وضع السودان المتأزم الآن، هل باعتقادك ستكون الانتخابات القادمة هي المخرج منه؟ وكيف ترى الدعوات الخجولة للهبوط الناعم والتسوية السياسية؟
    لن تكون الانتخابات مخرجًا أبدا. وهي لم تكن مخرجًا، في أي مرة سابقة جرت فيه، منذ مجيء الانقاذ. لقد قادت متسلسلة الانتخابات الصورية الزائفة إلى تأزيم الأوضاع، بصورة مستمرة، حتى وصلنا إلى هذه الدرجة المفرطة من التأزم، ومن انغلاق سبل الخروج. إجراء انتخابات أخرى، سواءً ترشح فيها الرئيس البشير، أو أي فرد آخر من أفراد طاقمه، لا تعني سوى شراءٍ للزمن من غير هدف؛ أي شراء زمن من أجل البقاء في السلطة، وحسب. الهبوط الناعم، والتسوية السياسية، إن تيسرا، فهما أفضل الحلول. فأنا أدعو، وأرجو أن تجد دعوتي هذه آذانا صاغية، ويجري الشروع في تفكيك الانقاذ سلميا، وفي هدوء، ثم التوافق على فترة انتقالية طويلة، (عشرة سنوات)، تدير فيها البلاد حكومة تكنوقراط غير متحزبين. في هذه الفترة تعاد الدولة إلى منصة التأسيس لتسود فيها المؤسسية، وحكم القانون، بعد القضاء على الصراع غير المنتج. فالبلاد بحاجة لإصلاحات هيكلية ضخمة، لا تنجزها سوى حكومة موحدة، خالية من الصراعات، ينصب همها على البناء وفق خطة عمل محددة، مجدولة. في هذه الفترة تُطلق الحريات العامة، وترفع القيود عن الصحافة، وترفع سيطرة الدولة على وسائل الإعلام. تستثمر الأحزاب السياسية، هذه الفترة، في العمل على بناء نفسها، فتصبح مؤسسات، بعد أن كانت ملكيات لأسر؛ فتطور برامجها، وتستعد للانتخابات العامة في نهاية هذه الفترة الانتقالية. ويجب ألا يُستثنى الإسلاميون من إعادة تشكيل أنفسهم في حزب، أو عدة أحزاب. وفي هذا تفاصيل كثيرة وصعوبات محتملة لا يتسع المجال لعرضها.
    في محور الانتخابات أيضا، كيف تقيم مسألة تعديل الدستور وترشيح البشير خاصة وان بعض القوى تقول إنه صمام أمان السودان والضامن لتنفيذ وثيقة الحوار الوطني؟
    أعتقد أن إجاباتي السابقة تضمنت الإجابة على هذا السؤال. فالدستور لا ينبغي أن يعدل ليقنن لبقاء فرد، بالغا ما بلغ ذلك الفرد. بل، إن الرئيس البشير هو مركز الأزمة القائمة الآن. والحديث عن أنه يمثل صمام أمان للسودان، قول لا تقول به سوى بطانته، التي ما فتئت تضلله. أما ما يسمى "الحوار الوطني"، فقد كان مجرد هراء. وقد نقض الرئيس البشير نفسه غزل هذا الحوار أنكاثا، وبدأ ينصرف عن حكومته، التي شكلها باسمه.ويبدو أنه يتجه، الآن، لكي يلتف حولها ليجترح مسارًا جديدا.
    لوّحت بعض القوى السياسية السودانية، مبكرا،بمقاطعة الانتخابات، في الوقت الذي يعتقد فيه البعض بأن المقاطعة جُربت ولم تقدح في شرعية النظام؟
    في رأيي، ليس أمام الأحزاب المعارضة خيار سوى أن تقاطع الانتخابات لو أصر النظام على ترشح البشير. وهذا في تقديري، أضعف الإيمان. فإذا جعلت الإنقاذ أصابعها في آذانها، واستغشت ثيابها، وأصرت، واستكبرت استكبارا، كما ظلت تفعل دائما، فإن الانتخابات الزائفة سوف تجري. وسوف لن يقدم أو يؤخر شيئا، سواء شاركت فيها الأحزاب، أو قاطعتها. وسيقود هذا الاتجاهُ الانقاذَ إلى وضعٍ تجد نفسها تتحطم، من تلقاء نفسها، تحت ثقل خطاياها. وقد بدت بشائر هذه النهاية في الظهور، الآن، على ما أرى.
    في الشأن السياسي أيضا:أين يقف النور حمد من مسألة تسجيل الحزب الجمهوري؟
    الحزب الجمهوري حزب سوداني له تاريخ عريق، يعود إلى نشأة الأحزاب السودانية في أربعينات القرن الماضي. ومن حقه أن يُسجل مثله مثل غيره من الأحزاب. ورغم أني لست عضوًا فيه، إلا أنني أدافع وبقوة عن حقه الديمقراطي في التسجيل. فإذا كان الحزب الشيوعي، وهو حزب علماني قح، جرى قبوله وتسجيله، فما الذي يمنع تسجيل الحزب الجمهوري، وهو حزب إسلامي! هل، يا ترى، بسبب أن استنطاقه للنصوص الدينية يختلف عن استنطاق الإخوان المسلمين لها؟ ومن ذا الذي جعل الإخوان المسلمين الناطقين الأوحدين، باسم السماء؟ الفرق بين رؤى الجمهوريين، ورؤى الإخوان المسلمين،مثلها مثل الفرق بين رؤى الشيعة، مقارنةً برؤى السنة، في العراق، مثلا،أوفي غيرها من البلاد الإسلامية. الشاهد، أن نظام الانقاذ، قام، يوم أن قام، على نسق متطرف، وعلى جهالات موبقة. ولا يزال يتحكم في مفاصل نظام الانقاذ، حتى هذه اللحظة،قومٌ جهلاء. فالنظام لا ينفك يسترشد بمتعصبين، يمكن أن نصفهم، بكل اطمئنان بأنهم: "داعشيون". كما يستهدي بآراء رجال دين جاهلين، لا يملكون شروى نقير من الفهم؛ لا في الحقوق الأساسية، ولا في الدساتير، ولا في الديمقراطية، ولا فيضرورة التعددية. كما أنهم لا يعرفون شيئا عن قواعد بناء الدولة الحديثة. فهم الذين يوحون للسلطات برفض تسجيل الحزب الجمهوري من منطلق ديني متخلف، فيستمع لهم النظام.
    لماذا لا يزال النور حمد، وغيره من المفكرين يصرون على وصف النظام القائم بحكومة (الاسلاميين) رغم أن ما يحكم الآن حكومة وحدة وطنية منبثقه عن وثيقة حوار. وقد تنصلت السلطة عن الأوهام الأيدلوجية والخطاب الديني الفج، بل وأبعد النظام المؤدلجين؛أمثال علي عثمان ونافع علي نافع؟
    الانقاذ لم تغير شيئا في كونها حكومة "إسلاميين". بل هي لا تملك، أصلا، القدرة على تغيير جلدها، لسبب بسيط: وهو أنها لا تملك رأس المال المعرفي، الذي يمكنها من تغيير جلدها. وقد ظل رئيس الجمهورية يؤكد كل حين وآخر على إسلامية حكومته، بل وعلى "إخوانيته". فلماذا تريد مني، ومن غيري، أن نصفهم بغير ما يصفون به أنفسهم؟ أضيف إلى ذلك، أن كل الفصائل التي تفتت من الجسد الإنقاذي، أثبتت بالتجربة أنها لم تكن سوى مجموعات مصالح ضيقة، لا أكثر. فالإنقاذ لا تعمل وفق مبادئ، وإنما تدير مناورات. فمن أخرج علي عثمان ونافع بالباب، بالأمس، يمكن أن يعود بهما،اليوم، أو غدا، من الشباك. هذه لعبة موازنات من أجل البقاء في السلطة، لا صلة لها بالدين، ولا بأي مبدأ. كما لا صلة لها بما سمي، زورا وبهتانا، "وثيقة الحوار"، أو "حكومة الوفاق الوطني". هذه كلها ألاعيب "إنقاذية"، لا أكثر.
    في ظل الاوضاع الآن وشدة الضائقة الاقتصادية وارتفاع خطابات الاحتجاج السياسية، لماذا نلمح خفوت لصوت المثقف السوداني وصمته عن التحليل والمخارج؟
    بالعكس، صوت المثقفين الأحرار عال جدا الآن. فقد كثرت الأقلام، وأتقن عشرات الآلاف صنعة الكتابة، التي كانت قبل عقود قليلة منحصرة في عشرات. كما أن وسائط التواصل الاجتماعي، ربطت الناس ربطا وثيقا. لكن، احتكار الحكومة للمنابر الرسمية، ولمناهج التعليم، ولإدارة المساجد، ولوسائل الإعلام، وفرضها رقابة صارمة على المطبوعات، وتجفيفها لمنظمات المجتمع المدني، ولسائر صور النشاط الفكري الأهلي، هو ما جعل صوت الطيف الأوسع للمثقفين لا يصل إلى حيث يجب، وإنما يظل منحبسا في دوائر بعيدة عن مراكز صناعة القرار.
    من خلال أطروحاته، نقل النور حمد المشكلة السودانية من صراع اقتصادي وسياسي، إلى صراع ثقافي تسبب فيه العقل السوداني. غير أنه لم يقدم حلول شافية في ذلك. هل هي الثورة الثقافية التي طرحها الأستاذ محمود في السبعينات،أم هي أمر آخر؟ وماهي آلياته؟
    لست صاحب نظرية كلية، وإنما مجرد ناقد معرفي، أحاول أن أسهم، قدر طاقتي، في بلورة الوعي العام، بالتنبيه إلى العلل المركزية التي أقعدت مشروع التحديث في السودان، وهي علل كثيرة. وما أقوم به ليس سوى لمس أطراف منها، لا أكثر. تحتاج التصورات الفكرية أن تنتشر أولا، وأن تتحول إلى رأي عام، أو شبه عام، قبل أن تجد لنفسها فرصة التحقق في الواقع، عبر الآليات السياسية.
    أما مشروع الثورة الثقافية الذي طرحه الأستاذ محمود في السبعينات، فقد هدف إلى رفع مستوى الوعي ومستوى السلوك، وهذان شأنان مهمان جدا، دون شك. وطرحي يمكن أن يمثل طرفًا من طرح الأستاذ محمود، لكنه يختلف عنه في أنه لا يتم تحت إطار فكرة كلية شاملة. فأنا لا أبشر في طرحي بمشروع الفكرة الجمهورية المعروف، ولا أملك ذلك الحق.وكما سبق أن قلت، لست صاحب نظرية شاملة، بل وأعتقد، في حدود علمي، الآن، أن العالم قد تجاوز مرحلة النظريات الشاملة؛ الديني منها، والعلماني. مشاكل العالم تواجه الآن بالعلوم الإنسانية، كعلم الاقتصاد، وعلم الاجتماع، وعلم الإدارة، إضافة إلى التقانة. وكذلك، بالنقد المستمر للمقاربات والتطبيقات التي تجري وفق في هذه العلوم. وسيمر وقت، قد يطول، وقد يقصر، قبل أن تتحقق الديمقراطية والاشتراكية والعدالة الاجتماعية، كما ينبغي، بعد أن يقفز الوعي البشري، والأخلاق البشرية، من هذا الطور الأناني المتخلف، إلى طور انساني، أعلى.

    الأهرام اليوم




















                  

02-22-2018, 08:40 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48726

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دكتور النور حمد في حوار السياسة والفكر في (Re: Yasir Elsharif)

    د. النور حمد في حوار معه: المركز والهامش صراع جهوي، تعتمل فيه عناصر الدين والعنصر والطبقة ... أطروحة العقل الرعوي تناقش العلة في بنية وعي الفريقين


    02-19-2018 07:18 AM
    دكتور النور حمد في حوار السياسة والفكر (2-2)

    حل مشاكل الناس لا توجد بالضرورة في النصوص الدينية بقدر ما توجد في روح الدين..!!

    أنا الآن أمثل صوتي الفردي الذي يخصني وحدي، وأطرح نفسي كمثقف، وليس كداعية دين,
    " ﺻﺮﺍﻉ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﻭﺍﻟﻬﺎﻣﺶ ﺻﺮﺍﻉ ﺟﻬﻮﻱ، ﺗﻌﺘﻤﻞ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻠﻪ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻌﻨﺼﺮ ﻭﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ..... ﺃﻃﺮﻭﺣﺔ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﺮﻋﻮﻱ ﺗﻨﺎﻗﺶ ﺍﻟﻌﻠﺔ ﻓﻲ ﺑﻨﻴﺔ ﻭﻋﻲ ﺍﻟﻔﺮﻳﻘﻴﻦ "

    ﻛﻠﻤﺔ "ﺟﻤﻬﻮﺭﻱ" ﻻ‌ ﺗﻨﻄﺒﻖ، ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﺮﻱ، ﻋﻠﻰ ﺗﻼ‌ﻣﻴﺬ ﺍﻷ‌ﺳﺘﺎﺫ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﻣﺤﻤﺪ ﻃﻪ، ﺇﻻ‌ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺒﻘﺖ ﺍﺳﺘﺸﻬﺎﺩﻩ

    " ﻟﻢ ﺃﺭﻓﻊ ﺷﻌﺎﺭ "ﺍﻟﻜﻮﺷﻴﺔ" ﺿﻤﻦ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻠﺖ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺓ ﺣﻴﺎﺓ ﻗﺮﻧﻖ. ﻣﺎ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺍﻗﻮﻟﻪ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻫﻮﻳﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻭﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻳﺔ ﻗﺪ ﺍﺧﺘُﻄﻔﺖ "

    ﻧﺤﻦ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﻣﺮﻭﺣﻨﺔ، ﺃﻭ ﻗﻞ، ﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﻣﻌﻠﻤﻨﺔ. ﻓﻤﻔﻬﻮﻡ "ﻋﻠﻤﺎﻧﻲ" ﻭ"ﺭﻭﺣﺎﻧﻲ" ﻳﺤﺘﺎﺟﺎﻥ ﺍﻵ‌ﻥ ﺍﻟﻤﺰﺍﻭﺟﺔ

    ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﻟﻦ ﺗﺠﺮﻱ ﺗﺼﻔﻴﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻔﻮﻗﻴﺔ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺑﻔﺘﺢ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﻟﻠﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻮﻳﺮﻳﺔ ﺍﻹ‌ﺻﻼ‌ﺣﻴﺔ

    ﻻ‌ﺷﻚ ﺃﻥ ﺩﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺣﻤﺪ ﻫﻮ ﺻﺎﺣﺐ ﺳﻴﺮﺓ ﻧﻀﻴﺮﻩ ﻭﻓﻜﺮﻩ ﺛﺎﻗﺒﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻋﻤﻮﻣﺎً ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼ‌ﻝ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﺸﺨﻴﺺ ﻣﻮﺍﺿﻊ ﺍﻻ‌ﻧﺘﻜﺎﺱ ﻭﺗﻮﺿﻴﺢ ﻧﻘﺎﻁ ﺍﻟﻘﻮﺓ ، ﻭﻗﺪ ﻇﻞ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺣﻤﺪ ﻃﻴﻠﺔ ﺍﻟﻔﺘﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﻳﺮﻓﺪ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ ﺑﻜﻢ ﻣﻘﺪﺭ ﻭﻧﻮﻋﻲ ﻣﻦ ﺍﻷ‌ﻃﺮﻭﺣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺟﺪﺕ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻻ‌ﺣﺘﻔﺎﺀ ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﺵ ، ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺃﻥ ﺗﻄﺮﻕ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﺑﺤﺜﺎً ﻋﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮﺍﺕ ﻟﻠﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺼﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ......


    ﺣﻮﺍﺭ : ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻷ‌ﻗﺮﻉ

    ﻫﻞ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻘﺎﺭﻥ ﺑﻴﻦ ﺃﻃﺮﻭﺣﺔ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﺮﻋﻮﻱ، ﻣﻊ ﺟﺪﻟﻴﺔ ﺍﻟﻬﺎﻣﺶ ﻭﺍﻟﻤﺮﻛﺰ، ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺃﻥ ﻛﻠﻴﻬﻤﺎ ﻳﺘﻔﻘﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻻ‌ﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ؟

    ﺻﺮﺍﻉ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﻭﺍﻟﻬﺎﻣﺶ ﺻﺮﺍﻉ ﺟﻬﻮﻱ، ﺗﻌﺘﻤﻞ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻠﻪ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻌﻨﺼﺮ ﻭﺍﻟﻄﺒﻘﺔ. ﻭﻫﻮ ﺻﺮﺍﻉ ﻗﺎﺋﻢ ﺩﻭﻥ ﺷﻚ.ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻬﻮﺍﻣﺶ ﻧﻔﺴﻬﺎ، ﻟﻬﺎ ﻣﺮﻛﺰ ﻭﻟﻬﺎ ﻫﺎﻣﺶ، ﺃﻳﻀﺎ. ﻭﺍﻟﻨﺨﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﺩ ﺻﺮﺍﻉ ﺍﻟﻬﺎﻣﺶ ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﺎ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺇﻟﻰ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﻣﺮﻛﺰ ﺟﺪﻳﺪ، ﻳﻘﺼﻲ ﻫﺎﻣﺶ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻬﺎﻣﺶ. ﻭﻟﻨﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻛﻤﺜﺎﻝ. ﺃﻃﺮﻭﺣﺔ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﺮﻋﻮﻱ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ. ﻓﻬﻲ ﺗﻬﺘﻢ ﺑﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﺘَّﻤَﺪْﻳُﻦ ﻭﺍﻟﻼ‌ﺗَﻤَﺪْﻳُﻦ ﻓﻲ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﺴﻴﺎﻗﺎﺕ، ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺮﻛﺰﺍ، ﺃﻭ ﻫﺎﻣﺸﺎ. ﺃﻭ ﻗﻞ، ﺇﻧﻬﺎ ﺗﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺟﺪﻟﻴﺔ ﺍﻻ‌ﻧﺼﻴﺎﻉ ﻟﻤﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺚ، ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ، ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﻨﺰﻋﺎﺕ ﺍﻟﻔﺎﻟﺘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻫﺪﻡ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ، ﺑﺎﻟﺘﺤﺎﻳﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ، ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺰﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻏﻨﻴﻤﺔ ﻟﻠﻤﺘﻨﻔﺬﻳﻦ ﺍﻟﻤﺴﻨﻮﺩﻳﻦ ﺑﺎﻟﻘﺒﻴﻠﺔ، ﺃﻭ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ، ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ. ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﻌﻠﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﺪﻯ ﻧﺨﺐ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ، ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ، ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﻘﺪﺭ، ﻟﺪﻯ ﻧﺨﺐ ﺍﻟﻬﺎﻣﺶ. ﺃﻃﺮﻭﺣﺔ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﺮﻋﻮﻱ ﺗﻨﺎﻗﺶ ﺍﻟﻌﻠﺔ ﻓﻲ ﺑﻨﻴﺔ ﻭﻋﻲ ﺍﻟﻔﺮﻳﻘﻴﻦ؛ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﻭﺍﻟﻬﺎﻣﺶ ﻣﻌﺎ.

    ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺇﻥ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺣﻤﺪ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺪﺍﺛﺔ ﻭﺍﻟﺮﻋﻮﻳﺔ ﻓﻀﺎﺀﻳﻦ ﻣﻨﻔﺼﻠﻴﻦ،ﺃﻭ ﻣﻨﻘﻄﻌﻴﻦ ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ، ﻳﺪﻭﺭ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺻﺮﺍﻉ ﺃﺯﻟﻲ. ﻓﺎﻟﺒﻌﺾ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺇﻧﻚ ﻟﻢ ﺗﺮﺍﻉ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻴﻦ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀﻳﻦ ﺟﺎﻣﻊ ﺃﻭ ﺭﺍﺑﻂ، ﺃﻭ ﺃﻥ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻳﻮﻟﺪ ﻣﻦ ﺍﻵ‌ﺧﺮ؟

    ﺍﻹ‌ﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺭﺑﻤﺎ ﺣﻤﻠﺖ ﺟﺰﺀًﺍ ﻣﻦ ﺍﻹ‌ﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ. ﻟﻜﻨﻲ ﺃﻗﻮﻝ ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ، ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻤﺪﻥ ﻭﺍﻟﻼ‌ﺗﻤﺪﻥ ﻳﻨﻮﺟﺪﺍﻥ ﻓﻲ ﺑﻨﻴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ، ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﻗﻄﺮًﺍ، ﻓﺘﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺑﺎﺩﻳﺔ، ﺃﻭ ﺑﻌﺾ ﺑﺎﺩﻳﺔ، ﺗﻨﺰﻉ ﻟﻼ‌ﺳﺘﻘﻼ‌ﻝ ﻋﻦ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ، ﻭﺗﺘﺤﺎﻳﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﻴﺪﺍﺕ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ. ﺃﻭ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺪ ﺩﺍﺧﻞ ﺑﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ،ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺪﻥ، ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻄﺮ، ﺣﻴﺚ ﻳﺴﻠﻚ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺳﻠﻮﻛًﺎ ﻣﺘﻤﺪﻳﻨًﺎ ﻣﻨﻀﺒﻄًﺎ ﻣﻊ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﻭﻣﻮﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ، ﻭﺍﻟﺬﻭﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ، ﻭﻳﺴﻠﻚ ﺁﺧﺮﻭﻥ ﺳﻠﻮﻛﺎ ﻧﻘﻴﻀﺎ ﻟﺬﻟﻚ. ﻓﻬﺬﺍﻥ ﺍﻟﻨﻘﻴﻀﺎﻥ: ﺍﻟﻨﺰﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻤﺪﻥ، ﻭﺍﻟﻨﺰﻭﻉ ﻟﻼ‌ﻧﻔﻼ‌ﺕ ﻣﻦ ﺿﻮﺍﺑﻂ ﺍﻟﺘﻤﺪﻥ، ﻻ‌ ﻳﻨﻮﺟﺪﺍﻥ ﺇﻻ‌ ﻓﻲ ﺑﻨﻴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ، ﻭﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ. ﻭﻟﺬﻟﻚ، ﻓﻤﻼ‌ﺣﻈﺔ ﻫﺆﻻ‌ﺀ ﻟﻴﺴﺖ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ. ﻓﺄﻃﺮﻭﺣﺔ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﺮﻋﻮﻱ، ﻛﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﺃﻥ ﻗﻠﺖ، ﻟﻴﺴﺖ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻓﻬﻢ ﻟﺴﻴﺎﻗﺎﺕ ﻣﻌﻴﻨﺔ. ﻭﺃﻋﻨﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪﺍ، ﺳﻴﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺤﺪﺍﺛﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺨﺘﻠﻂ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻨﻴﺔ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻟﺮﻋﻮﻳﺔ، ﺑﺒﻴﻨﺔ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻟﺤﺪﺍﺛﻴﺔ ﻣﺘﻌﺜﺮﺓ ﺍﻟﺨﻄﻰ.

    ﺍﺳﺘﻔﺎﻗﺔ ﺣﻀﺎﺭﺓ ﻛﻮﺵ ﻻ‌ﺳﺘﻨﻘﺎﺫ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺷﻌﺎﺭ ﺗﺒﻨﺎﻩ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺣﻤﺪ، ﻟﻜﻦ ﺳﺒﻘﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﺮﻭﻳﺞ ﺍﻟﺤﻤﺎﺳﻲ ﻟﻪ، ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﻮﻥ (ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ). ﻭﺣﻴﻦ ﺍﺳﺘﻘﻞ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﻮﻥ ﺑﺪﻭﻟﺘﻬﻢ، ﺍﻧﻘﻄﻌﺖ ﺣﺘﻰ ﺍﻻ‌ﺷﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺮﻣﺰﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ، ﻣﺎ ﺗﻌﻠﻴﻘﻚ؟

    ﺃﻧﺎ ﻟﻢ ﺃﺭﻓﻊ ﺷﻌﺎﺭ "ﺍﻟﻜﻮﺷﻴﺔ" ﺿﻤﻦ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺳﻴﺎﺳﻲ، ﺃﻭ ﺗﻘﻮﻳﺔً ﻟﻠﺨﻄﺎﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ، ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻠﺖ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺓ ﺣﻴﺎﺓ ﻗﺮﻧﻖ. ﻣﺎ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﻗﻮﻟﻪ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻫﻮﻳﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻭﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻳﺔ ﻗﺪ ﺍﺧﺘُﻄﻔﺖ، ﻭﺍﺟﺘُﺰﺋﺖ، ﻭﺟﺮﻯ ﺣﺼﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﻭﺑﺔ ﻭﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻡ. ﻭﻛﻼ‌ﻫﻤﺎ ﻣُﻜَﻮِّﻥٌ ﺣﺪﻳﺚٌ ﺟﺪﺍ ﻣﻦ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ. ﻫﺬﺍ ﺍﻻ‌ﺟﺘﺰﺍﺀ ﺍﻟﻤﺨﻞ ﺃﺣﺪﺙ ﺿﻤﻮﺭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ، ﻭﺃﺣﺪﺙ ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ ﺳﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻟﻺ‌ﻟﺤﺎﻕ ﻭﺍﻻ‌ﺳﺘﺘﺒﺎﻉ، ﺃﺿﺮﺕ ﺑﺴﻴﺎﺳﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ، ﻭﺑﺎﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ، ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺍﻷ‌ﺟﻞ، ﻭﺟﻌﻠﺖ ﺑﻼ‌ﺩﻧﺎ، ﻣﻦ ﺛﻢ، ﻧﻬﺒﺎ ﻟﻸ‌ﺟﻨﺪﺓ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ، ﻭﺑﺼﻮﺭﺓ ﻣﺴﺘﻤﺮﺓ.

    ﻳﻀﺎﻑ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺗﻘﺪﻡ، ﺃﻥ ﻛﻮﺷﻴﺘﻨﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﻨﺤﻨﺎ "ﻋﺮﻭﺑﺘﻨﺎ" ﺍﻟﻤﻤﻴﺰﺓ. ﻭﺃﻋﻨﻲ ﻫﻨﺎ ﻋﺮﻭﺑﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ، ﻻ‌ ﻋﺮﻭﺑﺔ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮ، ﺃﻭ ﺍﻟﻮﺟﺪﺍﻥ. ﻛﻤﺎ ﺗﻨﺤﺘﻨﺎ "ﺇﺳﻼ‌ﻣﻨﺎ"؛ ﻭﺃﻋﻨﻲ ﻫﻨﺎ، ﺇﺳﻼ‌ﻣﻨﺎ ﺍﻟﺼﻮﻓﻲ، ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺧﺘﻠﻂ ﺑﻤﻜﻮﻧﺎﺕ ﺗﺮﺑﺘﻨﺎ ﻭﺑﻮﺟﺪﺍﻧﻨﺎ ﺍﻟﻜﻮﺷﻲ، ﻭﻟﻴﺲ "ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻡ ﺍﻟﺴﻨﻲ" ﺍﻟﻤﻨﻐﻠﻖ، ﺍﻟﻤﺘﻄﺮﻑ ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻪ، ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻷ‌ﺯﻫﺮ ﻭﻓﺘﺮﺓ ﺍﻻ‌ﻧﺤﻄﺎﻁ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ، ﻣﻊ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺑﺎﺷﺎ، ﻭﺃﺻﺒﺢ ﺩﻳﻨﺎ ﻟﺤﻜﺎﻣﻨﺎ، ﻭﺃﺩﺍﺓً ﻓﻲ ﻳﺪﻫﻢ ﻟﺘﻀﻠﻴﻞ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﻭﻗﻬﺮﻫﺎ ﻭﻧﻬﺐ ﺛﺮﻭﺍﺗﻬﺎ، ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ. ﻣﺎ ﺃﻗﻮﻝ ﺑﻪ ﺃﻭﺳﻊ ﻭﺃﻋﻤﻖ ﻣﻤﺎ ﻳﺮﺩ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻼ‌ﺣﻈﺎﺕ ﺍﻟﻤﺒﺘﺴﺮﺓ ﺍﻟﻤﺘﻌﺠﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻠﻘﻴﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ، ﻫﻨﺎ، ﻭﻫﻨﺎﻙ. ﻭﺟﻼ‌ﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻷ‌ﻣﺮ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻲ، "ﺍﻟﺠﺬﺭ ﺍﻟﻜﻮﺷﻲ"، ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺗﺤﺖ ﺍﻹ‌ﻋﺪﺍﺩ.

    ﻛﻴﻒ ﺗﻨﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺤﺪﺍﺛﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻭﻛﻴﻒ ﺗﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ:ﺇﻥ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻨﻬﺎ ﺗﺮﻑ ﻓﻜﺮﻱ، ﻳﺆﻛﺪ ﻋﺰﻟﺔ ﺍﻟﻤﺜﻘﻒ ﻋﻦ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ؟

    ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺚ، ﻛﻤﺎ ﺃﻓﻬﻤﻪ ﻫﻮ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺴﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺑﺴﻂ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ، ﻭﻋﻠﻰ ﻛﻔﺎﻟﺔ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻷ‌ﺳﺎﺳﻴﺔ، ﻭﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ، ﻭﺗﻮﻓﻴﺮ ﻓﺮﺹ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ، ﻭﻗﻬﺮ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﻟﺠﻬﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﺽ، ﻭﻛﺴﺮ ﺣﺪﺓ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺗﺎﺕ ﺍﻟﻄﺒﻘﻴﺔ ﻭﺍﻻ‌ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﺑﻴﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻘﻄﺮ. ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺗﺮﻑ، ﻓﻲ ﻧﻈﺮ ﻫﺆﻻ‌ﺀ، ﻓﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﻳﺎ ﺗﺮﻯ؟ ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ، ﺍﻟﺘﻲ ﻻ‌ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻨﻌﺰﻝ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﺜﻘﻒ، ﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷ‌ﻣﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺫﻛﺮﺕ، ﺃﻋﻼ‌ﻩ؟ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻟﻤﻌﻨﻰ"ﺍﻟﺤﺪﺍﺛﺔ"، ﺃﻭ ﻟﻤﻌﻨﻰ "ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﺪﺍﺛﺔ"، ﺇﻥ ﺷﺌﺖ،ﻓﻬﻢٌ ﻣﻌﺘﻞٌ، ﺍﻋﺘﻼ‌ﻻ‌ ﻛﺒﻴﺮﺍ.

    ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺚ ﻻ‌ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻤﺮ ﺍﻻ‌ ﻋﺒﺮ ﺑﻮﺍﺑﺔ ﺍﻻ‌ﺻﻼ‌ﺡ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ، ﻭﺿﺒﻂ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺑﺎﻷ‌ﺧﻼ‌ﻕ... ﻣﺎ ﺗﻌﻠﻴﻘﻚ؟

    ﺃﻭﺍﻓﻖ ﺟﺪﺍ. ﻓﻔﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺗﺪﻳُّﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺗﺪﻳﻨﺎ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺎ، ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﻓﻲ ﻋﺼﺮ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ، ﻭﻣﺎ ﻗﺒﻠﻪ، ﺃﻭ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺘﻨﺎ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ، ﺣﻴﺚ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺍﻟﻘﺮﻭﺳﻄﻴﺔ، ﻻ‌ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻤﺮ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺚ ﻣﻦ ﺑﻮﺍﺑﺔ ﺍﻹ‌ﺻﻼ‌ﺡ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ. ﻓﻠﻮﻻ‌ "ﻛﺎﻟڤﻦ"، ﻭ"ﻣﺎﺭﺗﻦ ﻟﻮﺛﺮ"، ﻟﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻋﺼﺮ ﺍﻟﺘﻨﻮﻳﺮ ﻓﻲ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ، ﻭﻟﻤﺎ ﺟﺮﻯ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺤﺪﺍﺛﺔ. ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻣﻲ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺛﻮﺭﺓ ﺩﻳﻨﻴﺔ ﺇﺻﻼ‌ﺣﻴﺔ، ﻛﺎﻟﺘﻲ ﻃﺮﺣﻬﺎ ﺍﻷ‌ﺳﺘﺎﺫ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﻣﺤﻤﺪ ﻃﻪ ﻓﻲ ﺗﻔﺮﻳﻘﻪ ﺍﻟﺒﺎﺭﻉ، ﺑﻴﻦ "ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ" ﻭ"ﻓﺮﻭﻉ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ. ﻭﻛﻤﺎ ﻃﺮﺣﻬﺎ ﺁﺧﺮﻭﻥ ﻭﻫﻢ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﻤﻲ "ﺗﺠﺪﻳﺪ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ". ﻓﺂﻓﺔ ﻧﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﺤﺪﺍﺛﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺍﻻ‌ﻧﺤﻄﺎﻁ ﺍﻷ‌ﺧﻼ‌ﻗﻲ، ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﺩﺍﺓ ﻟﺜﺮﺍﺀ ﺍﻟﻘﻠﺔ، ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﻜﺜﺮﺓ، ﻭﺟﻌﻞ ﺍﻟﺮﺑﺢ ﻏﺎﻳﺔ، ﻳﺠﺮﻱ ﻫﺪﻡ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ. ﻓﺎﻹ‌ﺻﻼ‌ﺡ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﻳﻔﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻟﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮ، ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ؛ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﺮﻭﺣﻲ. ﺃﻱ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻻ‌ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻭﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺴﻤﻮ ﺍﻟﺮﻭﺣﻲ، ﻓﻲ ﺁﻥ ﻣﻌﺎ. ﻭﻟﻜﻦ، ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﻗﺒﻀﺔ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﻲ، ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻄﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﻲ، ﻗﺮﻭﻧﺎ ﻃﻮﻳﻠﺔ.

    ﻛﻨﺖ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ ﻟﻨﺪﻭﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺒﻞ ﻋﺎﻡ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﺷﺎﺭﻛﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻧﺖ ﺑﻮﺭﻗﺔ. ﻭﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﺨﻨﻲ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ، ﻓﺈﻧﻚ ﻗﻠﺖ ﺑﺎﻟﻨﺺ،ﺇﻧﻪ ﻻ‌ ﻳﻮﺟﺪ ﺗﺸﺮﻳﻊ ﺳﻤﺎﻭﻱ ﻟﺪﻳﻪ ﺍﻟﻤﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺣﻞ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﻌﺼﺮ. ﻫﻞ ﻣﺎﺯﻟﺖ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺮﺃﻱ؟ ﻭﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻨﺎ ﻛﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻥ ﻧﺘﻔﻬﻢ ﻟﺬﻟﻚ ﻭﻧﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻪ؟

    ﻧﻌﻢ ﻣﺎ ﺯﻟﺖ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﻳﻲ. ﻭﺃﻋﻨﻲ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﻥ ﺣﻞ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻ‌ ﺗﻮﺟﺪ، ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ، ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ، ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﺣﻴﻦ ﺗﺼﺒﺢ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣُﺪﺭَﻛﺔً ﺑﺠﻼ‌ﺀ، ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﻨﻔﺘﺤﺔ. ﻭﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ، ﻓﺈﻥ ﺷﻌﺎﺭﺍﺕ: "ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺩﺳﺘﻮﺭ ﺍﻷ‌ﻣﺔ"،ﻭﻻ‌ ﺑﺪﻳﻞ ﻟﺸﺮﻉ ﺍﻟﻠﻪ"، ﻻ‌ ﺗﻤﺜﻞ ﺳﻮﻯ ﺷﻌﺎﺭﺍﺕ ﻣﻌﻤﻤﺔ، ﻻ‌ ﺗﺨﺪﻡ ﻏﺮﺿﺎ، ﺳﻮﻯ ﻏﺮﺽ ﺍﻟﺘﻀﻠﻴﻞ. ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺴﺘﻨﺒﻂ ﻣﻦ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎﺕ، ﻣﺎ ﻳﻨﺎﺳﺐ ﻣﺮﺣﻠﺘﻨﺎ ﻫﺬﻩ، ﻭﺃﻻ‌ ﻧﺘﻘﻴﺪ ﺑﺤﺮﻓﻴﺔ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ. ﻓﺎﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺤﺪﺛﻮﻥ ﻋﻦ ﺗﺤﻜﻴﻢ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ، ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﻛﻤﺎ ﺟﺮﻯ ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻣﻲ، ﻣﺎﺫﺍ ﺳﻴﺼﻨﻌﻮﻥ، ﻳﺎ ﺗﺮﻯ، ﻣﻊ ﺗﺸﺮﻳﻊ ﺍﻟﺮﻕ، ﻭﻣﻊ ﺗﺸﺮﻳﻊ ﻣﺎ ﻣﻠﻜﺖ ﺃﻳﻤﺎﻧﻜﻢ، ﻭﻣﺎ ﻳﺘﺒﻊ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻭﺿﻊ ﺍﻹ‌ﻣﺎﺀ ﻭﺍﻟﺴﺮﺍﺭﻱ؟ ﺃﻳﻀﺎ،ﻣﺎﺫﺍ ﺳﻴﺼﻨﻌﻮﻥ ﻣﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺬﻣﺔ، ﻭﻣﻊ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﻤﺮﺗﺪ، ﻭﻗﺘﻞ ﺗﺎﺭﻙ ﺍﻟﺼﻼ‌ﺓ، ﻭﻣﺎ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ؟ ﻻ‌ﺑﺪ ﻣﻦ ﺇﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ، ﻭﻻ‌ﺑﺪ ﻣﻦ ﻓﻬﻢ ﺍﺧﺘﻼ‌ﻑ ﺍﻟﺴﻴﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ.

    ﻫﻞ ﻣﺎﺯﺍﻝ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺣﻤﺪ، ﺟﻤﻬﻮﺭﻱ، ﻓﻲ ﻇﻞ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻪ ﺍﻵ‌ﻥ ﻋﻦ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ، ﻭﻋﻦ ﺍﺑﺘﻌﺎﺩﻩ ﻋﻦ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﻋﻮﺩﺓ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ، ﻣﻊ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﻨﺎﻗﺾ ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻷ‌ﺳﺘﺎﺫ ﻣﺤﻤﻮﺩ؟

    ﻛﻠﻤﺔ "ﺟﻤﻬﻮﺭﻱ" ﻻ‌ ﺗﻨﻄﺒﻖ، ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﺮﻱ، ﻋﻠﻰ ﺗﻼ‌ﻣﻴﺬ ﺍﻷ‌ﺳﺘﺎﺫ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﻣﺤﻤﺪ ﻃﻪ، ﺇﻻ‌ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺒﻘﺖ ﺍﺳﺘﺸﻬﺎﺩﻩ. ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺷﺮﺣﺎ، ﻻ‌ ﻳﺘﺴﻊ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﻴﺰ ﺍﻟﻤﺘﺎﺡ ﺍﻵ‌ﻥ. ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﺑﻌﺪ ﺇﻋﺪﺍﻡ ﺍﻷ‌ﺳﺘﺎﺫ ﻣﺤﻤﻮﺩ، ﺃﻣﺮ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻱ. ﻟﻘﺪ ﺧُﻴِّﺮﻧﺎ، ﻣُﻤَﺜَّﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﻗﻴﺎﺩﻳﻴﻨﺎ، ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺣُﻜﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺎﻹ‌ﻋﺪﺍﻡ ﻣﻊ ﺍﻷ‌ﺳﺘﺎﺫ ﻣﺤﻤﻮﺩ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﺘﻌﺮﺿﻮﺍ ﻟﻠﻤﺤﺎﻛﻤﺔ ﺃﺻﻼ‌، ﺑﻴﻦ ﺃﻥ ﻧﺮﺟﻊ ﻋﻦ ﺃﻓﻜﺎﺭﻧﺎ، ﺃﻭ ﻧﻤﻮﺕ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺪﺋﻨﺎ، ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﻣﺮﺷﺪﻧﺎ. ﻭﻣﺎ ﺣﺪﺙ، ﻋﻤﻠﻴﺎ، ﻫﻮ ﺃﻧﻨﺎ ﺍﺧﺘﺮﻧﺎ ﺍﻟﺘﺮﺍﺟﻊ، ﻭﺇﻧﻜﺎﺭ ﻓﻜﺮﺗﻨﺎ ﻭﻣﺮﺷﺪﻧﺎ. ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻱ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ، ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻱ، ﻫﻮ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﺳﻴﺨﺘﺎﺭ ﺧﻂ ﺍﻟﻤﺮﺷﺪ ﻭﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ، ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻤﻮﺕ. ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻧﻨﺎ ﻟﻢ ﻧﺨﺘﺮ ﺧﻂ ﺍﻟﻤﺮﺷﺪ، ﻓﻘﺪ ﺩﺧﻞ ﺍﻷ‌ﻣﺮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻨﺎ، ﻓﻲ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺟﺪﻳﺪﺓ، ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ. ﻭﻳﺒﻘﻰ، ﻣﻦ ﺛﻢ، ﺍﺩﻋﺎﺀ ﺻﻔﺔ "ﺟﻤﻬﻮﺭﻱ"، ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﺮﻱ، ﻣﺠﺮﺩ ﺍﻧﺘﺤﺎﻝ،ﻭﺍﻧﺘﺰﺍﻉ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﻣﻦ ﺳﻴﺎﻗﻬﺎ ﺍﻟﻌﺮﻓﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻲ، ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺨﻠﻘﺖ ﻓﻴﻪ، ﺇﻟﻰ ﺳﻴﺎﻕ ﺁﺧﺮ ﺟﺪﻳﺪ.ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﻘﺐ ﺍﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺍﻷ‌ﺳﺘﺎﺫ ﻣﺤﻤﻮﺩ، ﺳﻴﺎﻕٌ ﺫﻫﺐ ﻓﻴﻪ ﺍﻷ‌ﻓﺮﺍﺩ ﻣﺬﺍﻫﺐ ﺷﺘﻰ، ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﺠﻤﻊ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺠﻤﻊ ﺑﻴﻨﻬﻢ، ﻣﻦ ﻗﺒﻞ. ﻭﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮ ﻳﻄﻮﻝ ﺷﺮﺣﻪ، ﻛﻤﺎ ﻗﻠﺖ، ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻹ‌ﺟﺎﺑﺔ. ﻭﺳﻮﻑ ﺃﺗﻮﺳﻊ ﻓﻴﻪ، ﻭﺃﺟﻠﻴﻪ ﺑﺘﻮﺳﻊ، ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﺪﻩ ﺣﻮﻝ ﺗﺠﺮﺑﺘﻲ ﻣﻊ ﺍﻷ‌ﺳﺘﺎﺫ ﻣﺤﻤﻮﺩ.

    ﻋﻠﻰ ﺿﻮﺀ ﺫﻟﻚ، ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻘﻮﻝ ﺇﻧﻨﺎ ﻧﺸﻬﺪ ﻋﺼﺮ ﺍﻟﻤﺬﺍﻫﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ، ﻛﻤﺎ ﺣﺪﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻻ‌ﻭﻟﻰ، ﻭﺳﻨﺠﺪ ﻣﺜﻼ‌: ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺣﻤﺪ، ﻭﻣﺬﻫﺐ ﺩﺍﻟﻲ، ﻭﻣﺬﻫﺐ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﻓﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻫﻜﺬﺍ؟

    ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻔﻬﻤﻲ ﻟﻠﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻐﻨﻮﺻﻴﺔ ﻟﻠﻔﻜﺮﺓ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ، ﻭﺣﺮﺻﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻻ‌ﺗﺴﺎﻕ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻔﻬﻢ، ﻓﺈﻧﻨﻲ ﻟﻢ ﺃﻋﺪ ﺃﺩﻋﻮ ﻟﻔﻜﺮ ﺍﻷ‌ﺳﺘﺎﺫ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﻣﺤﻤﺪ ﻃﻪ، ﻋﻠﻰ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻨﺴﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﺪﻣًﺎ ﺑﻪ ﻗﺒﻞ ﺍﺳﺘﺸﻬﺎﺩﻩ. ﺇﻧﻨﻲ ﺃﺗﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻓﻜﺮ ﺍﻷ‌ﺳﺘﺎﺫ ﻣﺤﻤﻮﺩ، ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺃﺗﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻤﻔﻜﺮﻳﻦ ﺍﻵ‌ﺧﺮﻳﻦ ﻭﺍﻟﻤﺼﻠﺤﻴﻦ. ﺃﻱ، ﺃﻧﻨﻲ ﺃﺳﺘﻬﺪﻱ ﺑﺠﻮﺍﻧﺐ ﻣﻦ ﻓﻜﺮﻩ، ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺎ ﻳﺨﺺ ﻧﻘﺪﻩ ﻟﺤﻘﺒﺔ ﺍﻟﺤﺪﺍﺛﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ، ﻭﻣﺎ ﻗﺪﻣﻪ ﻣﻦ ﻣﻨﻬﺞ ﻓﻲ ﺇﺻﻼ‌ﺡ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎﺕ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻣﻴﺔ، ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺃﺟﻼ‌ﻩ ﻣﻦ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺪﻳﻦ. ﺃﻳﻀﺎ، ﺃﺳﺘﻠﻬﻢ ﻛﺘﺎﺑﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﻻ‌ﺑﺘﻌﺎﺩ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﻤﻮﺩ، ﻭﺍﻟﻨﺼﻮﺻﻴﺔ ﺍﻟﻔﻘﻬﻴﺔ، ﺍﻟﻤﻜﺒﻠﺔ ﻟﻠﻔﻜﺮ. ﻳﻀﺎﻑ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻧﻨﻲ ﺃﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﻬﺪﻱ، ﺑﻨﻤﻮﺫﺟﻪ ﺍﻷ‌ﺧﻼ‌ﻗﻲ ﺍﻟﺮﻓﻴﻊ، ﻭﺍﺳﺘﻠﻬﻢ ﻧﺰﻋﺔ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻻ‌ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻃﺮﺣﻪ. ﺃﻣﺎ ﺇﺧﻮﺗﻲ ﺍﻵ‌ﺧﺮﻳﻦ، ﻓﻼ‌ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺃﺗﺤﺪﺙ ﻧﻴﺎﺑﺔ ﻋﻨﻬﻢ، ﻭﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺳﻴﻨﺸﺌﻮﻥ ﻣﺬﺍﻫﺐ ﺟﻤﻬﻮﺭﻳﺔ، ﺃﻡ ﻻ‌. ﻣﺎ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺃﺅﻛﺪﻩ ﺃﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻲ ﻣﺬﻫﺐ "ﺟﻤﻬﻮﺭﻱ"، ﺃﺩﻋﻮ ﻟﻪ. ﺃﻧﺎ ﺍﻵ‌ﻥ، ﺃﻣﺜﻞ ﺻﻮﺗﻲ ﺍﻟﻔﺮﺩﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺨﺼﻨﻲ ﻭﺣﺪﻱ، ﻭﺃﻃﺮﺡ ﻧﻔﺴﻲ ﻛﻤﺜﻘﻒ، ﻭﻟﻴﺲ ﻛﺪﺍﻋﻴﺔ ﺩﻳﻦ.

    ﻗﻠﺖ ﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻨﺪﻭﺓ ﺃﻧﻨﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﻧﺤﺘﺎﺝ ﺍﻟﻰ ﻣﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺄﺯﻕ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻻ‌ﺳﻼ‌ﻣﻲ، ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ؟

    ﺃﻧﺖ ﺗﺴﺄﻝ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ، ﻻ‌ ﻳﻤﻜﻦ ﺇﻳﻔﺎﺀﻫﺎ ﺣﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺻﺤﻔﻴﺔ ﻛﻬﺬﻩ. ﻟﻜﻦ، ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﻗﺪ ﻓﻘﺪﺕ ﻃﺎﻗﺔ ﺩﻓﻌﻬﺎ، ﺑﺸﻬﺎﺩﺓ ﺃﻫﻠﻬﺎ، ﻭﻻ‌ ﻳﻨﺒﻐﻲ، ﻣﻦ ﺛﻢ، ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﻲ ﻭﺟﻬﺘﻨﺎ؛ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻧﻤﻮﺫﺟﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﺤﻘﻖ ﺍﻵ‌ﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺮﺏ. ﻭﻗﺪ ﺃﻭﻓﻰ ﻓﻜﺮ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﺪﺍﺛﺔ، ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﻧﻤﻮﺫﺟﻬﺎ، ﺣﻘﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﻤﺒﺼﺮ. ﺃﻣﺎ ﻋﺎﻟﻤﻨﺎ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻣﻲ ﻓﻬﻮ ﻻ‌ ﻳﺰﺍﻝ ﻏﺎﺭﻗﺎ ﻓﻲ ﻓﻜﺮ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ. ﻧﺤﻦ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﻣﺮﻭﺣﻨﺔ، ﺃﻭ ﻗﻞ، ﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﻣﻌﻠﻤﻨﺔ. ﻓﻤﻔﻬﻮﻡ "ﻋﻠﻤﺎﻧﻲ" ﻭ"ﺭﻭﺣﺎﻧﻲ" ﻳﺤﺘﺎﺟﺎﻥ ﺍﻵ‌ﻥ ﺍﻟﻤﺰﺍﻭﺟﺔ.ﻟﻘﺪ ﺧﺮﺝ ﺍﻟﺘﻔﻠﺴﻒ، ﻣﺆﺧﺮﺍ، ﻣﻦ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﺭﺿﺎﺕ، ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺯﻳﺎﺕ، ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ،dichotomies، ﻭﺩﺧﻞ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺗﻮﻟﻴﻒ ﻭﻣﺆﺍﺧﺎﺓ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ.

    ﻗﺒﻞ ﺃﻳﺎﻡ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺃﺟﺮﻳﺖ ﺣﻮﺍﺭًﺍ ﻣﻊ ﺩ. ﻋﺼﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ، ﺳﺄﻟﺘﻪ ﻓﻴﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺰﺍﻭﺟﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻻ‌ﺳﻼ‌ﻡ.ﻓﺮﻓﺾ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ،ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻟﺔ. ﻭﻗﺎﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﺗﺮﻳﺪ ﺗﺤﻴﻴﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﻦ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ ﻓﻴﻪ ﻋﻨﺼﺮ ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻷ‌ﺻﻮﻝ ﻭﺍﻟﻐﺎﻳﺎﺕ، ﻭﻓﻴﻪ ﻋﻨﺼﺮ ﺍﻟﻤﺮﻭﻧﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻭﺍﻵ‌ﻟﻴﺎﺕ. ﻟﺬﻟﻚ ﻟﺪﻳﻪ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻜﻴﻴﻒ ﻣﻊ ﻋﻨﺼﺮ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ... ﻣﺎ ﺗﻌﻠﻴﻘﻚ؟

    ﺃﻧﺎ ﻻ‌ ﺃﻫﺘﻢ ﺑﻤﺎ ﻳﻘﻮﻟﻪ ﺩ ﻋﺼﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ. ﻓﻨﻤﻂ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻠﻘﺎﻩ، ﻭﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻇﻞ ﻳﻠﻌﺒﻪ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻷ‌ﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﺸﻤﻮﻟﻴﺔ، ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻷ‌ﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﺨﻠﻴﺠﻴﺔ، ﻻ‌ ﻳﺘﻴﺤﺎﻥ ﻟﻪ ﺳﻮﻯ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﻫﻨﺎ، ﻣﻦ ﻟﻐﻮٍ ﺇﻧﺸﺎﺋﻲٍ، ﻋﺪﻳﻢ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ. ﻟﻘﺪ ﻇﻠﺖ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ، ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ، ﻃﺮand#
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    نقلا عن الراكوبة ويبدو أن اللقاء لم ينشر كاملا.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de