|
Re: عالم الروائي عبدالعزيز بركة ساكن(ذاكرة الخندريسandquot;نموذجاًandquot;) د.أحمد الصادق بأدبي بال (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
حيا الدكتور أحمد الصادق إدارة النادي الأدبي وشكرهم على الاستضافة وقال: أنه سيحاول في هذا الوقت القصير أن يضيء المحاور المرتبطة بموضوع المحاضرة ، حيث لابد من خلفية عن الإبداع في السودان، ففي سياقات الكتابة السردية لابد من حضور التاريخ والجغرافيا المعقدة ومن ثم الدخول لعوالم الروائي فغالب الصيد في جوف الذاكرة وقليل من المخيلة السردية فلا نص من فراغ ..
==============================
أسمحوا لي بالتغيب لبعض الوقت لآتيكم من سبأ بالصور وبما أورد د. أحمد الصادق بأقل قدر من الابتسار .. اصبروا عليّ يا جماعة فقد جاء كلام الدكتور مكثفاً للحد الذي أربك تلخيصي، وأنا حريص على أن أورد أهم ما جاء في تلك الأمسية لمن فاتهم الحضور.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عالم الروائي عبدالعزيز بركة ساكن(ذاكرة الخندريسandquot;نموذجاًandquot;) د.أحمد الصادق بأدبي بال (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
أخونا العزيز محمد عبداللجليل ـ إن كانت هناك إمكانية ـ لنشر الدراسة ـ قد يكون أفضل من بناء حديثنا على ذاكرة الحضور ـ وحسب فهمي أن الدكتور: لم يقل كل شيء ؟؟ المهم المحاضرة شيقة وفتحت الباب على مفهوم (الذاكرة) نفسه ـ من حيث لا معنانا بلا ذاكرة ـ وإن جاءت على خندريس ـ لكن على مستواه الشخصي سألت الدكتور: إن كان يرى في الخندريس "داكرة اجتماعية، أو جغرافيا"؟؟ وإن كان يجوز الدمح أو الفصل بينها ـ ما أعجبني أن دكتور الصادق لم يركز تماما "على ذاكرة النص" وإنما جاء منفتحاً على مفهومها ذاكرة ـ أظنها "محمدة" تحسب للناقد لا عليه.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عالم الروائي عبدالعزيز بركة ساكن(ذاكرة الخندريسandquot;نموذجاًandquot;) د.أحمد الصادق بأدبي بال (Re: صلاح هاشم السعيد)
|
الأستاذ/ صلاح هاشم السعيد.. تحياتي، دعنا نحاول الجمع بين الأثنين .. (1) الحصول على الدراسة وإنزالها هنا(2) كتابة ما التقطته ذاكراتنا في الامسية
ولو حصل هذا فقد يسهم بفعالية في إشعال حوار خلاق
ثم
ليس فقط منفتحا على مفهوم الذاكرة .. بل أجاب د. أحمد الصادق على بعض الأسئلة الكبيرة التي وردت أثناء اللقاء بـ : تركها مفتوحة "وكل حد على هواه" أو لسانحة أخرى فخرج الحضور في نهاية اللقاء بأفق مفتوح للتأويل وإبتداع رؤاهم الخاصة حول السرد وهذا منهج بسقف مفتوح فأبدع أكثر يا صلاح .. ونحنا نعاين ساكت.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عالم الروائي عبدالعزيز بركة ساكن(ذاكرة الخندريسandquot;نموذجاًandquot;) د.أحمد الصادق بأدبي بال (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
وقال د. أحمد:
جاءت نصوص عبدالعزيز مفتوحة على الأسئلة المعقدة في هذا الواقع الليئم ضمن تيار (النقد الكلاسيكي) عبر استدعاء التراث الروائي الذي اشتغل على التاريخ الاجتماعي/السياسي/ الديمغرافي الذي شهد تحولات بيئية واجتماعية وسياسية معقدة فأصبحت آليات السرد وأعادة التفكير في كيفية تسكين تلك القضايا لتشكيل ملامح الهوية السردية.
فـ عبدالعزيز يكتب بوعي محدد .. بدأ بالشعر وكان شاعراً فاشلاً تأثر بالقاص المصري يحى طاهر عبدالله، يستدعي عوالم سفلية ومتناسية وممنوعة لغته أحياناً تكون خشنة وصادمة وقد تمت مصادر بعض أعماله .. فهو يستدعي التاريخ بشكل مزعج (المركز والهامش) ويكتب النصوص الجمالية المنفلتة من السلطة والإيديولوجية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عالم الروائي عبدالعزيز بركة ساكن(ذاكرة الخندريسandquot;نموذجاًandquot;) د.أحمد الصادق بأدبي بال (Re: طارق ميرغني)
|
يا سلام عليك يا طارق يا شفاف .. شفتا حركة الليدين ومرات كده حكة الراس وابتسامة تراوح مكانها تنبي عن كلام ما بتقال عديل .. يحاول أحمد أن يساعد المتلقى بهذه الإيماءات التي طورها عبر تجربته العويصه ليشعر المتلقى بأن هنا ........ كما قال محمد المزيني في المقدمة أن بعض تعبيراته في بعض رواياته قد تم التعويض عنها بنقاط استبدل بها الرقيب كلمات .. فحركات أحمد دي نقط أو القصة المعروفة أن رجلاً وزع أوراقاً ليس عليها كتابة قال أنها منشورات .. طيب وين الكتابة فقال: مش كل حاجة إنتو عارفنها.. هنا يجب التنويه أن عبدالعزيز بركة ساكن احتفظ بطفولته وقال كل شيء يريد قوله عبر أعماله ولسان حاله يقول .. تنقد الرهيفة إن شاء الله ما تترتق.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عالم الروائي عبدالعزيز بركة ساكن(ذاكرة الخندريسandquot;نموذجاًandquot;) د.أحمد الصادق بأدبي بال (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
الاخ / كبر - تحياتي،
كان الراحل الأخ - ميرغني الشايب - أحد أهم مؤسسي الجمعية السودانية للثقافة بل مؤسسها الفعلي يحرض بشكل يومي على أهمية أن تقوم الجمعية السودانية للثقافة بمتابعة الأعمال السودانية في الشعر / السرد وشتى ضروب الإبداع والإشتغال عليها وتقديمها للآخرين، وقد اسعف الجمعية في هذه اللحظة وجود الدكتور أحمد الصادق لتقديم هذه الفعالية، فعالم عبدالعزيز بركة ساكن نسيج معقد لا يتأتي تناوله في مثل واقعنا إلا لناقد في مثل حذاقة أحمد الصادق.
قال د. أحمد الصادق في الأمسية:
تأثر بركة ساكن أيضاً بادونيس في نقد الفكر اليومي وحينما بدا الكتابة ، بمجموعة قصص قصيرة كان يستدعي مثلاً سودانياً من قبيلة الشلك " السودان بيت التعب " وهكذا كانت ملحمة ( ثلاثية البلاد الكبيرة ) ، مخيلته السردية شملت عوالم سفلية وآفاق (مسكوت عنه) بل كانت عناصر شكل بها عوالمه الروائية ويبدو تفاعله واضحاً مع تلك العوالم الى حد الانفعال الذي جاء بلغة خشنة وصادمة في كثير من الاحيان الى الحد الذي مُنعت وصودرت به معظم نصوصه المنشورة . اقول تلك العوالم استطاع ساكن ان ( يحورها ) ويترجمها بل ويفسرها سرديا في صيغ سردية متنوعة ، من استدعاء للرواية الاوروبية من القرن التاسع عشر كما ه و الحال في الثلاثية - الطواحين، زوج امرأة الرصاص ورماد الماء – الى نصوص تستدعي التاريخ بكل عنفهِ وادوات السطوة والهيمنة فيما بين ( مركز ) و ( هامش ) الجغرافيا السياسية للسرد = Geopolitics= الفضاء السردي ان شئتم ، وقد ركز على الهامش فيما ذهب عدد " من ا لنقاد في التقاط تيماته Themes وكتابة بركة، التي تحتفي بالمشردين والصبية والصبيات من الفاقد التربوي وترى إليهم في سرده يهيمون ، ويتراقصون مثل أشباح ويهتز النص بكامله وهكذا وبآفاق تجريب سردية ، ذهب في اتجاه تسكين الفضاء الاجتماعي والسماع لصوت الكائن ووحشة صوته ، كتابة ارتبطت جدلياً بالمجتمعي وترجمته جمالياً وانتهى بركة فيما نزعم ، بانتاج ملاحم توازي تلك الجغرافيا ( المكان ) سحنه وقبائله ولغاته واعراقه وثقافاته التي هي حاصل ضرب وجمع " ممالك السودان وهوياتها المفقودة".
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عالم الروائي عبدالعزيز بركة ساكن(ذاكرة الخندريسandquot;نموذجاًandquot;) د.أحمد الصادق بأدبي بال (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
ويواصل المحاضر قائلاً:
في هذا النص " مخيلة الخندريس " ومن الذي يخاف عثمان بشرى ، فقط شكَّل حكاية التقط فيها بركة ساكن وقائع يومية – ما يقرب من ثمانين طفلاً وجدوا في ( زبالة ) في أسفل المدينة وقاعها، وبعد التحقيق وُجد انهم ماتو بتعاطي محلول كيميائي قاتل، كيف حدث ذلك ولماذا !؟ حتى هذه اللحظة ( التحقيق مستمر ) ، إلا أن بركة عمل بمخيلته على البحث عن الحقيقة لكتابة نص مواز لتلك الواقعة التي لم تكن لوقعتها كاذبة وبدأها ( باقرار مهم) ، وذلك فيما نزعم بداية تشكيله لقارئ محتمل لهذا النص " .... هي من شطحات خيال مريض لكاتب اسمه بركة ساكن" ، الحكاية تبدأ بعلاقة متوترة فيما بين سلوى وراوٍ ، يتداخل مع الكاتب نفسه وصوته، مثلما تتداخل الازمنة والامكنة ، يفتح المشهد على آخره من منظومة العلاقات المعقدة الاجتماعية ( Social network) وتبثه لواعجها ونار وجدها ونسمع لاوجاع وغبن النسوي في مجتمع تحكمه قيم العرق والنوع والاصل والفصل، وتضخم لذات الذكوري وصلفها وسطحيتها في علاقاتها المربكة مع الاخرى النسوي، اقصاء وعنف تتكرس بهما ايدولوجية الذكوري وقدرات ( المثقف / العارف) في التبرير ومهاراته في ان يمعن في اقصاء الآخر، هذه بعض ملامح الكتابة السردية في هذا النص ولن ينته ذلك العنف الّا بمقاومة سردية وأفق تواصل انساني ، حينما اجتمع الجميع حول أولائك الأطفال المشردين في لحظة ( توتر سردي )، ان جاز هذا التعبير، وبايقاع سردي سريع مربك أحياناً وبلغة موازية لذلك العنف – لغة الرندوك - ، لغة يومية مفتوحة على اليومي والمعيشي بآليات صيغة سردية تعمل على نقد اجتماعي وسياسي وأيدولوجي وثقافي – العناوين المقترحة التي كشفت بنية النص بمثابة عناصر للسرد ( مكونة للسرد )، وذلك من خلال حوارات كاشفة لاجزاء السرد المختلفة – لغة تراوحت بين عامّي ( يومي وملفوظ ) وكذلك درجة من درجات اللغة المعيارية القياسية ( الفصحى ) واحياناً ينحو لتفصيح ماهو عامي – وهذا مهم بحسبان ان ذلك يؤسس للعلاقة الجدلية فيما بين لغة ومخيلة ، اي العنصران المكونّان لنسيج ولحمة وسدى النص، ويفتح النص على فضاءات اجتماعية.
ولطالما اعجبني قول ساراماجو من ان النص أذكى ، في كثير من الأحايين ، من صاحبه، فما أكثر ما غلبت المخيلة الواقع وتجاوزته بالسرد او الحكي ان شئتم ، فقد تمرد ابطال النص على الواقعة وقاموا بانقاذ بعض المتشردين، وهنا يوطوبيا السرد ، تتحقق في الرواية احلامنا واشواقنا او نرى أنها متحققة ، كما وان تلقي نصوص بركة ساكن كان ايجابيا ووجد صدىً واستجابة من شرائح متعددة وذلك كما قال رولان بارت ان ( الحكاية ، ببساطة ، هي الحياة نفسها ) ، وحتى ان كانت بعض المشاهد في الرواية واللغة من جانب آخر صعبة على (البلع) أو الهضم ، فان الواقع الذي تمثله أكثر وحشية وضراوة ( أي درجة التمثيل على مستوى النص (Degree of representation)، فإن واقعاً وذاكرة مثل تلك يحتاج لأدوات سرد وآليات صلبة لتوقف ذلك العنف المنهجي وان توسل الكاتب بتلك الآليات والادوات فاصلة نكون قد حققنا ما اسماهو ايكو ( بالوظيفة الابستمولوجية للمقولات السردية ) ، ولا داعي لان نندفع في جنون عن التحدث عن جنون تقنيات الكتابة الروائية بل نقول مع يوسا ، من دون الخيال سوف لن تكون هذه الحياة بقدر رغائبنا واحلامنا وسوف لن تكون قابلة للعيش بالجحيم الذي قد تتحول إليه في أي لحظة ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عالم الروائي عبدالعزيز بركة ساكن(ذاكرة الخندريسandquot;نموذجاًandquot;) د.أحمد الصادق بأدبي بال (Re: صلاح هاشم السعيد)
|
قالت الأستاذة رحاب جريس في مداخلتها: الأستاذ عبد العزيز بركة ساكن قاص وروائي سوداني غزير الإنتاج اتسمت أعماله بأنها تهدم السائد وتلفظه ولغته هي لغة السواد الأعظم كما عبر هو بنفسه فهو يصور حياتهم كما هي على ارض الواقع لذا نحس بان شخوص رواياته جزء لا يتجزأ من شخوص حياتنا اليومية توفرت لعبد العزيز بركة ساكن الموهبة، الثقافة المحلية العميقة بواقع الحياة في بيئات لم تنل حظها من الإضاءة في الأجهزة الإعلامية في غالب الوقت وذلك بسبب تعقيدات الواقع الاجتماعي الاقتصادي السياسي، وكان نصيبها أن غشتها التوترات والحروب الداخلية وما تضيفه تلك الأحداث من زخم وتكثيف للمشاهد التي تدعم السرد . أرى أن رواية مخيلة الخندريس من أجمل ما كتب بركة ساكن فالرواية تناولت المسكوت عنه واهتمت بقضية محددة هي قضية أطفال الشوارع خاصة أن تلك القضية لم يتناولها الإعلام السوداني ولم تناقش كما ينبغي. الرواية رائعة وفى قمة الواقعية والسرد بواسطة سلوى كان منصفا جدا لان دورها محوري ولا يمكن الحديث عنه إلا بطريقة ( سمح الكلام فى خشم سيدو) عندما اتخذ الكاتب لنفسه موقعاً في المشهد السردي في السودان كانت لديه معرفة تفصيلية بالواقع الذي يريد تناوله، من حيث السمات العامة لشخصياته، لغتهم، القيم السائدة، الأمر الذي جعل بركة ساكن أكثر كتاب الرواية في السودان إثارة للجدل فواجهت أعماله الكثير من الحظر والمنع كما لاقت في نفس الوقت إقبالاً ظل متزايداً من جمهور المتطلعين لمعرفة الممنوع البوح به، ليجد عبدالعزيز بركة ساكن وقد أصبح على رأس قائمة الروائيين الشباب في السودان. =========
الأستاذ/صلاح هاشم السعيد .. تحياتي وعوداً جميلا مستطاب .. قدمت للرد عليك بمداخلة رحاب لكونها قد أوردت عبارة :
اتسمت أعماله بأنها تهدم السائد وتلفظه
وبدأت أنت مداخلتك بـسؤالك الاستنكاري:
ماذا نخشى "علينا" من ذاكرته "الخندريس".!
لأجمعهما في مكان واحد وأضيف أني وخلال الفترة قصيرة جمعني الحظ النحس بقراءات تصب في هذا بشكل مباشر أو غير مباشر فقد قرأت بعض أعمال بركة ساكن وموضوع عن عنبر جودة وما أدراك ما عنبر جودة وقتل فقراء المزارعين بتلك الطريقة المربكة وكتاب د. بوب حول 19 يوليو (مجزرة بيت الضيافة ومجازر الشجرة) بالإضافة إلى ما تحتضن الذاكرة بأسى أحداث (وطن الحروب "الداخلية" المستمرة) . عندما صدم الشاعر نزار قباني بمقتل زوجته بلقيس في أحداث بيروت كتب قصيدته التي جاء فيها (فعفافنا عُهر وتقوانا قذارة) . إن واقع الموت (بالجوع والخندريس والسحل) يجعل من العبث الحديث عن لغة تجرح المشاعر وقد أزهقت أنفس عزيزة دون أن يطرف جفن . كما أن عبدالعزيز بركة ساكن قد ظل يقول عن نفسه ما أوجزته أنت هنا بـ :
كونه "بركة ساكن" ونصه إصغاء إلى كل ما هو عابر ومنسي وملغي
قال مقدم الأمسية: عبدالعزيز بركة لم يعد ساكناً
ولا أنسى أن أحد المتداخلين قد قال للدكتور أحمد أراك تحاول أن تبرر لماذا كتب بركة ما كتب، والرجل قد كتب ونحن سنفهم ما كتب كل حسب رؤيته .. وكان رد أحمد انه أثناء التحضير لهذه المحاضرة خشيت أن يفهم حديثي تبريراً.
شكرا يا صلاح وفي إنتظار أن تواصل وبجيك متهمل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عالم الروائي عبدالعزيز بركة ساكن(ذاكرة الخندريسandquot;نموذجاًandquot;) د.أحمد الصادق بأدبي بال (Re: صلاح هاشم السعيد)
|
مرحب مجدداً صلاح مزيد من السبر في فصول الحكاية "ذاكرة الخندريس" وإخواتها لبركه ساكن. لاحظت أن د. أحمد الصادق قد ذكر أكثر من مرة أثناء المحاضرة بأن عبدالعزيز لا يكتب ببلاش، ينطلق من فكرة محددة تتمركز حول (أحلام المهمشين) يملكهم القدرة الخارقة على لعق الجراح والنهوض من جديد .. يخلق لهم نصراً ينتزعونه من براثن المستحيل بجسارتهم وقدراتهم المبدعة وأحياناً عبر دعم السماء، المهم أن يظلوا في مركز دائرة الفعل والضوء .. هذه قرأتي لعباراتك الدقيقة:
علماً بأن مفرداته وتراكيبه واستخداماته اللغوية لا تسعى إلى مغامرة جمالية ولا تشكل انزياحاً جزئياً عن الصياغة وواقع المفردة نفسها إلى عوالم إيحائية هاجسة، كمنطوق، واستيلاد فردي يبتعد بالنص عن المتفق المتعارف عليه ليقول "الكلام" أكثر من البوح وأكثر من "مرصوده اللفظي".
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عالم الروائي عبدالعزيز بركة ساكن(ذاكرة الخندريسandquot;نموذجاًandquot;) د.أحمد الصادق بأدبي بال (Re: صلاح هاشم السعيد)
|
الأستاذ صلاح هاشم السعيد وقرأ خيط مخيلة الميثانول المتحول والموت الزؤام لكم التحية شكرا صلاح على غوصك في سرد عبدالعزيز نحو الأعمق بفرضيتك (ليس هنالك صواب أصلاً) أو كما قلت .. عمّر بركة قلمه محرزاً نصوصاً عديدة سافرة في وجه كل الأقنعة، ولسان حاله يردد مع نزار قباني:
كتابنا ما رسوا التفكير من قرون كتابنا يحيون في إجازة وخارج التاريخ يسكنون لم يقتلوا لم يصلبوا لم يقفوا على حدود الموت والجنون ما جدوى الكتابة إن لم تفجع وتخلخل وتقيم المعوج وتؤسس للجديد سامحوني إذا اضطربت فإني لا مقفى حبي ولا موزون
فيا صلاح السعيد .. كل نظرية صحيحة حتى يثبت بطلانها أو يتم تجاوزها .. هذه العبارة سمعتها قبل حوالي 20 سنة من عالم محلي كان معترفاً بمعرفته إذ ذاك .. وبالنسبة لي لا زلت .. وعليه أطرح السؤال: هل نظرية بارت صحيحة في حالة أعمال عبدالعزيز الروائية .. ننسى المؤلف ونجندل النص ونعمل فيه سكاكين النقد، حتى لو كان صاحبه (النص) لا زال متمترساً بكامل عتاده السردي في أحد الخنادق العديد التي أسسها وسط خنادق (القوى المقابلة). قرر بركة منذ البداية أن أبطال أعماله يشقون طريقهم بسكينـــه السردية .. ربما يكون هذا ليس (صحيحاً) أو ليس الطريق الوحيد ولكنه المتاح عندما يفوق بؤس الواقع الاحتمال أو يكون هذا آخر الدواء ويبقى الأمل ما بقيت الحياة ويظل ما غير ذلك عارضاً ريثما يتحول ..
كتب شاعر الشعب /محجوب شريف: ما تجنني بالممنوع إذا أتكلمت بتكلم بصوت مسموع وإذا أتظلمت بتظلم بدون إذعان أموت بالجوع ولا تتذله في جواي لحظة كرامة الإنسان
وكتب الراحل العزيز الشاعر حميد:
نحنا الوطن خطالنا خط ختالنا قول ما منو نط ما جانا عشقك من فراغ ما نحنا غنيناك عبط والليله يا موت يا حياه خاتي البيختار الوسط
فكيف يستقيم الظل والعود أعوج .. وكيف تستقيم اللغة والظلم يعبيء الطرقات.
نسيت أن أقول أن هنالك العديد من المداخلات لم يتم إدراجها بعد عبر هذا الخيط .. كما أن مداخلة الدكتور/ أحمد الصادق والروائي عبدالعزيز بركة ساكن ربما تكون مطلوبة في المرحلة القادمة من هذا الخيط .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عالم الروائي عبدالعزيز بركة ساكن(ذاكرة الخندريسandquot;نموذجاًandquot;) د.أحمد الصادق بأدبي بال (Re: صلاح هاشم السعيد)
|
دنيا لا يملكها من يملكها أغنى أهليها سادتها الفقراء الخاسر من لم يأخذ منها ما تعطيه على استيحاء والغافل من ظنّ الأشياء هي الأشياء! الفيتوري : التقدمة المختلة ليست "عبثاً" ـ "فقط" أردت من خلالها القول: أن لا شيء نهائي أو صحيح "حتى مفاهيمنا وثوابتنا" في سياقها الأخلاق " الصواب، الممنوع، العيب، العار ..." حتى وسائله وإكتسابه العيش ـ إقتطاعها من فمها "لقمتها الحياة". وهل لنا أن نحاكمه أو نمنعه الفعل و"الكلام".؟!. بدءً: ليس لأحد أن يدعي احتكار الحقيقة أو امتلاك سلطة تهميش الآخر ـ لا المركز ولا بركة ساكن ولا نحن ولا غيره ولا غيرنا ولا "كلنا" ـ الفكر "قسراً" عابر للزمان والمكان ـ ظني أن الإشكالية الأساسية فينا "نحن" وفي تورطنا "تماماً" في العلائق المزمنة من "التعامي" ـ والصنمية والتكلس ـ وعدم الإصغاء للمنطق كضرورة لازمة لرؤية استشرافية مختلفة لاحتمالاته التفكير والتغيير "فقط" لننظر إليه حالنا "نحن" وفكرنا ـ "فقط" بدعاوى "الأخلاق وأشياء أخرى" .. ربما بركة ساكن "حالة عقلانية صحيحة" تعبر "تماماً" عن ردة فعل هذا الجيل "على ما يجري في السودان سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وأخلاقياً ـ ويظل السؤال قائم: كيف لنا القول: أن بركة ساكن دعوة للتحرر منه القيد والعودة لطبيعتها واصلها الأشياء ـ و"لماذا إعلان "جديد" بموته المؤلف. في نصه "ذاكرة الخندريس أورد على لسانها:
Quote: أريد أن يكون لي طفل، أظن أن ذلك هدف نبيل وإنساني في مجتمع يدعي المحافظة والتمسح بقيم فوق ما نستطيع. مجتمع يقدس المظهر ولا يهمه جوهر الأشياء في شيء، في هذا السياق الذي هو واقع الحال لا يمكنني أن أنجب طفلا بغير أب. لآن تلك جريمة في حق الطفل وحق الأب وحقي، فالتربية الجيدة للطفل تبدأ من قبل ميلاده، |
Quote: كان يقول لي دائما إن الرجل مثل ذكر النحل لا فائدة منه ترجي إذا لم يستطع أن يضع أطفالا أقوياء في رحم سيدة، وإذا فعل ذلك فلا فائدة منه بعدها. عليه الرحيل. والمرأة الذكية هي التي لا تحتفظ بالرجل، لأنه سوف يسعى لنيل مكانة في الأسرة لا يستحقها في الغالب. يريد أن يصبح سيدا، ملكا وربا. كان الأحق بهذه المكانة الأطفال. هذه الفكرة رغم بدائيتها، في عمقها تحمل كثيرا من الدجل والاحتيال العاطفي،يهدف من ورائها بوضوح – هذا الوضوح أحبه فيه أكثر – أن يهبني طفلا دون أية روابط شرعية، أي بغير ذلك الطقس الاجتماعي البغيض لدينا نحن الاثنان، الذي لا مستقبل لأطفال في هذا المكان دونه |
Quote: عندما تحب المرأة فإنها تفكر بطريقة لا تشبه التي ورطتها في الحب، فإنها تفكر في الأطفال، البيت والزوج. وهذا طبيعي، لكنه قد يعيق فكرة الحب التي تنهض علي سلطة الجسد: رغائبه واختياره داخل دوامة الانتخاب الطبيعي. |
قد يعتقد البعض أن نصوص بركة ساكن معفاة من مساءلة الأخلاق وقوانين العلاقات. لكن.. أعتقد أن "هذا ليس صحيحاً" ـ ربما هي رؤية لمفهومها الأخلاق في هامشها الاجتماعي ـ وظني أن حياته وتجربته "بركة ساكن" فيها نصه ـ حتى يبدو وكأن أطوارها: "حواراتها، ملابساتها، كائناتها، خلائقها، وحشيتها، ضراوتها، مقاومته الترويض، فقرها، صمودها وانكساراتها، عبثها الحياة، بساطتها، يقينها، أحيائها الفقيرة، قلبه "ساكن" هامشها المدينة ودُورها المشردين...." ـ كأنما كلها "جزئيات ذاته الواحدة" وزعها في أشيائه "السرد" من حيثها حاءت تمرين على تأهيل نصه كي يخرج معافى إلى خاصيته التي كادت أو جعلت منه "كاتباً عالمياً" ـ أقصد "مرتدياً قناعها" نسبه إلى وجوده "هو" أو فرضاً هو كيانها "الداخلي الأصيل" يستردها "ذاته" في سياق قيامتها نصاً ـ كأنما يملينا "دفقنا" أو فيه جوهرها الحياة ـ لعله "ساكن" كلنا أو بعضنا، أو عوالمه "فراسخ من الخلود"، كأنما فيه كمالنا وأحلامنا اللانهائية، كأنما "هامشها الحياة" حاضن لها حياة ـ تأكيداً لا كما نظنها "نحن" أو نعرفها أو نفهمها "نحن أبناء أوسطها المدينة" ـ كأنما "هامشنا" فيه بلاغته وتقاسيمه وعلته الوجود ـ جرحه الأول ـ كأنما يجادلنا "بركة ساكن" "فينا" لاستعادتنا "فينا كياننا الطبيعي"، أصلنا البدء "ظلنا، كثافتنا"، "لا التزامها ـ لا عبئها" "لا ألمها ـ لا توقع" "لا انتظاره الوعد" ـ ليتنا لسنا "أوهام" أو جئنا قبلنا الانفصال "عنا" ـ قبله التحول إلى كائن رمزي، قبله تأطيرنا وحبسنا فينا، باسمه أو كون تسميته "الأخلاقي"، "قمعنا ذواتنا "فيها" غرائزنا طبائعنا البدء".. ما زال هامش "بركة ساكن" أو كما يراه "هو" (نقياً) ـ حين يعيدنا إلى مركزية خطابنا "الأصل" كونه يتحرك في محيطه الطبيعي وهناءات حضوره الحسي ـ دون أن يجعل منها "الحياة" سياقاً "أخلاقياً" أو فكرياً بحتاً. طالما رأيته "بركة ساكن" "حرية" ودعوة للعودة "أصلها الأشياء" وربما التماهي "مطلقاً" معه الطبيعي، حده الغريزي "أصله وجودنا وبقائنا واستمرارنا" ـ كون أصل قيامنا فيه "الصدفة" ـ ربما يرانا بركة ساكن "أكثر حرية فيه الهامش الاجتماعي" ـ ربما كونه "هامش" معفى من مساءلة نفسه ومساءلة الآخر ـ أن ظل وفياً لحضوره المنبثق "هامش" بين الحضر ـ كونه وجود عابر "فينا" أو فيه الحياة بلا رجاء، بلا صخب، بلا رثاء أو ندم، بلا أمل أو يأس، ربما الحرية "عنده" لحظة سهونا الصحيح لحظة الولوج "فيها" بعافية غرائزنا وانطلاقتنا فيها طبيعتنا "الوحشية" ـ حرية أصلها البدء، ربما خارج فكرته "الأخلاق" سهو صحيح، مملتيء ـ الأكثر جمالاً فيه أصله "اللادنس".
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عالم الروائي عبدالعزيز بركة ساكن(ذاكرة الخندريسandquot;نموذجاًandquot;) د.أحمد الصادق بأدبي بال (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
Quote: كان الصحفيون حذرين كعادتهم تحت قانون الصحافة والمطبوعات الحازم الذي روعيت في صياغته مصلحة البلاد العليا. إلا أن أحدهم سأل سؤالاً لم يجبه عليه أحد، وتجاهلته حتى جريدته ذاتها. قيل إنه لم تقم له قائمة بعد ذلك، أقصد استغنت الصحيفة عن خدماته الجليلة بخطاب شكر ضاف مهذب، مرتب ثلاثة شهور، وأمنية حارة له بالتوفيق في جريدة أخرى. المشكلة كلها أنَّ سؤاله الضال. غير المسئول. الذي لم يرع فيه حُرمة المصالح الوطنية والدور الرسالي للأمم السودانية. حرمها من إعلانات بمبلغ يعادل مليون مرة مرتب الصحفي وأبيه وأمه إذا كانت حية وتعمل، وأبناء عمومته إلى يوم الدين، لأنَّ الشركة المعلنة الخَيَّرة تقصد من وراء الإعلان دعم خط الصحيفة الملتزم الوطني ورفع المقدرات المالية لمالكها الهمام، قد بدا لَنَا واضحاً الآن أنَّ: جريدتكم تستخدم براغيث وجرذان، وليس صحفيين محترمين.
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عالم الروائي عبدالعزيز بركة ساكن(ذاكرة الخندريسandquot;نموذجاًandquot;) د.أحمد الصادق بأدبي بال (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
أولا إستوقفتنى كلمة الخندريس تلك نادرة التداول رغم كثافة تناولها وكره رضى الله عنه كان يقول : العيش يشرب ولا يؤكل) وزميلى بالثانويه العليا وتحديدا محمد حسين الثانويه الأخ المبعوث من غينيا بيساو لتلقى تعليمه العام بالسودان فدرس المرحله المتوسطه بالمعهد العلمى أمدرمان ودرس الثانويه بمحمد حسين كان لغويا بارعا وباحثا فى غرائب النطق والتراكيب وغائصا فى أعماق تراثها المكتوب حافظا للمقامات جميعها مقامة الحريرى وإبن المقفع وصكوك الغفران للمعرى كحفظه للمعلقات وللزمخشرى والجاحظ وإبن طفيل وإبن ماجه وإبن رشد وللموشحات الأندلسيه مكانة سامقه فى حقيبة حصحصته وتحقيقه فقد كان ذهابا مع إلى السروراب وقد شاء أن حضر معنا أعيادا فيها وأفراحا وأذكر أحد تلك الأفراح كان زواج أخى وأستاذى محمد يوسف محمد حسن عليه الرحمه وكان الزمان زمان بنت الكرمه وكان مقامها فى السماء وكعبها يعلوه علوا كبيرا وكان صخب الموسيقى والطرب وجاء من الوادى ومن أطرافه المتعدده رباعات الطرب لا يتورع أى منهم أن يقول للجمل بس فإذا بأبى بكر الغينى يقول لى إنهم يميل بهم الشجو وكأنهم إرتضأوا الخندريس وعقبها بأن تلك المقوله جاءت فى مقامات الحريرى فجالت فى ذاكرتى تلك الواقعه وإحداثيات ساكن فجالت بخاطرى أحداث جسام أرجعتنى لإدعاء أسباب الخلاف بين المهدى وأستاذه محمد شريف ولما توارثناه لاحقا عرفنا الواجب فى تجهيز الشربوت والبقنيه والدقه للضيوف وذباحى التور والبهائم وإن إكرامهم لا يتم إلا بالدلق الذى ترعى قرعته فوقه كما الوزينه فلا واعظ ولا عاتب ولالائم لذاك إلا أن اللؤم الذى كان دافعه حصالة رديئه أو كان نصبا مقصودا لجندلة تلك الحفنه من الأطفال بذات قساوة عنبر جوده وظروفها بانت عورة للمجتمع أخرى أكثر بشاعة وإيلاما إستطاع أن يحرك ساكنها ساكن فجذب أفئدة إليه منكم لتتناولها بالمرس والتصفيه والتقديم الجميل وها نحن نكاد أن نصل لمقام أن نقول للجمل بس أخى محمد وأستاذى هاشم السعيد ودكتور الصادق والأستاذ السعودى ومن تداخل فقد صنعتم لنا فرحا وعزفتم لنا سيمفونية إبداع من طينة الواقع الراسخ والماسخ.
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عالم الروائي عبدالعزيز بركة ساكن(ذاكرة الخندريسandquot;نموذجاًandquot;) د.أحمد الصادق بأدبي بال (Re: munswor almophtah)
|
المنصور .. حضورك يمتع ويضيف دائماً أبقى قريب أورد عبدالعزيز بركة ساكن في الصفحة الأولى من رواية مخيلة الخندريس أبيات المتنبي :
ألذ من المدام الخندريس
ألَذُّ مِنَ المُدامِ الخَنْدَرِيسِ وأحْلى مِنْ مُعاطاةِ الكُؤوسِ مُعاطاةُ الصّفائِحِ والعَوَالي وإقْحامي خَميساً في خَميسِي فَمَوْتي في الوَغَى عَيشي لأنّي رَأيتُ العَيشَ في أرَبِ النّفُوسِ ولَوْ سُقّيتُها بيَدَيْ نَديمٍ أُسَرُّ بهِ لكَانَ أبا ضَبيسِ
وقد سمعت أن أسم الرواية قد تقلب قبل أن يأخذ شكله النهائي وكانت (ذاكرة الخمر) إحدى محطات التقلب تلك ، ولنا في لغة العم كره أسوة لا تضاهى في الإبداع والإدهاش ولا أنسى أن رأيت كره يتوسط مجلس الندماء في دعوة (بوش) و الشاب الظريف (جابيق) يوزع عليهم كأسات المريسة بخفة ولطف فما كان من كره إلا أن قال:
والله يا جماعة جابيق ده ولد أديب
أما شخوص سردك البديع كره ، أبو بكر الغيني، الأستاذ محمد يوسف ، المهدي الإمام وأستاذه محمد شريف (رحم الله من ذهب ومن بقي منهم) .. والف رحمة وتحية تغشاهم ونحن نحاول أن نقول مع الراحل الطيب صالح: (الشيء الذي فات على هؤلاء الناس جميعاً أن المكان يتسع لجميع الأشياء) وتصبح الحياة أكثر لطفاً واستقامة ويندلق الفرح في الطرقات ويجد كل (شخص مشربه) فبتعدد القراءات تضيق العبارة وينفتح الفضاء (فلا شيء نشاز).
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عالم الروائي عبدالعزيز بركة ساكن(ذاكرة الخندريسandquot;نموذجاًandquot;) د.أحمد الصادق بأدبي بال (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
المثقف يمشي على حد السكين (فمن يعتدل يُظهر نصف الحقيقة) أما لو كان فناناً أو روائياً كحال عبدالعزيز بركه ساكن فسيجافي الدروب السالكة ويتلمس الوعر الملغم غير آبه لما سيصيبه فليس بين أجندته أن يكونً محبوباً أو مقبولاً .. وليس طموحه أن يمنح الأنواط والهدايا.. قد تقابله في طريقه وهو يفتح أراض سردية جديدة فترفده لأشواط فجائعيـة قادمة .. فجغرافيا السرد عند بركه تضج بقيم ولغات لا مكان لها وفق المرجعية السائدة ولكنها تظل تمر من هنا كـ(النهر ما بستأذن الصخرة المرور) بل يظل ملتزماً بهدفه النهائي في كل المناخات والتضاريس حتى مطلع الفجر.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عالم الروائي عبدالعزيز بركة ساكن(ذاكرة الخندريسandquot;نموذجاًandquot;) د.أحمد الصادق بأدبي بال (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
الاخ محمد ع الجليل
نهارك سعيد
يوسفني حقا انني لم اقرأ رواية ذاكرة الخندريس حتى الان ، ليتسنى لي التعليق على محتواها
ولكن ان كان كاتبها هو الاستاذ بركة ساكن الذى استهوتني روايته بعنوان ( الجنقو مسامير الارض) فحتما حتكون غاية في المتعة .
لقد شرفنا بميدنة مسقط - قبل يومين - الراويي والقاص الدكتور بشرى الفاضل وقد تحدث عن ساكن و رواياته حديثا طيبا في سياق المحاضرة التي تفضل بتقديمها لاعضاء نادي الجالية بمسقط .
كان راي - بعد ان فتح باب المداخلات - هو ان الامعان في محلية المفردات التي يستعملها الرواة السودانيون هي السبب في تاخير تصدير انتاجنا الروائي للخارج .
فمثلا وقد رددتها كثيرا - عندما ذكر ساكن في تلك الرواية ان الجنقو ( عمال الفحم وقطع او حصاد السمسم) قد اختاروا ان يكون توقيت اضرابهم عن قطع محصول السمسم مع مواعيد طلوع القمر .
فهذه رمزية غاية في المحلية ولن يستطع فك طلاسمها الا المزارعون الذين يعملون في جهة القضارف والدندر الى كردفان ودارفور .
ولعلم القارئي فإن ضؤ القمر - حسب اعتقادات اهلنا المزارعين - يعجّل من نضوج السمسم فإن لم يتم حصادة بسرعة فإن ضؤ القمر سيؤدي الى تدفقه في الارض ويصبح المزارع يقلب يديه متحسرا على ما انفق عليه من فلوس بخم الرماد .
فاذا كان اولاد البندر السودانيون لا يدركون كنهها فأني لغير السودانيين استيعاب تلك المفردات .
لقد سبق ان تحدثت مع الاخ ساكن ووعدته بأنني سأعمل على شرح مفردات الجنقو حتى تكتمل متعة من يقرأها من اولاد البندر وغيرهم من غير السودانيين .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عالم الروائي عبدالعزيز بركة ساكن(ذاكرة الخندريسandquot;نموذجاًandquot;) د.أحمد الصادق بأدبي بال (Re: الطيب شيقوق)
|
مرحب مولانا شيقوق والتحية ليك والمعاك
وعليك بالخندريس (الرواية) فهي حبكة مقطرة ولو علقت عليها سنشكرك كثيرا ولو لم سنشكرك أيضاً .. وبمناسبة ما أدليت به في محاضرة د. بشرى عن المحلية في الرواية السودانية ..أذكر أن الطيب صالح قد قال لمقدم برنامج في تلفزيون أبوظبي:
لكين الزين الشقي ما بتكلم فصحى .. وفي الرواية لا بد من أن تلبس كل شخص ثوبه .. أو شيء بهذا المعنى، وأرى أن على الساردين أن يجودوا والجيد سيلفت العالم ولو بعد حين وبالمناسبة فحسب علمي أن روايات عبدالعزيز بركة ساكن قد وجدت طريقها للغات كثيرة، يترجم المترجم وكل حد على كيفو.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عالم الروائي عبدالعزيز بركة ساكن(ذاكرة الخندريسandquot;نموذجاًandquot;) د.أحمد الصادق بأدبي بال (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
Quote: ما جدوى الكتابة إن لم تفجع وتخلخل وتقيم المعوج وتؤسس للجديد |
الأخ الفاضل محمد عبد الجليل ..تحية وتقدير ..وشكرا على الإحتفاء المشحون ثقافة وإبداع ...وأظنني واقف برسوخ على ضفة المقتبس أعلاه ...ولا أجد جدوى للكتابة إن لم تعالج أمراض الوعي وتخلخل الفساد الراسخ وتقوم الإعوجاج عودا وظلاً ....
فقط أردت التعليق على رأي العزيز الطيب شيقوق ..بخصوص المفردات المحلية ، وأنه يعتبره عائقا يحول دون انتشار الأدب السوداني ... أختلف مع هذا الرأي ..وأرى أن اللهجات الموغلة في محليتها والعادات والتقاليد والممارسات الإجتماعية الغميسة ...هي بالتحديد ما يعطي الأدب فرادته وتميزه ...ويجعله منعشا للخيال ...طبعا الأمر مشروط بمقدرة الكاتب على استخدام هذه المحليات كأدوات ترسم أجواء النص وتعمل من داخله كالمشاعل الصغيرة التي لا تكفي لإضاءة الكهف ..ولكنها كافية لرسم ملامحه العامة ..ربما ولقدح أخيلة من ظلالها الخاصة ...
في خيط مجاور ..نقلت تجربة الشاعر الأمريكي ...ومن عجائب الصدف أن إسمه أيضاً " أميري بركة " ....فهو قد صنع ما يمكن أن يسمى خلخلة داوية في الوعي وتغيير عميق في المفاهيم .. بما دفع بالحقوق المدنية للسود في أمريكا ..نحو الأفضل ...وإن ظل حلم المساواة التامة ..غير منجز بعد ...
والشاهد أن أميري بركة ..يكتب شعره بجارقون من أعماق الأزقة والحارات التي يسكنها السود ...ولم يمنعه ذلك من التأثير في قومه وفي الدولة الأمريكية ومؤسساتها الثقافية والسياسية ...ولم تكن هذه اللغة الجارقونية حائلاً دون نشر أدبه في أصقاع الدنيا ... ... أرجو العذر على الشوت برة الشبكة ...ولكن الكلام بيجيب كلام ... والتحية مجددا للجميع ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عالم الروائي عبدالعزيز بركة ساكن(ذاكرة الخندريسandquot;نموذجاًandquot;) د.أحمد الصادق بأدبي بال (Re: ibrahim fadlalla)
|
اعزائي
الاخ محمد عبد الجليل
Quote: ..أذكر أن الطيب صالح قد قال لمقدم برنامج في تلفزيون أبوظبي:
لكين الزين الشقي ما بتكلم فصحى .. وفي الرواية لا بد من أن تلبس كل شخص ثوبه .. أو شيء بهذا المعنى، وأرى أن على الساردين أن يجودوا والجيد سيلفت العالم ولو بعد حين وبالمناسبة فحسب علمي أن روايات عبدالعزيز بركة ساكن قد وجدت طريقها للغات كثيرة، يترجم المترجم وكل حد على كيفو. |
اخي ابراهيم فضل الله
Quote: فقط أردت التعليق على رأي العزيز الطيب شيقوق ..بخصوص المفردات المحلية ، وأنه يعتبره عائقا يحول دون انتشار الأدب السوداني ... أختلف مع هذا الرأي ..وأرى أن اللهجات الموغلة في محليتها والعادات والتقاليد والممارسات الإجتماعية الغميسة ...هي بالتحديد ما يعطي الأدب فرادته وتميزه ...ويجعله منعشا للخيال ...طبعا الأمر مشروط بمقدرة الكاتب على استخدام هذه المحليات كأدوات ترسم أجواء النص وتعمل من داخله كالمشاعل الصغيرة التي لا تكفي لإضاءة الكهف ..ولكنها كافية لرسم ملامحه العامة ..ربما ولقدح أخيلة من ظلالها الخاصة ...
في خيط مجاور ..نقلت تجربة الشاعر الأمريكي ...ومن عجائب الصدف أن إسمه أيضاً " أميري بركة " ....فهو قد صنع ما يمكن أن يسمى خلخلة داوية في الوعي وتغيير عميق في المفاهيم .. بما دفع بالحقوق المدنية للسود في أمريكا ..نحو الأفضل ...وإن ظل حلم المساواة التامة ..غير منجز بعد ...
والشاهد أن أميري بركة ..يكتب شعره بجارقون من أعماق الأزقة والحارات التي يسكنها السود ...ولم يمنعه ذلك من التأثير في قومه وفي الدولة الأمريكية ومؤسساتها الثقافية والسياسية ...ولم تكن هذه اللغة الجارقونية حائلاً دون نشر أدبه في أصقاع الدنيا ... ... أرجو العذر على الشوت برة الشبكة ...ولكن الكلام بيجيب كلام ... والتحية مجددا للجميع ... |
اخي حيدر حسن ( من نافذة الفيس بوك)
Quote: سلامات شيقوق (الامعان في محلية المفردات التي يستعملها الرواة السودانيون هي السبب في تاخير تصدير انتاجنا الروائي للخارج ) حين استضافت الملحقية الثقافية بسفارة اللملكة في بريطانيا الراحل الطيب صالح مطلع تسعينات القرن الماضي ليحاضر عن المتنبئ إبتدر الراحل غازي القصيبي السفير آنذاك تعريفه بالطيب صالح بالرجل الذي ادخل كلمة (زول) من المحيط الى الخليج في عالم الرواية العربية وكذلك (مو) في إشارة لـ (الزين مو داير يعرس) وغيرها من المفردات العامية التي تعج بها الرواية علما بان رواية عرس هي الاحب لكاتبها لأنها كانت بمثابة تخليد وتكريم للقرية التي انجبته - كثيرا ما واجه الطيب اسئلة تتعلق بعدم تعريج جائزة نوبل على مرابعه بسبب محلية المفردات الموظفة في رواياته وكان ينفي ذلك السبب مستدلا بروائيين غيره موغلين في استخدام المفردات المحلية نالوا الجائزة - كان يرى في بعض الاحايين ان موقفه من القضية الفلسطينية ربما لايعجب اهل نوبل - لا اعتقد ان المحلية تقف عائقا امام الوصول للعالمية في عالم الابداع |
اولا شكرا على مداخلاتكم الطيبة هذه .
اعتقد انكم جميعا متفقون على ان استعمال المفردة المحلية لا تقدح في صناعة الابداع الروائي والقصصي ولا يوجد ثمة تباعد بين رايي وما ذهبتم اليه ، غير اني اكثر اشفاقا على متلقي تلك المفردة ان كان غير مدرك لما تستلهمه من معاني ذات صلة بالبيئة التي خرجت منها .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عالم الروائي عبدالعزيز بركة ساكن(ذاكرة الخندريسandquot;نموذجاًandquot;) د.أحمد الصادق بأدبي بال (Re: صلاح هاشم السعيد)
|
نحن الآن أمام إعلان "جديد" بموته "المؤلف" لمصلحته "النص" ـ رغمها عوالم بركة ساكن "كل شيء" "ظاهره تعمه الفوضى" ـ إلا أنها تخفي واقعاً آخر "يبدو" منطقياً ـ كونه "سرد" يتجاوزها إلى عمقها "الأحداث" ـ على فوضاها كأنما نلتقط السر الكامن "فيها" ـ حتى فجاجة "شخوصها" وغرائبيتها تبدو منطقية، وربما عائدة لاحتجاجية وعدوانية خارجية ـ "بركة ساكن" حكي هادئ "جداً" لأكثر أشيائها الحياة مغايرة ـ يرويها كما هي دون انفعال ودون أن تأثيره "هو" عليها ـ كأنما يصف شيئاً رآه منذ قليل ـ حدث حقيقي "حي" ما زال فاعلاً وآثاره مترتبة ـ واقعة يمكن لأي منا أن يرويها ـ وكأنه "بركة ساكن" سعى لتدميرها العلاقة السببية بين الكاتب والكتابة ـ أو تأكيد لـ(موته "هو" المؤلف)، كونه مجرد حكي "عادي" بلغة موغلة في البساطة والألفة ـ وقد ينطبق "تماماً" على شخصية "خارجية" فعلية ملموسة وفاعلة ـ لكنها بعيدة وليست "الراوي" بأية حال ـ ربما يراها "بركة" الكتابة ودلالاتها الإبداعية "أصلها" محور "الحدث" وتركيبها الموضوع وإشاراته ـ ربما "هنا" التأويل "فرضاً" ضرورة تفرضها "الصدمة" أو نحن فيها "فوضى القراءة" حين تضفي أهمية على نص مثل: "الجنقو مسامير الأرض" لحظة يصفها "الحياة" خارج التاريخ وجغرافيا "الذاكرة الاجتماعية" ـ حياة "نراها ولا نفهمها" ـ حياة تحكمهما قوانين "متعدية، مارقة ومتجاوزة" لا تمت بصلة لما حولنا ـ روحها وقيمتها أصلها "الانفلات منه القيد" ـ كأنما نصها: بكر، بدء، كون انطلاقاتها من اللاشيء، كون فضيلتها الكبرى "عدم" حملها معنى ـ "حياة قوية ممتلئة وغير مفهومة إلى ألأبد" ـ أو كأنما هامشها الحياة فيه "نقض" لمشروعها المستقبل"، لحظة استنهاضها وتبنيها (اللامبالاة) كموضوع ـ أو تأكيدها في ذاتها "عبث" كون موضعته "اللارجاء، اللاأمل، اليأس بلا هدف" "اللامعنى" كمفهوم وجوهر (أصله حرية) ـ أو ربما تكون أو تجيء الفوضى خلاقة، حين مشروعها "لاشيء" ـ أو حين رؤيتها أو "هي" عودة إلى جذره ونبعه "العدم"، عودة إلى همهمته البدء، عطشه الأصل ـ وهجها الدنيا وقلبها "الحي النابض" ـ استعادة الحياة لـ"ضميرها السحيق" وبنيتها العميقة ووقائعها الأساسية ـ
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عالم الروائي عبدالعزيز بركة ساكن(ذاكرة الخندريسandquot;نموذجاًandquot;) د.أحمد الصادق بأدبي بال (Re: صلاح هاشم السعيد)
|
الأستاذ/ صلاح هاشم السعيد .. تحية واحتراماً وأعتذر عن التأخير .. رغم متابعتي لإسهاماتك في الموضوع هنا وفي الفيس بوك لكين أخوك مشوبح في جبهات أُخر، مساء أمس حضرت ندوة آلان غريش (الفرنسي) باللغة العربية في مركز الملك فيصل ولا زلت أحاول تبييض تلخيصي المجوبك .. كانت عن (ناتج ثورات الربيع العربي) والفرنسي يعجبك بقوله الكلام عديل ويطعن الفيل لا الظل ثم .. كلام يوزن بالوقائع على الأرض لا الحماس والهتافية والكلام العجين والمؤامرة والبطيخ .. تناول أكثر القضايا حساسية دون أن يرمش له جفن أو تتغير له نبرة .. وحاصل جمع كلامو مستقبلنا معلق والديمقراطية في ظل هذا الواقع ليست مستحيلة لكنها عاوزه ليها جكة بعيدة على أمثالنا ولله الحمد من قبل ومن بعد. ******* ده ما الموضوع زي ما بقول الدكتور أحمد الصادق
إليك ما طلبت وإلى حين عودة:
هذه الذاكرة التي يستدعيها النص ذاكرة متخمة بثقافات وأعراق وألسن ، هذه الألسن تماهت مع عربية أهل السودان وأنتخبت ألسن حملت ذاكرة تلك الأعراق والثقافات ، وهكذا تميزت لهجات عربية السودان وهكذا نرى لاشتغالات تلك اللغة في المتون السردية وما اردنا الوصول اليه ان تلك السياقات ، سياقات بالغة التعقيد ، وان كانت الرواية تعني عند المكسيكي كارلوس فونيتس لغة + مخيلة ، فان اللغة المشتغلة في المتون السردية المنجزة في ذلك السياق شكلت ( هوية سردية ) لذات السكان وذات الانسان بل هي كاشفة لذات المكان . نعود للوراء كثيراً وذلك حوالي 1947 حينما كتب الراحل عبدالله الطيب الفائز بجائزة الملك فيصل ، نصه " نوار القطن " ، والذي حمل في ثناياه ذلك التاريخ وتلك الذاكرة المشار إليها ، سرديات مفتوحة على المجتمع والتاريخ واعقبه نصاً ملحمياً واستدعى اسطورة وملحمة كلاسيكية هي تاجوج والمحلَّق 1948 . الراحل أبوبكر خالد ( 1920 – 1976 ) كتب نصا باهراً موسوماً " بداية الربيع " 1952، وتلى ذلك نصين هما " انهم بشر " لخليل عبدالله الحاج و " الفراغ العريض " لملكة الدار محمد ، واخيراً ملحمة الطيب صالح " عرس الزين " 1963 ونص ابراهيم اسحق " حكاية البنت ميكايا" 1980، تلك هي ذاكرة السرد المفتوح على المجتمع والتاريخ او تلك الذاكرة، بالغة التعقيد، ايضاً التي أشرنا لها ، وعبدالعزيز بركة ساكن ( 1963 - ) يعتبر وريثاً شرعياً لها، وهنالك في المشهد السردي نصان هما " الرحيل للمدن المستحيلة ، ابكر ادم اسماعيل ، وذاكرة شرير " لمنصور الصويم، على سبيل المثال لا الحصر.
عوالم عبدالعزيز بركة ساكن الروائية:
بركة وجيله ورثوا، كما اشرنا، ذلك التراث السردي كما وشهدوا التحولات المجتمعية والسياسية والديمغرافية ، الأمر الذي صار الى ( آليات سردية ) وحدد ملامح هوية سردية تسعى لتسكن تلك القضايا في متونها السردية. عبد العزيز بركة ساكن بدأ شاعراً فاشلاً إبان دراسته في مصر، كان معجباً بتجربة المصري يحيى الطاهر عبدالله ولاحقاً بادونيس في نقد الفكر اليومي وحينما بدا الكتابة ، بمجموعة قصص قصيرة كان يستدعي مثلاً سودانياً من قبيلة الشلك " السودان بيت التعب " وهكذا كانت ملحمة ( ثلاثية البلاد الكبيرة ) ، مخيلته السردية شملت عوالم سفلية وآفاق (مسكوت عنه) بل كانت عناصر شكل بها عوالمه الروائية ويبدو تفاعله واضحاً مع تلك العوالم الى حد الانفعال الذي جاء بلغة خشنة وصادمة في كثير من الاحيان الى الحد الذي مُنعت وصودرت به معظم نصوصه المنشورة . اقول تلك العوالم استطاع ساكن ان ( يحورها ) ويترجمها بل ويفسرها سرديا في صيغ سردية متنوعة ، من استدعاء للرواية الاوروبية من القرن التاسع عشر كما هو الحال في الثلاثية - الطواحين، زوج امرأة الرصاص ورماد الماء – الى نصوص تستدعي التاريخ بكل عنفهِ وادوات السطوة والهيمنة فيما بين ( مركز ) و ( هامش ) الجغرافيا السياسية للسرد = Geopolitics= الفضاء السردي ان شئتم ، وقد ركز على الهامش فيما ذهب عدد " من النقاد في التقاط تيماته Themes وكتابة بركة، التي تحتفي بالمشردين والصبية والصبيات من الفاقد التربوي وترى إليهم في سرده يهيمون ، ويتراقصون مثل أشباح ويهتز النص بكامله وهكذا وبآفاق تجريب سردية ، ذهب في اتجاه تسكين الفضاء الاجتماعي والسماع لصوت الكائن ووحشة صوته ، كتابة ارتبطت جدلياً بالمجتمعي وترجمته جمالياً وانتهى بركة فيما نزعم ، بانتاج ملاحم توازي تلك الجغرافيا ( المكان ) سحنه وقبائله ولغاته واعراقه وثقافاته التي هي حاصل ضرب وجمع " ممالك السودان وهوياتها المفقودة".
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عالم الروائي عبدالعزيز بركة ساكن(ذاكرة الخندريسandquot;نموذجاًandquot;) د.أحمد الصادق بأدبي بال (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
كتب الأستاذ إبراهيم فضل الله:
Quote: فقط أردت التعليق على رأي العزيز الطيب شيقوق ..بخصوص المفردات المحلية ، وأنه يعتبره عائقا يحول دون انتشار الأدب السوداني ... أختلف مع هذا الرأي ..وأرى أن اللهجات الموغلة في محليتها والعادات والتقاليد والممارسات الإجتماعية الغميسة ...هي بالتحديد ما يعطي الأدب فرادته وتميزه ...ويجعله منعشا للخيال ...طبعا الأمر مشروط بمقدرة الكاتب على استخدام هذه المحليات كأدوات ترسم أجواء النص وتعمل من داخله كالمشاعل الصغيرة التي لا تكفي لإضاءة الكهف ..ولكنها كافية لرسم ملامحه العامة ..ربما ولقدح أخيلة من ظلالها الخاصة ...
في خيط مجاور ..نقلت تجربة الشاعر الأمريكي ...ومن عجائب الصدف أن إسمه أيضاً " أميري بركة " .... فهو قد صنع ما يمكن أن يسمى خلخلة داوية في الوعي وتغيير عميق في المفاهيم .. بما دفع بالحقوق المدنية للسود في أمريكا ..نحو الأفضل ... وإن ظل حلم المساواة التامة ..غير منجز بعد ...
والشاهد أن أميري بركة ..يكتب شعره بجارقون من أعماق الأزقة والحارات التي يسكنها السود ...ولم يمنعه ذلك من التأثير في قومه وفي الدولة الأمريكية ومؤسساتها الثقافية والسياسية ...ولم تكن هذه اللغة الجارقونية حائلاً دون نشر أدبه في أصقاع الدنيا ...
|
| |
|
|
|
|
|
|
|