برغم كل تجربتنا الاليمة والمرة كأمة قدرها ان تبتلي بحكم هؤلاء الاوباش اذ لازلنا نتعرض لاكثر من ربع قرن تحت استبدادهم الي كل صنوف والوان القهر والاجرام و الفساد خلال هذه الحقبة الكالحة من تاريخ شعبنا.... الا ان الثمن العظيم مقابل صبرنا وصمودنا الخرافي علي هذه الطغمة بكل فواجعها وكوارثها قد كان اجبارنا لها علي تحريرها لشهادة وفاة تامة لمشروعها العطيب الذي شبع موتا علي ايدي طغاتها واساطين شرها وفسادها وجلاوزتها بعد ان اثبتوا للعالم كله سقوط انسانيتهم عبر تجربة اجرامية باسم الدين موغلة في الشر والفساد ومحصلتها فشل عظيم ادي لتدمير وطن وشعب تشهد علي فاجعته كل الدنيا وقبلها شهد علي ذلك رب العالمين من تاجروا باسمه والمحصلة النهائية بعد اكثر من ربع قرن هي سقوط مجلجل لوهم الدولة الدينية والتي لا ولن تقم لها قائمة في اي حقبة وفي اي مكان في هذا العالم وفي مستقبله القادم بعدما اتيحت لها كل فرص ومناخات تجريبها الذهبية علي رؤوسنا نحن شعب السودان التعيس وبرغم ذلك فشلت هذه الفكرة الوهم وقد دفعنا بسبب ذلك ثمنا باهظا لتحرير هذه الشهادة المهمة وهي شهادة فدائنا لكل البشرية وقد تمثلت في فواجع وكوارث طالت ارواحنا و دماءنا واستقرارنا وزمننا وقد اسدينا بهذا الفداء الاسطوري نحن شعب السودان القربان خدمة عظيمة لكل البشرية حتي لا تخدع ذات مرة بمثل هذه الخطابات الزائفة المضللة والمبتزة لمشاعر وعواطف وجهل البسطاء عبر استخدام عاهر للدين!!! وبهذا الفداء تحصنا كشعب تحصينا متينا ضد فيروس (الدولة الدينية) حيث لن تستطع اي فئة في المستقبل ان تخدعنا في السودان مرة اخري بذات الشعارات والهتافات المشابهة التي اثبت فشلها وزيفها واستحالة تطبيقها فى شعب السودان الذي استخدموه للاسف (فأرا معمليا) في حقل تجربة الهوس الاكبر وبذلك قد اكدت التجربة السودانية فشل تطبيق ما يسمي بالدولة الدينية وهذه خدمة قدمناها للانسانية تثبت بطلان وهمة الدولة الدينية. لكن الخدمة الاهم جدا (المفرحة المؤلمة) التي قدمها لنا هؤلاء الاوباش سواء رضينا ام ابينا انهم ورطونا انسانيا واخلاقيا كقوي وطنية عندما تطوعنا بتحمل مسئولية اسقاطهم واستعادة الشرعية المغتصبة منهم وكان ذلك علانية امام شعبنا وقد وضعونا بذلك الموقف في المحك التاريخي المحرج لاثبات صدقيتنا وجديتنا ومبدئيتنا في الاضطلاع بهذه المهمة الصعبة . وللاسف فشلنا في انجاز المهمة وقد فضحوا فينا بهذه الورطة الكبري مكمن العطب الفكري والاخلاقي والتنظيمي الذي اقعدنا حتي اللحظة عن الاضطلاع بمسئولياتنا الوطنية وهو عطب يمثل اس الداء الفاتك باجسام المعارضةالسودانية والشاهد علي ذلك عجزنا حتي اليوم لاكثر من ربع قرن عن انجاز مشروع التغيير الوطني بسبب فشلنا في خلق كيانات وطنية ديموقراطية حقيقية كوسائل مؤهلة لانجاز التغيير المنشود ولذلك فشلنا في تحقيق وحدتنا وبالتالي عجزنا عن رسم خارطة البديل و تحديد بوصلة المسار المؤدي لمحطة هذا البديل النهائية!! نعم انها شهادة محزنة محبطة لنا كاجيال لا زالت تمارس بتكرار واجترار ممل ذات لعبة الفشل الكبري والمستمرة منذ تفريطنا في الاحتفاظ بمكاسب استقلالنا الوطني في 56 وبعده تفريطنا في مكاسب انتفاضة اكتوبر 64 ومن ثم مكاسبنا في انتفاضة ابريل 85 ...ولكنه درس مفرح ومفيد لاجيال الغضب الوطني الحالية والقادمة التي قطعا لن يصيبها الياس بسبب سقوط اجيال القدوة في محكات التجريب والا لما خرجت مرات ومرات للشوارع مقدمة ارواحها فداء لحريتها وكرامتها لاجلنا ولاجل الوطن رغم تقاعسنا عن قيادتها في شوارع المواجهة ضد الطغيان وللاسف وجدتنا مجرد شعارات ولافتات وبيانات وخطابات من خواء.... والاستثناء الوحيد معهم في هذا الصمود يظل حتي اللحظة اقلية من شرفاء من داخل وخارج تنظيمات وحدها كانت ولا زالت تناضل معهم في هذا المحيط الهادر بالخنوع والانكسار..ومعهم للاسف في ذات الكفة اغلبية غالبة من السودانيين السلبيين لا زالت تمارس الفرجة ولعبة التخذيل الي درجة التواطؤ مع ملة الاوغاد وهو حضيض السقوط الانساني الاخلاقي عندما يعجز المرء عن الدفاع عن ادميته وشرفه وكرامته وشرف وكرامة اهله وايضا حينما يعجز عن تثمين مواقف من يتحملون نيابة عنه تحمل هذه المسئولية المقدسة. وللاسف هذا هو حزب الاغلبية الصامتة في السودان المنكوب بهم وهو الحزب الاكبر في البلاد من المتفرجين والمخذلين والخوافين والانتهازيين والذي لازال خارج دائرة الفعل النضالي وهو المتسبب الاول في تأخير التغيير وينبغي ان يحمل مسئولية التواطؤ مع الطغيان بسبب هذا الصمت الخرافي الجبان.. لان التغيير مسئولية الجميع بلا استثناء ولا ولن تتحمله اقلية نيابة عن اغلبية قررت ان تمارس الفرجة البلهاء خارج دائرة الفعل الوطني ولا تدرك هذه الاغلبية (الطرورية) حتي اللحظة ان صمتها الراهن خيانة لانسانيتها واخلاقها حينما عطلت عن قصد في ضمائرها نخوة ومروءة وشجاعة ونبل الانسان السوي المناط به في مثل هذه المواقف ان يجسد معاني الانسان في انبل صورة من تصالح السيرة والسريرة. وللاسف لن تنصلح الاحوال في هذا الوطن طالما بقيت هذه الاغلبية العظمي خارج دائرة الفعل الوطني وهو للاسف موقف سلبي يحسب لصالح كفة الطغيان لأن الساكت عن الحق (ديوث) اخرس!!!
02-27-2016, 10:21 AM
اسماعيل عبد الله محمد اسماعيل عبد الله محمد
تاريخ التسجيل: 08-26-2007
مجموع المشاركات: 2832
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
هشام هباني
اسماعيل عبد الله محمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست