1 (غني لي يا ربة الشعر ، عن غضبة (أخيل بن بيليوس) ، تلك الغضبة التي اودت بحياة آلاف المقاتلين الشجعان و جعلت منهم طعاماً للوحوش و جوارح الطير) هكذا يستهل الشاعر اليوناني الضرير (هوميروس) قصيدته الملحمية الإلياذة ، التي تتكون من ١٥٩٦٣ بيتاً ، يروي فيها أسطورة يونانية قديمة , عن الحرب التي تسببت بها قصة حب ، قصة حب نشأت بين بارز ابن ملك طروادة و هيلانا زوجة أخ ملك إسبارطة . اختطف بارز هيلانا و اخذها معه الى طروادة و قيل انها هربت معه بعد وقوعها في حبه ، غضب ملك اسبارطة و أستعان ببقية ملوك الإغريق و حشدوا الف سفينة حربية من اجل استعادة هيلانا . هيلانا الحسناء التي يقول عنها هوميروس : الوجه الذي حشدت لاجله ألف سفينة) وظلت القصة .. مجرد ملحمة أسطورية .. محض خرافة .. حتى القرن التاسع عشر الميلادي .. .. . إلياذة هوميروس اول عمل شعري يتناوش مخيلتك حين يأتي ذكر الشعر و تاريخه .. هي ملحمة و كلمة ملحمة التي نطلقها جزافاً على مناحي شتى ، تعني القصة التي تروي مشاركة الآلهة للبشر في صراعاتهم و حروبهم و تروي ايضاً ملامح من حياة الآلهة و حبهم و حربهم و ليال سكرهم .. الإلياذة هي قصة حرب طروادة الشهيرة رواها الشاعر هوميروس ، اقدم الشعراء في تاريخ الانسانية و اذيعهم صيتاً و شهرةً .. هوميروس تعني الضرير - اي الكفيف البصر ، و قيل انه كان ضريراً فعلاً ، عاش في القرن الثامن قبل الميلاد ، و هو الذي صاغ أساطير آلهة الأولمب، و روى بطولات (الهيليينين) الذين نسميهم اليونان بالعربية و يسميهم اللاتينيون الإغريق و هم اهل إيونيا في تركيا الحالية و التي تقع طروادة ايضاً في حدودها الحالية .. الإلياذة او الإليادة كلمة هيلينية تعني قصة مدينة ايليوذ .. عن الإلياذة و هوميروس الضرير سنتحدث حتى عصر الإسكندر و هو الاخر أسطورة يونانية تعني - حامي الرجال ..
إلا أننا قبل ذلك لابد لنا من الإنتقال إلى القرن التاسع عشر .. للحديث عن رجل ألماني إسمه (هاينريش شليمن) .. كان افاقاً كاذباً ، حلم منذ صغره بالعثور على كنز ملك طروادة او ايليوذ كما يرد اسمها في إلياذة هوميروس . هاجر الى روسيا و عمل بتجارة الأسلحة اثناء حرب القرم الشهيرة منتصف القرن التاسع عشر ، و بعد ان جمع ثروة لابأس بها ، طلق زوجته الروسية و عبر الاطلنطي الى كلفورنيا و عمل بمناجم الذهب ، كان يشتري خام الذهب من المنقبين في المناجم و يقوم بتسويقه على طريقته الماكرة . إزدادت ثروته ، و بدأ في التفكير في تحقيق حلمه ، أرسل برقية الى كبير أساقفة اثينا ، يطلب مساعدته في إيجاد زوجة يونانية ، كان يبحث عن هيلانته الخاصة ، وصل الى أثينا و وجد أن كبير الأساقفة قد وجد ضالته . صوفيا .. حسناء يونانية في الثامنة عشرة ، كان هاينريش في التاسعة و الأربعين ، تزوجها و اشترى قصراً فخماً بأثينا ، و لم يطل به المقام في اثينا ، أخذ صوفيا و اتجه إلى تركيا ، حيث موقع مدينة إيليوذ / طروادة القديمة ، ستة كيلومترات قرب الدردنيل ، و كون فريقاً من المنقبين و أخذ الإذن من الحكومة العثمانية التي اشترطت عليه عدم خروج أيما آثار يتم العثور عليها خارج الحدود التركية ، وافق هاينريش و بدأت رحلة البحث عن كنز طروادة و كانت المفاجاة ، فتحاً جديداً في عالم التاريخ و الاثار ..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة