كيف ستنتهي هذه المعركة ببورد سودانيز اونلاين :ومن المسئول عن هدر البندودث ؟

الأخ فتحي
لك احترامي بقدر احترامك للآخر .. ولك تقديري بقدر عدم تسفيهك لخيارات الآخرين

ما الذي ينفع الناس؟ وما هي المعايير المتفق عليها لتحديد ما ينفع الناس؟ ومنذ متى اقتصر نفع الناس على السياسة ونفاقها؟ ما الذي حدا بك يا فتحي، دون خلق الله، لكتابة هذا البوست وأنت أكثر المستهلكين لكلمتي الحرية والديمقراطية بين رواد البورد؟ أم لديك تعريف جديد لهاتين المفردتين يسمح لفرد واحد (هو أنت يا فتحي) بفرض رؤيته على الخلق؟

صاحب الدار، الأخ الكريم بكري أبو بكر، كتب وكرر مراراً بأن البوستات ذات الطابع الاجتماعي الشخصي سوف يحيلها إلى المكان الذي بناسبها، وقد وافق الجميع على ذلك، لأنه الأدرى بحجم الباندويدث المتوفر، والمسئول الأول عنه؛ فلماذا يا أخي فتحي لم ترسل رسالة خاصة إلى الأخ بكري وتلفت انتباهه بأن في البورد بوستات لا معنى لها .. وأن خلويين من أبناء الأبّالة قد نصبوا لهم خيمة في البورد يحيكون بداخلها المؤامرات ضد الديمقراطية ويأتون بكلام يحط من همم الثوار الديمقراطيين، لذا يجب رميها في مذبلة البورد؟

هل أنت يا فتحي بهذه البراءة لتجهل قيمة الشعر الشعبي والدوبيت؟ هذه الخيمة التي سميتها هدْراً للبانويدث يتجمع بداخلها أفراد لن يتاح لهم اللقاء إلا عبرها .. أفراد شكّل هذا النوع من الشعر وجدانهم وقد تفرقت بهم السبل خارج حدود الوطن فصارت الخيمة وطناً لهم. لكن من الواضح أن ديمقراطيتك لا مكان لوجدان الآخر في نعيمها الموعود

وصمك للخيمة بالهدْر أعاد إليّ ذكرى واقعة اقل ما توصف بأنها احتقار لأهلنا البدو وشعرائهم .. وإزاحة لكل ما خرج عن دائرة ثقافة البندر السوداني. ففي السبعينات، وباقتراح من وزارة الثقافة، تحمس أحد الباحثين الجادين لجمع كل أشعار بوادي السودان .. وعلى نفقته الخاصة. وقد بدأ بالفعل في تنفيذ هذا المشروع (الهدْر) .. يجوب البوداي من شرقها إلى غربها مزوداً بكل أدوات التوثيق وعلى نفقته الخاصة أيضاً. ثم عاد وسلم الاخوة بالوزارة ما جمعه من مادة .. فكان مصيرها لا يختلف عن مصير ناظميها: التجاهل والاستهزاء. فكل مسئولي الوزارة كانوا يرونها هدْراً، مثلما صنفتها أنت الآن

هذا البوست يا فتحي قد خانتك فيه نفسك فكشفت عن مدى سعة صدرك ومدى فهمك للمجتمع السوداني بمجموعاته المختلفة .. وكيفية تعاطيك مع ثقافة الغير إن قيض الله لك سلطاناً علينا

أصدقك القول بأني شخصياً لا انتفع بأي من البوستات التي تكتبها أنت عن السياسة، بل أجدها تزيد من حيرتي إذ كيف يسمح لك الإنقاذيون، وأنت داخل الوطن، بكل هذه الحرية التي تمارسها في كتاباتك السياسية؟ ألا يعني ذلك أن بالسودان حرية رأي كافية لكل صاحب قلم بدليل ما تكتبه أنت؟ لماذا سمح لك الإنقاذيون بكل هذه المساحة من الحرية وتريد أنت تكبيلنا حتى في هذا البورد، ولا ندري ماذا يكون مصيرنا إذا آلت إليك سلطة بلد كالسودان؟ اللهم لا تسلط علينا من لا يرحمنا

لا أجهل أن وجودك في الداخل له انعكاسات على نظرتك لما ينفع الناس وما يجب على الناس عمله. وبنفس المنطق، أتمنى منك أن تتفهّم نفسيات من هم خارج الوطن وتشوّقهم لكل ما يعمّر دواخلهم بذكرى الوطن، وقطعاً لن تعمّر دواخلهم الكتابات السياسية، فلم نسمع بأن مواطناً في أرض المهجر قد قرأ مقالاً سياسياً فبكى حنيناً لوطنه

ولك الود ما دمت ودوداً مع الآخر