منتدي الذكريات بكلية الطب ج الخرطوم زمان

Quote: ألا رحم الله البروف الإنسان و أستاذ الأساتذة و الجار العزيز ونعم الجار داؤود مصطفى .. فلقد كان من أولئك الذين منحوا ( بضم الميم وكسر النون) خاصية العمر المديد والعمل الجليل وهى مرتبة لا ينالها ألا ذوي الحظوظ العظيمة.. وأشير هنا لما كتبته الأستاذة إيزابيلا من كلمات في حقه .. فلقد عاش بيننا بهدوء وغادرنا بنفس الهدوء كان لايقصر عن واجب إجتماعي في الحي يدخل بهدوء إيضا وتواضع إيضآ ولايقصر من نجدة من تكتنفهم أمراض يقصدونه للبت فيها في منزلهم أو منزله.. وأذكر عام 1994 أن أصابت خال أبنائي وعكة مفاجأة وهي ألم حاد في الرجل اليمين وذهبنا به إلى مستشفي إبن خلدون في الخرطوم وجاء تشخيصهم للحالة بأنه مصاب بقاود وعليه أعطى بعض أقراص الأندوسيد وعدنا بعدها للمنزل ولكن لم يحدث تحسن بل زاد الأمر سوءا في اليوم التالى وكان يوم وقفة عيد الأضحى ونلقناه بعد ذلك ألى طبيب خاص وبعد الكشف كتب له دواء آخر يعمل ك Antizyloric acid وأوقف الأندوسيد ومنعه من أكل جميع اللحوم والبيض ساعتها .. وعدنا ألى المنزل ولكن إزدادت الآلام في اليوم التالى مع ظهور ورم في القدم الأيمن وإمتد الألم ليشمل كل الساق حتى الركبة.. ولما حضرت في اليوم التالي لمعاودته وجدت حالته سيئة فما كان منى أحضرت له أقراص أسبرين باير وأعطيته حبتين وبعد نصف ساعة بدأ يشعر بتحسن وبدأت الالام تقل ألى أن الورم مازال في مكانه وعند الظهر تشاورنا لإخطار البروف داؤود بالحالة .. وذهبنا أليه في منزله والدنيا عيد وبعد أن عيدنا عليه وقدم لنا واجب الضيافة أخبرناه بحالة مريضنا وتطوراتها وأنه الآن يعاني مايعاني فهب من فوره ودخل ألى منزله وأحضر فقط سماعته وقال لنا لنذهب إليه فورا ثم إلتفت ألينا من الذي أعطاه أسبرين فقلت له بتردد : أنا يا بروف فرد : ربما تكون دي إحسن حاجة عملتوها له.. وحينما وصل البروف لمريضنا حياه بمرح و مؤنبآ له .. يافلان إنت راقد ليك 3 يوم بالحالة دي ليه ماناديتني! طيب فائدة الجيرة إيه!! ثم بدأ بالكشف عليه ووضع سماعته على ساقه وبدأ يستمع من الساق وحتى القدم ثم فجأة أزاح السماعة وطلب إحضار قلم وورقة وأحضرناها له ثم كتب حوالى صفحة كامله ومهرها بتوقيعه بتاريخ ذاك اليوم وكتب إيضا الوقت وكان 1355 ,, ثم طلب منا نقل المريض على جناح السرعة ألى حوادث مستشفى إبن خلدون وقال أنه كتب للوحدة العاملة بإحضار د محمد سعيد الفيل لإجراء جراحة عاجلة للقدم لإزالة جلطة في القدم.. وفعلا ما أن أعطينا التقرير للوحدة الطبية بمستشفى إبن خلدون حتى سارعوا بالإتصال بدكتور الفيل والذي حضر في تمام الرابعة وأجرى عملية جراحية حيث إستخرج عدد 18 جلطة من القدم.. شخص البروف داؤود هذه الحالة بالسماعة فقط دون وجود لأية تشخيص آخر بصور مقطعية أو رنين مغنطيسي وخلافه وهذه القصة تأكيدآ لما كتبته الزميلة إيزابيلا عن الراحل المقيم .. وربما هنالك آلاف القصص مثل هذه وكثير من الألغاز الصحية التي كشفها الراحل المقيم وقدم لها حلولا ناجعة.. ألا رحم الله فقيدنا البروف داؤود مصطفى وألهم آله وذويه وتلاميذه الصبر والسلوان ولكم من أخيارنا أختارهم الموت وإنا لله وإنا أليه راجعون. نجيلة والأسرة/ أريزونا