عزاء عبد الواحد كمبال في طيبة برس

Quote: استراحة ورحل عبدالواحد كمبال الفنان المتمرد وصاحب الكلمة الأنيقة رحل الأخ والصديق.. الصحفي والفنان الإنسان عبدالواحد كمبال بعد صراع مرير مع المرض والغربة. وعبدالواحد كمبال عرفته في سبعينيات القرن الماضي.. حيث كان يعمل معلماً في المدارس الإبتدائية.. وكانت علامات النبوغ والذكاء تشع من عينيه خلف تلك النظارة السميكة. عرفته ضمن دفعة من أخلص أحبائه الاستاذ كمال المأمون والاستاذة منى عبدالرحيم المسرحية المعروفة.. حيث كانوا يدرسون في مدارس أم درمان الابتدائية. ثم التحق بوزارة الشباب حيث أبدى نشاطاً وحماساً كبيرين.. ولعب دوراً كبيراً في نجاح معسكر واحة البشيري لغرب السودان حيث أقيم معسكر للشباب العربي والسوداني لدعم تلك المنطقة. ثم أوفد الى الجزائر لتلقي كورس متقدم في قيادة وتنظيم وصحافة الشباب.. ثم جاء ليعمل مع الراحل بشير الطيب في قسم الإعلام بالوزارة، حيث كان الراحل بشير الطيب مديراً للإعلام.. وجاء معهم الصديق الفاتح المرضي بعد أن ترك توتو كورة.. وتم اعتقاله في يوليو وخرج من المعتقل.. والتحق بوزارة الشباب قسم الإعلام، والراحل عبدالواحد كمبال كان رجلاً نقياً.. وطيباً كالحقول والمطر.. وكان ريحانة للمجالس وعطراً للأحباب. اعتقل في كوبر.. وكلفت مسؤولاً باستلام راتبه من وزارة الشباب.. وكنت أزوره بالسجن اسبوعياً.. واشتري له الكتب والمجلات.. ومرة اشتريت له كتاب كولن ويلسون «القفص الزجاجي» وذهبت الى سجن كوبر.. وبدأ ضابط الأمن المسؤول عن زيارات المعتقلين السياسيين يقلب في الكتب التي حملتها لصديقي الراحل كمبال.. وعندما رأى عنوان «القفص الزجاجي» تطاير الشرر من عينيه.. وقال لي لماذا جلبت له هذا الكتاب.. قلت له ماذا به؟.. قال لي المعني بالقفص هو سجن كوبر، قلت له مازحاً سجن كوبر قفص حديدي وليس زجاجياً ابتسم الرجل.. وقال لي ما معنى هذا الاسم قلت له والله الكتاب صدر حديثاً لم أطلع عليه.. ثم سمح لي بإيصال الكتب. غادر عبدالواحد السودان وعمل صحفياً في تلفزيون قطر ثم تزوج من السيدة صفية.. وأنجب.. وفقد أحد أولاده في المغرب الذي ذهب اليه بعد ان ترك الدوحة.. وأثناء وجوده في الدوحة كان يزورني في بغداد.. وكان يقضي إجازاته معنا حيث كان يعيش في بغداد الراحل الاستاذ حسن الطاهر زروق «يرحمه الله» والاستاذ محمد عبدالجواد «يرحمه الله» وكان أيضاً الاستاذان الشاعر الكبير هاشم صديق والمسرحي بدرالدين حسن علي وكان يسعد كثيراً بوجوده معنا في بغداد، وكان من عشاق بغداد.. تاريخاً وتراثاً وثقافة وفنوناً وصدام حسين. وكان يهاتفني من المغرب كثيراً.. وكان قد فقد أحد ولديه في المغرب.. ودخل في حالة حزن عميقة. كان عبدالواحد كاتباً متميزاً صاحب عبارات متفردة وصور رائعة.. وكان يكتب النثر والشعر، وكان صاحب خيال واسع.. وأفق مدهش، كان صاحب كلمة أنيقة.. وكان فناناً ومتمرداً. رحم الله صديقنا عبدالواحد.. ونسأل الله ان يبارك في ذريته.. «إنا لله وإنا إليه راجعون». أضف تعليقك طباعة الموضوع أرسل الموضوع (قراءة: تعليق: 1 طباعة: إرسال: ) التعليقات -------------------------------------------------------------------------------- 1/ محمدالمكي ابراهيم - (كاليفورنيا) - 17/2/2011 اشاطرك الاحزان اخي كمال واقدم التعزية لام الخير وزوجها هاشم والاخ السفير سيد احمد الحردلو وكافة آل شامي وكل ابناء جزيرة ناوا.انني حزين لهذا الرحيل فقد غادر المستشفى وصدقنا انه تغلب على المرض ولكن هيهات. كان اخر ما اسدى الينا محموعة من الكتب ارسلها من المغرب الى كاليفورنيا واوصانا بتداولها بينناوكانت تعكس ذوقه التقدمي الرفيع في الاختيار.لاشك ان روحه المضيئة ترقبنا وترقب الوطن الذي احبه وضحى من اجله.يرحمك الله ياعبد الواحد كمبال ايها الفدائي الجميل.وعش في النور والسعادة في كنف الواحد الاحد.