في اعتقادي اننا منذ مقدم هؤلاء الاشرار اصبحنا شعبا كثير النسيان بسبب القهر والظلم الاقتصادي المفروض علي الناس حتي اصبحنا مستغرقين في هموم دوامات كدح يومي شاق تتخلله احزان والام صارت جزءا من حياتنا ولذلك نحتاج بشدة الي هذا التوثيق الضروري كذاكرة تحفظ لنا سيرة من فدونا بارواحهم في محاولة شريفة كي ينقذونا من هذا المصير البائس وقد قدموا دروسا في الوطنية نحتاج ان نغرسها في الاجيال القادمات كي تتواصل مع ابطال وصناع تاريخها..فمن غيرالتوثيق يمكن ان ننسي ملابسات وتاريخ حوادث استشهاد هؤلاء الابطال الذين رادوا هذا الطريق في الفداء منذ بواكير الطغيان في قمة اجرامه وفجوره وهي كارثة ستتجاوز حالة النسيان الي نقيصة عدم الوفاء..فالشعوب في كل الدنيا تخلد ابطالها وشهداءها من صناع تاريخها فتشيد لاجلهم التماثيل والنصب التذكارية واترسم للوحات التي تحكي بطولاتهم وتنتج الافلام السينمائية والمسرحيات وتؤلف القصص والاناشيد للتعريف بهم وهو موقف اخلاقي يعبر عن علو قيمة الوفاء بينهم. فلا يعقل اننا الي اليوم في االسودان لا نحتفظ بصورة للشهيدة التاية ولا يعقل اننا بعد اكثر من عشرين عاما لم ننجز شاهدا في قبرها يوثق لحادثة استشهادها كرائدة للاستشهاد في هذه الحقبة الشريرة.. وهل يا تري سير شعبنا موكبا مهيبا يليق ببطولتها وقد شيعها الي مرقدها الاخير في مقابر اهلها في الدندر هل بالفعل شيعها زملاؤها طلاب جامعة الخرطوم والاساتذة الوطنيون وممثلو الحركة السياسية اكراما لهذا الاستشهاد. فبالصور وحدها سنوثق هذا التاريخ مثلما وثقنا تشييع الشهيد القرشي الذي استشهد قبلها بنحو ثلاثين عاماواحتفظنا بصوره بل اقمنا له تمثالا في قلب جامعةالخرطوم.. فلا يعقل انه حتي اليوم لم تقم صحافتنا الوطنية بتغطية لتتبع سيرة هذه البطلة الشهيدة بل ولا يعقل انه لا توجد منظمة وطنية ذكورية او نسوية فكرت في تكريم اسرة الشهيدة هنالك في موطن اهلها في ذكري استشهادها السنوية والتي ينبغي ان تكون احتفالا وطنيا نسويا تحييه كل الوطنيات من نساء السودان اكراما لهذه الحواء الشامخة كاول شهيدة للحركة الطلابية المعاصرة........انه.بالفعل وضع مخز لا يليق بشعب السودان وهو يضن بالوفاء علي شهدائه بينما هنالك شعوب تتباري في تكريم حيواناتها وتحزن لفراقها وتحتفظ بصورها تعبيرا عن محبة ووفاء!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة