الركض إلى الشمس و مدائن بعيدة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-30-2024, 08:41 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة ابوعسل السيد احمد(ابوعسل السيد احمد)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-11-2006, 03:02 PM

ابوعسل السيد احمد
<aابوعسل السيد احمد
تاريخ التسجيل: 12-12-2005
مجموع المشاركات: 3416

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الركض إلى الشمس و مدائن بعيدة (Re: ابوعسل السيد احمد)

    (2)هأنت تجمع أوراقك المهمة في هذا المظروف الكبير. تحاول ملء عينيك من هذه الحياة التي تستعذبها؛ الوطن، الناس، الشمس الأكثر سطوعا، و هذا التعرق الذي يغرقك طوفانه. ما أجمل الفتيات و كل النساء في عينيك اليوم! هل لأن ذلك الهرمون مرتفع النسبة في دمائك هذه الأيام؟ أم لأنهن فعلا كذلك؟ أم الاثنان معا؟ لا تهمك الإجابات بقدر ما يبدو كل شيئ مسترعيا الإنتباه و جميل التفاصيل.

    في مظروفك يرقد خطابها الأخير إليك. كتبته بعناية رغم عدم وضوح خطها. هل تراها كلماتها بذات الوضوح المتخفي بين ثنايا السطور؟ حتى اسمك لم تكتبه في صدر الخطاب. أما توقيعها فلم تكتحل عيناك بمرآه قط. لقد كانت تحرص في أوقات تواجدكما معا في المدينة على أن تظهرا كثنائي معظم الأوقات، و على مرآى من الجميع. الكثيرون ربطوا بينكما. حتى أنت كنت تحسها عالقة تماما. أحيانا تبوح لك بسر معاكسات الآخرين لها، و عروض العشق و الزواج التي تتلقاها، و في كل مرة تقول لك:

    _ لا أدري لماذا أخبرك بهذه الأشياء، فأنا لا أخبر بها أحدا و بخاصة شقيقيّ.

    عندها كنت تستمع إليها فقط و لا تعلق بشيئ. و مع ذلك تجد نفسك مرتاحا بحضرتها و لا تشتهيها.

    في مظروفك الكبير، أيضا، تتمدد شهاداتك الأكاديمية و المهنية بتعدداتها و نسخها. هي ما بقي لك من سلاح مثلوم تواجه به الحياة التي أمست لا تعترف بمؤهل أعلى كعبا من الحظ الحسن و التوفيق و المحسوبية. هذا عدا عن معايير ربما لا تعرفها أو تغض الطرف عن تذكرها لبشاعتها. هل ستلاحقك تلك المحسوبية في غدك الذي تستشرفه مشرقا؟

    لتعد إلى فتاتك –بالأحرى سابقا- و لتستخرج خطابها المزعوم أخيرا، و تفتحه، و تقرأه. هل ستستبقيه ذكرى لتلك الأيام التي كنت تجدها حلوة؟ تلك الأيام التي يسرق فيها القمر أضواء المدينة ليظل وحده متربعا على قبة العشق مدعيا الإمساك بمقاليد النفوس؟ أم تلك الأيام العذبة التي كانت تجلس فيها إليك تحدثك عن كل شيئ بدءًا بأحاسيسها و صغائر أحلامها، و حتى لون أطفالكما و عدد الإناث فيهم؟ ذات مرة قالت لك إنكما سترقدان منفصلين، كلاً في غرفة، بعد زواجكما. أجبتها بأنك ستتزوجها و تظل مقيما مع أمك كشأنها في بيت أبيها. حتى جاءت تلك الأوقات التي حدثتك فيها عن قريب أبيها و غيرته الأخوية، و أرتك صوره ببزاته العبقرية و وسامته. كنت تعجب أنه لم يتقدم للزواج منها تبعا لما أخبرتك به! لكن ثمة أناس يؤمنون ألا كرامة لنبي في أهله. أما هي فتؤكد أنها لم تعرف العشق قبلك. فلتحتفظ لها بذكرى قرصاتها لك في فخذك عندما تداعبها بأنك على غير استعداد لتدليل شخص أكبر منك سنا هو هي. و المدينة المشتغلة بالناس تنقل إليك أن قريبها ذاك يريد زواجها. فلربما رفضته و ظل على وفاء القربى و بقية من حب ظن أنه سينتصر. ثمة أناس يستهويهم الرفض و يظنونه تمنعا. فليهنأ بها، أو فليفعل غيره! أما أنت فالحياة الجديدة تناديك، و الصبايا أرتال.

    تجري عيناك على السطور و الكلمات من خطابها، لكنك تغرق في جداول أفكارك الجامحة، و تعرف أن الحب عندما يتحول إلى شفقة يضحي مناحة في عرس. فلتمنحها صكا بالحب؛ حبك و للحب؛ حبها، لتظل هي سمكة ظمأى للعشق و للرجال.

    هيا، أعد خطابها المتوسل ذكرى جميلة إلى المظروف، و لتخرج جواز سفرك ذا الخضرة و الزهاء، و تتملّى من تأشيرة الدخول إلى تلك البلاد البعيدة لتتنسم عبير حياة لم تجربها! هل هي الحرية، أم التحرر، أم الإيغال في التمدن؟ لتؤجل الإجابة ريثما تكتشف كل شيئ بنفسك!

    تلحظ أن شريكك في المقعد يحاول استراق النظر إلى ما بين يديك، فتلتفت لتراه لأول مرة. هل هي فعلا لأول مرة؟ كأنك رأيته من قبل. نعم.. هو قريبها ذو البذات و الحلل. ما باله شاحب و ناحل؟ أم هي الصور خدعتك؟ يتململ في جلسته و يتنحنح. هل هو الفضول؟ لا تأبه له. هو جزء شاحب من ماض أكثر طيفية. تحبط كل محاولاته جرك إلى الحديث. لعله لمح الخطاب، و عرف الخط. لكن سيَان الآن.

    نعم، أنت لست روميو و لا جميل. من اللاشيئ الراقد، هناك، في قلبك تستنبط لها صورا شتى ليس كما تتمنى بل كما بدت في المرة الأخيرة التي إلتقيتها فيها. كانت متسخة يعلوها زبد العاطفة. و أنت، ستنتظر المخاض و فينوس الخارجة من ثبج البحر.


                  

العنوان الكاتب Date
الركض إلى الشمس و مدائن بعيدة ابوعسل السيد احمد03-11-06, 02:32 PM
  Re: الركض إلى الشمس و مدائن بعيدة ابوعسل السيد احمد03-11-06, 03:02 PM
    Re: الركض إلى الشمس و مدائن بعيدة ابوعسل السيد احمد03-12-06, 09:52 AM
      Re: الركض إلى الشمس و مدائن بعيدة bayan03-12-06, 11:06 AM
        Re: الركض إلى الشمس و مدائن بعيدة ابوعسل السيد احمد03-13-06, 09:01 PM
          Re: الركض إلى الشمس و مدائن بعيدة ابوعسل السيد احمد03-16-06, 06:25 PM
            Re: الركض إلى الشمس و مدائن بعيدة ابوعسل السيد احمد03-24-06, 06:10 PM
              Re: الركض إلى الشمس و مدائن بعيدة ابوعسل السيد احمد03-27-06, 02:28 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de