قلبت اخر صفحة فى المرجع القديم وانا تحت قبة السير لي أستاك وانكفات على الكرسي الخشبي امام فنجان من القهوة السوداء التى فسرت لي بعتمة لونها اشتباك المصائر والمقادير وأيلولتها واندياح التجارب الانسانية التى تبدأ لتقضي معاركها الكبيرة والصغيرة وتعود لتنتهي فى سطر قصي فى مرجع طبي ضخم وملل. ارهقتنى القراءة وزادت من توتري فطفقت اجري عملياتي الحسابية على ورقة بجانبي..بقلم الرصاص كنت فى الحقيقة جزعة وانا احيل الحياة والموت الى أرقام ضئيلة لاعرف مدة الحياة المتوقعة لدى مريض بسرطان البنكرياس حسب توصيفة المؤلف ديفيدسون وجزعت أكثر..أذ كيف تخضع خمسون ونيف من السنين المتوهجة لمثل هذه المعادلة .. التى لا تمنح فى اكثر حالاتها تفاؤلا اكثر من رقم بخانة وحيدة ومميزا بالشهور؟ ست وخمسون من السنين الضوئية والنضالات المعقدة والتحديات وصراع الشرانق التى تمتد من الذات الى الحزب الى الوطن ثم الله والحقيقة... كيف امكن لرجل التحرر من كل هذه الشرانق فى نصف قرن من المجالدة ليسقط في معركة لن تستغرقه سوى بضعة اشهر..؟ وكيف انا التلميذة في السنة الخامسة و التى وخطت راسها السياسة والأ سئلة الخارجة عن سياقها ساغامر باخضاع كل هذا لحسابات سطر واحد فى كتاب ديفيدسون يقول ان توقع العمر يتراوح ما بين اربعة الى ثمانية أشهر.. وان المعركة التي ابتدات قبل عدة أشهر لا ريب انها في نهاياتها
04-22-2011, 04:33 PM
أيزابيلا أيزابيلا
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 2385
ورغم معرفتي بالمعلومة من قبل الا اننى اعدت قراءتها واستعنت بنسخ اكثر حداثة متناثرة على الشبكة العنكبوتية علّي اجد قراءة اكثر تفاؤلا لحال أستاذي العزيز الخاتم عدلان.. كنت احيك السايبر جيئة وذهابا وكلما تعثرت بالعنوان القائل (اوعك تموت يالخاتم) والذي كتبه كوستاوي فى هذا المكان.. أقلب السايبر على وجهه وانتفض وكاني لست انا القادمة لتوي من حسابات ديفيدسون.. وكاني لست انا التي شهدت تسرب السهرودي الطالب بكلية الهندسة من بين يدي أصحابه بعد ان التاث بنكرياسه أيضا.. وما الطب فى وجهه الكالح غير معرفة الاطباء بميقات رحيل مرضاهم.. وما الطب فى وجهه الكالح غير ان ننيم المريض في سريره ونحن ندرك اننا ننيم موته في الجهة المقابلة على ذات السرير وان ثمة صباح سيقتاد الموت فيه صاحبه ألى اخر الرواق ليتم نفض الملاءة خلفه دون ان تنتفض الاقدار العالقة بالملاءات لمرضي أخرين تتلخص حياتهم فى سطر فى كتاب ديفيدسون حتى وان لم تكفي آلاف الكتب لكتابة الحياة التى عاشوها.. يا لتصرف المقادير!!
أذن فهي بضعة ايام على احسن الفروض..لملمت اشيائي وقطعت المسافة من قبة السير لي أستاك وحتى السوق العربي بذهن منتفخ بخواء عجيب .. وذاكرة متكورة بصورة الرجل ورسالة فى بريدي بتاريخ العاشر من أبريل من العام 2005 تقول:
Quote: Dear Shaza Khatim sends his regards and appreciation of your concerns and support. Your text message was particularly touching. Khatim developed some vague abdominal symptoms of which he took no much notice of -as he would- shortly before his journey to the States towards the end of Febreuary.He was losing weight and off his food. He saw his doctor who prescribed some antacids and other simple medications. Whilst he was in the States after miraculously finishing two exhausting public functions he was taken into hospital with severe abdominal pains. Initial investigations pointed to the diagnosis and he flew back to the UK. He underwent further investigations that confirmed cancer of the pancreas. He has been receiving chemotherapy. He has been admitted to hospital last Tuesday and expected to remain there till the middle of next week.(Tuesday/Wednesday} Khatim has got the strongest will as you can imagine and surrounded by his family colleagues and hundreds of well wishers day and night. Adlan his younger brother is on his way to here and so is Mohamed Suliman from Qatar. Khatim thanks you sincerely for your message and has asked me to ring you to convey this Please pass Khatim's appreciation to all the friends and colleagues and I will keep you informed. Kind regards
Omer el-Nagieb
04-22-2011, 04:39 PM
Kostawi Kostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39983
Quote: After diagnosis of pancreatic cancer in the US the average life expectancy is 3 to 6 months (Media Conference, Arizona Cancer Center and University Medical Center)
04-23-2011, 11:37 AM
أيزابيلا أيزابيلا
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 2385
بلى.. ليست من إرادة كارادة هذا الرجل الذي ظل يقدح صوّانا صلداً في عتامير من الواقع السياسي والفكري حتى انفلقت شرارة الاستنارة عظيمة من طي كتاباته واتساق فكره وسياسته والإنسان العالي جليّ البصر والبصيرة فيه بلى.. ان الرجل لو شاء وصارع المرض بالإرادة لاصطرعه فصرعه نحن البشر الذين نتلاعب بمعادلة الكيمياء والرسائل العصبية الموغلة في عضويتها حين نشعر ونرغب ونستفز فكيف برجل متشبث بالحياة مثله ولا زال يحسب ان ثمة فكرة تستحق بيقين عظيم بالحياة نفسها والعدالة والجمال؟
لكن كيف لا يذكر ديفيدسون امر الارادة؟ ام انه يمنحها مساحة الحركة بين الاربعة والثمانية أشهر كما يمنح الحكم زمنا اضافيا لفريق مهزوم منذ البداية!!
04-22-2011, 04:46 PM
أيزابيلا أيزابيلا
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 2385
كانت الوجوه التى تمرق امامي في شارع القصر متشابهة والسيارات متشابهة والمحال المتراصة تبتلع الناس بنهم وتلفظهم بيأس ألى الشارع المغبر الملتهب والبلاد تتمطي فى نفقها المظلم وسماء من الهلام الأسود ضختها ماكينة الانقاذ فى نفوس الناس وصارت تتحلق حولهم انّي ذهبوا
واحدة من اللافتات قادتنى نحو محل اتصالات حيث قابلتنى كابينات من الخشب متراصة لتفصل كل متحدث عن الآخر بسقف مفتوح جعل سيل المكالمات الجارية ينثال نحو فضاء المحل كخيوط من الثرثرات المتآكلة.. دلفت الى احدى الكابينات وتحسست الرقم فى ظهر الدفتر بيد متعرقة رن الهاتف عدة مراتفى الجانب الآخر قبل ان يجيبنى صوت واهن مخترقا الاف الاميال.. ومكثفا من الغلالة السوداء.. ومقربا من فهم معادلة ديفيدسون العصية.. سلام وترحاب حتى بدا لي كمن يخيط رتقا في الفراغ.. هو يعرف انه راحل بلا ريب.. وانا اتشبث بالدقائق التي يمنحنيها ما معي من نقود لاتم حديثي واى حديث هو وأي تمامة تلك؟ أستاذي الخاتم فى الطرف الآخر.. وانا أدرك ان الطرف الآخر سينأى اكثر..سيصبح العالم الآخر بعد شهر ربما كم كنت متفاءلة!!
04-22-2011, 04:49 PM
أيزابيلا أيزابيلا
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 2385
اتشبث بسماعة الهاتف اكثر ليقينى بانها مرحلة..أى حديث بها قد يكون الاخير.. كان استاذي الضالع لسنين عددا فى ترتيب ما ارتص بركاكة في ذهني.. أنفض جزعي وانا اعرف كم شُقّ عليّ وعلى آخرين تشذيب افكاري .. انا العشبة البرية التى قضت كل مراحلها الدراسية تحت سقف مؤسسات الانقاذ التعليمية وكان مطلوبا مني فى مراحل عديدة تفكيك معادلات الكون والفيزياء والكيمياء داخل كتاب الدين وبين أقواس النصوص شأني شان رفيقاتي على الادراج..بل شأني وشأن عامة الناس فى الشوارع والبيوت وامام التلفاز الصوت الواهن يسأل عني وعن احوالي..وانا ارد السؤال بسؤال..كيف حالك انت؟ متجاهلة الاجابة الواضحة فى وهن صوته.. أسأل:كيف ماشي العلاج!! وهو يسأل كيف ماشة القراية!!!
أييييييه.......!!!!!
انقطع الخط وخرجت من المحل باتجاه داخلية كرار.. تذكرت غداءا جمعنا فى منزل اخيه قبل عامين.. صورته كانت واضحة وهو يضع الرغيف امامي بقميصه المخطط ونظارته.. كان واضح الابتسامة كما كان دائما واضح الرؤى وما وضعه امامي فى الحقيقة كان اكبر من مجرد رغيف
غمرني البكاء..وانا استعيد صوته..سيذهب هذا الرجل عما قريب.. يا له من أسف ويا لها من فاجعة.. هذا مختصر ما قلته لصديقتى خنساء التى اقتسم معها الغرفة والسياسة والخبز.. رميت اثقالي ليمضي يومان آخران..ويشق النعي الاسافير
واليوم..بعد ست سنوات.. وأنا في اخر القطار الخالي المتوجه نحو مكفيرسون اسكوير.. كقطرة من الحبر عالقة بانبوب قلم جاف..أستنفدته الكتابة.. يبدو لي الحزن الذي ذرفته قبل ست سنوات طازجا وعميقا و بملوحة أشد..
وعصيا على الكتابة!!
04-22-2011, 07:12 PM
Ishraga Mustafa Ishraga Mustafa
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 11885
Quote: ليست من إرادة كارادة هذا الرجل الذي ظل يقدح صوّانا صلداً في عتامير من الواقع السياسي والفكري حتى انفلقت شرارة الاستنارة عظيمة من طي كتاباته واتساق فكره وسياسته والإنسان العالي جليّ البصر والبصيرة فيه
يالله ياشذى!!
فى عزّ قلقى بكتابة الى الخاتم ما اكتملت بعد كتابة ربما بعمرك يا مفجوعة مثلى.. اين كنتى فى العام 1985؟ زمانها... كنت متفائلة ومشحونة باحلام التغيير والاستنارة والبلد الحدادى مدادى!! كنت فى اولى جامعة.. اولى حزب كنت فى بدايات قلقى الذى بدأ فى اول اجتماع فى مكتب الشبيبة فى بحرى مرت عوالم ياشذى وعوالم ولم انساه ساقول لك سراً... كتبته فى كتاباتى له الغير منشورة, منذ ان نبهنى بان اسلح نفسى دائما بالمعارف, الاطلاع ذاد التفكير الحر قالها وكنت يافعة ياشذى... حين خرجت حق من خضم الصراعات زمانها كنت اعرف بانه سيعانى كثيرا سيعانى من الرفاق اكثر من غيرهم ماحدث من صراعات جعلنى انحاز سرا له... لماذا لم اجهر بذلك زمانيئذ؟
هل تعلمى ياشذى بانه قد اوصانى بك؟ فى المكالمة الوحيدة والاخيرة, وفى الرسالة الاخيرة وعدنى بانه حال عودته سيكتب لىّ, ( وان هناك الكثير الذى ينتظر يا اشراقه... فقط تمسكى باحلامك الجميلة لاجل التغيير وثابرى كما عرفتك) قالها بيقين.. شذى وعيها متقد وينتظر منها الكثير, تواصلى معها؟ ترانى فعلت ام تقاعست والهموم العامة تعصف بعقلى واليأس يتسرب فى داخلى؟
قبل ان احس بانى مشروقة بحزنك هنا فكرت.. فكرت وانا اطالع هنا وهناك انعصف بالهم وامضى له هناك.. صافية, صافية كحلمه والكدر هنا... كيف ندير صراعاتنا؟ قلت.. ها قد حان اوان نشر رسائلى له.. حان الوقت... حان ويبدو ان اوان التغيير لم يحن بعد قبل ان اضغط على الماوس بغضب مقهور كنت احس انى ساقرأ لك.. وقد حدث.. قرأتك و.....
Quote: يبدو لي الحزن الذي ذرفته قبل ست سنوات طازجا وعميقا و بملوحة أشد..
Quote: قبل ان احس بانى مشروقة بحزنك هنا فكرت.. فكرت وانا اطالع هنا وهناك انعصف بالهم وامضى له هناك.. صافية, صافية كحلمه والكدر هنا... كيف ندير صراعاتنا؟ قلت.. ها قد حان اوان نشر رسائلى له.. حان الوقت... حان ويبدو ان اوان التغيير لم يحن بعد قبل ان اضغط على الماوس بغضب مقهور كنت احس انى ساقرأ لك.. وقد حدث.. قرأتك و.....
يا شوش
اعرف للخاتم اصدقاء ربما امتدت علاقتهم به بمثل عمري
رفاق الحزب ورفاق سجن شالا ورفاق شارع المين ومقاعد الفلسفة ورفاقه في حق فى مخاضاتها العسيرة ورفاق الغربة والمنافي واعرف ان الخاتم كان وفيا لكل هؤلاء واعرف ان لهم جميعا جعبة من الحكي ملأى بالتفاصيل لا يمكن مقارنتها بطالبة التقطت له خيطا من ضوء في حديثه في ندوة بالميدان الغربي لجامعة الخرطوم بعد سنين من الغياب رغم يقيني بان هذا الضوء ظل دليلا للكثير من كتاباته وبعض الوثائق التى كتبها فى حق الا ان الخاتم بحياته القصيرة ومواقفة الكبيرة يظل منجما للناقبين الذين على اقل الفروض سيخرجون ببديع العبارة كما خرج الاستاذ بشرى الفاضل تلك قراءة لا تنفد وبحر لا زالت بعض لالئه كائنة في ذاكرة وادراج اصدقاء قدامى
فاكتبي يا اشراقة...ليتنى اقرأ لكى ولهم عنه اي شيء بي شغف لا ينتهي للقراءة عنه... وله
ودي
04-22-2011, 08:21 PM
Adil Osman Adil Osman
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 10208
Quote: بذهاب الاساتذة محمود محمد طه وقرنق والخاتم...فقدت البلاد عظائم اعمدتها في الفكر والسياسة
بعد إضافة عبد الخالق
هذا بلد منكوب يا زوله، وفقد فرصته في التغيير في زمن كان فيه هؤلاء المفكرون ملء السمع والبصر والعقل. لا أمل الآن.. في جيلنا هذا. لكن العشم في الجيل الجديد إذا تسامى -بمعرفته هذه- فوق أوهام الطائفية والحزبية.
رحمة الله عليهم أجمعين
ودمتي
04-23-2011, 06:13 PM
Bushra Elfadil Bushra Elfadil
تاريخ التسجيل: 06-05-2002
مجموع المشاركات: 5252
اعزيك يا دكتورة شذى واشهد أنت إحدى / أحد أكبر الموجوعين في فقد هذا الإنسان ذي الذهن الوقاد.يحتاج إرث خاتم لقدراتكم الشابة في حفظه والعمل على ذيوعه.قالت إحدى المعزيات الأمريكيات في منبر بواشنطون إن الحوار الفكري مع الخاتم عدلان يؤثر على العقول ويعمل على تغيير الرؤى وقد صدقت.
Quote: الخاتم عدلان مات واقفا كما الأشجار حكى لي أحد أقربائي أن الأستاذ حسن محمد صالح (حسنابي) -وهو معلم بالمرحلة الإبتدائية كان يعمل بقرية ام دكة الجعليين في أواخر خمسينيات القرن الماضي- حكي لي أن الأستاذ حسنابي الذي كان حديث عهد بالمهنة قد ظل يتحدث بدهشة تمازجها نبرات الفخار عن تلميذ لديه يقول عنه أنه نابغة بل ومضى يتحدى أن تلميذه النابه سيكون له شأن عظيم , ولم يكن ذلك الصبي الذي بان تفرده المبكر غير الخاتم عدلان. لقد كان الأستاذ حسنابي معلما ثاقب الرؤية بعيد النظر غير أن الخاتم عدلان كان الرائد الذي لم يكذب أهله. سلك دروبا وعرة شق كل مفازات حياته القصيرة المحتشدة بالأحداث الجسام بثبات نادر ومثابرة فريدة.أستطاع أن يحتفظ بإحترام الآخرين له في مختلف منعرجات مسيرة النضال الوطني لأنه كان يحترم الإختلاف , لقد ميزته مبدأيته الراسخة وانحيازه الجذري لهموم شعبه حتى آخر يوم في مسيرته المعطاءة ولم يسقط ولكنه مات شامخا.. مات واقفا كما الأشجار .. الخاتم... سلام عليك في الخالدين.
رحم الله الخاتم عدلان الحمد لله أنه لم يعش ليرانا ننتهش مشروعه التنويري تحت لافتة تحمل إسمه و رسمه !!
أورد أدناه نعي البروفسير عبد السلام للخاتم , عسانا بذلك نوقف عبثنا بحلم الخاتم التنويري .
"إذا كان بعض المتعلمين والمثقفين السودانيين بوقاتً وطبولاً للدجل والشعوذة ومعاطن الإستبداد جليا او خفيّاً، وأخرين قد بذلوا جهداً عصامياً ليتأهلوا بجدارة ان يكونوا كوراثاً قوميةً علي طوال البلاد و عرضها فإن الخاتم عدلان هذا القروى القادم من ام دكت بغرب المناقل يعدُّ بحق وعن جدارة من ثروات السودان القوميه في التنوير العقلاني ورائد لا يكذب اهلة للنهوض الاجتماعي شاهرا ابدا سيف عقله وجم زمانه لتوطين الديمقراطية والمجتمع المدني ورفع القواعد من بناء الفكر الفلسفي في بيت السودان الكبير.
أضحي السودان اليوم أكثر فقراً واقل حيوية بوفاة الخاتم عدلان
رفعت الاقلام وجفت الصحف.
رحم الله الخاتم عدلان رحمة واسعة بقدر شجاعة عقله و تماسكه والعزاء للسودان اولا واخيرا .
عبدالسلام نورالدين- جامعة ليدز"
شذى حقٍٍِ ولا حقُ" "
04-25-2011, 09:30 AM
ibrahim kojan ibrahim kojan
تاريخ التسجيل: 03-29-2007
مجموع المشاركات: 1457
الكتابه عن الخاتم ..... (الإستنارة .... لم تكن دماءً له.... هو دماءً الإستنارة). شمس لندن الخجوله تصبُّ أشعتها الرقيقه علي وجوه المارّة، توهّجِا شموساً بشريه صغيره، الشّوارع التي تقود إلي مركزها الممتلئ بالديدان، وحلزونات المجتمع الإستهلاكي, يصنعون من دمائهم، زيوتاً تليّن تروس عجلة ذيّاك المجتمع. المارّه بوجوههم التي تحمل ملامح كل العالم، ألوانه، تناقٌضاته نشيده، نشيجه، أمشاجه، حيواته، وطعمه الذي أعطي شوارع لندن نكهةً لا يعرفها إلاّ من خبر الحياة فيها وأخبرها بذاته فخبرته وتعرّفت به فعرفها وتماشج معها فنضج معها وأنضجها حد قٌبيل الإختراق. كانوا كٌثر، منهم بيرتراند رسل وبرنارد شو وتيرنر وإليوت، ثٌمّ ليس بعيداً عنهم الخاتم عدلان. فهذه الشوارع قد عرفت غبار لوحات تيرنر، سخرية هيمنجواي وتجوال إليوت الليلي لينزف شعراً، وسريالية كولن ولسون، وبوهيمية ديديه، الماجنه، وجنون تريسي أمين (ذات الأصول السودانيه) وهي ترسم بالدم. كتب ادم إسمث رأس المال، فمسح حجارتها ببوادر الإشتراكيه وسوّد جدرانها بأغاني عمال المناجم الأولي، مرّ بهذه الشوارع كٌتّاب، وفنانين وشعراء، حتّي شُذاذ الاَفاق تفضح رغباتهم ألوان وجوههم النّاضِحة بالشهوات. قطع الخاتم هذه الشوارع بعقلٍ ثاقب ولغةٍ بِحِدّة سيف. مكتبه (بجريدة الشرق الأوسط) بالقرب من مركز لندن، يضج بالناس والنقاشات والكتب وقصاصات الجرائد، والأوراق الأنيقه بقراءته لها، وترجماته التي تٌؤخذ كمراجع للجريده، يدخل المكتب في بدايات الصباح الانجليزي الممطر ولايتركه إلاّ ليلحق قطار منتصف الليل. كان يقرأ في ذلك المكتب لساعاتٍ طوال بعد الدوام الرسمي، ويحلل كل ما يمر به بعقلِ عالم رياضيات وصبر فيزيائيّ القرون الوسطي. ...... مُحادثة.......... ألو! صباح الخير، مُمْكن أكلم معتز بدوي؟ (جاءني صوتاً صخرياً يداعبه مجري نهر) والله معتز دا طلع لكن قريب ! يمكن يكون في المكتب المجاور .... لكن مُمكن تخلّي وصية؟ أو رساله.... ثمّ أردف: I will make sure he will get it! كان صوته صارماً ولكنه مُداعباً، كما ولو أنّه تقمّص شخصية صديقي معتز ليمنحني طمأنينةً ما، أو ليجعلني أسترسل في الحديث، شعرت بأنّي أعرفه! ثُمّ أردف مٍرّةً أخري (ربما ليزيل غشاوة التوجس من صوتي): أنا الخاتم (حاف كدة) أقول ليهو منو؟: إبراهيم عبدالرحمن حسن، بس ولا يهمك يا زول قول ليهو حأضرب تاني!: إنت أستاذ الخاتم عدلان بالمناسبه؟ أيوة أنا الخاتم عدلان (بدون أستاذ دي).......... تسلّقتني قشعريرة خفيفة وصمت دهاليز القلاع اللندنيه القديمه. وسكت صوتي، أظنه إختبأ في حلقومي! لم أنطق إلاّ عندما سمعته يقول: يا زول إنت في الخط؟ أيوه يا أستاذ لكن ما ماتخيلتك تكون إنت أستاذ الخاتم عدلان الفي راسي؟ أيوه أنا.. وأعمل هنا في الشرق الأوسط مع صحبك معتز بدوي! كان هادئاً ورزيناً في إجابته (كأنّه يتحدث لتلميذ صغير). ثُم إسترسلت كعادتي: والله يا أستاذ أنا قريت ليك كتير ومتابع كتاباتك، وإتعلمت منك الكتير. وأضفت بعض من مقولاته أثناء كلامي لأُمهر قولي بلون الصدق! أظنه عرف!. فقال: ياخ والله كلنا بنتعلم وبنحاول نعرف واليوم الذي تتوقّف عملية التّعلم دي الإنسان بيموت! .... عرفت أني أتحدّث مع أحد الذين تجوّلوا فيي شوارع الدنيا فخبروها وخبرتهم.... الأستاذ الخاتم عدلان، تماماً كما يقولون عنه، إنسان بأدب الأنبياء وتواضعهم. ما حدث بعد ذلك كان وما زال مُدهشاً، وربما يكون أقرب إلي النبوءة منه للحقيقه بكل عريها! فقد كان يسمع معظم زمن المحادثة إلي أن قاطعني مُتسائلاً!؟: إنت من وين؟ أجبت أنا من الفاشر. قال عندك أخو إسمو حسن؟؟. أيوة! وكان بيدرس فيزياء في جامعة الخرطوم؟ أيوة حسن عبدالرحمن حسن؟؟ أضاف الخاتم دون أن يتنفس: ويكاد صوته أن يتجسّد أمامي: حسن (ود الشريف).!! عرفت كيف يا أستاذ ؟ كلّمك معتز؟ أجاب مازحاً لا كلمني صوتك!! الصوت له بصمة في الأذن يا إبراهيم، قالها، فرعفت أنني قد حضرت الدرس الأول....
سأعود.... فهنالك دروس كثيرة أود ان يشاركني فيها جمعكم....
عارفة يادكتورة .. البقرا كلامكم عن (الخاتم ) و(الإستنارة) والذي منه .. بقرب يصدق ..
):
يادكتورة أقل ما يمكن أن تقدمينه للخاتم في ذكراه هي إستقالة من (الجمعية العمومية للمركز ) الذي يحمل إسمه وليس الإستقالة من حركة (حق) التي أدعت حمل فكره ,وإتخاذ موقف أخلاقي تجاه الفساد المالي والإداري الذي فاحت رائحته من المركز .
هذا إن كنت عضؤاً بالجمعية العمومية للمركز .. والسؤال إن كنت عضؤاً : هل أنت راضية عن أداء المركز المالي والإداري وهل قدم شيئاً حقيقياً يتسق مع لافتته ؟
ِ
04-25-2011, 10:35 AM
عبدالله الشقليني عبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736
جلست إليه وكان في الغرفة (18) في الطابق الأول من داخلية بحر العرب . كنا بضعة أصدقاء . منهم الملتزمون بخط حزبه ومنهم الديمقراطي وهو على الطريق المُضيء بأحلام الفقراء وحزبهم وقضايا ، تأخذ بتلابيب الفكر عند الذين هم في السنوات الأخيرة من الجامعة . كان الخاتم يحرسه مجموعة من الطلاب ليعبر يومياً شارع الجامعة كي لا تختطفه سيارة الأمن السياسي أيام 25 مايو وأشواكها . كنتُ الوحيد الذي لا ينتمي إلا للحرية والديمقراطية المفتوحة على الحريات ، تتأبى على القالب الأيديولوجي من التفكير . جئت للتخفيف من هزيمة الحزب الجبهة الديمقراطية وتحالف الشيوعيين من قبل الإسلاميين الصمديين ، نقلة النصوص . قالت كلماتي : أن المسيرة طويلة وأن المبشرين لديهم الوقت الطويل قبل أن ينجح الذين هم ضد التيار . كنا نجالسه في تلك الأيام . كان طوداً راسخاً ، مطمئناً بقناعاته ، وجمعتني معه رقة استئناسه ، وكانت تعجبنا سهولة اللغة العامية والفصحى اللطيفة أو الفخمة الجزلة . كان يعرف الصعود بالخطاب والهبوط والوقوف مفرجاً عن هالة تصفيق تهمُ بالجميع عندما يخاطب جماهير الطلاب .
أول مرة رأيته ، كان يقدم الشهيد عبد الخالق محجوب في دار اتحاد الطلاب خريف 1970 ، وتحدث الأخير عن خلاف الحزب الشيوعي مع (25) مايو ، ثلاث ساعات ، ليت هنالك يدٌ تكتب تلك المرافعة الجزلة . فعرفنا أن الخاتم هو شبل من ذاك الأسد . يتشابهان في الرقة ، والصلابة . وكلاهما هجرا الأدب والقص والرواية ، وهما من أكثر المبدعين الذين يتعين ألا تسرقهم السياسة ... ويا حسرتي ، سرقته هي ، وحرمتنا من أزهاره التي فاحت من ترجمته البليغة لرواية المترجمة لليلى أبو العلا ، فعلت الترجمة العربية على السقف الإنجليزي الأصل !!!
الجمعية العمومية الأخيرة للمركز تم تسجيلها عن طريق (الفيديو) والموقع الخاص بالمركز أخيراً (تم تحديثه ) وهو مجهود مقدر جداً جداً .. فهل ممكن تنزلوا لينا لائحة بإسماء أعضاء الجمعية العمومية للمركز والتسجيل الخاص بالجمعية العمومية الأخيرة حتى نواكب مشروع الإستنارة وكمان لو إتكرمتوا بعدها بدحض الإتهامات الموجهة للمركز لكي يكون هنالك توازي بين مشروعي الإستنارة و(الإستقامة) فقد كان الخاتم عفيفاً نظيف اليد لا يقبل التشكيك بإستقامته ونزاهته أسوة بوعيه ومشروعه التنويري العظيم ..
أرجو مراسلة المركز على عنوانه وسؤاله عن التقارير المجازة بدل بذل الاتهامات في الهواء ستجد العنوان فى الموقع الالكتروني ولن يعجزك مكاتبة د الباقر ..ادارة المركز ادرى بمثل هذه الامور
شكرى على المرور
04-25-2011, 01:49 PM
أيزابيلا أيزابيلا
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 2385
Quote: الإستنارة .... لم تكن دماءً له.... هو دماءً الإستنارة). شمس لندن الخجوله تصبُّ أشعتها الرقيقه علي وجوه المارّة، توهّجِا شموساً بشريه صغيره، الشّوارع التي تقود إلي مركزها الممتلئ بالديدان، وحلزونات المجتمع الإستهلاكي, يصنعون من دمائهم، زيوتاً تليّن تروس عجلة ذيّاك المجتمع. المارّه بوجوههم التي تحمل ملامح كل العالم، ألوانه، تناقٌضاته نشيده، نشيجه، أمشاجه، حيواته، وطعمه الذي أعطي شوارع لندن نكهةً لا يعرفها إلاّ من خبر الحياة فيها وأخبرها بذاته فخبرته وتعرّفت به فعرفها وتماشج معها فنضج معها وأنضجها حد قٌبيل الإختراق. كانوا كٌثر، منهم بيرتراند رسل وبرنارد شو وتيرنر وإليوت، ثٌمّ ليس بعيداً عنهم الخاتم عدلان. فهذه الشوارع قد عرفت غبار لوحات تيرنر، سخرية هيمنجواي وتجوال إليوت الليلي لينزف شعراً، وسريالية كولن ولسون، وبوهيمية ديديه، الماجنه، وجنون تريسي أمين (ذات الأصول السودانيه) وهي ترسم بالدم. كتب ادم إسمث رأس المال، فمسح حجارتها ببوادر الإشتراكيه وسوّد جدرانها بأغاني عمال المناجم الأولي، مرّ بهذه الشوارع كٌتّاب، وفنانين وشعراء، حتّي شُذاذ الاَفاق تفضح رغباتهم ألوان وجوههم النّاضِحة بالشهوات. قطع الخاتم هذه الشوارع بعقلٍ ثاقب ولغةٍ بِحِدّة سيف. مكتبه (بجريدة الشرق الأوسط) بالقرب من مركز لندن، يضج بالناس والنقاشات والكتب وقصاصات الجرائد، والأوراق الأنيقه بقراءته لها، وترجماته التي تٌؤخذ كمراجع للجريده، يدخل المكتب في بدايات الصباح الانجليزي الممطر ولايتركه إلاّ ليلحق قطار منتصف الليل. كان يقرأ في ذلك المكتب لساعاتٍ طوال بعد الدوام الرسمي، ويحلل كل ما يمر به بعقلِ عالم رياضيات وصبر فيزيائيّ القرون الوسطي. ...... مُحادثة.......... ألو! صباح الخير، مُمْكن أكلم معتز بدوي؟ (جاءني صوتاً صخرياً يداعبه مجري نهر) والله معتز دا طلع لكن قريب ! يمكن يكون في المكتب المجاور .... لكن مُمكن تخلّي وصية؟ أو رساله.... ثمّ أردف: I will make sure he will get it! كان صوته صارماً ولكنه مُداعباً، كما ولو أنّه تقمّص شخصية صديقي معتز ليمنحني طمأنينةً ما، أو ليجعلني أسترسل في الحديث، شعرت بأنّي أعرفه! ثُمّ أردف مٍرّةً أخري (ربما ليزيل غشاوة التوجس من صوتي): أنا الخاتم (حاف كدة) أقول ليهو منو؟: إبراهيم عبدالرحمن حسن، بس ولا يهمك يا زول قول ليهو حأضرب تاني!: إنت أستاذ الخاتم عدلان بالمناسبه؟ أيوة أنا الخاتم عدلان (بدون أستاذ دي).......... تسلّقتني قشعريرة خفيفة وصمت دهاليز القلاع اللندنيه القديمه. وسكت صوتي، أظنه إختبأ في حلقومي! لم أنطق إلاّ عندما سمعته يقول: يا زول إنت في الخط؟ أيوه يا أستاذ لكن ما ماتخيلتك تكون إنت أستاذ الخاتم عدلان الفي راسي؟ أيوه أنا.. وأعمل هنا في الشرق الأوسط مع صحبك معتز بدوي! كان هادئاً ورزيناً في إجابته (كأنّه يتحدث لتلميذ صغير). ثُم إسترسلت كعادتي: والله يا أستاذ أنا قريت ليك كتير ومتابع كتاباتك، وإتعلمت منك الكتير. وأضفت بعض من مقولاته أثناء كلامي لأُمهر قولي بلون الصدق! أظنه عرف!. فقال: ياخ والله كلنا بنتعلم وبنحاول نعرف واليوم الذي تتوقّف عملية التّعلم دي الإنسان بيموت! .... عرفت أني أتحدّث مع أحد الذين تجوّلوا فيي شوارع الدنيا فخبروها وخبرتهم.... الأستاذ الخاتم عدلان، تماماً كما يقولون عنه، إنسان بأدب الأنبياء وتواضعهم. ما حدث بعد ذلك كان وما زال مُدهشاً، وربما يكون أقرب إلي النبوءة منه للحقيقه بكل عريها! فقد كان يسمع معظم زمن المحادثة إلي أن قاطعني مُتسائلاً!؟: إنت من وين؟ أجبت أنا من الفاشر. قال عندك أخو إسمو حسن؟؟. أيوة! وكان بيدرس فيزياء في جامعة الخرطوم؟ أيوة حسن عبدالرحمن حسن؟؟ أضاف الخاتم دون أن يتنفس: ويكاد صوته أن يتجسّد أمامي: حسن (ود الشريف).!! عرفت كيف يا أستاذ ؟ كلّمك معتز؟ أجاب مازحاً لا كلمني صوتك!! الصوت له بصمة في الأذن يا إبراهيم، قالها، فرعفت أنني قد حضرت الدرس الأول....
يا سلاااااام يا ابراهيم ياخى
عشان كدة انا قلت قبيل الامكنة والشخوص في حياة الخاتم بتتقري مع المواقف والافكار..زي ما بتتقري مع الحنين وترفدو لدى من احبوا الخاتم مررت قبل عدة اسابيع بحي المدينة الجامعية في غرب فيلادلفيا ولولا تعذر الوقت والظروف لاعتليت السلم حتى الشقة 509 في شارع 44
لقد مر الخاتم من هنا
ولي عودة لما كتبت
04-25-2011, 01:33 PM
أيزابيلا أيزابيلا
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 2385
Quote: كي لي أن الأستاذ حسنابي الذي كان حديث عهد بالمهنة قد ظل يتحدث بدهشة تمازجها نبرات الفخار عن تلميذ لديه يقول عنه أنه نابغة بل ومضى يتحدى أن تلميذه النابه سيكون له شأن عظيم , ولم يكن ذلك الصبي الذي بان تفرده المبكر غير الخاتم عدلان.
لأول مرة اسمع بما ذكره الأستاذ حسنابي لكم تمنيت لو قام واحد من السينمائين التوثيقين برصد وتوثيق الامكنة والشخوص فى حياة الخاتم عدلان وقد رأيت محاولة حافظ خير وهي مقدرة وجيدة غير ان انتاج تجربة وثائقية لرجل بهذا الثراء سيكون فتحا جديدا في مكامن شخصيته ومواقفه كما انه لو جُوّد قد يشكل فتحا فى السينما الوثائقية أيضا
ودي
04-25-2011, 01:25 PM
أيزابيلا أيزابيلا
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 2385
Quote: أشد ما كان يجذبني للخاتم هو مقدرته على سماع الآخرين
يستمع بعمق حتى للأطفال وما ينفك حتى يستشهد بكلمة
يقولها طفل في السابعة من عمره وهذا يدل على سعيه المستمر للمعرفة
وتواضعه الجم وإحترامه للآخرين
شكرا يا حمد وتلك مزية عظيمة انتبهت أليها فى محاضرة الميدان الغربي فى جامعة الخرطوم عقيب عودته فى العام 2003 كان المحاضر الوحيد ألا انه حرص على سماع وجهات النظر المختلفة بانتباه وحرص عظيمين
04-25-2011, 01:23 PM
أيزابيلا أيزابيلا
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 2385
Quote: اعزيك يا دكتورة شذى واشهد أنت إحدى / أحد أكبر الموجوعين في فقد هذا الإنسان ذي الذهن الوقاد.يحتاج إرث خاتم لقدراتكم الشابة في حفظه والعمل على ذيوعه.قالت إحدى المعزيات الأمريكيات في منبر بواشنطون إن الحوار الفكري مع الخاتم عدلان يؤثر على العقول ويعمل على تغيير الرؤى وقد صدقت.
سلامات يا دكتور بشرى واسعدنى مرورك هنا كما اننى احتفيت بخيطك الآخر الذى افترعته بخصوص عبقربة الخاتم فى اللغة والخطابة ولى عودة اليه وكنت قدر ذكرت فى مكان آخر ان ما خلفه الخاتم يحتاج الى المزيد من القراءات والتمعن لكثافته وثرائه وعبرك أشكر مجهودات الاستاذ صديق عبد الهادي والدكتور الباقر العفيف واتمنى ان يبادر أصدقاؤه بتجميع ما بحوزتهم فان فى اكتمال القصاصات المزيد من الفائدة
ودي الخالص
04-25-2011, 11:20 AM
أيزابيلا أيزابيلا
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 2385
يا عادل عثمان الحاصل فى الفيديو بتاع البلو لاين دة حاصل معاى انا كل يوم وامكن لما كنت بكتب فى الكلام اعلاه كنت قاعدة فى ذات المقطورة شكرا ياخى
أما بخصوص سنوات التلمذة..فقد ذهب الاستاذ الى حال سبيله وانا لسة قاعدة بفتش فى تفاكيرو وما خلف من ورق وايميلات ومواقف الخاتم عدلان يصلح استاذا لمراحل عديدة ان لم يكن هو استاذ كل المراحل
ودي
04-25-2011, 12:10 PM
Afraa Sanad Afraa Sanad
تاريخ التسجيل: 05-18-2009
مجموع المشاركات: 1751
سلام شذى التقيت الخاتم في خواتيم حياته في فبراير-مارس ٢٠٠٥، كان لنا شرف إستضافثه في زيارته الأخيرة لواشنطن، كنت غاضبة منه لظني القاصر أنه غدر بالحزب الشيوعي، منذ أول يوم تاكد لي أن مثله لا يغدر، كنت متهيبة لكنه ببساطته كسر ذلك الحاجز تحدثنا في كل شي و عن كل شي من ندى القلعة الى الحزب الشيوعي مرورا بحق، كان هزيلا و يبدو عليه المرض لكنه كان بشوشا مع زواره الكثر و رنين الهاتف لم ينقطع، حينما اشتد عليه المرض لم يشاء أن يقلقنا لكن زوجي لاحظ تاوهه حين دخوله الحمام و أصر على ذهابه للمستشفي، يوم خروجه من المستشفى ذهب مباشرة لموعد له مع معروف في للمركز الأمريكي للديمقراطية "لا أدري أن كانت الترجمة صحيحة أم لا" في سعيه لتاسيس ما سمي لاحقا بمركز الخاتم، إتصل الطبيب حينها و طلب أن يتحدث اليه فورا، اتصلت قلقة بمعروف و بعد نهاية زيارته عرج على المستشفى و علم بالكارثة. عاد للبيت مبتسما كعادته و حينما سالته عما قال الطبيب أجابني لا شي الآن فقط أدرك ما علي فعله في الأيام القادمة و لجهلي به استبشرت خيرا و تاكدت أن الطبيب طمانه، لم أكن أدري أنه الآن يعلم أنها فقط بضعة أيام و أن عليه أن ينجز الكثير خلالها، ذلك المساء كان سعيدا أكثر من عادته قلت له تبدو أكثر سعادة يا أستاذ هل لذلك علاقة بما قاله الطبيب؟ أجابني با نجليزيه لا تشوبها شايبة " very Much so" فجزلت مرة أخرى. ودعنا بعدها بايام، قال لي و هو يودعني "رب أخت لك لم تلدها أمك". سافر هو الى لندن و بعدها بقليل سافرت أنا لقطر حتى كان ذلك الصباح الحزين حينما اتصل بي بهاء بكري لينقل الى الخبر الكارثة، مثلك لا يموت يا خاتم فقط يرحلون حينما تتسع الروية و تضيق العبارة. دمت حيا أستاذي و أخي الذي لم تلده أم أخرى قط ، و خسا كل من تاجر بحلمك و قبض الثمن.
04-25-2011, 12:56 PM
ناصر البطل ناصر البطل
تاريخ التسجيل: 10-14-2005
مجموع المشاركات: 2806
الأستاذ كمال علي الزين هذا مقام حزن و ألم و ذكرى عزيز رحل في هذا المنبر متسع و فسحة للنقاش حول القضايا التي تثيرها أرجو فقط أن تحترم مشاعر شذى و مشاعر الذين تداخلوا في ذكرى الخاتم دعهم يسكبون عواطفهم و ينشرون أسفهم و حزنهم
شذى يا صديقتي النقية وليكن لا بدّ لي أن أرفض الموت وأن أحرق دمع الأغنيات الراعفةْ وأُعري شجر الزيتون من كل الغصون الزائفة فإذا كنت أغني للفرح خلف أجفان العيون الخائفة فلأن العاصفة وعدتني بنبيذ وبأنخاب جديدة وبأقواس قزح ولأن العاصفة كنّست صوت العصافير البـليدة والغصون المستعارة عن جذوع الشجرات الواقفة
وليكن ... لا بد لي أن أتباهى بك يا جرح المدينة أنت يا لوحة برق في ليالينا الحزينة يعبس الشارع في وجهي فتحميني من الظل ونظرات الضغينة
سأغني للفرح خلف أجفان العيون الخائفة منذ هبّت في بلادي العاصفة وعدتني بنبيذ وبأقواس قزح
هزتنى كتابتك جدا..انها جد لكتابة مؤثرة عرفت ان الأستاذ الخاتم كان له جلد عظيم حين تلقى خبر مرضه غير اننى لم اتصور ان يكون الى الحد الذي صورتيه ويقينى ان فلسفة الرجل العميقة ونفاذ بصيرته ويقينه بما يعتقد كان سببا فى خلق هذه المعادلة الصعبة والتى قد يصعب لعامة الناس فهمها ليرقد الخاتم هادئا في مرقده وحسبه ما خلف وراءه
Quote: سلام شذى التقيت الخاتم في خواتيم حياته في فبراير-مارس ٢٠٠٥، كان لنا شرف إستضافثه في زيارته الأخيرة لواشنطن، كنت غاضبة منه لظني القاصر أنه غدر بالحزب الشيوعي، منذ أول يوم تاكد لي أن مثله لا يغدر، كنت متهيبة لكنه ببساطته كسر ذلك الحاجز تحدثنا في كل شي و عن كل شي من ندى القلعة الى الحزب الشيوعي مرورا بحق، كان هزيلا و يبدو عليه المرض لكنه كان بشوشا مع زواره الكثر و رنين الهاتف لم ينقطع، حينما اشتد عليه المرض لم يشاء أن يقلقنا لكن زوجي لاحظ تاوهه حين دخوله الحمام و أصر على ذهابه للمستشفي، يوم خروجه من المستشفى ذهب مباشرة لموعد له مع معروف في للمركز الأمريكي للديمقراطية "لا أدري أن كانت الترجمة صحيحة أم لا" في سعيه لتاسيس ما سمي لاحقا بمركز الخاتم، إتصل الطبيب حينها و طلب أن يتحدث اليه فورا، اتصلت قلقة بمعروف و بعد نهاية زيارته عرج على المستشفى و علم بالكارثة. عاد للبيت مبتسما كعادته و حينما سالته عما قال الطبيب أجابني لا شي الآن فقط أدرك ما علي فعله في الأيام القادمة و لجهلي به استبشرت خيرا و تاكدت أن الطبيب طمانه، لم أكن أدري أنه الآن يعلم أنها فقط بضعة أيام و أن عليه أن ينجز الكثير خلالها، ذلك المساء كان سعيدا أكثر من عادته قلت له تبدو أكثر سعادة يا أستاذ هل لذلك علاقة بما قاله الطبيب؟ أجابني با نجليزيه لا تشوبها شايبة " very Much so" فجزلت مرة أخرى. ودعنا بعدها بايام، قال لي و هو يودعني "رب أخت لك لم تلدها أمك". سافر هو الى لندن و بعدها بقليل سافرت أنا لقطر حتى كان ذلك الصباح الحزين حينما اتصل بي بهاء بكري لينقل الى الخبر الكارثة، مثلك لا يموت يا خاتم فقط يرحلون حينما تتسع الروية و تضيق العبارة. دمت حيا أستاذي و أخي الذي لم تلده أم أخرى قط ، و خسا كل من تاجر بحلمك و قبض الثمن.
04-25-2011, 07:17 PM
Adil Osman Adil Osman
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 10208
Quote: يوم خروجه من المستشفى ذهب مباشرة لموعد له مع معروف سند في للمركز الأمريكي للديمقراطية "لا أدري أن كانت الترجمة صحيحة أم لا" في سعيه لتاسيس ما سمي لاحقا بمركز الخاتم
الى آخر عمره كان الخاتم عدلان يسعى للمصلحة العامة. كان يسعى لانشاء مركز للاستنارة والديمقراطية. ثم عاجله الموت فحمل المركز - الذي كان فكرته - اسمه. ارجو ان يكتب معروف سند عن تلك الايام. وعن فكرة هذا المركز والمؤسسات والهيئات الامريكية التي دعمته. هذا توثيق تاريخي مهم.
04-25-2011, 07:39 PM
كمال علي الزين كمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386
الأخوان شذا .. وسامي .. معذرة لكم العتبى .. سأتناول الموضوع في مقام آخر غير مقام الحزن على الخاتم (رحمه الله) ولكن في مقام الحزن على مشروعه التنويري ..
Quote: وكما كان الابطال القدماء ممن حفظت سيرتهم قصص الشعراء الجوالين واسماء الفقراء سنودع قتلانا ، نتههشم فوق شواهدهم حزنا مكبوحا وانينا ثم نلملم ما ذاب حنينا من انفسنا ، ونغني ونشد الدرع ، ونبري الاقواس ، ونرحل فرسانا محزونين وحكماء فالمعركة المحتدمه لا تمهلنا حتى نمنح إخوانا شرفاء ما هم اهل له من دمع وبكاء والآن ... لنودع من ضاعوا من في طرق الوحشة ولنذكر انا قدمناهم قربانا للريح كي تجتاز البحر الى مدن المستقبل ...
وداعا الخاتم عدلان ... و ارقد في سلام ... ايها الانسان ، المناضل ، الوطني ، الجسور سمعنا صوتك ، وقرانا افكارك ، ورسمنا صورتك يوما ... حينها كنا طلابا بالجبهة الديمقراطية كان الخاتم بالنسبة لنا (يعني حركة الطلبة) سيدي .. ما زلنا نمسك باوان اخر للتغير غير الذي اخترت لك نحني هاماتنا ... احتراما فالوداع الوداع
"اعلاه من بوست قديم ومن مداخله لنعي الخاتم " العزيزه د/شذا رحيل الخاتم كان ولا يزال فجيعة الفكر السوداني الحديث ، الرؤيه النقديه الحديثه لقراءة الواقع بفهم عميق لم تمنحنا فرصة الزمن ولا الامكنه التحاور مع صاحبه ، سمعنا الخاتم زمان الحزب ، سمعناه معلما وساعتها كنا ننهل فقط من قراءات مختلفه ومدارس متفرقه ومتباينه في الكثير ، وبعدها حينما بدانا نعيد صياغة كل ما سمعنا وقرانا وتعلمنا بصياغات وعينا الخاص ، غاب الخاتم وكان اهم من كنا في حوجه اليه بعدها، ولكن العزاء ان مشروعه الفكري راسخ وطويل ومازال مفتوحا من بعده للكثير من التطوير واعادة القراءه .. لي فهمي الخاص وعمقي مع الراحل الخاتم ، اعيد قراءته كلما احتجت الى ما يستفز ويحفز قدرتي على التحليل خارج المعطيات المتاحه ،اتمنى ان تتيح الظروف مستقبلا فرصه اكبر للكتابه عنه . له الخلود ، لفكره ولسيرته.
هَزَمَتْكَ يا موتُ الفنونُ جميعُها . هزمتك يا موتُ الأغاني في بلاد الرافدين . مِسَلَّةُ المصريّ ، مقبرةُ الفراعنةِ ، النقوشُ على حجارة معبدٍ هَزَمَتْكَ وانتصرتْ ، وأِفْلَتَ من كمائنك الخُلُودُ … فاصنع بنا ، واصنع بنفسك ما تريدُ
لك الود ـــــــــــــــــــــــــ ايمن تابر
04-26-2011, 06:49 AM
Elawad Eltayeb Elawad Eltayeb
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 5319
Quote: ست وخمسون من السنين الضوئية والنضالات المعقدة والتحديات وصراع الشرانق التى تمتد من الذات الى الحزب الى الوطن ثم الله والحقيقة...
شكراً لك يا دكتورة فمنك تعلمنا ونتعلم الكثير... أكتبي لأن الكتابة واجب تقتضيه ضرورة المشاركة والتوثيق عن الراحل المقيم الخاتم عدلان، أكتبي لأن الكتابة عنه هي اقل ما يمكن أن نقدمه لسيرته العطرة ولفكره ومواقفه التي تصنع الفارق وتفضح الواقع حتى يكاد يتوارى خجلاً، أكتبي لأنك تملكين ناصية الإبداع. ولأننا نتشوق للخاتم ولكتاباتك.
04-27-2011, 02:25 PM
Adil Osman Adil Osman
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 10208
شكراً لكم توفون المُفكر حقه . كنتُ دوماً أقول له : إن مكانك اشراق شمس الفكر ، أما العمل السياسي التنظيمي اليومي فيكفيه ما أخذه . عبدالخالق خير مثال سرقه العمل السياسي اليومي عن عالم الفكر والترجمة والكتابة والأدب . دوماً كان يقول وطني و حزبي أكثر حاجة ، ونقول له يمكنك إداء واجبك و دراساتك العُليا ، ففي بيتُكَ الذهني فُسحة للفِكر ، بها ما تشتهي الأنفس من طيب يصلُح لزراعة فكر مُتجدد . تركناه في المحبة يلاحِق مساجدها حتى عثرت عليه نفسه الأخرى ، فكان يرسم خُطي حق في ذهنه المُتقد ، وأنا كنتُ أريده كاتباً مرموقاً يخدم الإنسانية . فضل هو وطنه ، وفي الطريق من البيت إلى مزرعته ذات زمان ، لم يقو الجسد على حمل الذهن الباذخ . في ذكرى صديق من الزمن الغابر كتبنا : ــــــــــ إليك السلام إليكَ يا شربة عطش الأحبة . هبط الخاطر على ذهني ، تلونت أجنحته ببريق شيطاني ، وقال نَضِد بنانك لتكتب له لتطرد غولاً جديداً وقف عند تقاطعات الدنيا . نظر شرقه والغرب . هذا الشمال أم ذاك الجنوب ؟. اختار جسداً تكسرت في كل بقُعة منه ضربة رمح وطعنة سيف سياسي قُح . تخيرك أنت سيدي ولجبينك أن يُدهِنه الندى . ربما يقول لك شاب في عنفوان الصبا وقد لبس لَبوس المجد : ( لمجدك كل القداسة ، كؤوس ينابيعها وبكاء أحبائها ) لن نتخير لك من شجرة القداسة وحدها . عندما نقلب كتاب العُمر ، تُورِق من بين صفحاته زهرة ، أكمامها حالمة . وجهها أنضر من زهرة أنثى حين يلُفها( سولفان ) الزفاف . تَمجد خَاتَم البابوية وهو يُنـزَع من إصبع يوحنا بولس الثاني ، فكيف بخاتمنا وتراثه الإنساني ؟ . إنك شُعبة خيٍر أرادت محبة الفقراء في وطننا . تخيرت الدرب الأقرب ، ولقيت العنت عند كل مُنعطف . لدُنيا الأحبة أن تلقى ( الخاتم ) . لم يكن ملاكاً ولكن له من ريحانهم الكثير ، و له من دنيا الناس نفس صافية وعطر بهيج . يصحبُك مثل كل الناس زئبق يهبط بالقلق ويصعد بالشجاعة وهي صديقتك الودود. لن تُجمِلك البطولة سيدي وأنت قد انطلقت راكِباً سوابحها ، و وهجك إلى الريح هاجراً كل لذّات الدنيا وتخيرت الوَعِر من الدروب . كان الزاد دبيب الفِكرة في تلافيف الذهن ، و قُبة أعلى الكتفين كصومعة تقول لك أنا معك . نحن و مع كل عصير العُمر الجميل ، وبأزهارنا التي نشأت في غيبتنا عنك .لم ترهم أنت وقد صاروا في مُقتبل الشباب ، كلهم ومعهم أمهم سيدة عمرنا الجميل ، قد آن أوان جرعة الحمض الحزين أن نتجرعها .
وفي ذكراه نقول : كان الليل شراعاً دثر الدنيا ولم يقدر عليه ،وكان القمر بدراً يتلألأ ، يصادقه دوماً .كان الكون جميلاً في صحبته ، ودوداً هو في مُحياهُ ، وأنت ترمقه في منعطفات الدنيا .كان الوطن ولم يزل يزمّـله محبة ، ويدفن هو جسده فيه صبابة . اليوم لهدير الفواجع أن تعصف بالسمَع والبصر والفؤاد ، فقد غطست نخلة فارعة إلى بطن الأرض الولود ،وتركت عناقيدها لنا . آن للوطن أن يأتزر بقلائد الرحيل ، فجوف الموت أوسع من التمني .حق على موطننا موعد مع السير في الهجير حافياً ، رماله تلظت بعذاب الشموس تلتهب لتحترِق . زهراته انطوت . إنها انعطافة تنحر الأعناق وهي تنظر وتحلم بالشروق . حجر قاسٍ في موضع البطن لا يكفي لجوع المَراحِل الصعبة . أيها الكأس الحامِض ، عرفنا طعمك . لا تشبه الدواء أنت . تنهش في غير وقتك ، وتنـزع المُشتهى من الثمر .
اسمحي لي ان نستبيح مساحتك لنخلد من ترك اثر لايمحي . وقفت كثيرا ستة اعوام - ياخاتم
فقده مؤلم لكنه كان يحب الحياة يثابر دوماً متالقاً يحنو للفكر النير الثاقب / ينفذ لدواخلك عندما يحدثك . انت تحدثين عقلاً ثاقباً مستنير - دون ملل ننتقل من فكرة الي راي الي وضوح . ياخاتم لقد مر من هنا ايضاً اثراً تركه وختمه بحزن اعمق من جرح مؤلم .- ياخاتم ((انوار تعرفي الى د.شذا - ومن هي لاتعرفينها - لا - لم التقيها - تكتب باسم ايزبيلا (( وعي متقد وستدهشك)) اعتذر لك دايماً لقاء سريع _ اعتذر لك استاذي / التقيتها وكانت حقاً كما وصفتها - ياخاتم
التقيته باسمرا رغم عن مشغولياته الا انه بكرم واصالة اهله - قدم دعوة غداء - وبعد انتهاءها امتد الحديث حتي ختمه بحب جارف ومسؤولية واحترام للشهيد / عبدالخالق محجوب تمنيت ان اري قلبه من هذا - ياخاتم لم اعرف انه اصيب بمرض - وسط اصرار بان لااعرف حتي علمت . وبمطار ((دالس)) وددت ان ابكي امامه لن نراك مرة اخري - ربما لا ستحدث معجزة - ياخاتم
يهالني بشجاعته - بعد ندوة واشنطن يتحدث متالماً - لابد ان تذهب للطؤاري - ساهزمه ساهزمه - يعني الالم . فكم هزم بفكره النير وعقله المتقد الظلام والتعتيم والجهل - ياخاتم اعذرني وانا لاادري انك تداري الامك ويصر ان نذهب لشراء هدايا تيسير والاولاد لايستطيع لكنه جلس علي الكرسي الكهربائي المتحرك بالمحل وقام بتنفيذ طلباتهم المكتوبة علي ورقة صغيرة -ياخاتم بعد الندوة حضر للعشاء بمنزلنا ومعه نفر طيب يتحمل حتي قام مستاذناً وقضي الليلة معنا - وباكراً اصر ان يذهب مع معروف سند وبعدها سيذهب لمعالجة الالمه (كان كمن يحس بانه يجب ان يفعل كثير من الاشياء معاً وعلي عجل) - ياخاتم حضرت لمنزل عفراء واخبرتني (الخاله) بمنزلها انه لم يذق طعاماً - واتصلت بي عفراء من عملها (انوار هنالك شوربة يمكن ان يشرب ولو قليلا منها وهنالك ً) لكنه لم ياكل ، حزينة لما رأيت ياشذا وعفراء - فقد ارتمي علي السرير دون ان يتحدث ليقف بقوة وذهبنا لقضاء مشاويره - ياخاتم د/قرشي زوج عفراء ذهب معه الي وزارة الخارجية الامريكية وفي طريقنا تحدث بهدوء - تمنيت ان اخبر د / قرشي بانه يبدو منهكاً لكنه يحمل حقيبته ويقف رغم انه تعثر قليلاً بثبات ليلتقي بموعده - لينشر مزيداً من الوعي والفكر النير الثاقب - ياخاتم
شكراً شذا فهو حاضر متقد اراه الان ((لماذ احزن)) ::..؟؟ انه الخاتم _________________________ ساتوقف ساواصل معك لاحقاً
Quote: أول مرة رأيته ، كان يقدم الشهيد عبد الخالق محجوب في دار اتحاد الطلاب خريف 1970 وتحدث الأخير عن خلاف الحزب الشيوعي مع (25) مايو ، ثلاث ساعات ، ليت هنالك يدٌ تكتب تلك المرافعة الجزلة . فعرفنا أن الخاتم هو شبل من ذاك الأسد . يتشابهان في الرقة ، والصلابة .
04-30-2011, 00:27 AM
عاطف مكاوى عاطف مكاوى
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 18633
عبدالخالق والشفيع وجوزيف وقاسم والآخرون قرأنا لهم وحدثونا عنهم
ولكني التقيت الخاتم عدة مرات منها مرتان وأنا في حالة تتلمذ علي يديه دراستان بحجم ستة ساعات لن أنساهما ما حييت ..... كنت أحفظ له كاملا بعض المقاطع من مقالاته التي يكتبهافي (صحيفة الميدان) ... أذكر منها مقطعا صغيرا عندما ذهبا الخاتم والأستاذ التيجاني الطيب ممثلين للحزب لحضور مؤتمر الحزب الشيوعي اللبناني في الثمانينيات وكان قبل ذاك المؤتمر بفترة قد أُغتيل العالم والمفكر اللبناني الكبير (د. حسين مروة) وعند عودتهما كتب الخاتم في صفحتين كاملتين عن الرحلة والمؤتمر واغتيال د. حسين مروة داخل منزله فقال فيما قال : ( دخل عليه هذا الفتات البشرى الشائه الذرى فأرداه بزخات من الرصاص الجب.ان)
كنت وأنا من احدى قرى الجزيرة مداوما علي قراءة الميدان مع رفيقتها الأيام بشكل يومي حتي وأنا بالقرية ... أرسل يوميا لشرائهما... لذلك كنت علي علم بكل الفعاليات التي يقيمها الحزب في العاصمة ...فقد كنت أحرص دائما علي حضور أى ندوة للأستاذين نقد والمرحوم الخاتم.... أقرأ الاعلان في الصحيفة عن الندوة ستكون يوم كذا لأعمل علي تجهيز نفسي لشد الرحال للعاصمة حتي لا تفوتني كلمة لهذين العملاقين وحتي لا أقرأ ملخصا بالصحيفة أو يُحكي لي عنها .... انها فترة الثمانينيات بعد الانتفاضة.
الخاتم افتقده كامل الوطن وليس الحزب الشيوعي وحركة حق فقط الخاتم خرج من الحزب ولكن لم يُسئ اليه أبدا الا في حدود الخلاف الفكرى وحول القيادة وهذا خلافا مشروعا. الخاتم عاش حتي مماته نزيهاشبه معدما في حين ان أراد لتلغفته الرأسمالية الطفيلية ليكن من المليارديرات الخاتم لم يخُن شعبه ووطنه بل عمل من أجل رفعته طيلة حياته
له الرحمة والمغفرة ولتظل ذكراه حافزا للجيل الحالي والأجيال القادمة.
* شكرا دكتورة ايزابيلا لهذا الخيط
--------------- عزيزى معاوية الزبير لا يُذكر الفكر ولا تُذكر التضحية والبطولة في السودان والا وأن يُذكر الشهيد عبدالخالق محجوب ورفاقه الميامين.
رأيت ما رأيت.............. رأيت الشوارع تفتِّق به وجه شتائها ربيعاً تشقُّ به عصي الطّاعه تجعله دُثاراً للمنافي. .......... رأيت الشمس في وجهه تُرسل ورداً والبراكين تسيل لبناً.. والهراوات تتمدد زهراً.... رأيت ما رأيت......)
Quote: الخاتم افتقده كامل الوطن وليس الحزب الشيوعي وحركة حق فقط الخاتم خرج من الحزب ولكن لم يُسئ اليه أبدا الا في حدود الخلاف الفكرى وحول القيادة وهذا خلافا مشروعا. الخاتم عاش حتي مماته نزيهاشبه معدما في حين ان أراد لتلغفته الرأسمالية الطفيلية ليكن من المليارديرات الخاتم لم يخُن شعبه ووطنه بل عمل من أجل رفعته طيلة حياته
انه شرف الخصومة صديقي عاطف شكرا لك وللصديقة الدكتورة شذا
05-03-2011, 01:48 PM
أيزابيلا أيزابيلا
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 2385
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة