تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2"

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-22-2024, 02:01 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-03-2010, 04:21 PM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" (Re: محسن خالد)

    الحريَّة الوجودية للكائن المؤنَّث
    تحت رِبْقَات الكوشرثيا


    تُرى ما الذي بَنَى الحضارة الإنسانية؟ وما الذي سَخَّر الطبيعة للإنسان؟ ولماذا تُسَمَّى "الرئيسيات" في علوم الأحياء بهذا الاسم؟ وما الذي يجعل سواها من الكائنات غير رئيسة؟
    إنَّ الذي بَنَى الحضارة الإنسانية هو الحركة. وبالتحديد بَنَتْهَا حركةُ الإبهام؟ وجاء في آي القرآن {بَلَى قادرين على أن نُسَوِّيَ بنانَه}. وتفاسير القرآن القديمة كادت أن تفك شفرة الآية، ولكنهم عكسوا معناها بالضبط، على نحوٍ عجيب وطريف، فـ"التسوية" التي تَمَّت لانتشال يد الإنسان من جمود التمثال، هم فهموا أنَّ الآية تُهَدِّد الإنسان بهذه التسوية كي تعيده إلى حيوان، انظر ما قالوه في الهامش أدناه(1*). في حين أنَّ الآية كانت تفاخر وتُعَاجِز بأنَّ الله هو من صَنَعَ تلك التسوية التي نال بها الكائن البشري، الحركة، في يديه، ما تأسَّست عليها السيطرة والمَلَكَة من الوجود وتوجيهه. أمَّا تأويلات المُحْدَثين فقد ألزقت بالآية أشياء أكثر طرافة، من مواد القدماء التي تفهم بالمقلوب هذه، وستجد طرافات المُحْدَثين هذه في كُلِّ مكان يتحَدَّثون فيه عن الإعجاز العلمي للقرآن. هذا، بالتأكيد، بعد ظهور اكتشاف البصمة البشرية، ومعرفتنا علمياً لتمايز كلِّ واحدة منها عن الأخرى. ففوراً، وبحركات بهلوانية على أصعدة المنطق والخيال واللغة -كلّها جميعاً- هَجَمَت جماعاتُ مخترعي الإعجاز العلمي في القرآن لتقول إنَّ القرآن تناول موضوع البصمة، وبهذه الكيفية، منذ ما يربو على الستة عشر قرناً! ولا أدري كيف رَكِبوا على معنى الفعل "سَوَّى، يُسَوِّي، تسويةً" وجعلوه يَدُلُّ على بصمتهم المفتراة تلك!؟ هذا الفعل يُقرأ في نَسَق الفعل الآخر عن تسوية آدم، من قول الآية {الذي خَلَقَك فسوَّاك فَعَدَّلك(7) في أيِّ صورةٍ ما شاء رَكَّبَك(8)} (تشديد الدال من "فَعَدَّلك"، قراءة قالون وورش والدوري، وغيرهم). أقول باختصار، من شاء تأملاتي في هذه الموضوعة يجدها في مواضع ثانية، من كتابتي عن "القيامات والأناسي"، وبعضها ببوست إصلاح الكتابة، كي لا أخرج عن موضوعتي الحاضرة هذه، وهي الحريّة الوجوديّة للكائن المؤنَّث تحت رِبْقَات الكوشرثيا، لما يجاورها من مواضيع. فبإيجاز شديد، من تفسيري، لآية تسوية البنان، أقفز إلى أنَّها أُولى المواد الموثَّقَة لنص يفترع تصنيف الرئيسيات من ناحية جوهرها العلمي، الحقيقي. فكون هذه الآية احتوت رؤية معرفية خطيرة ومتقَدِّمة بالنسبة لذلك الزمن، هذا حاصل ولا جدال حوله، من شاء فليعتبرها معجزة، ومن شاء فليقل عنها عبقريّة، ولكنَّها، بأي حالٍ من الأحوال، ليست موضوعاً يمكن إغفاله كأن لم يكن. خصوصاً مع نَسَق الآية المعرفي ذلك عن خلق آدم وتسويته وتمييزه عن باقي الكائنات.
    فالمُمَيِّز اللُّبِّي والجوهري للرئيسيات عن غيرها، في علم الأحياء، هو امتلاك هذا الإبهام والقدرة على تحريكه مع الأصابع الأخرى، ليُشَكِّل مقبضاً مع بقيّة هذه الأصابع وحركتها، للتمَكُّن عبر هذه الحركة والتحريك من السيطرة على الأدوات وتسخيرها. ومن ثَمَّ بناء الحضارة الإنسانية عَبْرَ تطويع الطبيعة واستغلالها. وهذه الخصيصة لا يمتلكها إلا الإنسان وعددٌ محدود ومحصور من القِرَدَة العليا فقط.
    فإنْ عَدِمَ الإنسانُ هذه الحركة، وهذا الإبهام، أصبح كائناً غيرَ بَانٍ، وليس بوسعه السيطرة على الأدوات أيٍّ تكن، وإن هو واعٍ ومُدْرِكٍ لما يجري حوله. فمن هو الإنسان، إن فَقَدَ الحركة على منحاها البدني الظاهري هذا، ليكون تمثالاً! ثم فَقَدَهَا على منحاه الجُوَّاني، الوجداني، أيضاً، ليكون قاعَ هُوَّةٍ ساكنة، لا حراك بجوفها إلا لما يعبر مُبتعداً من ظلال الخارج؟ ماذا عن الإنسان إن فَقَدَ حُرِّيتَه الوجودية ظاهراً وباطناً!؟
    والحُريَّة الوجودية للكائن، أُعَرِّفُهُا بأنَّها مداه الوجودي الذي يَتَحَرَّك فيه على وجهين. الوجه الأوَّل باطني، داخلي، كأنْ يُفَكِّر كيفما يشاء، ويحس ويستشعر وجوده على النحو الذي يعجبه، وأن يصيغ بُنَاه الوجدانية وَفْقَ أُعطياته العقلية والنفسية الخاصَّة به.
    والوجه الثاني لهذه الحريَّة الوجوديَّة، يتمثَّل في الانعاكس المادِّي، المحسوس، لتلك الحركة الجُوانيَّة. أي أنَّ الحريَّة الداخلية هي الأساس في صناعة ونشوء تلك الحُريّة الظاهرية، المُؤَسِّسَة للحضارة الإنسانية، والبانية لها.
    فالمرأة التي تنعدم حركتها نحو "السوق" و"الحفلات" وجميع أنواع المخالط الأخرى، فهي بهذا الحصر لنفسها، وحرمانها من هذا المدى في الحركة، تُنَفِّذ، في الواقع، برمجة تَمَّت لها منذ الصغر من خلال حصيلة كوشرثية للأفكار والرؤى التربوية.
    بعبارة أوجز أقول، غالبُ بيوتِ السودانيين تَمُدُّ المجتمعَ السوداني ببرمجيات خجولة اسمها المرأة، بدلاً عن امرأة حقيقية بانية للحضارة، وفاعلةً أصالةً عن نفسها، لكونها تعرف ما هي حُرِّيتها الوجوديَّة، عن وعي، وتعيش وَفْقَاً لهذا الوعي بالحريَّة الوجودية للبشري.
    والكائن البشري ليس مُعَرَّضاً لفقدان حريّته الوجودية هذه عَبْرَ "الغصبِ" وحده، وإنَّما "هو" أو "هي" قابلان لفقدان هذه الحريّة الوجودية لعامل "البرمجة" أيضاً. الكائن المُذَكَّر يُسْتَهْدَفُ بالبرمجةِ مِثْلُهُ ومِثْلُ الكائن المؤنَّث، من مجتمعنا الكوشرثي. ولكن هنالك نقطة تُمَثِّلُ فارقاً جوهرياً، يجعل من ذلك الكائن المُذكَّر لا يتلقَّى هذه البرمجة بذات الوطأة والرسوخ اللذين تتلقاهما بهما المرأة.
    والنقطة الجوهرية هذه تتشَخَّص مِمَّا رَسَّخَتْ له الكوشرثيا عبر الكثير من مقولاتها وفنونها القولية. وأنصعُ مقولة مغناة لشرح هذه النقطة، هي مادَّة الكوشرثيا التي تقول عن مصير الكائن المُذَكَّر {دايراك يا علي، تكبر تشيل حملي. وياكا يا علي الخلَّاك أبوي دُخْرِي}، فهذه المقولة التي نراها مسالمة ولا يندفن تحتها أي شيء، أراها قَضَتَ بالمُمَيِّز اللُّبِّي، والفارق الجوهري بين الكائنين، بحيث لا هوادة في الأمر ولا رأفة.
    وهي بادِّخارها المزعوم هذا قد مَنَحَتِ الكائنَ المُذَكَّر قَدَراً ومصيراً يختلفان كُليَّاً وإجمالاً عن القَدَر والمصير المَمْنُوحَيْن للكائن المؤنَّث. أعني مَنَحَتْه الفرصةَ المُناسبة تماماً للهروب من "البرمجة".
    فالكائن المُذَكَّر من مجتمعنا الكوشرثي، علاوة على أنَّه لا يتلقى "برمجة" بالحجم والنُّوع الذي تتلقاه المرأة، لدى هذه الجزئية تحديداً، فهو يُمْنَحُ أيضاً فرصة للتَّخَلُّصِ من تلك البرمجة ورميها وراء ظهره.
    المقولة التي اقتبستُها من الكوشرثيا تَنَصُّ باختصار على الدفع بالكائن المُذَكَّر إلى الوجود، فالوجود بذلك يُريه كُلَّ المداءاتِ التي كانت غائبة عنه من حُريته الوجودية. ما يجعله يمارس تلك الحرية إلى أقصى مدى متاح أمامه.
    فالكائن الذي يُنْتَظَرُ منه، أن يكون ذُخْرَاً، بالمعنى الذي تُحَدِّده المقولة ذاتها وهو {تكبر تشيل حملي}، لا طريقَ أمامه لكي يحمل تلك الأحمال سوى أن يُدْفَعَ به في لَجَبِ الحياة والوجود فينجو بذلك من البرمجة، لأنَّ للحياة والوجود مقترحاتهما وخبراتهما، وكل ما يمنحانه من أُعطيات ولُقىً لمن يأتيهما ويرتادهما، فيتخَلَّص الذَّكَرُ تَبَعَاً لذلك من هذه البرمجة.
    فالصبي الصغير يُنتظر كي يكبر، ويحمل الأحمال، يُوَفِّر المعاش، يدفن مَنْ يموت، يحارب المعتدين، يحمي أخواته.. إلخ.
    أي، الصبي الصغير، منذورٌ للوجود، ولحرية ذلك الوجود.
    بينما الفتاة الصغيرة منذورة لعدم الحركة، ومُلازَمَة البيت، منذ يفاعتها. ولكم سمعنا مثل الحديث القادم أدناه، الذي أضعه في قالب قصصي كي أُجَمِّع الكثير من أيقونات التربية فيه ولدى برغراف واحد. فَلِكَمْ سمعنا وبأشكال مختلفة كلاماً مثل هذا {البنيّة مالها؟ النبي فوقِك كان ما سَكَّتيها، ما تخليها تَدْغِي ياختي. عايني حلاتها دي! بكرة تَكْبَر كدي يا يُمَّة، وتنفعك في كُبْرك آحليمة}.
    مصطلحنا كما تقَدَّم، أتينا به من لفظتي "كوش" + "إرث". فأحياناً تأتي الكوشرثيا "الضارَّة" أو "النافعة" من جذر كوشي، وأحياناً أخرى تأتي من جذر الإرث الإسلامي العربي. ولا يهمنا كم حِصَّة الكوشيين ولا حصَّة غيرهم مما هو ضار. لماذا؟ لأنَّ هذا المزيج أصبح، بالأصل، أساساً ومُكَوِّناً حضارياً للسودانيين في كل شيء ويصعب فَكُّهُ عن بعضه بعضاً. أي أنَّه غَدَا نَسَقَاً حضارياً ثالثاً ذا طبيعة حيّة في ذاتها الجديدة هذه، كما هي حيَّة في النَّسَق الثقافي الجزئي بحسب ما جرى على تلك الأجزاء من مُتَغَيِّرات.
    فَوَأدُ الحريّة الوجودية للكائن المؤنَّث كامنٌ في هذه الكوشرثيا بتمامها، وبلا استثناء لأي مادَّةٍ من موادها الوفيرة، أو جغرافية من جغرافياتها الكثيرة.
    فالملكة، السلطانة، الكنداكة، من حضارة كوش، على مستوى النُّخْبَة الاستثنائية! هي "عروسُ النيل"، التي تُغْرَقُ في مواسم الخصب، على مستوى بنات قاعدة الكوشيين. والمرأة المكَّة، كما كانت "ستنا"، مَكَّةَ الجعليين السابقة للمك نمر مُباشرةً، على مستوى النُّخْبَة الاستثنائية! هي نفسها، المرأة ظِلُّ الرجل، القارَّةُ في بيتها، راعيةُ الأبناء والبهائم، مَنْ صوتها عورة، على مستوى غِمار بيوت الجعليين/ المُسْتَعْرِبِين أو العرب "مثلاً".
    فالمرأة السودانية إذن في شمولها، لا في مُمَثِّلاتها، الاستثنائيات، هي كائن مؤود الحريّة الوجوديّة. ومنطلقها الرئيس الآن، لِفَكِّ إسارِ ذلك الكائن، يجب أن يكون شعاره هو، استرداد صورتها، ووضعها، من تلك الخانات التاريخية، الاستثنائية.
    لماذا؟ كي تعرف تماماً، أنَّ معركتها اليوم، هي معركة لاسترداد حُريّة وجوديّة استثنائية كانت لها فيما مضى من تاريخها المُشرِّف، لا تاريخها الآخر، الذي هي اليوم تدفع ثمن غَرَقِه وعبوديته ما تزال. هي معركة بحجم كبير إذن، معركة لاسترداد خانة استثنائية، مَرَّ عليها من التاريخ ما جعل حرّيتها مؤودة فيها وعلى مستوى كُلِّ مَنْسِمٍ من مَفَاصِلها. في الوقت الذي تَعْدُلُ فيه الحريَّةُ الوجوديّة للكائن الحيِّ البشري هذا، باختصار، تَعْدُلُ حَقَّ الحياة، وحَقَّ أن تكون شريكاً مُتَحَرِّكاً بحُريّة، إنساناً، بانياً للحضارة، وإلا فستكون أدنى منزلةً من القِرَدَةِ الدنيا.
    ويبدأ هذا الوأدُ لحريّة الكائن المؤنَّث الوجودية باكراً، منذ تحويل حركتها الفزيائية، الاعتيادية هذه، إلى هَوَيَان تمثال يغرق. تمثالٌ يُجَسِّدُ تلك المرأة "عروس النيل" لا الملكة. ويبدأ هذا الوأد، في أولى خُطُوات تَمْثَلَتِها، باستقصاد حركتها الفيزيكية، الاعتيادية هذه، لأنَّ الحركة في البَّدَءِ كانت هي ما شَطَرَ الإنسان عن أن يكون تمثالاً غارقاً في طين عدمه، أو في سَمْتِ القِرَدَةِ الدنيا.
    وأوَّلُ شيء يبدأ به هذا الوأد، هو تحديد كيف تتحَرَّك المرأة إجمالاً، جلوساً، اتَّكاءً، وقوفاً، مشياً، نوماً.. إلخ! يبدأ تحديدُ ذلك منزلياً، كجهة تربية غير رسمية، ثم مدرسياً كجهة مؤسَّسة تربوية رسمية. ومؤسسات التربية الرسمية ليست بموضوعتي الحاضرة، موضوعتي الحاليّة هي الكوشرثيا، التي شَكَّلت المدرسة ذاتها، عَبْرَ صياغاتها وتشكيلها للذهنيات التي بَنَتَ المدرسة، ومما قبل مُحْيِي الدين صابر بعشرات القرون. ففي المدرسة مثلاً يبدأ نَسَقُ مصادرة الحريّة الوجودية، للكائن المؤنَّث، والحرمان من العفوية، والتحجيم "الحركي" هذا، منذ {بدر رَكِبَ الفرس، وأمل ما رَكِبَت}. فبذلك تغدو المدارس نَسَقاً تعليمياً وتربوياً، انبنى على عظام هذه الكوشرثيا الضارَّة ذاتها، ومن صميمها. فالفروسية بكل حركاتها وسكناتها، وحُريَّة الفارس بكافَّة معانيها الوجوديّة، تُسَجَّلُ في هذه المدارس العقارية للرجل فقط. وليس للمرأة أن تفرشح رجليها على الإطلاق، لركوب جوادٍ، سواءٌ، بلا جياد.
    وكل الحركات من صلاة المسلمين، ممنوعٌ ومُحَرَّمٌ عليها أن تُؤَدِّيها إلا في الصلاة فقط. فحركاتُ تقواها ذاتها، هي حرامُ حريتها الوجوديَّة.
    فهي لا تستطيع أن تنثني معطيةً عجيزتها للحضور، أي حركة {الركوع} وإلا فسيصيحون بدءاً بالأم نفسها، التي قامت على ذات النَّسَق التربوي، وأصبحت راعيته الحريصة عليه أكثر من الرجال أنفسهم، كي لا تُوصف بالفشل في التربية، لذا ستصيح قبل الإخوة والأب والجميع {يا بت ما تفَنْقِسي فوقنا}، لا تُعطينا مؤخِّرتك. ومع كل حركة مُحرَّمة على هذه البُّنَيَّة يُصبُّ جزءٌ منها في صَبَّارة وضع جنسي، حتى تُحال أفكارها كلّها أوَّلاً، وحركاتها كلُّها ثانياً، إلى مومياء مذعورة جنسياً بقعر تابوت، تَحْرُسُها رائحةُ حنوط ذكوري، وتحول بينها وبين العودة إلى الحياة الطبيعية.
    ولا يجوز لها أن تُفَاجَّ بين رجليها، بأي حال من الأحوال. الحركة التي يسند فيها الأطفال ظهورهم للجدار، بينما يواجهون حضور الغرفة برجلين مشبوحتين، لتكون بينهما أي مادة لعب، حصى، علب صلصة، مِسْنَد، أو أي شيء آخر. وربما لا يكون بين الرجلين شيء، غير حركة مزاج طفولية يسرح فيها الأطفال، وراء براءتهم تلك. وربما ينام الطفل، الولد، في استناده على الجدار ذلكم. أعني الحركة التي تنشبح فيها الرجلان تماماً، أو الأخرى التي {تقوم فيها إحدى الساقين، بينما تُثْنَى الأخرى} فيما يشبه {حركة ما بعد السلام} من الصلاة، للتسبيح، بحيث تكون إحدى القدمين، مثنية تحت الإلية.
    أمَّا البنت فلا يجوز لها ذلك أبداً، فهم يَعُدُّونها كي لا تشبح هاتين الرجلين إلا على أعتاب زوج وتحت نهيته "فقط". كي تفاخر النِّسَاء فيما بعد، من مفاخر كوشرثيا خلوتهن، مثل {أنا أمَّك يا فلان، الكرعيْ ديل ما فتحتهن، أو فَجِّيتن، إلا لأبو فلان}.
    أمَّا أبو فلان هذا فمعه تصريح كوشرثي منذ المَثَل الذي يُجَرِّعِوُنَه من خلالِه الكرمَ وقيادةَ المرأةِ خادِمَتُهُ، وخادمةُ ضيوفِهِ، من قول الكوشرثيا {البِّعَزِم عاجباهو أم عِيَّاله، والبِّشْتَح عاجبو سِرْواله}، هو الكريم مع أنَّه يعزم فقط، ونيران {الصيجان، والدُّوَاك} لهذه الخادمة، التي وظيفتها هي أن تكون أداة من أدوات كرم الرجل. كلّما زادت مهارتها في تجميل وتزيين بيتها لضيوف ذكوريين ما، وبراعتها في صنع الطعام، وسرعتها الفائقة في ذلك، وكفاية طاقتها لإطعام {لوري} كامل من الضيوف، كلّما زادت أسهم الرجل في الكرم بالخارج ومناداته للضيوف كي يأكلوا ويشربوا. أو كما يُكَلِّمنا الليركس الذي يغنيه خلف الله حَمَد، عن كرم النعيم ود حَمَد:
    {يا الشَّرَّفَتَ القضاء
    ويا الحاكيت من مكوار بدأ
    خَدَّامتو القَعَّدَهَا
    هي بِتَدْرُش قالت قَضَى} فها هي خادمة له أو جارية، مُجَرَّد خادمة وكرمها لا يُعْتَدُّ به، وإنَّما هو معطوفٌ على كرم الذكر {سيّدها} عبدةً كانت أم زوجته، لا فَرْق. ومع كونها خادمة عنده فحسب، فالمعنى يقول، إن كانت خادمته {العِفِينَة} هذه، كَرِيمة لدرجة أن تقول الأكل جاهز "قضى"، كي لا يذهب الضيوف المُستعجلون للحاقِ أمرٍ، بينما هي تَدْرُش عيشها على {المرحاكة} تَوَّاً {يادوب} كي يصير دقيقًا مرحلة ما قبل العجين، وقبل النَّار. فما بالك إذن بكرم {النعيم يا} {فَحَل القبايل، كريم لَمَّام الهمايل. إيده أم رويق والقِبْلي شايل!؟}.
    فالكرم للمُذَكَّر، الفحل وحده، وكذلك الشَّبِحُ، التفاجُّ، أو التَّفَرْشُحُ، للرجال فقط. وأرجلهم فيه طليقة، لدرجة اختراع ماراثونات تفرشحية، تُعْرَضُ من خلالها السراويل، مهما تكن، أثناء ركوب الدواب، أو بلا دواب. {قُرْقَاب}، {سروال تِكَّة} حَتّى لو سراويل نوم فلا تثريب، ولا موانع مُطلقاً تحول دون المُذكَّر وحقه في الحريّة الوجوديّة الكاملة للجسد، بما فيها الرجلان، سوى جودة وجمال السروال المتمثلتين في المتانة والنظافة فقط.
    بل يضحك الأب، مبسوطاً، حينما يرى صغيره الصبي نائماً ومتكشِّفَاً خلال نومه فيقول {هيييع، الضَّكَر، أَعَدْلِيلو كرعيهو ديل}. أمَّا إن كانت صغيرته، هي المُتَكَشِّفَة، فيشيح بوجه مغموماً، كأولئك الذين وصفهم القرآن من قوله {وإذا بُشِّر أحدهم بالأنثى، ظل وجهه مسودَّاً وهو كظيم، يتوارى من القومِ، من سوء ما بُشِّر به! أيُمْسِكُهُ على هُونٍ، أم يَدُسُّه في التراب؟} ثم يولي الأب ظهره لصغيرته المتفرشحة في النوم، منصرفاً. وربما لا يخاطب أُمَّهَا، بخصوص ما رآه، إلا حينما يبلغ الباب، منادياً فيها دون أن يلتفت {أستري وليتك دي، أجبدي فوقها "فِرْكَة" وألا مصيبة زمان}. فهو لا يجتث صبيَّه ذلك من طفولته، لا، يدعه مستغرقاً فيها ويضحك بهجةً، ويطالب بعدل رجليه فحسب. أمَّا بنيّته فهو يجتثّها من عروق طفولتها، ويراها وليّة من ولاياه الناضجات منذ براءتها الغافية هذه. ولذا فهو يأمر لها بما هو أثقل من {الحجاب} بالنسبة للناضجات أنفسهن، أي بـ{الفِرْكَة} أو بـ{شَمْلَة}، قطعة خيش، أو بأي شيء آخر يمكن أن تَتَفَتَّقَ عنه تركيبة {مصيبة زمان} بما يئد، في الحقيقة، ولا يُغَطِّي فحسب. ولك أن تقول هنا بـ{الصخرة} بدلاً عن {الفِرْكَة}، صخرة الكوشرثيا الضارَّة، فما الأنثى في بلادنا بما ألقيناه عليها من تشويه وكَبْت، إلا "سيزيف" هذه الكوشرثيا الضارَّة. غَطُّوها بالصخرة، ولا مانع من {مصيبة زمان} على حدِّ قول الأب. فهذا هو الإرث المُتَحَدِّر من تلك الثقافة التي وصفتها الآية، وحَكَته عن صاحب ذلك الحزن الذي استقبل داهيةً و{مصيبةَ زمان} وليس مولوداً يُحَقِّق البشرى، والفرح.
    فإن كانت عصور ما قبل الإسلام تئد المرأة فعلياً بالدَّسِ في التراب {أيُمْسِكُهُ على هُونٍ، أم يَدُسُّه في التراب!؟}، فالكوشرثيا الضارَّة هذه، تَدُسُّ حُرِّيِّتَها الوجودية في لحد، وتئد منها روحها، وطلاقة عفويتها الإنسانية، وتُشَكِّلُهُا شبحاً لهلامٍ انخلق من خجل الذات، ومن خجل كُنهها ووجودها، طفلةً كانت أم ناضجةً.
    وأيضاً تُشَكِّلُهُا ككائن سَلْبِي، وغير مُبادر، غير مستكشف، فلو انحشرت كرةُ تلك الطفلة تحت {العنقريب} مثلاً، فلينحشر أخوها لجلب الكرة بدلاً عنها. وإلا لصَدَرَت عنها، في مُبادرة شخصية، حركة {السجود} من دون صلاة ولا وضوء. لتهجم عليها صيحاتهم من قفاها، الذي تحرسه بهذه التصورات ذئابٌ لا عشيرة، ذئاب ستعوي فيها بأصوات كثيرة {يا بت ما تَفِقْلي فوقنا}. فعليها دائماً إنْ تَجْلِسُ، تقفُ، تصعدُ، تنزلُ، تنامُ، تستلمُ أحلاماً، تدهمها كوابيس، مهما يكن، فلتكن رجلاها مضمومتين، لا يَبُدُّهُمَا منها ويفرشحهما إلا قضاء حاجتها. وليكن صلبها وردفاها وكاملُ منطقة حوضها، مَغْمُولين في كهف، لا يبرز منه شيءٌ مطلقاً، مهما كانت الأسباب والدَّوَاعي.
    {ما تَفِقْلِي فوقنا} والمِفْقَال من النَّخْلِ، ما تحاتَّ عليه من جريد، هذا في القواميس وحسب. أمَّا في الكوشرثيا مع التأويل، فالمِفْقَال من النِّسَاء، في هذا السياق، وبواقع كوشرثياهم تلك وقوانينها، تُصْبِحُ المِفْقَال من المرأة السودانية ما تَحَاتَّ عليها من ثياب، أو حياء. فهكذا تُقَادُ المرأةُ إلى بئر خجرٍ تنهض على حدود الخلل النَّفسي للإنسان، فتجدها تخجل من كل شيء، حتَّى من ذاتها ووجودها، تحسب وتُخَطِّطُ لكل حركةٍ وسَكَنَةٍ تصدر عنها. حَتَّى إن كانت نائمة، توقظها أمها مع صَفْعٍ ونَهْزٍ تموت منه أحلامُهُا {قومي يا بت.. متفلِّخة كدي، راجل إنتِ؟ أجمعي كرعيك}.
    هذا الإعداد الكوشرثي لها،مُخَطَّطٌ له ومستمر، منذ أي زمنٍ وُجِدت فيه، وعلى أي حالٍ، وفوق كل حركة وسَكَنَةٍ، فلا تكون هذه المرأة التي تُنجزها الكوشرثيا في نهاية الأمر، سوى "خجلة كبيرة" تسير على قدمين غير مفرشحتين.

    ----------
    (1*) {قال ابن عباس وعامة المفسرين: المعنى "على أن نسوي بنانه" أي نجعل أصابع يديه ورجليه شيئاً واحداً كخف البعير, أو كحافر الحمار, أو كظلف الخنزير, ولا يمكنه أن يعمل به شيئاً, ولكنا فرقنا أصابعه حتى يأخذ بها ما شاء. وكان الحسن يقول: جعل لك أصابع فأنت تبسطهن, وتقبض بهن , ولو شاء الله لجمعهن فلم تتق الأرض إلا بكفيك. وقيل: أي نقدر أن نعيد الإنسان في هيئة البهائم, فكيف في صورته التي كان عليها; وهو كقوله تعالى: "وما نحن بمسبوقين. على أن نبدل أمثالكم وننشئكم فيما لا تعلمون" [الواقعة : 60 - 61]}. تفسير القرطبي.
                  

العنوان الكاتب Date
تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد04-10-10, 12:12 PM
  Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" عمران حسن صالح04-10-10, 12:26 PM
  Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" عمار عبدالله عبدالرحمن04-10-10, 12:26 PM
    Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" البدري عبد الله04-10-10, 12:53 PM
      Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محمد إبراهيم علي04-10-10, 01:06 PM
        Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" Omayma Alfargony04-10-10, 01:27 PM
          Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد04-10-10, 04:19 PM
            Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد04-10-10, 04:28 PM
              Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" د.نجاة محمود04-10-10, 04:40 PM
                Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد04-10-10, 04:46 PM
                  Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" Adil Al Badawi04-10-10, 07:36 PM
                    Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" وليد محمد المبارك04-10-10, 07:51 PM
                    Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" AnwarKing04-10-10, 09:25 PM
            Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" Amjad ibrahim04-12-10, 01:19 AM
  Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" Adil Osman04-10-10, 08:36 PM
    Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" صلاح عباس فقير04-10-10, 09:53 PM
    Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد04-10-10, 11:38 PM
      Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محمد قرشي عباس04-11-10, 00:19 AM
        Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" د.نجاة محمود04-11-10, 03:05 AM
          Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محمد عبد الماجد الصايم04-11-10, 07:15 AM
            Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" أيمن الطيب04-11-10, 07:27 AM
              Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" حبيب نورة04-11-10, 07:59 AM
                Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" نيازي عبدالله مرحوم احمد04-11-10, 08:59 AM
                  Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد04-11-10, 12:42 PM
                    Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" Siham Elmugammar04-11-10, 01:43 PM
                      Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" ابو جهينة04-11-10, 01:59 PM
                        Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد04-11-10, 11:03 PM
                        Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" Adil Al Badawi04-11-10, 11:17 PM
                          Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد04-12-10, 00:45 AM
                            Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" أمين محمد سليمان04-12-10, 01:35 AM
                              Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" شول اشوانق دينق04-12-10, 09:55 AM
                              Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" Medhat Osman04-12-10, 11:38 PM
                                Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" Mohamed Abdelgaleel04-13-10, 07:13 AM
                                  Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" صديق الموج04-13-10, 07:31 AM
                                    Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" Adil Al Badawi04-14-10, 08:21 PM
                                      Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد04-17-10, 11:26 AM
                                        Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد04-17-10, 11:45 AM
                                          Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد04-18-10, 06:45 PM
                                            Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" حمور زيادة04-18-10, 06:50 PM
                                              Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد04-18-10, 11:19 PM
                                                Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" Omayma Alfargony04-19-10, 04:10 AM
                                                  Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" دينا خالد04-19-10, 08:00 AM
                                                    Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد04-19-10, 04:31 PM
                                                      Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد04-20-10, 02:25 AM
                                                      Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محمد قرشي عباس04-20-10, 02:37 AM
                                                        Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد04-20-10, 10:18 AM
                                                          Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" آدم صيام04-20-10, 04:29 PM
                                                            Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد04-20-10, 09:28 PM
                                                              Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد04-21-10, 00:00 AM
                                                                Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محمد عبد الماجد الصايم04-21-10, 06:23 AM
                                                                  Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد04-21-10, 02:06 PM
                                                                    Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" Mohammed Haroun04-21-10, 02:56 PM
                                                                      Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" وليد محمد المبارك04-21-10, 04:05 PM
                                                                        Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد04-21-10, 04:24 PM
                                                                    Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محمد المختار الزيادى04-21-10, 04:19 PM
                                                                      Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد04-21-10, 10:17 PM
                                                                        Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" الصادق اسماعيل04-22-10, 00:43 AM
                                                                          Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" Mohammed Haroun04-22-10, 10:33 AM
                                                                            Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" أحمد أمين04-22-10, 11:06 AM
                                                                              Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" Adil Al Badawi04-23-10, 00:40 AM
                                                                                Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" ابو جهينة04-23-10, 04:39 PM
                                                                                  Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد04-24-10, 08:40 PM
                                                                                    Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد04-24-10, 09:10 PM
                                                                                      Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد04-24-10, 09:57 PM
                                                                                        Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد04-25-10, 03:14 AM
                                                                                          Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد04-26-10, 10:09 PM
                                                                                            Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد05-01-10, 04:46 AM
                                                                                              Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد05-02-10, 01:41 AM
                                                                                                Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد05-02-10, 03:36 AM
                                                                                                  Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد05-02-10, 03:42 AM
                                                                                                    Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" Mohamed E. Seliaman05-02-10, 06:09 AM
                                                                                                      Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" الصادق اسماعيل05-02-10, 09:25 AM
                                                                                                      Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" الصادق اسماعيل05-02-10, 09:25 AM
                                                                                                      Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" الصادق اسماعيل05-02-10, 09:25 AM
                                                                                                      Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" الصادق اسماعيل05-02-10, 09:25 AM
                                                                                                        Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد05-02-10, 03:42 PM
                                                                                                          Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد05-02-10, 04:06 PM
                                                                                                            Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد05-03-10, 04:21 PM
                                                                                                              Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" عبدالله ود البوش05-03-10, 04:52 PM
                                                                                                              Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" الجندرية05-03-10, 04:55 PM
                                                                                                                Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد05-04-10, 01:23 PM
                                                                                                                  Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد05-04-10, 01:41 PM
                                                                                                                    Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" الجندرية05-04-10, 01:52 PM
                                                                                                                      Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد05-04-10, 10:42 PM
                                                                                                                        Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" أمين محمد سليمان05-04-10, 11:29 PM
                                                                                                                          Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محمد زكريا05-05-10, 01:20 AM
                                                                                                                            Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" Adil Al Badawi05-05-10, 11:18 AM
                                                                                                                              Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" عمر التاج05-05-10, 01:42 PM
                                                                                                                              Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد05-05-10, 02:16 PM
                                                                                                                                Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محمد حسبو05-05-10, 07:32 PM
                                                                                                                                  Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" هاشم الحسن05-05-10, 09:45 PM
                                                                                                                                    Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد05-06-10, 10:29 PM
                                                                                                                                      Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محمد قرشي عباس05-07-10, 01:38 PM
                                                                                                                                        Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" Mohamed Abdelgaleel05-08-10, 08:08 AM
                                                                                                                                        Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" محسن خالد05-08-10, 01:21 PM
                                                                                                                                          Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة "2" Mohamed E. Seliaman05-08-10, 06:51 PM
                                                                                                                                            Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة Kabar05-09-10, 04:09 AM
                                                                                                                                              Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة Mohamed Abdelgaleel05-09-10, 12:50 PM
                                                                                                                                                Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة عبدالكريم الامين احمد05-09-10, 01:43 PM
                                                                                                                                              Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة محسن خالد05-09-10, 08:14 PM
                                                                                                                                                Re: تأسيسُ الكوشرثيا: الأمثالُ السِّرْيَّة محمد جميل أحمد05-09-10, 09:57 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de