|
رحل الأبنودي صديق الشعب السوداني فهو شاعر من عندنا
|
06:27 PM Apr, 21 2015 سودانيز اون لاين Bushra Elfadil-Jeddah,Saudi Arabia مكتبتى فى سودانيزاونلاين
قال لي الشاعر عبدالرحمن الابنودي عبر الهاتف قبل شهور حين نشرت تكذيباً لخبر موته وقتها على الفيس بوك: أشكرك نحن وإنتو بنشرب من بير واحدة زي ما قال لي الطيب صالحفي مرة من المرات .. الآن رحل الابنودي بحق وانتشر خبر نعيه على كل الفضاءات.كان صديقاً لانداده من الشعراء السودانيين وفي مهاتفات أخرى حزن لموت محجوب شريف ووردي.كان صديقاً للقدال وأزهري وغيره من شعرائنا. قبل سبع سنوات نشرت عنه المقالة التالية ضمن حلقات تضاريس التي كنت انشرها بصحيفة الرأي العام بصفحة عيسى الحلو.
تضاريس 32
الأبنودي شاعر من عندنا
يتحدى عبدالرحمن الأبنودي ،الشاعر الفذ ، صديق الكثيرين من السودانيين خصوصاً الشعراء منهم، الموت في مجموعته (الأحزان العادية )التي صدرت في طبعتها الأولى عام 1999م قائلاً " فؤاد حداد ما ماتش هل عندكم مانع؟"وعن مثل هذه المقاطع في المجموعة كتب الناقد محمد القدوسي الذي قدم دراسة نقدية استصحبت الديوان يقول،(يعرض علينا الأبنودي الطرف الآخر للموت حيث يمكن أن يجيء الموت دون أن نموت وليس إلا "الإبداع"يمنحنا الحياة المستمرة . ليس إلا "الشعر" يعطينا القدرة على التجدد بعد رحيل الجسد). ليس الأبنودي وحده هو صديق السودانيين فشعره صديق لشعرنا أيضاً واللوحات الفنية التي يرسمها عن شخصيات من ريف مصر تعبر عن الكثير من الشخصيات في القرى السودانية التي تشكل امتداداًً لذلك الريف .هاهو يصف اقتراب الشيخ في الريف المصري من الموت فيقول " يعوف طعامه ويزهد الملابس" ولا يحتاج شاعر مثل محمد الحسن سالم حميد أو محمد طه القدال إلا إلى قلب الواو لألف في كلمة (يعوف) كي يضم الصورة لشعره بجدارة. (الأحزان العادية) ديوان للمراثي ولكنها مراثي من نوع آخر فالشاعر يرسم في القصيدة التي حمل الديوان اسمه من اسمها مشاهد كاملة من موته المتخيل كما افصح عن ذلك بنفسه في المقدمة.أما في قصيدة (الكتابة) فقد رثى الشاعر أمه فاطمة قنديل قبل أن تموت. ضمن الشاعر مجموعته هذه قصيدة (يامنة) ونعتقد أنها قصيدة مركزية في مراثي الأبنودي وقد نشرت أول مرة في 29فبراير عام 1998م في صحيفة الجمهورية بالعدد الأسبوعي وسرعان ما انتشرت وذاع صيتها وأعيد نشرها في العديد من الدوريات والصحف. وكتب عنها الناقد عبدالعزيز موافي دراسة نقدية .أما محمد القدوسي فكتب عنها يقول إن "(يامنة)هي إحدى قصائد التقمص الذي يجيده الأبنودي المسكون بالناس." ويعتقد هذا الناقد أن الصدق لا الحبكة هو سر النجاح غير العادي الذي قابل به الجمهور هذه القصيدة.لكننا نعتقد أن الشعرية هو سر نجاحها. شعرية رسم صورة "آخر المصابيح القديمة للعائلة الأبنودية" كما ذكر الأبنودي نفسه في مقدمة المجموعة .(يا منة) هي آمنة مصحوبة بيا النداء في العامية المصرية الجنوبية .ولذا صار هذا الاسم مرافقاً لقطعة حميمة من المحبة التي يبثها الأهل والأقارب وسكان أبنود حين ينادونها ويسمونها في آن(يامنة).هي امرأة مسنة "مزروعة ف ضهر الباب". القصيدة تكشف عن انكساف الشاعر وشعوره بالتقصير حيال أشخاص من شاكلة يامنة قدموا له الحب وجافاهم بالانقطاع الطويل . تتسقط أخباره علمت انه تزوج وعلمت أن له بنتين : (وقالوا لي خلفت وانت عجوز خلفت ياخوي؟؟ وبنات؟ وامال كنت بتعمل ايه طيلة العمر اللي فات؟ ) وهذا الشعور بالتقصير يورده الشاعر عبدالرحمن الأبنودي على لسان يامنة لكننا نحسه في كل القصيدة : (أهو عشنا وطلنا منك بصة وشمة دلوك بس ما فكرت ف "يامنة" وقلت: يا عمة؟؟ حبيبي إنت يا عبدالرحمن والله حبيبي وتتحب على قد ما سارقاك الغربة لكن ليك قلب). ويتواصل شعور الشاعر بالتقصير (ولسة يامنة حتعيش وحتلبس لما تجيب لي قطيفة وكستور؟) يختتم الشاعر هذه القصيدة بصورة تقطر بالحزن (حاجي يامنة .. وجيت لا لقيت يامنة … ولا البيت) صورة تصف الفواصل بين عالمين .عالم قديم وأخر في المنزلة بين المنزلتين. عالم تعوزه الاتصالات والقراءة وآخر تؤرقه هذه الوسائل نفسها وهيهات. صورة تبين أن ذروة القصيدة في خواتيمها.هكذا يكتب المبدعون العظام . ما يكتب تشيخوف الروسي قصته في موت موظف على سبيل المثال .جلس الموظف الصغير ضئيل الشان تشرفياكوف على الكرسي ومات.وانتهت القصة. جاء الابنودي ولم يجد هذه المرأة الحنينة الخالة - العمة التي أحب عبدالرحمن الأبنودي شاعر كبير ضخم وهو شاعر من عندنا .
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: رحل الأبنودي صديق الشعب السوداني فهو شاعر (Re: Yasir Elsharif)
|
هو مين الما من عندنا كلٌهم من عندنا من موسى عليه السلام ولقمان وإدريس النبى وأخيرا قالوا عنه أبو الهول يا للهول ياخ كلهم من عندنا وكلهم مننا رحم الله الأبنودى ورفعه مكانا علياً فى الفردوس ليطرب أهلها ويشجيهم فقده فقد للعباره التصويريه والمفرده الموحيه المعبره.
لكم ولأهله ولأصدقائه العزاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحل الأبنودي صديق الشعب السوداني فهو شاعر (Re: عبد المنعم سيد احمد)
|
الشاعر الأبنودي آه يا اسمراني اللون، حبيبي يا اسمراني
ليس لنا سلطان على الموت ، نُبعده عن طريقنا قدر ما نستطيع . حلم الانسان منذ العصور الماضية أن يبحث كيف يطيل الإنسان عمره ، ولكن هذا العُمر يمتد عندما يفتت المُبدعون بُرهة الحياة ويمتد الزمان مثل الذي ( أسمعت كلماته من به صمم ) . أذكر لقاءنا الذي جمعنا في صالون المبدع دوماً ( صلاح حسن أحمد ) صاحب رواية قرن الغزال ، في بيتهم بحي العُمدة بأم درمان . كان الزمان عام 1978 ، وقد حضر الأبنودي ضمن وفد من أدباء مصر ، لحضور المهرجان الثقافي الأول في السودان . وكان رفيقهم ( الشاعر إسماعيل حسن ) ، وفي زحمة البرنامج الرسمي المُكثف ، تمكن مجموعة من المثقفين السودانيين أن يسرقونه ومعه الشاعر ( محمد عفيفي مطر ) لمنزل صلاح حسن أحمد وولى المساء كأجمل المساءات التي لا نقدر على نسيانها رغم الزمان . جلسنا في بسطة الأرض ، وعليها سجاد قليل الثمن ، و فُرشت هي بمجموعة من ( اللحافات ) وجلسنا ، معنا ساندوتشات من الفول والطعمية . وبدأ الشاعران يتبادلان قراءة الشعر ، فقرأ لنا الشاعر الأبنودي قصيدة من الممنوعات في زمان أنور السادات ( تُجار الخشب ) ... أغرقتنا بحور الشعر ، وسمعا شعراً سودانياً ، لم يُنشر ، وانفتح النقد الحُر للشعر ودوره وقضاياه ، وإبداع العامّية ، وسطوع أنجم الشعر في سماء لم تطاولها سماء ، وبلغنا الساعات الأولى من الصباح ، وسكت الجميع عن الكلام المُباح ... شكراً لك دكتور بشرى .. رحيل مُرّ دون شك .
*
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحل الأبنودي صديق الشعب السوداني فهو شاعر (Re: عبدالله الشقليني)
|
أشكر المشاركين هنا : مامون محمد إبراهيم عبدالمنعم الطيب حسن منى بت نفيسة معاوية المدير عبدالمنعم سيد احمد صديق مهدي علي ميرغني تيتاوي ياسر الشريف منصور المفتاح عبدالله الشقليني ويا شقليني نعم اذكر تلك الليلة في صالون صلاح حسن أحمد نسيت ان تذكر الشاعر أبو سنة.أنا كنت معكم في تلك الليلة وأعتقد ان من نظمها هو كمال الجزولي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحل الأبنودي صديق الشعب السوداني فهو شاعر (Re: Bushra Elfadil)
|
اخي الكاتب الرسام والمعماري عبدالله الشقليني نعم اذكر تلك الليلة لكن اظن ان تاريخها غير ما ذكرت وحضرها ضمن آخرين ممن ذكرت عبدالله بولا في تلك الليلة قال الأبنودي قولته الشهيرة معلقاً على موقف الشاعر المعروف المؤيد لديكتاتورية مايو( بين الديوم والامتداد شاعر غلط)، وكانت قصيدة الشاعر السوداني تقول ( بين الديوم والامتداد شارع زلظ)؛ لكن الابنودي قال بس هو شاعر نعم لكن غلط. وغضب الابنودي في تلك الليلة هل تذكر لماذا؟ غضب على مناكفة قام بها عفيفي مطرمعلقاً على تسريحة آفرو . لم تتح لنا في تلك الأمسية قراءة اشعارنا إذ كنا شباباً غراً.لكن مبارك بشير قرأ من أشعاره. وفي صالون صلاح حسن اذكر عبارة مكتوبة بالإنجليزية على الحائط تقول There is music in me
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحل الأبنودي صديق الشعب السوداني فهو شاعر (Re: Bushra Elfadil)
|
أخي الشاعر والدكتور بشرى الفاضل تحية طيبة لك ولأصدقاء الملف ،
التتمة :
رغم الحزن ، ورغم حديث الفنان الضخم ( الفيتوري ) عندما أشاع الناس موته : إن الشعراء لا يموتون ، فإن لذلك اليوم الذي ذكرت تاريخ ، لقد كان الزمان هو الزمان ، والتاريخ هو تاريخ المهرجان الثقافي الأول ، ربما 1977 ، لأن 1978 هو مؤتمر القمة الإفريقي بالخرطوم أذكر جيداً أن هنالك نقد مسَّ بعض ( الأمثال ) التي أوردها الشاعر " محمد عفيفي مطر ، وقد كانت من مشاركة الناقد " محمد سليمان عبد الرحيم "
انتقل الشاعران إلى الغيبة الكبرى ، والحضور الأزلي *
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحل الأبنودي صديق الشعب السوداني فهو شاعر (Re: عبدالله الشقليني)
|
واكتر زول بكون حزين وفرحان فى نفس الوقت هو
أبو زيد الهلالى
حزين عشان تانى مافى زول بجيب سيرته وحتى لو جات السيرة الهلالية
حتجى مسيخة وناشفة ومشلهتة
بعد ما فقدت الطعم الأبنودى العجيب
وربابة الريس متقال صوتها بكون بح من النويح
وفرحان عشان حيلاقى عبد الرحمن
روحا لروح
قالو اشجار النخيل كلها نواحى ابنود محافظة قنا فى الصعيد الجوانى
كلها قعدت فى الواطا كل نخلة تقالد التانية
ويبكو
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحل الأبنودي صديق الشعب السوداني فهو شاعر (Re: أبوذر بابكر)
|
بدأ الابنودي مشواره بدويوان الارض والعيال الذي نشر اول مرة عام 1964 عماليات ؛ الزحمة وديوان (جوابات حراجي القط) الذي صدر عام 1969 وهذا الديوان بالذات اشتهر شهرة واسعة وفكرة الديوان تبادل جوابات بين الاسطى حراجي القط الذي ذهب لبناء السد العالي وبين زوجته فاطمة احمد عبدالغفار التي تسكن في قريتهم جبلاية الفار .الاسطى حراجي القط يكشف لفاطمة مشروع السد الضخم أما فاطمة احمد عبدالغفار فتحكي الحياة العادية لاسرتهما واهالي القرية وواقعها وهذا المقابلة كشفت عن عالمين وعن عبقرية الشاعر الابنودي في ىن الذي عبر عن المحبة العامرة بين هذينالزوجين وطريقة الحكي القروي البسيط (اما بعد فوصلنا خطابكم9؛ ( زوجي وركيزة بيتي), توالت اصدارات عبدالرحمن : الفصول 70 سيرة احمد سماعين 73 ؛ انا والناس ، وجوه على الشط وغيرها من الدواوين.وكان مشروعه الكبير سيرة بني هلال. شارك في كتابة سيناريوهات للسينما وفاء لصديقه يحيى الطاهر عبدالله وكان صديق عمره الآخر امل دنقل وقد جاء ثلاثهم للمصادفة من صعيد مصر للقاهرة وتوفي رفيقاه باكراً.
| |
|
|
|
|
|
|
|