|
Re: هدير الإمتاع : او ماذا تفعل و انت خارج من شكلة ، سلاما في الخالدين ماديبا...!!!! (Re: Kabar)
|
ول أبا كبر، سلامات .. جميل يا ول أبا، لكنى أختلف معك في الترانيم كدلالة على الحزن .. الترانيم تراث كنسى الغرض منه محاولة أخراج الناس من حالة الحزن. فالأنسان حينما يصاب بالكآبه يلجأ إلى قراءة القران أو الأستماع إلى الموسيقى على نهج روحوا عن أنفسكم .. فالموسيقى ليس بكاء للميت ولا رثاء له ..
المارشالات .. هى تراث الحماسة .. وهى تراث في غاية الروعة .. أذكر أن فرقة الموسيقى والمسرح ذهبوا ليودعوا الجيش السودانى الذى حارب في العراق في 1988م .. وكان من بين الموسيقين قريبنا بقارى .. عزفوا موسيقة حارة وكانت أرتال القوات تأتى تتراً إلى الطائرة .. فما كان من أخينا البقارى إلا أن وضع آلته الموسيقية وأطلق ثلاثة كوريكات بأعلى صوته ثم صعد سلم الطائرة .. وحينما أنزلوه من الطائرة كان يغمره البكاء .. وقال لناسه أنتم ناس حكامات سكت .. أراكم مع الجيش إلى مكان الدواس ..! لفترة طويله أطلقنا عليه إسم الحكامة! .. الحماس شيئ والحزن شيئ.
بريمة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هدير الإمتاع : او ماذا تفعل و انت خارج من شكلة ، سلاما في الخالدين ماديبا...!!!! (Re: Kabar)
|
ولد ابا
اولا تعزيه صادقه في كبيرنا و حبيبنا وفخرنا و تاج راسنا مانديلا.
الا يا اخوي دي ما نعي يليق بمانديلا دي كلفته و هضربه و عايز تاكلنا حنك!
الراجل ده مسيرته اكبر من شكلتك. وشعبنا يستحق منك كتابه ليه لتعريفه بهذه القامه افضل من هذه الهضربه.
دخلنا نفقرأ لمحمد النور كبر الذي نعرف
فوجدنا شخصا آخر مدشدش من شكله كما يبدو!!
ما عايزه اقول لك......كويس انه اتيح لك تعرف عن قرب حرارة الشكلات هنا .
ودي حصلت لينا كثير هنا.......حتي صار جلدنا سميك.
الا اتاريك طلعته بقاري حنكوش و جلدك طري لسه وما بتستحمل.
Quote: بشاشا و دينق و تراجي مصطفي ، احبكم بحق حقيقة لأنكم اكتر من خاصمنا في هذا المنبر بشرف
و نقاء حقيقي يعرف معنى الخصومة..و لن اندم مطلقا لأني اختلفت معكم لأني تعلمت كثيرا من الإختلاف معكم..!!
للجميع هنا.. كل المحبة الصادقة و العفو لله و رسوله..
محمد النور كبر
|
تشكر علي الشهاده دي .
وخلينا نهديك ورده الجزائره واغنيتها:
وخليك هنا خليك و بلاش تفارق حتقول يومين اثنين و تغيب سنه بلاش تفارق.
يا زول انت من زمن الشكلات البتنتهي بحرده نحن بنمشي ليها دكتور....هههههههه فلخيني اشمي الدكتور و ارجع اونسك.
قال ماشي قال!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هدير الإمتاع : او ماذا تفعل و انت خارج من شكلة ، سلاما في الخالدين ماديبا...!!!! (Re: rani)
|
Quote: ( و انا من اخر الأجيال التي تفرق بين الذال و الزين) |
ليه مشيت يا قاسم؟ مشيت واتولدنا نحن جيل التمنينات دا لنجد انفسنا وسط هذا الزحام مشيت يا قاسم .. وخليت لينا (زلك) الجيل الجيل البيعرف يفرق بين الذال والزين.. . . وحاتكم يا قاسم لم نجد منهم لا ذال.. لا زين.. لا زين لتزين شطر وعي الفكر الممكن نرضع منه، معني الحرية لا ذال، غير ذال الذل، التي اردتدوها كرفتات كرفتات تسهل لهم الجلوس علي الطاولة
طاولة طويلة تضج بالدماء والجماجم، بها بعض ناس الذال، الزين و ابات دقون، متحاوريين... حساب.
حساب للورق، الورق الاخضر وانتو يا ناس قاسم امين من تحت، قلبكم علي هذا الحجر . . والحجر ذاتو اتكسر وطلع الاحمردم، يوصف للجن في ضل عصرية، المخدة وين والعنقريب.. الابيض حلم القيد فسيح، وكلو مكاتب.. الاسود فتش، هبش، دقش، قشقش، وقال لنفسو انو بيكافح.. الاخضر فوضي اتقسمت مصانع، عمارات وموية موية نيل.. وقعدنا نقول، ما ياهو دا السودان.. . . و صفقت ذال لغيث الزين وكانت اساس الفكرة طرحت صالح من جيل الطالح واصبح بتنا كلو نفير للحلم حلم لشرموط الحلة، وفنجان ويكة . . انهارت كل القيم الفينا واتلما جيل الذال مع جيل الزين و البدون، في زمن الشتات، سخرية سخرية سخرية مننا نحن ديل . . ياااااااااااا يا للوجعة . . راني السماني Dec 7, 2013
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هدير الإمتاع : او ماذا تفعل و انت خارج من شكلة ، سلاما في الخالدين ماديبا...!!!! (Re: Kabar)
|
Quote: الأخ راني.. تشكر على رفع البوست..
كبر |
قدر ما راجعت مداخلاتي الفوق دي ما لقيت لي ولا حتي UP واحدة حايمة هنا. وكما هو معروف في هذا المتسع.. انو الزول البيرفع البوستات دا ، هو الزول البيدخل ويعمل مداخلة من شاكلية.. )*( > . / + _ - واي شي اخر لا يعني شي اكثر من UP او بلغة الطير الزينا ديل.. (فوق)..
عفواً كبر، انا لم ارفع البوست... الحصل مني ده بيسموهو تَّعْقِيبُ..
. . في الاول حضرت اودع ما ديبا ولم اجد ماديبا ولا حتي مانديلا.. كل الذي كان موجود، مداخلات كثيرة متسلسلة بشكل ذكي وحرفي جداً.. لحشد الكثير من الناس اللو وقعت معاهم في مطب او كما سميتها "شكلة" يحلك منهم الحلا بلة... لقيت محاولات منك او كما خيل لي، لحشد جموع شيوعيين البورد كي يتفكو فيني اوكما يقولونها كان الجهلاء " اضرب العبد بعبد" لقيت منك مداخلات كثيرة تحمل في بواطنها الكثير من الاسهم والحراب التي كانت موجهة الي ظهري... اصابت منه ما اصابت من احزان وجعي الطول دا.. ولكن في اغلب الاحيان يا صديق.. الاصابات في داخلي بتصحي زول الروح الجواي عشان يقوم يمشي يرعى في البحر مدبي..
وتغسل منهو المرض المحير روحو.. وترجع وحدها اخر اليوم مع زول الروح ينزوا في اخر ركن بعيد من كراسي القلب.. ويتسألو ذي سؤالهم دا...هل حقاً، هذا هو محمد النور كبر؟ طيب ما كان يقيف ويشرح وما يمسح المداخلات وافضل كمان كان يقعد، يكسر دين خاطر مشاعرنا اكتر من كدا.. وبعداك اليمشي كان دايريمشي.. اقلها الواحد كان عرف حاجة.
انت قايل شنو يا كبر اخوي؟ في ناس مثلي كده، باردو الدواخل لا يشعل ذواتهم غير الشرار، والسهام الصديقة، التي لا تدري بانها صديقة.. ياخ تعال راجع واخلع سهامك دي من ظهري وحتحت منها اخر نقطة دم وما تسكت ساكت تجامل الريح اتشاكل معاي مالو يعني لو اتشاكلنا؟ ولا اقعد ساكت بس اتفرج.. اتفرج فيني وانا بصالح براي هم معزاتنا ده، واحفر لنشاذنا ضريح.. تعال اقعد ساي ياخ وما تسلم علي حتي لو ما داير تسالم، والبيوت الما بتمرحب بالضيوف ان شاء الله ما تتشلع عروشها ولا اي حاجة..
تعال راجع نواصل شكلتنا دي ياخ.. وما دايرين اي ميس ولا نبلة ولا صبر شحيح في مهب الريح ولا معروضات ولا واحد فينا يسوق الخطوة عناد.. تعال راجع ياخ من وين ما بديت .... وما حيقابلك اي سراب.. تعال راجع واقعد فتش في روحك، حتلاقي باب الروح مفتوح علي غيم الصمت الطول نص الليل، والليل احلام بتهيج في روح الزول القاسي. تعال راجع... اقلها ممكن تذكر ذاكرتنا المتسربلة دي، بزول جميل تاني ذي قاسم امين.. . . واما مانديلا، الجاتو في مماته سامحتو.. . . راني السماني
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هدير الإمتاع : او ماذا تفعل و انت خارج من شكلة ، سلاما في الخالدين ماديبا...!!!! (Re: Kabar)
|
محاولة شرح المتن أو كتاب التفاسير لكولاج (هدير الإمتاع):
كلما اتسعت الرؤية ، ضاقت العبارة – الإمام النفرى
(هدير الإمتاع : او ماذا تفعل و انت خارج من شكلة ، سلاما في الخالدين ماديبا) ، ليس كما يبدو للبعض أنه مجرد هضربة أو رثاء لمانديلا أو حتى خناجر تغوص في ظهور البعض كما شاء لهم خيالهم من التصورات التي يريدون أن يفرضونها على شئ لا علاقة له بتلك التصورات لا من قريب أو بعيد..و لمعرفة هذا المزعم ، يمكن للمرء ان يتساءل ماهي فكرة (هدير الإمتاع) بالضبط؟ ماهي مكونات هذا الهدير؟ و كيف انتقلت من التخيل في عقل صاحبها الى الواقع (بصري و سمعي)؟..و الى اين تتجه رسالة هذا الهدير؟
كبر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هدير الإمتاع : او ماذا تفعل و انت خارج من شكلة ، سلاما في الخالدين ماديبا...!!!! (Re: Kabar)
|
العنصر الأول: العنوان
و لتكن البداية بالعنوان نفسه: الهدير هو الصخب/ الضجيج ، و لكنه دوما مرتبط بحركة الماء ، هدير السيل المندفع منسلآ ، يكون غاضبا ، قويا ، سريعا . و الإمتاع ، هو الترفيه ، و الترفيه عنوانه الضحك الصاخب.. و (هدير الإمتاع) تقابلها ، فكرة (شر البلية ما يضحك) ، و هذه سوف يتضح تناسقها حينما يقرأ العنوان كاملا: هدير الإمتاع: أو ماذا تفعل و انت خارج من شكلة ، سلاما في الخالدين ماديبا..!!
(أو) حرف التخيير هنا ، فحينما تجابه (بشر البلية ما يضحك ) يمكن أن تفسر أو تقدم خيار اخر ، بان قد يكون شر البلية الذي يضحك هو الخروج من شكلة ، أو هو مواجهة حدث عاصف مثل موت عملاق اسمه نيلسون مانديلا.. بيد أن دخول مانديلا (لاحظ الفكرة تقوم كلها من عنوانها لغاية اخر حرف فيها على فلسفة عمل الكولاج ، كفن بصري)..مسبوقا بالسلام ، ماذا يعني؟..هل هو مجرد نواح و رثاء مثل ملايين النواحات و الرثاءات التي خرجت على كوكب الأرض اشكالا و الوانا و بمختلف اللغات و الإشارات و الرموز؟ يا ترى لماذا توحد العالم تجاه هذا الحدث؟..
(و انت خارج من شكلة) الشكلة في الثقافات السودانية تعني النزاع/الصراع العنيف (عنف لفظي أو عنف مادي) ، و النزاع قد يكون فردي أو قد يكون جماعي (كصراع ضد السلطة و علاقات الهيمنة ذاك الذي يحتاج جهد اكثر من فرد).. و نيلسون مانديلا قد خاض صراع كبير ضد سلطة غاشمة ، و السلطة تمكنت منه ووضعته في السجن في جزيرة نائية لمدة سبع و عشرين سنة من عمره ، و لكن السؤال: يا ترى ماذا فعل مانديلا حينما خرج من السجن ( او الشكلة و امتداداتها الكبيرة)؟..هل صب جام الغضب؟.. هل شعر بالحنق؟.. هل شعر بالغبن؟ هل تولدت فيها روح انتقامية و طاقة عاتية للتدمير؟.. أم خرج ينضح بالتسامح و العمل لقيمة السلام؟..هنا كان الخروج من شكلة ، بعد تخطي عتبة هدير الإمتاع/شر البلية ما يضحك ، كان السلام لمانديلا برجاء صبوح لأن يكون في الخالدين..!!
و الشكلة قد تكون حدث فعلي في ذات منجز كولاج (هدير الإمتاع) ، بيد أنها يصعب أن توضع في خانة النزاع الفردي ، لأن الحدث الذي حدث لذات الكاتب (منجز كولاج هدير الإمتاع ) ، كان صراع حيرة و دهشة في حقل يعرفه الفكر البشري جيدا و يعتز به للغاية ، كتطور لهذا الفكر ، و هذا الحقل هو حقل حقوق الإنسان ، و كان الصراع في نطاق و افق بعيد للغاية : هل للناشط الحقوقي سلطة في المعرفة لا يمكن للعامة مساءلتها؟.. هل للأكاديميا سلطتها الخاصة التى لا تقبل بالمساءلة؟ كيف ينظر الأفراد الى حملة الشهادات العليا؟ هل هناك مثيولوجيا راسخة في الثقافة الشعبية السودانية أن حامل الدكتوراة لا يأتي الباطل من بين رجليه؟..هل حقوق الإنسان تقبل التسويف و الطرح الغامض غير الواضح؟ و ماذا يعني حينما يدعي ناشط حقوقي بان هناك انتهاكات لحقوق الإنسان ، ثم يقدم هذه الإنتهاكات بصورة مبتسرة تخلق التشويش في ذهن المتلقي؟..و قد كان نيلسون مانديلا ، قد خاض صراع طويل ، في جانب منه يتركز على واحدة من اسوأ انتهاكات الإنسان ، و صارت معلم يدرسه الطلاب في الجامعات ، و هي سياسة التمييز العنصري ، فهل كان يتحدث بصورة غامضة عن تلك الإنتهاكات؟..و غير مانديلا من ناشطي حقوق الإنسان ، هل يتحدث بصورة مبتسرة عن انتهاكات حقوق الإنسان ام يتحدثون بصورة واضحة لا غموض فيها؟..ماذا يعني الدفاع عن حقوق الإنسان؟ كيف يكون الدفاع عن حقوق الإنسان؟.. هل الكشف عن انتهاكات حقوق الإنسان يمكن أن يتم بانتهاك حق اخر من حقوق الإنسان؟..هل يشكل مثل هذا الأفق افقا للشكلة التي تحتاج الخروج نحو افاق التسامح و السلام؟..
منجز كولاج (هدير الإمتاع) حينما خرج من تلك الشكلة ، لم يكن ينظر اليها و يكيفها بانها نزاع فردي ، و انما نزاع بين تصورين لحقل واحد: تصور يعتمد التسويف و الغموض في شأن حقوق الإنسان ، و تصور يعتمد المساءلة و المطالبة بالوضوح و البرهان في شأن حقوق الإنسان..!! ذلك الصراع ، و الخروج منه اشبه بمسألة (شر البلية ما يضحك) ، فكان العنوان (هدير الإمتاع..الخ..الخ)..
كبر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هدير الإمتاع : او ماذا تفعل و انت خارج من شكلة ، سلاما في الخالدين ماديبا...!!!! (Re: rani)
|
Quote: الي روح نيلسون مانديلا.. و الى حسن موسى و الدرديري محمد فضل ، بلاكم الله بالإبداع ، زي ما ابتليتونا بالدهشة..!!
و لكن ماذا تفعل و انت خارج من شكلة؟..
و يا حسن موسي يا صديقي، و انا معاك في جبهة ضد الجميل استاذنا النور حمد و اخرين من عيال البندر و الذي منو ، صحيح الفن لوحة ، لكن برضك المزيكا برضك فن ، و ياليتك انت و عبد الله بولا ، تلقوا الفرصة تسمعوا الردحي الحاصل في هذا الخيط...!!
كبر |
Quote: لاني سميت المدن النايمة ، وكتين نسبة الإيدز في اوساط شباب الخرطوم وصلت 83% يا قاسم يا امين..!!.. كبر |
ذي انا دا المابيعرف يفرق بين الذال والزين يا كبر.. . . . ولا (بيفرعو) رقيص الرقبة ولا دق الدلوكة المكردف جلدها ولا حتي نشلة جركانة المي من مطمورة
غير نقعد كدي، نفلق حراس النواية الكضب!!! . . تعال احكي لينا انت دا، عن دم معدن الغرب .. يا التمبوش ضهب الشورة، الصاح والغلط وما تخليك واحد غشاش بياكل في النفس حنك وقنب يقول سياسة سياسة، نفاسة... وتحت تحت يورنش في بود الحرب . . وعيك بعمق المسافة يا محمد كبر البينك وبين البندر، كراسات القانون كتب الحداثة، عضام الحسكنيت، معرفة نسبة الايدز وسط شباب الخرطوم، هيجغل، ماركس، محمود محمد طه، لينين، قاسم امين ...... اوعاك اوعااااااااااااااك......... ما بيسوي منك فنجري للقلم، يا التنيبيش.. . . بطل اخيا ردحي (المسفقاتية) ده وتعال نلعب هودنة نمطيك حبل كلامنا السمح وما تختشي، اقدل بمهلك في رويسنا ده اقدل بمهلك في حدود حقك في سقف النضمي الفطس وافتح نفاجات الهواء الانساني لو الجواك زول يا شيخص.. انت
وبشيش، بشيش خش يا حزن الكرير عشان نقدر ( نقولها) كلامنا ليك
كلامنا اليا كتلاك غبن، يا خلاك تفذ يا الخازوق معيز . . تعال نحتو معاك دوت يا البعشوم الفحل اللافي حول نفيسو، ســـوس تعال يا الحلامان بالعولمة ودولة الغرابة . . تعال اتفنجق يا الكركعوب واسمع صراخ غرابة البندر المكرفس جلدهم بكول ودك الكلام تعال اتودك معانا بالهم، يا هم.. ااااااااااااا زول تعال ما تفذ اااااااااااا زول تعال وبطل جقلبة اااااااااا زول تعال صنقر ااااااااا ...... تعال اندل..
. . راني السماني
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هدير الإمتاع : او ماذا تفعل و انت خارج من شكلة ، سلاما في الخالدين ماديبا...!!!! (Re: rani)
|
Quote:
محاولة شرح المتن أو كتاب التفاسير لكولاج (هدير الإمتاع):
كلما اتسعت الرؤية ، ضاقت العبارة – الإمام النفرى
(هدير الإمتاع : او ماذا تفعل و انت خارج من شكلة ، سلاما في الخالدين ماديبا) ، ليس كما يبدو للبعض أنه مجرد هضربة أو رثاء لمانديلا أو حتى خناجر تغوص في ظهور البعض كما شاء لهم خيالهم من التصورات التي يريدون أن يفرضونها على شئ لا علاقة له بتلك التصورات لا من قريب أو بعيد..و لمعرفة هذا المزعم ، يمكن للمرء ان يتساءل ماهي فكرة (هدير الإمتاع) بالضبط؟ ماهي مكونات هذا الهدير؟ و كيف انتقلت من التخيل في عقل صاحبها الى الواقع (بصري و سمعي)؟..و الى اين تتجه رسالة هذا الهدير؟
كبر |
يا راجل؟ طيب نفترض انو كلامك دا كلو صاح...
بس كدي قول لينا الخلاك تمسح ليك 12 مداخلة في هذا البوست ده شنو؟
بالمناسبة كنت متابعك جداً وشايف كل محاولاتك الفاشلة في التلتيك والترقيع وفي النهائية قررت انك تمسح كل المداخلات الـ 12 ولم تترك سوي مداخلة واحدة وهي مداخلتك الاولي للاخ بريمة.. وانا كنت متوقع انك حتعمل كدا.. يا كبر اخوي المكابرة مافي ليها داعي لو غلطت في حق زول خليك شجاع وقول والاحتراف بالغلط، ما يبنقص من الزول اي حاجة.. مثلاً لو نهرت بنتك الصغيرة دي دون حق، ومشيت اشتريت ليها حلاوة وطايبتها واعتذرت ليها، دا ما بيعني انها حتقلل من احترامها ليك.. بالعكس حتكبر جواها وحتحبك اكتر.. وحتشوف فيك نعمة الـ Father ليوم الليلة وباكر.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هدير الإمتاع : او ماذا تفعل و انت خارج من شكلة ، سلاما في الخالدين ماديبا...!!!! (Re: rani)
|
العنصر الثاني : الإهداء:
الي روح نيلسون مانديلا.. و الى حسن موسى و الدرديري محمد فضل ، بلاكم الله بالإبداع ، زي ما ابتليتونا بالدهشة..!! و لكن ماذا تفعل و انت خارج من شكلة؟..
و يا حسن موسي يا صديقي، و انا معاك في جبهة ضد الجميل استاذنا النور حمد و اخرين من عيال البندر و الذي منو ، صحيح الفن لوحة ، لكن برضك المزيكا برضك فن ، و ياليتك انت و عبد الله بولا ، تلقوا الفرصة تسمعوا الردحي الحاصل في هذا الخيط...!!
عبارة الى (روح مانديلا) ، هي بقايا العتبة الأخيرة ، حينما اكتشف الكاتب (منجز عمل الكولاج) ، ان مانديلا حينما خرج من الشكلة/السجن ، كان قد نضح بالسلام ، فكانت هذه التحية الى روحه ، عسى أن يبقى في الأرض السلام و المحنة و التسامح.. ثم انعطف الإهداء ، الى فنانين من التشكيليين السودانيين ، حسن موسى ، و الدرديري محمد فضل. فغربة مانديلا في الشكلة/ السجن ، تشبه غربة الإنسان المبدع في العالم الثالث ، لا تتجلى انوار ابداعه الإ في بيئة بعيدة عن واقعه الذي انتجه (تقرأ الخروج من الشكلة) ، أي انتج ذاك الإنسان المبدع ، و الدرديري محمد فضل فنان سوداني متعدد المواهب ، يرسم ، يكتب الشعر ، والموسيقى ، و ارتباطات اخرى بفن السنما ، و هو يعيش خارج السودان (في اليونان) منذ سنوات عديدة ، و اليونان نفسها ، حقل كولاج متكامل الأبعاد و يفتح طاقة للأسئلة العديدة اللامتناهية ، من التأريخ القديم ، الفلسفة ، الرياضة ، الأولمب ، الأساطير ، الخ..الخ..
ورصيفه الآخر ، الفنان حسن موسى ، هو الآخر خرج من الشكلة/السجن الى العالم البعيد ، فوجد السلام الذي مكنه من انجاز تجربته التي لها قولها الخاص في رؤية الكون من حوله ، ولولا التسامح و السلام ، لما كان الفنان واجدا فرصة التحليق الحر في عوالم الإبداع ، بيد أن تحية أو الإهداء لحسن موسى ، يرتبط بفكرة اخرى يأتي تفسيرها في تطور تجربة كولاج (هدير الإمتاع) , سوف يتم تفسيرها بصورة اوضح في وقتها..
و حسن موسى يعيش في فرنسا ، مثلما مجرد وجود الدرديري في اليونان يفتح طاقة التأويل و الأسئلة ، فأيضا وجود حسن موسى في فرنسا يفتح طاقة الأسئلة ، فرنسا عنوان ثورة الإنسان ، و التخلص من بطش الملكية الى الديموقراطية وحقوق الإنسان ، فرنسا تجربة التنوير المفارقة التي جعلت منها منعطف له خصوصيته الخاصة في تجربة الفلسفة و الفكر الإنساني ، فرنسا عنوان الإستعمار الذي خرج و تمدد خارج اوربا ، فرنسا عنوان ثورة الطلبة التي الهمت الكثير من الفلاسفة العمالقة الذين كتبوا و حللوا احوال الإنسان في تلك الإنعطافة المدهشة..فرنسا باريس عاصمة الجمال و النور..!!!
انعطف الإهداء ، كمكون اولي من مكونات كولاج (هدير الإمتاع) الى ممازحة ، قد تبدو في ظاهرها مجرد دعابة ، و لكن في عمقها تحمل اشارات جديرة بالتأمل ، فالنور حمد و حسن موسى و غيرهم تجمع بينهم ظاهرة المجايلة و انهم جميعا من قبيلة الفن التشكيلي ، و فوق ذلك ، لهم ذكريات و مبادلات افكار و مقالات و مواقف ، قبل ظهور الإنترنت ، و دأبهم كدأب الإنسان السوداني الذي هو مصاب بلعنة الحنين الى المأضي و التضجر من الحاضر . و الإهداء في هذه الجزئية يشير الى مقالة قديمة يتندر بها اصحاب النور حمد عليه ، و هي رايه في المقارنة بين ابناء الريف و ابناء المدينة ، و هذه الدعابة ذكرت عرضا في خيط مكتوب في سودان فور اوول ، صاحبه عادل ابراهيم ، للإستمتاع بقصيدة عثمان جمال الدين (منفستو ضد الرايختشتاغ و كافة القبائل الرعوية..) ، و الخيط في مجمله تناول لتجربة المدرسة الكريستالية في مسيرة الفن التشكيلي السوداني (رواداها شداد و نايلة و اخرين)..و تجري الدعابة في الإهداء في تسجيل انحياز واضح للقبائل الرعوية ( تقرأ عيال الريف كما يتندر عليهم ، بحميمية ، النور حمد) ، و الوقوف في صف حسن موسى (برغم من انه تنكر للرعوية تلك و هو يجتهد ليثبت أن مدينة الأبيض ، عروس الرمال ، لا تقل شأوا من الخرطوم و مدني ، و كانت لها حركتها الخاصة التي يمكن ان تجعلها في مصاف المدن الكبيرة) ضد قبائل المدينة ، و قد يكون هذا اسقاط من الكاتب (منجز الكولاج) لوعيه الخاص ، مظنة ان حسن موسى كبير القبائل الرعوية اياها ، بان المدينة في السودان هي رمز السلطة و الهيمنة و الظلم و كل الفظائع التي يمكن أن يتصورها الإنسان و هو يتأمل جدلية علاقات الهيمنة في السودان ، و في مقابلها الريف الذي يعني الحرية ، التسامح ، و السلام..
ثم انعطف الإهداء ، ليقول رسالته الأساسية التي يقوم عليها عمل كولاج ( هدير الإمتاع) و ذلك بالتأكيد أن الفن يقوم على اللوحة (لاحظ المحتفى بهم من اهل السودان : حسن ، درديري ، النور حمد ، عبد الله بولا.. كلهم من اهل التشكيل في السودان) و لكن هناك مزعم اخر و هو أن الموسيقى فن. و قد يتبادر لذهن المتأمل سؤال بديهي: ما الجديد في ذلك؟ كل العالم يعرف أن الموسيقى فن ، فما الذي يجعل منجز عمل كولاج (هدير الإمتاع ) يقول بهذا المزعم البدهي؟..(حاشية: ازعم أن توصيف الفنون بانها الفنون الجميلة هو تعالي و استعلاء محبب لإبعاد الوان اخرى من دائرة الفنون مثل الموسيقى ، الرقص ،الخ)..
و هذه التساؤلات تجيب عليها فكرة تطور كولاج (هدير الإمتاع ) في خطواتها المتناسقة ، فالموسيقي لم تعد هي مجرد الات تعزف ، فهي تراكيب متعددة و متنوعة: كلمة ، رقص ، و رسائل ثقافية متعددة سهل من يسر تناولها و انتشارها صنعة الفيديو كليب. و المعنى أن الفيديو كليب ، كنص متكامل و عمل كولاج متناسق، كيف ينبغي التعامل معه؟.. هل هو مجرد فضاء للإمتاع؟ هل هو مجرد فضاء للطمأنينة و استرخاء الإعصاب من مشقة الحياة و استهلاكها الفاجع؟.. أم ان الفيديو كليب رسالة ثقافية لها وجودها الخاص ، عبر وسائل خاصة ، لتقديم رسالة خاصة؟..هل يمكن أن يوظف الفيديو في اعمال كولاج مثل كولاج (هدير الإمتاع)؟..
قدم الكولاج في نهاية هذا العنصر ( عنصر الإهداء) رجاء الى نفر بعينهم ، لتأمل ما يحدث ، و هذه الدعوة لها ما يبررها في عالم اليوم ، فالتسويق له وسائله الخاصة و ادواته ، من اعلان و ترغيب و تبيان محاسن المعروض ، و لأن المسوق (بفهم استهلاكي بحت) يعلم أن الزبائن المذكورين لا وقت لهم للمتابعة فكان الرجاء الخجول..و لكن هل الأعمال الفنية العظيمة تحتاج استرجاء المتلقي؟ أقول نعم ، و الإ لماذا كانت هناك المعارض الفنية؟ لماذا كانت هناك وسائل الميديا التي اصبحت مشغولة بالعرض اكثر من المحتوى؟..
كبر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هدير الإمتاع : او ماذا تفعل و انت خارج من شكلة ، سلاما في الخالدين ماديبا...!!!! (Re: Kabar)
|
Quote: و انت خارج من شكلة ، لا تفكر في الهزيمة أو الإنتصار ، و انما ينتابك شعور اشبه بشعورك حينما تخرج من بيت الشكش.، خروج في اول امره يجعلك تحس بانك افرغت شحنة الجسد فحدث لك الخلاص المؤقت وتحقيق انتصار الفحولة جواك ، و لكن حينما تمضي خطوة خطوتين ، تكتشف الفجيعة ، و يطاردك الإحساس بالذنب ، ليس لأنك ارتكبت خطيئة يعاقبك عليها الرب و الصالح من عباده بالتريقة و الإستهزاء و التحقير ، و لكن تكتشف أنك انت و التي ضاجعتها في بيت الشكش لا تختلفان : كليكما مهزوم مأزوم ، هي اصدق منك لأنها تتسلي في تناسي هزيمتها الكبرى ببيع جسدها للعابرين القاصرين الضالين من دروب مراقي الوعي الخلاق ، و انت بين بين ، بين انك في فجيعتك في أن تبيع جسدك في تبادلية مؤقتة خالصة ، و انت تظن أنك تحقق انتصارا ما ، انتصار ضد سلطة وعي الفاشست و اخلاق الفاشست و اعمال الفاشست التي تجعل منك مجرد ظل ممحوق.. و بين الإحساس بتدمير الذات في فعل لا يستاهل..!!
و لكن..!!
كبر |
لا تعليق..
. . . موقتاً، ولكن حتماً سنعود..
. . الاقتباس اعلاه.. من احدي مداخلات فحلنا التي قام بحذفها.. مداخلة رقم (5)..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هدير الإمتاع : او ماذا تفعل و انت خارج من شكلة ، سلاما في الخالدين ماديبا...!!!! (Re: Kabar)
|
العنصر الثالث:
المناحة/العرض/ المارش العسكري
بالتقريب،شاهد الكثيرون و الكثيرات ، ان اهل جنوب افريقية دبت فيهم روح الغنا و المناحات و هم يبكون نيلسون مانديلا...و نفس المناحات هي التي غنت من قبل الفارس موسى ابو حجل .. في المناحة المشهورة (حليل موسى ، اللي رجال خوسا) ، انعكست في ثقافات سودانية اصيلة في جبال النوبة تمجد الراحل بالترانيم ، فألإنسان ألأفريقي ، بعكس الأنسان الأسلاموعروبي ، يمجد الراحل بالغناء و ذكر محاسن الموتى بحق و حقيقة... في رحيل عظيم افريقيا ، نيسلون مانديلا.. لا املك الإ ان اترنم بهذا المارش العظيم ، و كثير من السودانيين و السودانيات يعتقدون أنه نذير شؤم ، و حتى يعي الجميع قيمة هذا المارش ، فاسكتفي بقول صديقتي و استاذتي نور تاور ، التي افادت ان هذا المارش هو بعض من سيرة العظماء ن و كان يغني به حين عرضة جدها الأكبر السلطان ابو راس في كادقلي ، وهي نفس السيرة التي يحتفي بها البعض على طريقته الخاصة ، فيسمى احد الأحياء باسمها و هو حي العرضة المشهور في مدينة امدرمان..!! لا يهم لماذا تكون عرضة اجداد نور تاور منسية و مناحاتها نذير شؤوم (ينذر بالإنقلابات العسكرية في السودان ) أو غيره .. و لكني ، مثلي و مثل ناس جنوب افريقيا ، امجد رحيل العظماء بالأغاني و التراينم ، فهنا نمجد رحيل مانديلا..!!
في هذا المنعطف من تطور كولاج (هدير الإمتاع) بدا عنصر في التطور و البروز ، و خطاب (نص مكتوب) يبدأ بتقريرية عن واقعة تفاعل العالم مع رحيل نيلسون مانديلا ، و في نفس الوقت بدات المقاربة الثقافية تظهر في المقارنة بين افعال الإنسان في التفاعل مع واقعة وجودية مثل الموت..و الإنسان بطبعه يخاف الموت ، فبكاء المعزين ، في خلاصة امره هو خوف مبطن من مواجهة نفس المصير الذي لا مفر منه ، و لكن التفاعل احيانا يأخذ طرائق اخرى ، و هي جديرة بان يلتفت اليها اهل علوم السيكولوجيا و الأنثربولوجيا و السيوسيولوجيا في السودان ، كل يمكن أن يتناولها بزواية معينة حتى يقدم لها تفسيرات مفيدة..و من وسائل التفاعل مع ظاهرة الموت (كظاهرة وجودية كبرى) ، بعض الثقافات تمارس الغناء و الرقص ، و هذه افعال حينما تقترب منها قريبا بالتأمل و الدراسة تجد فيها الخوف الذي يتمظهر في شكل تحدي للموت و ذلك بتمجيد الميت ، و ذكر محاسنه و خصاله و ماثره و القيم التي عاش من اجلها ، بمعنى أن هذه القيم سوف تستمر لأن الإنسان الحي سيواصل فيها..!! في الثقافات السودانية القديمة ، كانت المناحة عبارة عن اشعار رثاء تؤلفها المرأة و تغنيها المرأة و تؤديها المرأة ، و يكون ذلك في صورة جماعية ، و حينما اشار (كولاج هدير الإمتاع) الى مناحة (حليل موسى) فلقد كان يذهب في هذا المنحي ، و يستبطن صورة اخرى ، و هي ان مناحة حليل موسى تحولت من حدث مرتبط بالموت الى موروث شفاهي تأريخي يمكن أن يؤديه بعض المغنين الرجال (مثال الفنان عبد الكريم الكابلي الذي ادخل الة العود و الآت موسيقية اخرى في اداء الأغنية ، و حولها الى مجال التطريب)..
و حتى تتكامل صورة الكولاج ، تم ارفاق فيديو كليب لفرقة موسيقية نسائية سودانية و هي تعزف مارش عسكري..و لقد كانت الإضافة مقصودة لذاتها و ذلك لأداء اغراض بعينها ، منها التذكير بان المناحات في الثقافات السودانية القديمة كانت تؤديها المرأة بصورة جماعية ( فرقة المجندات تصور نساء يعزفن بصورة جماعية) ، و منها لفت الأنظار الى عمل موسيقي قمين أن يكون جزء من تأريخ الموسيقى في السودان ، و هو المارش الذي ذكرت الكاتبة نور تاور أنه كان يغني في شكل ترانيم في عرضة جدها الأكبر ابوراس..و لكن الكولاج عمد الى عرض هذا العنصر (عنصر المارش) باثارة المفارقة حوله ، فالثقافات السودانية الحديثة كيفت تصور شعبي تجاه هذا المارش ، و الذي ارتبط عندها بالإنقلابات العسكرية ، و بالتالي تكونت صورة سلبية عن هذا المارش الذي يمكن أن نقرر بانه عمل ثقافي تاريخي عظيم. بيد أن فعل السلبية لم يأتي اعتباطا ، و انما كان هو جزء من مخطط كبير و مدروس لم يفطن له الكثيرون و الكثيرات ، و ذلك ربط هذا المارش و غيره من المارشات بالمؤسسة العسكرية و ثقافتها في السودان ، و المؤسسة العسكرية تبرر لهذا الأمر بأنها ادوات الحماسة التي تثير المقاتلين و تحثهم على الثبات يوم الكريهة..و كان كولاج هدير الإمتاع ، يريد أن يفتح طاقة التأويل في هذه الموتيفة (نص مكتوب+ فيديو كليب) وذلك بان تثور الأسئلة: من يكتب تأريخنا في السودان؟ كيف يكتب تأريخنا في السودان؟ و هل التأريخ الموجود يمكن أن نساءله بادوات جديدة حتى نكتشف بعض الطاقات المخفية فيه؟..
في نفس الجزئية ، تعرض النص المكتوب من الكولاج لمقارنة اخرى ، كيف تخلد عرضة بعض الحكام برمز خالد يحي بين الناس (كما اسم حي العرضة في العاصمة التأريخية السودانية امدرمان) و عرضة حكام اخرين يتم تناسيها أو تشويها بتلبيسها ثوب السلبية حتى تكون مكروهة بين الشعوب السودانية (كما حدث في مارش عرضة جد الكاتبة نور تاور)؟.. و اختمت هذه الجزئية من كولاج هدير الإمتاع ، بتقرير اللامبالاة من تفاصيل مثل الإحتفاء بعرض البعض في الثقافات السودانية لدرجة التخليد الرمزي ، و تناسي عرضات اخرى ، و انتهي التقرير بالإنحياز الى ثقافة تمجيد الراحل بالغناء ، و ذلك ترسيخا لحالة الخوف الإنساني الأبدي الذي يظن انه يمكن أن يواجه الموت بالغناء و تمجيد الحياة.
بيد ان طاقة التأويل لا تتوقف هناك ، خصوصا و ان الكولاج عبارة عن منظومة مكونة من عناصر مختلفة ، كيف ينظر المتأمل الى الفيديو كليب؟..كيف تبدو سحنات عازفات المارش؟..هل هي افريقية؟ هل هي عربية؟..و هل يمكن أن تقرأ في معية فيديو كليبات سودانية اخرى تظهر فيها نساء عازفات؟..كيف تبدو سحنات أولئك العازفات في الفيديوهات الأخرى؟ ماهي انواع الآلات؟.. هل هناك تأشير الى ان المجندات يعتمدن على الطبل العالي الصوت و الالات النحاسية؟..ماذا تعني الطبول في ذهن الإنسان الأفريقي؟..ماذا يعني الكمان في ذهن الإنسان العربي؟..هل الفيديو كليب الخاص بالمارش يريد ان يعيد الإعتبار الى ملمح ثقافي بعينه؟..هذه هي الأفاق التي رغب كولاج هدير الإمتاع في اثارة التأمل حولها..!!!
كبر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هدير الإمتاع : او ماذا تفعل و انت خارج من شكلة ، سلاما في الخالدين ماديبا...!!!! (Re: Kabar)
|
العنصر الرابع: الشعر و الزمن
نعطر النهار بالتراب ، نلعق الخنى صعود نمد اصابع البطون دونما خيار ، نبتل بالبصاق ، كلما تباعدت موائد العرق نظل – في الظل – حتى تبرح النجوم سافرة ، مسافرة ، الى قتالها القديم بين الجرح و الإحساس عثمان جمال الدين – منفستو ضد الرايختشتاغ و كافة القبائل الرعوية.. يالله هو يا ابو نجوم ، لا بتعي ولا بتنوم ..عذبنا بالنار الموعودة ولا تعذبنا بالنقاء الجاهر..خلينا مثلهم انعام تأكل و تشرب و تبول و تخرأ و تمشي في الأسواق و تضاجع النساء ، حلالا و حراما ، و تمارس النميمة و الوعي القاصر و تمارس ادعاء انها انسان ، فالإنسان ، يا الله هوي ، ما عاد انسان..!!
نشر (ان لم تخني الذاكرة ، الدكتور) عثمان جمال الدين ، قصيدة (منفستو ضد الرايختشاغ و كافة القبائل الرعوية ) في 15 مارس 1977 (كما نقلها عادل ابراهيم في سودان فور اوول). تحديد هذا الزمن مهم للغاية لأنه يفتح طاقة التأويل و الأسئلة ( و هل فكرة الكولاج في مجملها شئ يختلف عن اثارة و تحفيز العقل على التأويل؟.. و كولاج هدير الإمتاع يذهب في هذا الإتجاه بكل صدق وصمدية ).. ماذا يعني ارفاق معلومة تأريخ نشر نص شعري؟ ..هل يشكل ذلك علامة مهمة للتأؤيل ؟..هل يشكل ذلك مدخل لقراءة ذات الكاتب و لو بصورة تأريخية ؟.. هل يشكل ذلك مدخل لقراءة الواقع العام الذي انتج و نشر فيه النص ؟..كيف كانت الخرطوم تبدو في تلك اللحظة التي نشر فيها عثمان جمال الدين نصه؟ ماهي الأسئلة التي تشغل المثقف في ذلك المنعطف التأريخي؟ ماهي الأسئلة التي كانت تشغل زمن السودان ، كحقل حضاري متضاءل للغاية؟..يا ترى هل كانت الخرطوم موبوءة بالإيدز؟.. هل كانت موبوءة باللحي التي تتمدد بهتانا و كذبا؟.. هل كانت تعاني كوابيس انشطار وطن؟.. هل كانت تعبأ كثيرا بهجرة ابناءها و بناتها ، صيع ، مطاليق ، حزاني ، حياري ، في شوارع مدن العالم ، خصوصا تلك الأنيقة التي تعاقب الفرد على فعل البصاق في شوارعها النظيفة أو رمي عقاب السجائر في الطرقات العامة ، فتخلق المفارقة التي تحتاج عقل كبير لإستيعابها: كيف يعقل ان تحاكم مدن مثل كالقري الفرد على البصاق في الشوارع و في نفس الوقت ترتكب موبقة انتهاك حقوق الإنسان ضد الإنسان..!!!!!..و ماهو البصاق؟ هل هو مجرد فضلات يتخلص منها الإنسان على مرأى من اخيه الإنسان (لاحظ الإنسان يتخلص من بعض الفضلات بسرية تامة و يحرص عليها)؟.. هل البصاق عنوان الإشمئزاز و القرف الجبار؟؟؟...
بدات هذه الموتيفة من كولاج (هدير الإمتاع) بلحظة تناص مع نص شعري قديم كتبه عثمان جمال الدين ، و اختارت الموتيفة لحظة وجدانية محددة في قصيدة عثمان جمال الدين ، لحظة تصور اليأس ، الدهشة ، المرارة ، الضعف البشري ، الحيرة ، و تأكيد الضعف الماتع ( نظل في الظل)..ولاندري من الذي يخاطبه عثمان جمال الدين في هذا الهمس الذي يشبه المنلوج..و لكن القصيدة قد حفلت بتكرار لازمة (يا حبيبي) ، و هنا يظهر تواطؤ اللغة الفصيح ، فالشعر السوداني ، غنائي او غير غنائي ، يتحدث عن الحبيب المذكر ، و هي حيلة مستلفة من الثقافة العربية القديمة التي لا تسمح مطلقا بذكر المحبوبة المؤنثة ولا حتى اسمها ، لذلك يكثر الترميز..و هذه طاقة تأؤيل حاول كولاج (هدير الإمتاع) فتحها و لو بصورة مواربة..!!
بيد أن شواهد اخرى قد تذهب الى مناحي شتى في دروب التأويل ، فعبارة (نظل – في الظل – حتى تبرح النجوم سافرة ، مسافرة) ، قد تكون ذات معنى متصل بحقل كولاج (هدير الإمتاع) و الذي نشر بعد اربعة و ثلاثين سنة من نشر قصيدة جمال الدين. فموت نيلسون مانديلا ، ليس مجرد ظاهرة وجودية ، و انما ، جائز جدا ، ان يكون مرتبط بوضع القارة الأفريقية ، و القارة الأفريقية الأن تعيش في الظل ـ الظل الحضاري ، و انسانها يعيش في الظل و هو يتأمل النجوم المسافرة ( امثال مانديلا).. و يكثر البصاق ضجرا أو يأسا..!!!
في ظل هذه التأؤيلات الدقيقة ، جاء تمازج النص / الكولاج ، تمازج فيه بعض من الإتحاد و فيها بعض من التنافر ، فالإتحاد كان في قيمة اليأس ، و التنافر كان في خصلة ظاهرية للعيان تفرق بين نص مكتوب باللغة العربية الفصحي و نص /عبارة / موتيفة مكتوب باللغة الدارجة ، و هذه هي لغة المحكي اليومي في السودان تتجسد حميميتها العالية في انها اقرب الى الوجدان الذي يكون على سجيته متحررا من القيود حتى لو كانت قيود النحو و قواعد اللغة..!!!
جزئية المخاطبة/ المناجاة/ الرجاء الموجهة بصورة واضحة الى الرب ، القوي خالق النجوم الذي لا ينام ، لها صلة وثيقة بجو و بيئة كولاج هدير الإمتاع. فالكولاج في عنوانه و عنصر الإهداء تماهي مع حدث ، مثل حدث موت نيلسون مانديلا..و كما شرحنا سابقا ، فالإنسان علاقته بالموت (كظاهرة وجودية) يمكن ان تفسر في علاقة الخوف من الموت ، و المناجاة في هذه الجزئية من كولاج (هدير الإمتاع) هي الأخرى تأتي في ضمن جدلية الخوف الأزلي تلك ، الخوف من الرب.. بيد أن الإمتاع لا يتوقف هنا ، و انما يذهب الى فتح طاقة اخرى من التأويل ، فكرة الرب نفسها ، و لماذا تحولت فكرة الإله (كما في المثولوجيا السودانية النوبية القديمة ، او مثولوجيا الأغريق أو الرومان ، أو غيرها من الحضارات الإنسانية القديمة) من المادي المنظور الى المجرد الغيبي؟..فالإنسان ، تحكمه جدلية الخوف الأزلي ، و حينما تصور وجود الألهة المجسمة التي يبني لها التماثيل ، كان مهجسا بفكرة الخوف من قوى خفية ، ثم تطور الفكر البشري ثم اهتدى الى فكرة الإله السماوي ، البعيد ، المجرد ، الذي لا يرى بالعين ، فجاءت الأديان السماوية..!!!
و لكن كيف لإنسان مؤمن بوجود الله يتحدث معه مباشرة بهذه الحرية؟.. و الحرية هنا ، ان تفاضل بين انواع العذاب ، يا ترى لماذا يطلب الإنسان من ربه أن يعذبه بالنار بدلا عن التعذيب بالنقاء الجاهر؟..هل لأن النار مادة خاضعة لحواس الإنسان (كالإحساس بالألم) ؟ .. هل لأن النقاء فكرة معنوية الإحساس بها يفوق التعذيب بالنار؟..
و حرية التخاطب مع الرب لم تقف فقط في المفاضلة بين نوعين من العذاب ( تقرأ ضجر و ياس عثمان جمال الدين في القصيدة المذكورة ، يأس الإنسان الأفريقي في لحظة ذهاب مانديلا ، يأس المثقف حينما يكتشف الإبتسار و التسويف و الإدعاء في مجال حقوق الإنسان..الخ.. الخ..!!!!)..تلك الحرية ذهبت الى اختيارات اخرى ، اختيارات أن يحيا الإنسان (مثلا كاتب كولاج هدير الإمتاع)..مثل الأخرين ، كالأنعام ، التي لا تفكر فيما حولها ( طبعا الأنعام تفكر و تقدر وتخطط ، و لكن ميثولوجيا التأريخ البشري جعلت منها كائنات درجة ثانية ، و هذا دأب الإنسان ، دوما يريد أن يكون الأول ، لأنه يظن انه خليفة الرب أو نصف اله كما يزعم ..!!..و لو قدر له أن يعرف لغة الحيوان لوجد أن بعض الأنعام ايضا تفكر بنفس الطريقة.. و لكن يا ترى لماذا ترك الرب هذا الإنسان يحيا في هذا الوهم العجيب؟..!!!!)..
حينما انتهت الموتيفة (كجزئية مهمة من كولاج هدير الإمتاع ) بتقرير ان الإنسان ما عاد انسان ، و كأنما كاتب النص يريد أن يتدخل في سلطة الرب و ينبهه لما غاب عنه ، هذه التقريرية تتفق تماما مع مجزوء نص قصيدة عثمان جمال الدين ، و التي تنضح بالضجر و اليأس..و لكن يا ترى لماذا الإنسان لم يعد انسانا؟..هل لأنه لم يحتمل لعنة النقاء الجاهر؟.. هل لأنه اصبح يهرف بما لا يعرف؟..
حدث التناص مع فيديو للمغني فاطمة جوارا ، و هي من جمهورية مالي ، و و مثلها و مثل غالبية مغنيات مالي ، دوما هناك نص يتحدث عن قضايا المرأة و حقوق المرأة ، و لأن هدير الإمتاع في جوهر يتقاطع مع فكرة حقوق الإنسان ، فكان هذا النص الغنائي ، و هو ايضا يفتح طاقة التأويل و الأسئلة.. كيف ننظر للمرأة و لقضايا المرأة ؟..
كبر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هدير الإمتاع : او ماذا تفعل و انت خارج من شكلة ، سلاما في الخالدين ماديبا...!!!! (Re: Kabar)
|
العنصر الخامس: استدعاء الليجند العمالي قاسم امين
و هل فعلا كتلت ، الناس القصٌر ، الناس المأفونين ،، الناس الباله مغطي ، الساسة المبيوعين ، خد م الرأسمال ، سيدنا طيب الذكر قاسم امين؟.. ام قتلته الوشاية ، ورؤى الهزيمة ، التي لا تأتي من عدو يليق بالمواجهة ، و انما من اقرب الأقربين ، أو كما نظن؟.. لاني سميت المدن النايمة ، وكتين نسبة الإيدز في اوساط شباب الخرطوم وصلت 83% يا قاسم يا امين..!!.. و انت قايل شنو يا قاسم امين ، السودان ، بعدك ، انقسم لي دولتين ، و نحن بقينا ناس شمال السودان ، برضك منقسمين.. ياخي انت قايل الناس القصر ديل وقفوا على كتلتك و بس؟.. ياخي ديل ياما كتلو بعد خلق اسكت ساكت خليها.. كتلوك و كانو قاصدين فيك ناس تانيين يا عمك يا قاسم امين..!! عني ، الناس المكتولين ، سميتهم قاسم امين..!!!
قبل شرح المعاني الواردة في هذه الموتيفة ، وهي جزئية مختلفة العناصر و لكنها وضعت كجزء من المشهد العام في كولاج (هدير الإمتاع) تجدر الإشارة الى ملاحظة مهمة حول استخدام الحروف في اللغة العربية ، و منها حرف (الواو) الذي يتكرر ذكره كثيرا سابقا لجملة أو كلام. فالحروف في اللغة العربية هي حروف مباني (حروف الهجاء) و حروف معاني تعطي الكلام معنى أو معنى مستقل للحرف لا يكون المعنى النهائي مكتملا الإ باستصحاب معنى الحرف المعني. و لحرف الواو استخدامات عديدة في اللغة العربية نختار منها (واو المعية) و التي توظف للربط بين بين اثنين أو طرفين ، وواو الإستئناف و التي تسبق الجملة و تربط بينها و بين جملة اخرى تختلف عنها في المعنى. و الإستئناف (نحو و صرف) يعني الإستمرار أو الصيرورة ، و في هذه الحالة يكون مسبوقا بواو تسمى واو الإستئناف. و استخدام الواو في هذا الكولاج ، يلاحظ انها دوما تأتي في وظيفة استئناف أو مواصلة الكلام مع سابقه ، و من ناحية بصرية يأتي استخدام حرف واو الإستئناف كمادة اللصق (كالصمغ مثلا) التي تستخدم في اعمال الكولاج لتربط بين العناصر المتفرقة التي يختارها صاحب الكولاج ليعبر بها عن رؤية محددة للأشياء..!!
في هذه الجزئية ، بدأ الكولاج بحرف واو الإستئناف ، و لكن نبرة النص جاءت في شكل تساؤل حول واقعة محددة تم استدعائها من الذاكرة الثقافية السياسية السودانية، و هي واقعة موت قائد عمالي سوداني مشهور هو قاسم امين. و لأن الكولاج يعتمد على انتاج الأخرين في اغلب مناحيه ، فلقد تم الإعتماد على نص شعري للشاعر محمد الحسن سالم حميد ، و تم تلحين النص الشعري في عمل غنائي جماعي ليضيف دلالة اعمق..بيد أن الموتيفة في الكولاج ، تطرقت بصورة غير مباشرة ، مخاتلة ، و مواربة لتفسير ظاهرة موت قاسم امين ، لأن النص الشعري/الغنائي قد حسم الأمر بان قاسم امين لم يمت موتا طبيعيا و انما تم اغتياله (تصفية جسدية سياسية) ، و حدد النص الشعري من هم قتلة قاسم امين ، و لكن تظل تلك الجزئية هي رأي شبه رسمي و سياسي ، لأن في المقابل هناك أراء اخري غير مشهورة تذهب الى ان قاسم امين فعلا تم قتله و لكن ليس القتلة هم كما تصورهم الصورة الرسمية..و هذا هو دأب التأريخ السوداني يحفل بالكثير من المسكوت عنه..!!
كولاج (هدير الإمتاع) حاول المفاضلة بين خيارين ، كأنما يريد أن يذهب الى ان خيار قتلة قاسم امين المقدم بصورة رسمية ليس هو السبب الأساسي في تصفية قاسم امين ، و انما اقترح الكولاج خيار اخر (الوشاية ورؤى الهزيمة) ، و هذه الصورة تتماشي مع الصورة غير المشهورة في الحديث عن هذا الحدث..و لكن الكولاج ليس معني بهذا التأريخ المعقد ، بقدر ما كان يسعى الى تأكيد صورة شعورية تتقاطع فيها اللحظة الحاضرة مع اللحظة الماضية ، و ذلك بتأكيد أن وقائع الحياة في مرات كثيرة تكرر تفاصيلها بصورة مملة..فماذا يعني استدعاء حدث موت قاسم امين؟ ماذا يعني استدعاء قاسم امين كرمز؟..ماهي دلالات هذا الرمز؟..هل لهذا الإستدعاء علاقة تأمليه في حال المؤسسة و قمعها للفرد؟ ماهي المؤسسة: تأريخية ، اخلاقية ، سياسية ، اقتصادية ، اجتماعية؟..
ذهب كولاج (هدير الإمتاع) في خيار أن التصفية أو القتل قد لايكون ماديا في بعض الأحيان ، و انما قد يصح القتل المعنوي (ما يعرف باغتيال الشخصية) ، و حدد الكولاج أن القتل قد يكون عن طريق الوشاية أو رؤي الهزيمة..و لكن ممن؟.. من يقتل من بالوشاية؟ ذكر الكولاج عبارة ( اقرب الأقربين) ، و هذه قد تثير حفيظة البعض ، و لتوضيح المعني ، فالقرب قد يكون قرب مكاني ، كان تكون اطراف تعيش في مدينة واحدة ، ولأن الكولاج حدد مسبقا أن الشكلة التي يعنيها كانت تتعلق بصراع أو اختلاف رؤى حول ثقافة حقوق الإنسان ، فلقد حدث ابتسار و تسويف لفكرة حقوق الإنسان بصورة تثير الغضب ، خصوصا ان كان البعض منا بلغ به الأمر أن ثقافة حقوق الإنسان وصلت مرحلة من الرسوخ في مشهد اليوم الى درجة يستغرب فيها بتجاوز المسلمات البديهية ، مثلا أن انتهاكات حقوق الإنسان لا يقبل السكوت عنها و اخفائها ، و هذا بالضرورة يعني الكشف عنها بكل شجاعة ، فما بالك بمن يأتي و يعلن على الملأ بانه ناشط حقوق انسان ،و يتحدث عن انتهاكات حقوق انسان و يعجز عن توصيف و تحديد تلك الإنتهاكات حتى يساهم الجميع في التصدي لها؟.. أليس مثل هذه الأمور تدخل في نطاق الوشاية (اقوال غير مسنودة باثبات و براهين)؟.. ألأ يعني هذا الأمر (رؤى الهزيمة) التي لا يريد أن يخرج منها البعض؟..
تغمص كولاج (هدير الإمتاع) لحظة انسانية نادرة ، قد تكون هي لحظة اليأس امام واقع مرير يصعب فيه فعل التغيير ، و اصبح في حالة تناص حواري مباشر مع قاسم امين ، و التناص هو جاء في شكل شكوى مريرة عن حال المدن التي اختارت النوم بدلا عن اداء دورها في الشهادة على اغتيال قاسم امين..و لتأكيد أن هذه المدن فعلا نائمة نوما عميقا ، فلقد ذكر الكولاج معلومة ذكرتها صحف الخرطوم (ام المدن النائمة طرا) و هي تتحدث عن بلوغ نسبة مرض الإيدز نسبة كبيرة للغاية في السودان. و هنا يحاول الكولاج أن يفتح طاقة التأويل..يا ترى ، ماهي الأمراض السائدة في زمن قاسم امين؟.. هل هي امراض بسبب المتعة أم امراض بسبب الجوع و الجهل و الفقر؟..هل الإيدز هو مرض الفقراء؟..هل الإيذز في افريقيا من صنع (خدم الرأسمال ، الساسة الأمريكان)؟ و لماذا التركيز على الإيدز وحده؟ الأ تشكل شرائح السليكون المستخدم في التكنولوجيا الحديثة (موبايلات ، كمبيوترات..الخ) خطر افدح من فيروس الإيدز؟..ثم ماذا عن بقايا الرصاص المستخدم في الحروب السودانية؟ ماذا عن الأسلحة المحرمة التي استخدمت ، ولازالت تستخدم ، في الحروب السودانية ، و التي قتلت الملايين من البشر؟.. و استمرت حالة التناص الحوارية مع الليجند العمالي السوداني قاسم امين ، بان تحول الأمر الى نقل اخبار احداث لم يحضرها قاسم امين ( في شهادة مقتضبة للدكتور صدقي كبلو ، ذكر انه كان في المعتقل في معية قاسم امين ، و ان قاسم كان يسأله دوما عن اخبار العالم ، و عادة قاسم في تتبع اخبار العالم)..مثل انقسام السودان الى دولتين ، و حال الإنقسام الداخلي في كل من الدولتين ..و تأكيد صيرورة عملية الإغتيال التي لم تتوقف فقط في حادثة قاسم امين ..و هنا عاد الكولاج الى التماهي مع الرواية الرسمية التي وردت في النص الشعري للشاعر السوداني محمد الحسن سالم حميد..!!
اكد الكولاج ، في نهاية هذه الموتيفة ، بان الضحايا اسمهم قاسم امين ، لأنهم يقاتلون غول متحرك الملامح و التقاسيم ، مع انه ثابت النتائج و التصويب..فياترى هل سيحدث الإنتصار؟؟!!!!
كبر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هدير الإمتاع : او ماذا تفعل و انت خارج من شكلة ، سلاما في الخالدين ماديبا...!!!! (Re: Kabar)
|
Quote: العنصر الخامس: استدعاء الليجند العمالي قاسم امين
و هل فعلا كتلت ، الناس القصٌر ، الناس المأفونين ،، الناس الباله مغطي ، الساسة المبيوعين ، خد م الرأسمال ، سيدنا طيب الذكر قاسم امين؟.. ام قتلته الوشاية ، ورؤى الهزيمة ، التي لا تأتي من عدو يليق بالمواجهة ، و انما من اقرب الأقربين ، أو كما نظن؟.. لاني سميت المدن النايمة ، وكتين نسبة الإيدز في اوساط شباب الخرطوم وصلت 83% يا قاسم يا امين..!!.. و انت قايل شنو يا قاسم امين ، السودان ، بعدك ، انقسم لي دولتين ، و نحن بقينا ناس شمال السودان ، برضك منقسمين.. ياخي انت قايل الناس القصر ديل وقفوا على كتلتك و بس؟.. ياخي ديل ياما كتلو بعد خلق اسكت ساكت خليها.. كتلوك و كانو قاصدين فيك ناس تانيين يا عمك يا قاسم امين..!! عني ، الناس المكتولين ، سميتهم قاسم امين..!!!
قبل شرح المعاني الواردة في هذه الموتيفة ، وهي جزئية مختلفة العناصر و لكنها وضعت كجزء من المشهد العام في كولاج (هدير الإمتاع) تجدر الإشارة الى ملاحظة مهمة حول استخدام الحروف في اللغة العربية ، و منها حرف (الواو) الذي يتكرر ذكره كثيرا سابقا لجملة أو كلام. فالحروف في اللغة العربية هي حروف مباني (حروف الهجاء) و حروف معاني تعطي الكلام معنى أو معنى مستقل للحرف لا يكون المعنى النهائي مكتملا الإ باستصحاب معنى الحرف المعني. و لحرف الواو استخدامات عديدة في اللغة العربية نختار منها (واو المعية) و التي توظف للربط بين بين اثنين أو طرفين ، وواو الإستئناف و التي تسبق الجملة و تربط بينها و بين جملة اخرى تختلف عنها في المعنى. و الإستئناف (نحو و صرف) يعني الإستمرار أو الصيرورة ، و في هذه الحالة يكون مسبوقا بواو تسمى واو الإستئناف. و استخدام الواو في هذا الكولاج ، يلاحظ انها دوما تأتي في وظيفة استئناف أو مواصلة الكلام مع سابقه ، و من ناحية بصرية يأتي استخدام حرف واو الإستئناف كمادة اللصق (كالصمغ مثلا) التي تستخدم في اعمال الكولاج لتربط بين العناصر المتفرقة التي يختارها صاحب الكولاج ليعبر بها عن رؤية محددة للأشياء..!!
في هذه الجزئية ، بدأ الكولاج بحرف واو الإستئناف ، و لكن نبرة النص جاءت في شكل تساؤل حول واقعة محددة تم استدعائها من الذاكرة الثقافية السياسية السودانية، و هي واقعة موت قائد عمالي سوداني مشهور هو قاسم امين. و لأن الكولاج يعتمد على انتاج الأخرين في اغلب مناحيه ، فلقد تم الإعتماد على نص شعري للشاعر محمد الحسن سالم حميد ، و تم تلحين النص الشعري في عمل غنائي جماعي ليضيف دلالة اعمق..بيد أن الموتيفة في الكولاج ، تطرقت بصورة غير مباشرة ، مخاتلة ، و مواربة لتفسير ظاهرة موت قاسم امين ، لأن النص الشعري/الغنائي قد حسم الأمر بان قاسم امين لم يمت موتا طبيعيا و انما تم اغتياله (تصفية جسدية سياسية) ، و حدد النص الشعري من هم قتلة قاسم امين ، و لكن تظل تلك الجزئية هي رأي شبه رسمي و سياسي ، لأن في المقابل هناك أراء اخري غير مشهورة تذهب الى ان قاسم امين فعلا تم قتله و لكن ليس القتلة هم كما تصورهم الصورة الرسمية..و هذا هو دأب التأريخ السوداني يحفل بالكثير من المسكوت عنه..!!
كولاج (هدير الإمتاع) حاول المفاضلة بين خيارين ، كأنما يريد أن يذهب الى ان خيار قتلة قاسم امين المقدم بصورة رسمية ليس هو السبب الأساسي في تصفية قاسم امين ، و انما اقترح الكولاج خيار اخر (الوشاية ورؤى الهزيمة) ، و هذه الصورة تتماشي مع الصورة غير المشهورة في الحديث عن هذا الحدث..و لكن الكولاج ليس معني بهذا التأريخ المعقد ، بقدر ما كان يسعى الى تأكيد صورة شعورية تتقاطع فيها اللحظة الحاضرة مع اللحظة الماضية ، و ذلك بتأكيد أن وقائع الحياة في مرات كثيرة تكرر تفاصيلها بصورة مملة..فماذا يعني استدعاء حدث موت قاسم امين؟ ماذا يعني استدعاء قاسم امين كرمز؟..ماهي دلالات هذا الرمز؟..هل لهذا الإستدعاء علاقة تأمليه في حال المؤسسة و قمعها للفرد؟ ماهي المؤسسة: تأريخية ، اخلاقية ، سياسية ، اقتصادية ، اجتماعية؟..
ذهب كولاج (هدير الإمتاع) في خيار أن التصفية أو القتل قد لايكون ماديا في بعض الأحيان ، و انما قد يصح القتل المعنوي (ما يعرف باغتيال الشخصية) ، و حدد الكولاج أن القتل قد يكون عن طريق الوشاية أو رؤي الهزيمة..و لكن ممن؟.. من يقتل من بالوشاية؟ ذكر الكولاج عبارة ( اقرب الأقربين) ، و هذه قد تثير حفيظة البعض ، و لتوضيح المعني ، فالقرب قد يكون قرب مكاني ، كان تكون اطراف تعيش في مدينة واحدة ، ولأن الكولاج حدد مسبقا أن الشكلة التي يعنيها كانت تتعلق بصراع أو اختلاف رؤى حول ثقافة حقوق الإنسان ، فلقد حدث ابتسار و تسويف لفكرة حقوق الإنسان بصورة تثير الغضب ، خصوصا ان كان البعض منا بلغ به الأمر أن ثقافة حقوق الإنسان وصلت مرحلة من الرسوخ في مشهد اليوم الى درجة يستغرب فيها بتجاوز المسلمات البديهية ، مثلا أن انتهاكات حقوق الإنسان لا يقبل السكوت عنها و اخفائها ، و هذا بالضرورة يعني الكشف عنها بكل شجاعة ، فما بالك بمن يأتي و يعلن على الملأ بانه ناشط حقوق انسان ،و يتحدث عن انتهاكات حقوق انسان و يعجز عن توصيف و تحديد تلك الإنتهاكات حتى يساهم الجميع في التصدي لها؟.. أليس مثل هذه الأمور تدخل في نطاق الوشاية (اقوال غير مسنودة باثبات و براهين)؟.. ألأ يعني هذا الأمر (رؤى الهزيمة) التي لا يريد أن يخرج منها البعض؟..
تغمص كولاج (هدير الإمتاع) لحظة انسانية نادرة ، قد تكون هي لحظة اليأس امام واقع مرير يصعب فيه فعل التغيير ، و اصبح في حالة تناص حواري مباشر مع قاسم امين ، و التناص هو جاء في شكل شكوى مريرة عن حال المدن التي اختارت النوم بدلا عن اداء دورها في الشهادة على اغتيال قاسم امين..و لتأكيد أن هذه المدن فعلا نائمة نوما عميقا ، فلقد ذكر الكولاج معلومة ذكرتها صحف الخرطوم (ام المدن النائمة طرا) و هي تتحدث عن بلوغ نسبة مرض الإيدز نسبة كبيرة للغاية في السودان. و هنا يحاول الكولاج أن يفتح طاقة التأويل..يا ترى ، ماهي الأمراض السائدة في زمن قاسم امين؟.. هل هي امراض بسبب المتعة أم امراض بسبب الجوع و الجهل و الفقر؟..هل الإيدز هو مرض الفقراء؟..هل الإيذز في افريقيا من صنع (خدم الرأسمال ، الساسة الأمريكان)؟ و لماذا التركيز على الإيدز وحده؟ الأ تشكل شرائح السليكون المستخدم في التكنولوجيا الحديثة (موبايلات ، كمبيوترات..الخ) خطر افدح من فيروس الإيدز؟..ثم ماذا عن بقايا الرصاص المستخدم في الحروب السودانية؟ ماذا عن الأسلحة المحرمة التي استخدمت ، ولازالت تستخدم ، في الحروب السودانية ، و التي قتلت الملايين من البشر؟.. و استمرت حالة التناص الحوارية مع الليجند العمالي السوداني قاسم امين ، بان تحول الأمر الى نقل اخبار احداث لم يحضرها قاسم امين ( في شهادة مقتضبة للدكتور صدقي كبلو ، ذكر انه كان في المعتقل في معية قاسم امين ، و ان قاسم كان يسأله دوما عن اخبار العالم ، و عادة قاسم في تتبع اخبار العالم)..مثل انقسام السودان الى دولتين ، و حال الإنقسام الداخلي في كل من الدولتين ..و تأكيد صيرورة عملية الإغتيال التي لم تتوقف فقط في حادثة قاسم امين ..و هنا عاد الكولاج الى التماهي مع الرواية الرسمية التي وردت في النص الشعري للشاعر السوداني محمد الحسن سالم حميد..!!
اكد الكولاج ، في نهاية هذه الموتيفة ، بان الضحايا اسمهم قاسم امين ، لأنهم يقاتلون غول متحرك الملامح و التقاسيم ، مع انه ثابت النتائج و التصويب..فياترى هل سيحدث الإنتصار؟؟!!!!
كبر |
عشان الناس تكون ملمة بتفاصيل الشكلة.. هل الوضع في كندا عموما وكالقري خصوصا بحاجة لاضراب عن الطعام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هدير الإمتاع : او ماذا تفعل و انت خارج من شكلة ، سلاما في الخالدين ماديبا...!!!! (Re: Kabar)
|
العنصر السادس: (الحال) أو درجة الهزيمة الإنسانية
و انت خارج من شكلة ، لا تفكر في الهزيمة أو الإنتصار ، و انما ينتابك شعور اشبه بشعورك حينما تخرج من بيت الشكش.، خروج في اول امره يجعلك تحس بانك افرغت شحنة الجسد فحدث لك الخلاص المؤقت وتحقيق انتصار الفحولة جواك ، و لكن حينما تمضي خطوة خطوتين ، تكتشف الفجيعة ، و يطاردك الإحساس بالذنب ، ليس لأنك ارتكبت خطيئة يعاقبك عليها الرب و الصالح من عباده بالتريقة و الإستهزاء و التحقير ، و لكن تكتشف أنك انت و التي ضاجعتها في بيت الشكش لا تختلفان : كليكما مهزوم مأزوم ، هي اصدق منك لأنها تتسلي في تناسي هزيمتها الكبرى ببيع جسدها للعابرين القاصرين الضالين من دروب مراقي الوعي الخلاق ، و انت بين بين ، بين انك في فجيعتك في أن تبيع جسدك في تبادلية مؤقتة خالصة ، و انت تظن أنك تحقق انتصارا ما ، انتصار ضد سلطة وعي الفاشست و اخلاق الفاشست و اعمال الفاشست التي تجعل منك مجرد ظل ممحوق.. و بين الإحساس بتدمير الذات في فعل لا يستاهل..!! و لكن..!!
و ان كان الكولاج بطبعه فن بصري يهتم بالعناصر المادية في حقله الخاص ، فان كولاج (هدير الإمتاع) كما ظللنا نكرر باستمرار في تفسير هذا الكولاج ، قد اعتمد توظيف بعض العناصر المعنوية ، و منها هذه الموتيفة التي تشكل تجسيد لحال معنوية اكثر من عنصر مادي ، و هي حال الهزيمة..!!
اختار كولاج (هدير الإمتاع) عناصر و مفردات هذه الموتيفة بدقة ، و هو يستبطن حواشي كثيرة منها نظرية التحليلي الفاعلي للمفكر السوداني الشيخ محمد الشيخ ، خصوصا في جزئيتها التي تتحدث عن ادوات بنية الوعي التناسلي في التفكير ، و كذا كان الكولاج يستبطن مقولات دكتور مصطفى حجازي في كتابه المعروف (التخلف الإجتماعي: مدخل الى سيكولوجية الإنسان المقهور) ، خصوصا في جزئية النقص و العيب و الجرح النرجسي .. و بالرغم من كذلك ، و من وعي كولاج هدير الإمتاع بهذه الأدوات ، الإ انه تجرأ في استخدام هذه المفردات ، و التي قد يتبادر معناها الأولي بانها تسويق رخيص للجنس و الدعارة.. فهنا لا حديث عن الجنس و الدعارة ، و انما تصوير دقيق لحال تنتاب الذات البشرية في لحظة من لحظات منعطفاتها الكثيرة..!! قرر كولاج هدير الإمتاع ، المفاضلة ، و ان شئت توضيح حال الإنسان حينما يكون خارج من شكلة..و لأن الشكلة ، كما ذكرنا سابقا هي عبارة عن نزاع و أن النزاع عادة يحكم بنتيجة محددة هازم أو مهزوم (طبعا منجزات الفلسفة في نورث امريكا توصلت الى خيار ثالث لا مجال الى ذكره هنا) ، فكانت المفاضلة ليست بين هزيمة و انتصار ، و انما توصيف الهزيمة بمعنى اكثر عمقا ، و هو حال الخروج من بيت الشكش*..و حتى تحدث المقاربة الدقيقة ، فان الكولاج عمد الى اثارة الأسئلة و فتح باب التأؤيل الواسع..فكيف يكون انتصار الققراء على بعضهم البعض؟ .. لماذا يخوض الفقراء معارك ضد بعضهم البعض؟..متى يشعر الفقراء بان انتصارهم لا يخرج من دائرة الإحساس بالذنب؟ ولماذا الإحساس بالذنب؟..و هل انتصار الفقراء على بعضهم البعض يشكل انتصارا على السلطة(تحديدا سلطة الفاشست التي تعتمد على علاقات هيمنة اساسها التفوق و النقاء العرقي أو الديني أو الثقافي حتى)؟..
*بالرغم من وجود ظاهرة الشكش (الدعارة) في الثقافة السودانية ، الإ انه تندر الدراسات السيكولوجية و الثقافية و السيوسيولوجية التي تدرس هذه الظاهرة الإجتماعية القديمة بقدم المجتمع البشري في وجوده
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هدير الإمتاع : او ماذا تفعل و انت خارج من شكلة ، سلاما في الخالدين ماديبا...!!!! (Re: Kabar)
|
العنصر السابع: التداعي الصوفي ، و استدعاء رموز القارة الأفريقية
و انت خارج من شكلة ، ياتيك بغتة ، خبر رحيل القطب الأخير في السيدة العظمى افريقيا ، فتلك ، يأتي اقطابها لماما ، كانما هم مهدي منتظر كما تحدثك اخبار ميثولوجيا الدين الإسلامي الشيعي ، ياتي نكروما حزينا متفاءلا يبشر بوحدة قارة اسمها افريقيا ، و تطارده الشمارات و السخرية ، ثم يرحل ، و بعد عشرات السنين تعرف القارة الأفريقية ما يتحدث عنه نكروما ، و تحاول خجلا ان تفعل ما كان يحلم به نكروما ن فتكون منظمة الوحدة الأفريقية ثم الإتحاد الأفريقي ، ذاك الذي يحمى القتلة و السفلة دون ان يرمش له جفن ، ثم يأتي جمال عبد الناصر ، و يتحدث وويتحدث ، ثم يمضى دون ان يفهم ناس القارة الأفريقية ماذا يقول ، ثم يأتي ماديبا ، صبورا ، ثاقب الحكمة و يضع يده على يد الفاشست فداءا لأمة تستحق البقاء و الحياة بكرامة ، يفديها تنازلا عن ضيق الذات ، فتكون امة تفرض وجودها بين الأمم ، بعض بالترغيب ، و بعض بالترهيب ، و بعض بالإقناع ، ثم يمضي و تكون شارته توحد العالم حزنا عليه وعلى رحيله ، ثم ياتي جون قرنق ، يحلم حلم يسع افريقيا كلها و يجدد فيها الذات التي علاها الصدأ ، و قبل أن يتوهط..قبل أن يتوهط تظهر سطوة الناس القصر ، النأس المأفونين ، فيذهب مكتولا.. لتعوس الناس القصر ، الناس المأفونين ، و الفاشست المبيوعيين ، فسادا في قطر يظنه كل ألأقارقة بمثابة ألأخ الأكبر ، الأخ القدوة ، فيختار ، بطوع ارادته ، أن يكون في الظل ، و هو منشطر بين ثنيات وعي الهوية ، لا عارف روحو عربي ولا عارف روحو افريقي ،و ما عرف قيمة قدره ، و لن يعرف.. ، و نحن يا الله هوي ، ما عادت لنا قدرة أن نوريهو قدر نفسو.. فليذهب الى الجحيم.. اشمعنا نحن نمشي الجحيم ، و السودان لأ..؟؟!!
معروف ان التشبيه في اللغة ، عادة يأتي من البيئة المحيطة ، سواءا كانت بيئة مادية أو معنوية ، و يكون انعكاس لتجربة المنتج للتشبيه ، وفي هذه الناحية الكولاج كفن بصري يعمل في نفس السياق ، حيث يلتقط عناصر بيئية موجودة و يقوم بتوظيفها في حقل محدد للإستفادة منها في توصيل معني أو دلالة بعينها ، تكون ذات ارتباط بجميع الحقل . استصحابا لهذه النظرة فان كولاج هدير الأمتاع في هذه الموتيفة عمد الى التناص مع الفكر الصوفي ، و الصوفية معروف انها موجودة في جميع الأديان و بصور مختلفة و اشارات مختلفة لكنها تتسق في جوهر الفكرة العامة . و هنا اختار كولاج هدير الإمتاع التقاطع مع الفكر الصوفي الإسلامي في اختيار بعض من رموزه و معانية..فحينما يبدأ الكولاج بعبارة (رحيل قطبها الأخير) ، فهنا قد تثور الأسئلة في ذهن المتلقي أو المتأمل .. يا ترى ماذا يعني قطب؟.. من اين جاءت فكرة القطب؟..و ماهي اهميتها المركزية في سيرورة الكولاج في هذه الجزئية؟ و هل هناك اتساق في استلاف هذا المفهوم ، مفهوم القطب؟..
في الفلسفة الصوفية الإسلامية ، يقسم اهل الصوفية مراتب الولاية الى درجات بعينها و هي درجة الغوث ، و يقولون انه اكبر الأولياء وهو واحد ، يأتي بعده الأوتاد الأربعة و يقسمون بتقسيم الإتجاهات الأربعة (شمال ، جنوب ، شرق ، غرب) أو اركان الدنيا الأربعة (طبعا الصوفية تعتقد أن شكل الوجود رباعي..!!)..و بعدهم يأتي الأقطاب و عددهم سبعة بعدد قارات العالم المعروفة ، كل في قارة ، ثم الأبدال و يقال انهم اربعون ، و بعدهم النجباء و يقال انهم ثلاثمائة..!!
وفقا لتلك المنظومة ، منظومة مراتب الولاية في الفلسفة الصوفية الإسلامية ، فان القطب يكون في القارة الواحدة من قارات العالم ، و معروف ان افريقيا هي قارة من قارات العالم..و في هذه الجزئية توفق كولاج هدير الإمتاع بصياغة تشبيه يتسق تماما مع الصورة التي يريد أن يخلقها في ذهن المتلقي..بيد أن الأمر لم يقف في مسالة القطب ، و انما قام الكولاج بتقديم معلومة اخرى لشرح الصورة أو تعميقها بان اقطاب افريقيا يأتون لماما في مراحل متقطعة مثلما هي فكرة المهدي المنتظر ، و هذه ايضا فكرة دينية مستلفة من الفكر الإسلامي ، حيث تقوم فكرة المهدي المنتظر بظهور فرد مسلم على فترات متقطعة ليهتم بامر اقامة العدل في الأرض ، لذلك استبطن كولاج هدير الإمتاع هذه الفكرة و عدد بعض من اقطاب افريقيا الذين جاؤا لماما و هوم يسعون لإقامة العدل في القارة الأفريقية ، و العدل هنا قد يشمل التنمية و التطور و الديموقراطية و قيم حقوق الإنسان و الحرية و التقدم. و في تعداد اقطاب افريقيا ، كما يراها منجز كولاج هدير اللحظة ، ذكرت اسماء بعينها : نكروما ، جمال عبد الناصر ، نليسون مانديلا ، جون قرنق و تماس سانكرا (الفيديو كليب/الفا بلوندي) ..و لأن الكولاج جاء في لحظة منعطف تأريخي صادف رحيل مانديلا ، فكان يسعى لإستثارة بعض التأريخ ، و معروف أن الإنسان لا يتقدم ولا يحقق وجوده الإ بدراسة تأريخه و تجديد منظومة القيم و الجمال في دواخله حتى يتسنى له الإستمرار في الحياة ، الإستمرار بمعني حقيقي ، و ليس مجرد الوجود كعنصر لإتمام العدد. فحينما يأتي ذكر اسم كوامي نكروما.. ماذا يعني هذا الذكر؟.. من هو نكروما؟ من أي اقطار افريقيا؟.. متى عاش و متى مات؟.. ماهي احلام نكروما؟.. و هل بلد نكروما اليوم تختلف عن بلدان القارة الأفريقية؟..
الدكتور كوامي نكروما ، من بلد كان يسمى ساحل الذهب ، و اليوم يسمى غانا ، و هي واحدة من البلدان الأفريقية التي لها تجارب في الحكم الديموقراطي و التداول السلمي للسلطة و احترام حقوق الإنسان ، و نكروما هو اول رئيس لغانا و كان ذو ميول يسارية ، حتى البعض كان يسميه لينين افريقيا . سقطت سلطة نكروما عن طريق انقلاب عسكري ، و هو كان في زيارة خارجية ، و لم يعد الى غانا ، بل اختار منفاه في دولة مجاورة و هي دولة غينيا ، الى توفي وحيدا مشردا عن بلده ، و هو الذي ابتدر مشروع نهضة غانا و اقام بعض المشاريع التنموية التي اصبحت عماد البنية التحتية في غانا و حتى يومنا هذا. بيد أن احلام نكروما لم تكن ضيقة تتعلق فقط ببلده غانا ، و انما كانت احلامه تسع جميع اقطار قارة افريقيا ، و قد كتب كتاب مهم عنوانه ( افريقيا ، يجب أن تتوحد) ، و كانت فكرته أن افريقيا بكل امكانياتها و مصادر ثروتها و تجاربها المريرة مع المستعمر ، لن تقوم لها قائمة استقلال مالم تتوحد اقطارها في منظومة واحدة تشكل سندا لبعضها البعض . هذه الفكرة خرجت منها فكرة تكوين منظمة الوحدة الأفريقية ، و كان اول اجتماع بصدد انشاء تلك المنظمة أن عقد في غانا في ابريل 1958 ، بعد سنة من استقلال غانا ، و اعلن عن انشاء المنظمة في اديس ابابا في مايو 1963.نفس الفكرة التي كانت يتهجس بها نكروما ، تم تطبيقها بصورة افضل و بعد ثلاثين سنة في تجربة الإتحاد الأوربي. كانت قيم نكروما ، التنمية و التقدم و الوحدة الأفريقية ، و حينما يذكر كولاج هدير الإمتاع اسم نكروما ، فهو يسعى لفتح طاقة التأؤيل و التأمل في مثل هذه القيم..
تحولت منظمة الوحدة الأفريقية لاحقا الى منظمة الإتحاد الأفريقي ،و قد ذكر كولاج هدير الإمتاع راي احتجاجي لوصف هذا الإتحاد ، الذي فارق قيم عراب الوحدة الأفريقية كوامي نكروما ، فاصبح الإتحاد يحمي القتلة و السفلة..و هذا التشبيه لم يأتي اعتباطا أو خبط عشواء كما يتبادر للذهن في اول امره ، و انما هو صورة اكثر عمقا و تحتاج بعض التدبر الحصيف. في اكتوبر 2013 ، انعقدت قمة الإتحاد الأفريقي في اديس ابابا و من اجندتها الأساسية الإنسحاب من المحكمة الجنائية الدولية ، و ذلك بدعوى أن هذه المحكمة ، كمؤسسة دولية ، اصبحت تمارس عنصرية و تسعى لملاحقة الرؤوساء الأفارقة بصورة واضحة. فكرة القمة الأفريقية تلك ، هي ان توفر حماية لبعض القادة الأفارقة (رئيس كينا اهورو كنياتا و رئيس السودان عمر البشير ، و كليهما مطالب للمحكمة الجنائية الدولية في الإتهام بارتكاب جرائم في بلديهما و ضد شعوبهما)..فهل قيم الوحدة الأفريقية التي كان ينادي بها نكروما ، هل من ضمن تلك القيم التستر على من اتهم بارتكاب جرائم كبيرة مثل الإبادة العرقية أو الجرائم ضد الإنسانية؟..أم ان قيم نكروما كانت تنادي بان ينهض الإنسان الأفريقي و يؤدي دوره الحضاري في المشهد البشري؟..
نفس القيم التي كان ينادي بها نكروما ، جاءت عبر صوت اخر و هو صوت جمال عبد الناصر الرئيس المصري الأسبق. و كان ناصر يعمل لأجل وحدة في محيط قريب من افريقيا ، و هي فكرة الوحدة العربية ، و التي طبقها في نموذج الجمهورية العربية المتحدة (مصر و سوريا) ، و كانت الفكرة خلق ارضية مشتركة و صلبة ينهض بها بعض من اهل العالم الثالث من كبوة التخلف التنموي و الحضاري حتى..و الفرضية كانت تذهب الى ان وحدة دول شمال افريقيا قد تكون مدخل تضامن للوحدة العربية و الأفريقية ، و كلها اقطار لها مصادر ثروات كبيرة للغاية و تؤثر كثيرا في اقتصاد العالم..
و ان كان نكروما و ناصر يعتمدان على الخطاب الصارخ من اجل انزال قيم الوحدة ، فان نيلسون مانديلا ، اعتمد نهج مغاير ، و هو نهج النضال السلمي الصبور ،و شيوع قيم التسامح و السلام ، و هذه هي القيم التي سوف يتذكرها العالم كثيرا عن ماديبا. يعرف كثيرا من دارسي ثقافة حقوق الإنسان ، ان واحدة من الإنتهاكات التي اصبحت جزء من دراسة تاريخ حقوق الإنسان ، هي سياسة التمييز العنصري التي كانت مطبقة كسياسة دولة في جنوب افريقيا ، و هذه السياسة تم محوها ليس عن طريق البندقية ، و انما عن طريق نضال سلمي صبور. انتهى هذا النضال بالحقيقة و المكاشفة و المصالحة ، و هي عملية كبيرة و معقدة خاضها نيلسون مانديلا ، الى ان انتهي به الأمر بان يضع يده مع يد اهل التمييز العنصري ، و هم فاشست بمعنى الكلمة..و كولاج هدير الإمتاع ، يفسر هذه اللحظة الكبيرة بانها لحظة فداء اختارها مانديلا ، فهو لم يهتم كثيرا باموره الشخصية و ضرورة الإنتقام من جلاد عاتي ، و انما اختار لحظة سلام حقيقية لتنهض جنوب افريقيا من سباتها العميق. و لقد نجحت الفكرة .. فالكولاج يريد أن يفتح طاقة الأسئلة و التأؤيل: ماذا يعني ذكر مانديلا و جنوب افريقيا؟ هل جنوب افريقيا اليوم متميزة على مستوى القارة و العالم؟..و يا ترى لولا قيم مانديلا و شخصيته الفذة ، هل كانت جنوب افريقيا ستكون شيئا مذكورا بين الأمم؟..يا ترى لماذا توحد العالم حزنا على رحيل مانديلا؟..
تقاطع الكولاج مع ذكر دكتور جون قرنق ، و هو ليس مثل المذكورين الأخرين (نكروما ، ناصر ، مانديلا) لأنه لم يجد متسع من الوقت ليساهم في انزال رؤاه على ارض الواقع ، و ذهب سريعا بعد حدوث اتفاقية السلام السودانية 2005. في فترة سطوعه القصيرة ، كانت افكار جون قرنق تتجه في نفس اتجاه نكروما و ناصر ، انزال قيم الوحدة الأفريقية كواقع ، و الرجل كان كثير من اهل القارة ينظرون اليه بهذه الطريقة. و لقد مات جون قرنق بصورة غامضة ، ولكن ماذا حدث بعد ذلك؟..انقسم السودان ، و هو قطر لا يعلم اهله قيمته الحقيقية بين الأمم ، و اصبح دولتين متناحرتين . و الفاسشت ، الناس القصر ، ليسوا هم طائفة يقتصر وجودها على السودان فقط (كما يتصور البعض من قصار النظر) و انما هي فكرة اخطبوط كبير للغاية ، تشمل صراع القوى الدولية الشرس و المطامع في الثروات الأفريقية ، و هؤلاء الفاشست يعملون بطريقة غريبة للغاية ، كثيرا ما تكون لهم مخالب قط من اهل القارة و تمرر مخططاتهم.. هذه التصاوير و التقاسيم هي التي حاول كولاج هدير الإمتاع باثارتها ، ليس من باب المتعة أو الفرجة العابرة ، و انما من باب فتح التأمل في القيم و الرموز..و اليوم لو قدر لنكروما العودة الى ارض الواقع ، مؤكد سيندهش كثيرا ، كيف تكون هناك الإنقسامات في الدول الأفريقية ، و هو الذي كان ينادي بان تكون افريقيا كلها دولة واحدة متماسكة؟.. قرر كولاج هدير الإمتاع ، تعريف للمشكل السوداني ، فلقد ذكر ان السودان كان بلد كبير (معنى وواقع) ، و لكنه اختار ان يكون صغيرا في الظل ، و سبب هذا أن الكولاج يرى أن السودان و اهله منشغولون بامور الهوية و اشتراط تحديدها قبول الخوض في شوط النهضة ، و ان الصراع السوداني يتم تصويره بصورة مشوهة للغاية بانه صراع من اجل حسم امر الهوية ، ما درى اهل السودان أن احداث النهضة الحقيقية لا يحتاج الى الفصل في امر الهوية ، فهناك دول كثيرة فصلت امر هويتها و لم تخرج من تخلفها ، و ان هناك دول كثيرة حسمت هويتها الدينية و لم تخرج من تخلفها ، فالأمر لا يحتاج الى هذا الإنشطار في الوعي ، بقدر ما يحتاج تصورات اخرى اكثر عملية و اكثر افادة للناس و المجتمع و تخدم قضايا التنمية و التطور و بناء القيم التي تدعم حياة الإنسان لا موته..!!
بني كوامي نكروما دولة غانا و لم يحتاج الى احداث جرائم الإبادة العرقية ، بنى عبد الناصر بداية نهضة مصر و لم يحتاج الى احداث جرائم الإبادة العرقية ، و بنى نيلسون مانديلا اساس نهضة جنوب افريقيا ، و لم يحتاج الى احداث جرائم الإبادة العرقية..فلماذا السودان؟.. استصحب كولاج هدير الإمتاع ، في نهاية هذه الموتيفة ، لحظة يأس فاحشة وواضحة ، حيث بدأ الصراخ بان هذا البلد لا يريد ، هو أو اهله ، ان يعرف قدر نفسه كقيمة حضارية ينتظر منها الكثير ، فلماذا الإنشغال بامره؟..و لكن هل هذا حل؟.. هل قيمة وجود الإنسان كفرد أن يحزن و يحزن و يحزن و يمضي؟.. أم أن الأمر يحتاج صبرا دؤبا في احداث التغيير؟..
و لتعميق هذه المعاني ، المعاني الأفريقية التي طرحت عبر رموز افريقيا ، استعان الكولاج بفيديو كليب للمغني الفا بلوندي ( من ساحل العاج) و العمل الموسيقي بعنوان ( سانكرا). و سانكرا اسمه توماس سانكرا ، و كان رئيس دولة بوركينا فاسو ، و هو الذي غير اسمها من فولتا العليا الى بوركينا فاسو. قاد سانكرا نهضة حقيقية في بوركينا فاسو ، و كان نشطا في الأمم الأفريقية ، و مات في عملية اغتيال قادها الرئيس الحالي لبوركينا فاسو. كان سانكرا شهاب سطع بقوة ثم مضى ، و هو فقيرا ، حينما داهم العسكر منزله ، لم يجدوا سوى كوخ صغير بداخله دراجة و جيتار اكوسيتك ، مع العلم بان حجة القتلة أن الرجل كان فاسدا و نهب اموال الدولة..!!
طريقة اغتيال سانكرا ، توضح كيف يعمل غول الفاشست في القارة الأفريقية ، و مثل هذا الغول لا يرغب في وجود الأحرار واهل الإرادة القوية التي تنهض بالأمم الفقيرة..و حينما استعان كولاج هدير الإمتاع برمزية توماس سانكرا ، كعمل موسيقي متكامل ، فهو يذهب في اتجاه اثارة المعاني التي نعبر فوقها و نحن نمضي في هذه الحياة..!!
كبر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هدير الإمتاع : او ماذا تفعل و انت خارج من شكلة ، سلاما في الخالدين ماديبا...!!!! (Re: Kabar)
|
شكراً يا عزيزي كبر هذه الأغنية وأغني أخرى سمعتها في الثمانينات في شريط كاسيت اسمه sound of the Soweto كانت من الأغنيات الجبيبة للنفس وهي تظهر كيف ان جنوب إفريقيا بها ثقافة موسيقية متطورة وثقافة متطورة من جميع النواحي ولذا كان مانديلا والقس ديزموند توتو وجميع صحبه ممن قادوا نضال جنوب أفريق4يا بهذه الكيفية التي ادت لنتائج اذهلت العالم.كاريزما مانديلا تتجلى في ما توصل إليه من قناعات دولة قوس قزح والحقيقة التعافي إلى آخر الحكم التي ابتدرها هو وزملاؤه.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هدير الإمتاع : او ماذا تفعل و انت خارج من شكلة ، سلاما في الخالدين ماديبا...!!!! (Re: Kabar)
|
العنصر التاسع: استدعاء معرض حسن موسى ، و التواصل مع لوحة الذال في ابجدية شهرزاد
(1)
و انت خارج من شكلة ، ما يضيرك لو تفرجت في لوحات حسن موسى ، و هو زول شايلها تقيل خلاص مع ناس سودانيز اونلاين..و قاعد يسخر من منبرهم بانو مجرد كشاشة ساكت ، و في افضل الأحوال مجرد سوق ام دوّر ور..( حسن موسى عارفها ، و يا عبد الماجد اشرح عشان خاطر الحناكيش يا عم..!!)..و تشاشات ساكت ، مرة تبيع سراويل ، مرة تبيع شطة و سكر و شاي..!! و انت خارج من شكلة ، ما يضيرك لو تفرجت في تصاوير حسن موسى التي عرضها في لندن ، عاصمة اللنقتيرا على قول سيدي الخليفة التعايشي ، رضى الله عنه بالتقسيط..!!..
رأيتها ، يا حسن موسى ، تلك التي تسميها ذال ( و انا من اخر الأجيال التي تفرق بين الذال و الزين) شهرذاد ، رايتها نون .. أي و الله ، و انا استصحب جسد الأنثي المتماهي فخرا في تلك اللوحة البديعة ، و استحضر اخر خطابات الجندر و نضال النسوية ، كما تعرضت له تجربة اولاد و بنات عمي الأفريكان أمريكان ، و هم قطع شك ولاد و بنات عمتك ولا على كيفك ، رايتها نون نسوة مفتخرة بذاتها ووجودها ، بعكس الهلامية و الضعف الذي تخلقه بعض الثقافات ، بان المرة فاس و لو قطعت الراس ..!!
قلنا في تفسير العنصر الثاني ، عنصر الإهداء ، هذه العبارة:
(، بيد أن تحية أو الإهداء لحسن موسى ، يرتبط بفكرة اخرى يأتي تفسيرها في تطور تجربة كولاج (هدير الإمتاع) , سوف يتم تفسيرها بصورة اوضح في وقتها..)
و تحتم الضرورة للإشارة لهذه الفقرة ، ونحن نحاول تفسير العنصر التاسع من كولاج هدير الإمتاع ، و هذه الموتيفة ، بعدها اخريات ، سوف تتوقف كثيرا في تحاورية مع تجربة الفنان السوداني حسن موسى ، وكان من المحطات التي يحتاجها الإنسان المتأمل ، خصوصا لو خرج من ذات شكلة ، فما يضير التفرج في لوحات حسن موسى ؟.. مثل هذا الموقف هو احتفال خاص بمعرض الفنان حسن موسى المقام في العاصمة البريطانية لندن في الفترة ما بين 21 نوفمير الى غاية 21 ديسمبر 2013. و الفكرة المشار اليها في العبارة المقتبسة من تفسير العنصر الثاني ، عنصر الإهداء ، أن معرض حسن موسى في لندن ، قد يفهمه البعض مجرد معرض عادي لفنان تشكيلي يمكن أن يعرض اعماله في أي مكان أو زمان يختار ، و لكن ماذا يعني هذا للثقافة السودانية؟ هل يمكن استبطان تأؤيل اخر لا يصح الى في المكان المحدد (لندن )؟ و كيف تختلف لندن عن غيرها من المدن في رؤية المثقف السوداني؟..
احتفاء منجز الكولاج بمعرض الفنان السوداني حسن موسى ، يستبطن اشارة و لحظة ثقافية اشار اليها الطيب صالح في روايته المشهورة (موسم الهجرة الى الشمال) حيث ذهب بطل الرواية الى لندن (عاصمة الرأسمال/ الإستعمار/ الإمبرالية في زمانها السابق) و حاول ان يغزوها بطريقته الخاصة ، تلك الطريقة التي جعلته يصوغ منفستو التحرر ووسائله بان قال انه سوف يحرر العالم برأس ذكره. صحيح أن هذا التصور العدمي من مصطفى سعيد قد لا يحرر لو شبر ، و لكنه اصبح مدخل للتنظير و ابتداع النظريات التي تسعى لفهم و تفسير حال الكائن السودان ، خصوصا نظرية التحليل الفاعلي ، و نحتها لمفاهيم مثل بنية الوعي التناسلي ، بنية الوعي البرجوازي ، و بنية الوعي الخلاق ، و النظرية معروفة في اوساط المثقفين و المثقفات من اهل السودان. عملية غزو مصطفى سعيد تلك ، عقبتها عملية حقيقية و قادها حسن موسى بمعرضه المقام في لندن . صحيح قد لا يكون هو غزو بالمعنى الحرفي للغزو ، و لكنه مسالة رد اعتبار لثقافة قمينة بالوجود. و هذا هو المعنى الذي يريد ان يثيره كولاج هدير الإمتاع في هذه الموتيفة ، الإحتفالية الخاصة بمعرض الفنان حسن موسى ، و ان معرضه قد يكون اشارة اعمق ، و عمل على خلخلة علاقات الهيمنة ، بأن يعود الضحية ( شعب تم استعماره من قبل بواسطة بريطانيا بدعوى انه لا يملك مقومات حضارية و ثقافية و يحتاج الأخذ بيده) لتتساوى الكتوف و تتلاحق مع اهل الهيمنة. و مثل هذه الأمور ، هي باب من ابواب النضال السلمي في اثبات الذات الثقافية و الحضارية حتى..!!
عمد كولاج هدير الإمتاع ، بتوسل اللغة الدارجة ، اللغة الوسيمة و التي لا تخلو من فصاحة ، تم استخدام هذه اللغة و توظيفها في تكييف وضعية معينة ، و هي رؤية الفنان حسن موسى الى منبر مثل سودانيز اونلاين ، و قرر الكولا ج ان حسن موسى يمارس سخرية تجاه هذا المنبر و اهله ، ولكن يا ترى لماذا كل هذه السخرية؟..و هل هذه السخرية اوقفت المنبر و اهله؟..
نقل الكولاج بعض من الرموز الثقافية الشفاهية السائدة في بعض من ثقافات اهل السودان ، مثل (تشاشة ، كشاشة ، سوق ام دور ور..الخ)..و هي مفردات يحتاج البعض منا الإلمام بها ، ليس لأنها مفردات غنية و مهمة ، و انما هي عنوان لطريقة تكون الثقافات في السودان ، و معروف ان الثقافة تتكون عبر بنية اللغة ، و عبر هذه البنية يصوغ الإنسان رؤيته تجاه ذاته و تجاه الكون. و التشاشة و الكشاشة هي ما يعرف بدكاكين الفقراء ، او الطبالي كما يراها البعض في الأسواق الشعبية في السودان ، فهي مجرد حوافي في تخوم الرأسمال الحقيقي ، اما سوق ام دور ور فهو سوق مترحل يكثر تواجده في مجتمعات الرعاة في كردفان ، حيث يكون التاجر مترحلا و ظاعنا مع ظعينة الرحل و هو يعرض السلع التي يحتاجها اهل الظعينة من سكر و شاي و ملح و بصل.. و سخرية حسن موسى تتجلي بان سودانيز اونلاين يعمل بهذه الطريقة ، يعرض السلع و يمارس التجارة و اعمال السوق . و لكن السؤال: هل وجهة نظر حسن موسى تلك تمنع الناس من التفرج على لوحاته؟ أم ان الأمر سيكون بمثابة الإنتقام الشخصي الفردي ، طالما هو يرى فينا مثل تلك الرؤية فلماذا نهتم بفنه؟.. الخروج من الشكلة ، يفتح الباب امام خيارات الطمأنينة و التأمل ، و كانت تصاوير حسن موسى المعروضة في لندن ، هي واحدة من المحطات التي تستفز بؤر التأمل و تجعلها تصحو لتمارس حقها في الإندهاش ( و هذا امر صحي للنفس)..!! واحدة من لوحات الفنان حسن موسى في معرضه بلندن ، لوحة اسمها (حرف الذال في ابجدية شهرزاد)..و اللوحة عبارة عن حرف ذال كبير ، و لكن بالتدقيق فيها ستلاحظ جسدي انثوي بض ، انثى عارية ، كانها تجلس على حافة الهلال.
في معرض احتفائه الخاصة بلوحة الذال لحسن موسى ، ذكر منجز الكولاج واقعة عرضية ، و هي واقعة القدرة على التفريق بين الذال و الزين. و تلك حروف معروفة في الأبجدية العربية..و لكن أي تفريق يعنيه كولاج هدير الإمتاع؟ هل هو تفريق سطحي يهتم برسم الحرف أم هو ابعد من ذلك؟..و لماذا هذا البعد و العمق و ما هو دوره الوظيفي في كولاج هدير الإمتاع؟..
بعض اهل التصوف ، يرى أن الحروف ليس مجرد رسوم ، و انما لها روح ، و لكل حرف طبع معين ، و لكل حرف قيمة عددية معينة ، فالزين قيمتها سبعة و الذال قيمتها سبعمائة.. أليس هذا فرق جدير بالتأمل و الإستصحاب؟.. و الحروف لها طبائع ، تتمازج مع العناصر الأربعة ، فمنها طائفة من الحروف تسمى الحروف المائية ، و منها طائفة تسمى الحروف النارية ، و منها طائفة تسمى الحروف الترابية ، و منها طائفة تسمى الحروف الهوائية . و الفرق أن حرف الذال حرف ناري ، و حرف الزين حرف هوائي..!! و مثل هذه الفروق في طبائع الحروف لا تتوقف هناك ، و انما تمضى نحو معارف ابعد و اعمق ، معارف ترتبط بعلم الفلك و تأمل النجوم في سمواتها. و هذا الأمر له صلة عميقة بما يسمى بمنازل القمر* ، و هي تهتم بمعرفة المواقيت التي تحسب عبر حركة القمر ، و تلك حركة قد لا يفكر فيها الكثير من الناس. و حرف الزين ، يكون في المنزلة السابعة من منازل القمر ، تسمى منزلة الذراع ، و جرف الذال يكون في المنزلة الخامسة و العشرين و تسمى منزلة سعد الأخبية..!!
مثل تلك الفروق هي التي كان يستبطنها كولاج هدير الإمتاع ، و الغرض منها توظيفها في توسيع المدارك لتأمل لوحة فنية للفنان حسن موسى . و لقد ظن منجز الكولا ج أن الحرف الذي خطته ريشة حسن موسى ، انه حرف النون ، و هو حرف ترابي ، يكون في المنزلة الرابعة عشر من منازل القمر و تسمى السماك..و منجز كولاج هدير الإمتاع ، كان قد تبادر له في بادئ الأمر ان حرف الذال هو حرف النون ، و ان جسد الأنثى في اللوحة يذهب الي سياق نون النسوة ، و نون النسوة يقتضى الحديث عنها استصحاب ثقافة الجندر و منجزات الحركة النسوية في الفكر و الفلسفة ..و مثل تلك المنجزات كانت تسعى في اقصى غاياتها تحرر المرأة و ان تكون كائن كامل الإنسانية ، لفت الكولاج النظر الى تجربة الأفريكان امريكان ، خصوصا في مجال الموسيقى و الفيديوهات التي تحفل بوجود كبير للمرأة كراقصة فيها ، و هي منجزات تفعل ذلك بدعو أن هذا باب من باب تحقيق ذات الإنثي (طبعا رأينا الشخصي هذا تسليع لجسد المرأة ليس الإ..)..بيد أن كولاج هدير الإمتاع اجرى مقارنة ثقافية بين ثقافات تعامل المرأة كانسان كامل الحرية و الإرادة و يمكن ان ينجز التحقق الذاتي ، و بين ثقافات اخرى ترى في المرأة مجرد كائن من الدرجة الثانية و انه لا يمكن أن يحقق استقلالية و قوة و منعة مستقلة..!!
الفيديو المرفق في الكولاج كان للمغنية فاتماتو جوارا من جمهورية مالي و الأغنية الأولي هي المقصودة لذاتها و التي تتحدث عن عادة خفاض المرأة..!!!
كبر
* البوني (شمس المعارف الكبرى –ج1) (الفصل الثاني في الكسر و البسط و ترتيب الأعمال في الأوقات و الساعات). كتب البوني بالنسبة لنا كتب ثقافة و نصوص تأريخية اكثر من كونها كتب اعتقاد و عقيدة../كبر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هدير الإمتاع : او ماذا تفعل و انت خارج من شكلة ، سلاما في الخالدين ماديبا...!!!! (Re: Kabar)
|
العنصر التاسع: استدعاء معرض حسن موسى ، و التواصل مع لوحة الذال في ابجدية شهرزاد
(2)
بيد أني ، و انا الخارج من شكلة هايفة يا حسن موسى ، رأيت في تلك اللوحة قيم جندر و نسوية و حقوق انسان وانصاف للنصف الآخر من الوجود ، المرأة ، لأنو اصحابنا الأفريكان امريكان قاموا فحطوا بالقصة .. قصة عرض المرأة كجزء من المكون الوجودي في هذا الكوكب العجيب الذي ابتلاه الرب بفعائل الإنسان الخاسرة ، ولاد عمنا ، خصوصا الأفريكان امريكان ، فحطوا بحكاية المرأة ، خصوصا في ثقافات فرعية مثل مزيكا الهب الهوب و الراب و اشياء اخرى ، ويعرضوا ليك الزولة ، مش كانسان ، و انما كبضاعة مثلها مثل ساندوتش تشتريهو من ماكدونالد ولا بيرقر كننق ( خالد كودي، عليك الله جيب صورة الكاتبة ألفريكان امريكان أليس الكنت متصور معاها ذات يوم ، و هي التي كتبت قصة الفيلم البديع ، لون البنفسج.. ، قبل ان نعرف أو يكون لون البنفسج هو شارة قوم لوط من سحاقيات و لواطيين.. ، و الفيلم فيهو بنات ابا ويبي قليبرج و اوبرا ونيفيري ، وول ابا داني كلوفر ، الذي بلغ من العمر العتي أن يشهد اعتقاله من قبل الفاشست لأنو قال دارفور فيها ابادة عرقية..!!)..!!
في هذه الموتيفة من كولاج هدير الإمتاع ، تمت اضافة عنصر معنوى و هو عنصر التفاعل مع لوحة حسن موسى ، و مثل هذا التفاعل لم يكن بريئا و انما احتقب اقواله الخاصة في تفسير اللوحة ، و هذا بالطبع صحيح في الفنون البصرية ، فاللوحة هي رسالة الى متلقي و المتلقي عليه التقاط الرسالة و تفسير اشاراتها بالصورة التي تتمثل له من رؤية أو مشاهدة تلك اللوحة . و هذا المنحى اقرب الى مقولة (موت المؤلف ، و حياة القارئ) ، فهنا يخرج المبدع/المنجز من الصورة ، و تصبح اللوحة حقل مستقل يفتح باب الأسئلة و التأويل. و لكن لماذا تم رص منظومات متكاملة ، كقول النص (قيم: جندر و نسوية و حقوق انسان)؟..و كيف يتأتى الأمر بالنسبة للوحة معلقة على جدار ان تعكس كل هذه القيم؟..هل الأمر يتم خيالا من المتلقي ؟ أم أن امر التلقي في ذات نفسه يقوم على اشارات في اللوحة و كل منها يمكن أن يوظف لإحداث معنى معين و محدد؟..
استدعي حسن موسى في لوحته رمز اسطوري و هو شخصية شهرزاد المذكورة في حكايات الف ليلة و ليلة ، و شهرزاد رمز يمكن أن يحمل بعض من الدلالات ، و اهمها بالنسبة لمنجز كولاج هدير الإمتاع ، هي قيمة المقاومة ، فما فعلته شهرزاد حتى تنجو من الموت كان مقاومة سلمية استخدمت فيها العقل و الحيلة ، بمعنى اخر استخدمت شهرزاد طريق للمقاومة السلمية حتى حققت اغراضها ، و التي كانت تتمثل في الإستمرار في الوجود و الحياة . و ان كان الجندر في ابسط معانيه يعني التفسير الثقافي لمفاهيم مثل (رجولة) و ( نسوية) ، فان استدعاء شهرزاد هنا ، في لوحة حسن موسى ، كأنما هو نوع من الإنحياز للتفسير الثقافي لشهرزاد. و لأن تفسير الجندر يذهب الى ابعد ، بان التعريف الثقافي لمفاهيم الرجولة و النسوية يقتضي ترتيبات اجتماعية و ثقافية في أي مجتمع كان ، فان اللوحة استصحبت هذا الفهم ، و انها جاوزت التراتبية التقليدية التي تقام على ثنائية كائن درج اولي ( و حقوق اكثر طبعا) و كائن درجة ثاتية (حقوق اقل طبعا) ، الى خلق المساواة و اعادة الإعتبار. فاللوحة تقوم على حرف الذال ، و يقول لنا حسن موسى أن هذا الحرف جزء من ابجدية شهرزاد..كون ان يخلق الفنان حسن موسى ابجدية خاصة بالرمز الثقافي التاريخي شهرزاد ، فهذا بالطبع انحيازا لقيم حقوق الإنسان ، و انحياز لتطور الحركة النسوية التي لها تنظيرات عديدة في توصيف علاقات الهيمنة في المجتمعات.
مقابل ذاك الموقف الإنساني الذي ذهبت اليه لوحة الذال في ابجدية شهرزاد للفنان حسن موسى ، تم اجراء مقاربة بين تلك المفاهيم (جندر ، نسوية ، حقوق انسان) بمعاينة تطبيقات محددة ، كما تظهر في تجارب الموسيقي الحديثة في مجتمعات نورث امريكا ، و تحديدا الإشارات لتيارات مثل موسيقى الهب هوب و الراب ، و بالرغم من تأريخ مثل هذه التيارات يذهب الى تفسيرها بانها تيارات تمرد و ثقافات فرعية تحاول أن تبحث لها مكان للوجود ، الإ ان هذه التيارات لم تكن لها القدرة على الإستقلالية ، فلجأت الى استخدام الفيديو كليب ، و اصبح الأمر ليس مجرد موسيقى و غناء و انما هناك رقص ، و حتى الرقص لا يعرض كوسيط روحي و ثقافي ، و انما يعرض كزخرف للتجميل ، تجميل التجربة الغنائية المنشورة في الفيديو كليب. هذا الزخرف ، يقوم على مبادئ قيم الإستهلاك و تسليع الأشياء عبر ثقافة الإعلان المشهورة في مجتمعات نورث امريكا ، و مثل هذا الإعلان (في فيديوهات الهب هوب و الراب ..الخ) يقوم على استعراض جسد الأنثى (لاحظ هناك فرق بين انثى و امرأة ، الأول مفهوم بيولوجي و الثاني مفهوم ثقافي) ، و اضفاء قيم ثقافية في عملية مشوهة لإعادة تعريف مفهوم المرأة كمعنى ثقافي من معاني الجندر. فشهرزاد التي يتم الإحتفاء بها بصورة انسانية ، لدرجة تخصيص ابجدية خاصة لها ، بالتأكيد تختلف عن شهرزاد التي يطلب منها أن تتعرى ، ليس من باب حقها في الحرية الفردية و الإحتفاء بجسدها، حتى تأكل و تشرب و تعيش و تحقق احلامها البسيطة ، و منها حلم البقاء. هذه التفاسير قد تثير مغالطات.. الأ يدخل هذا في باب الحرية و الإحتفاء بها؟.. سؤال قد يكون صحيح ، و لكن ماهي المعطيات التي جعلت المرأة تصل الى هذا الحد؟ هل تتعرى بارادتها ، أم ان هناك منظومة فكرية و ثقافية تقوم بوضع قوالب التنميط الجاهزة و من ثمة تصب كل حال في قالب معين ، و يصبح من الصعوبة التمرد على هذا القالب أو ذاك؟..
في هذه الموتيفة من كولاج هدير الإمتاع ، تم توجيه نداء لفنان سوداني اخر ، و هو الفنان خالد كودي ، والنداء ان يحضر صورة الكاتبة الأفريكان امريكان أليس وولكر ، و هي ناشطة امريكية معروفة ، وتكتب الرواية ، و من اشهر رواياتها رواية اللون البنفسج و التي تم تحويلها الى فليم من اخراج استيفن سلبيرج ، و بطولة اوبرا ونيفري ، ويبي قلبيرج و داني كلوفر. بالطبع الإستدعاء ، ليس فقط لإحضار صورة الكاتبة اليس ، و انما استدعاء لرمز ثقافي له معانيه الخاصة.. تمت التقاطعات عبر اشارات لثقافات فرعية في نورث امريكا ، فاللون البنفسج ما عاد لونا بريئا جميلا مثل بقية الألوان ، ولم يعد محايدا ألبتة ، و انما اصبحت هناك قيمة ثقافية و اصبح هذا اللون شارة السحاقيات و اللواطيين ، و هم طائفة معروفة في كثير من الثقافات ، و تقاتل كأقلية بان يكون لها حقوق متساوية في المجتمعات التي يعيشون فيها . و اليوم الناظر لثقافات نورث امريكا سيلحظ اثر هذه الطوائف (الدراما ، الروايات ، برامج الحوار ، السياسة ، الإقتصاد ، الفن .. الخ..الخ)..
من ابطال فيلم اللون البنفسج ، الممثل الأفريكان امريكان داني كلوفر ، و قد كان سفير النوايا الحسنة في الأمم المتحدة ذات يوم ، و لعب دور في حملات التفاعل مع قضية دارفور ، و ذات مرة قاد مظاهرة امام السفارة السودانية في واشنطون ، و غرض المظاهرة التنديد بجرائم الإبادة العرقية و الجرائم ضد الإنسانية و جرائم الحرب في دارفور ، و لقد ابلغت السفارة السودانية الشرطة التي اقتادت داني كلوفر عنوة بدعوى التعدي على ملك الغير. مثل هذه الإشارات ، قد تبدو صور متباعدة ، وبلا قيمة ، ولكن حين التدقيق فيها يتم اكتشاف المعاني الكبيرة التي تقف من وراءها..!!
و يظل التأمل (بفهم فلسفي) هو طريق للتدبر في المعاني ، و استخلاص الحقيقة ، و توسيع الخيال اكثر و اكثر لمحاولة قبض تلك المعاني و التفاعل معها ، و هذه هي الحيل التي اعتمد عليها كولاج هدير الإمتاع..
كبر
| |
|
|
|
|
|
|
|