|
ملف الأستاذ الراحل الخير هاشم
|
الأستاذ الخير هاشم أحد الرواد العظام بقلم: د.عبد القادر الرفاعي
احتفلنا ولا نزال نحتفل بالرواد العظام في حياتنا الثقافية والفكرية والسياسية والأدبية. في هذا للشيوعيين السودانيين القدح المعلي، وقد أصبح ذلك من التقاليد عندهم أن يتذكروا ويذكروا أجيالنا الحديثة بآثار هؤلاء الرواد، وبما لاقوا وواجهوا من صعاب في تمهيد الجو الخاص بإشاعة المعرفة، والتجديد في الإبداع من ناحية، وفي تطوير مناهج الدراسة حتي تعمل علي اعتماد منهج يقوم علي العلم وينظر الي الآداب والفنون ودورها بالنظرة التي تستحقها ، فضلا عن ان تأطيرها يكون الرافعة والوسيلة ويد المجتمع لتحقيق أهدافه التربوية ، فالمناهج يجب ألا تكون مصادر للمعلومات . وعموما فأننا – ومع ذلك – نلاحظ أن هذه العناية بالرواد لا تزال في حاجة الي تتبع خطوات الذين مهدوا، بل وشيدوا، صرح النهضة الفكرية الحديثة في السودان .من هؤلاء الاستاذ المعلم الخير هاشم . تذكرني شخصية الراحل المعلم الخير هاشم ما أشار إليه العالم المصري د.أحمد أمين في سيرته الذاتية : "حياتي" قوله:”وقد نشأت عندي فكرة لا أدري من أين نبتت. فقد لاحظت خطأ وزارة المعارف قصر جهودها علي التعليم داخل جدران المدارس مع أن في عنقها تثقيف الشعب بأجمعه في المدارس وغير المدارس بالصور المختلفة. وخطأ آخر وقفت فيه، وهو فهمها أن نشر الثقافة لا يكون إلا بواسطة تعليم القراءة والكتابة مع أنه ، يمكن نشر الثقافة بواسطة السمع، وبواسطة عرض الأشرطة السينمائية علي الناس، ونحو ذلك من وسائل بدون القراءة والكتابة . وهذا المشروع أكد لي طبيعة اللغة باعتباراتها الجارحة التي تميز الإنسان علي غيره من الكائنات . الاشارة هنا تتسق مع فكر الراحل الخير هاشم، وقد شجع جهودي إبان عملي وزملائي في إدارة الإرشاد الزراعي داعما ومسهلا مهمتنا في نشر الثقافة الزراعية في أوساط المزارعين بالاستفادة من وحدة أفلام السودان التي كانت تتبع له في تزويدنا بمواد فلمية نعرضها علي تجمعات المزارعين أثناء تنفيذنا لبرنامج الإرشاد الزراعي. وقد اشتملت تلك الأفلام علي مباريات الفريق الأهلي (كان ذلك اسمه) في موسكو وغانا والخرطوم وغير ذلك، ومواد أخرى غنائية وترفيهية وسياحية. وكان الغرض من عرضها تخفيف عبأ نتائج البحوث الزراعية التي كنا نقدمها للمزارعين لتطوير ملكاتهم، ومن ثم زيادة الأرض التي يزرعونها، أو في مكافجة الآفات، أو مستحدثات العلم ونتائج البحوث الزراعية والبيطرية في السودان وخارجه. وإذا كان تعداد السودان حين غادر حياتنا الفنان الرائد الخير هاشم لم يتجاوز العشرين مليوناً، فإن تعداد بلادنا اليوم قد تجاوز الأربعين مليوناً، فكم من العقول التي تحتاج الي تثقيف وتعليم ومعرفة وإحساس مرهف وحقيقي بحقائق الحياة المحيطة بنا؟ فماذا أعددنا في مجال الفنون والآداب لشعبنا؟ إن الثلاثي الأصيل: المسرح والسينما والتلفيزيون ما عاد ثلاثتهما أدوات للترفيه فقط، بل أصبحت ضرورة في كل بيت. ولأن لكل صحوة رواد، ودائما ما كان الفكر هو الرائد، فإن من حق الرائد الفنان الرائع الخير هاشم إعمال الفكر الذي عاش حياته كلها من أجله من يفرض علينا من عمل يخلد هذا الإنسان الفريد. الخير هاشم وشقيقه عبدالحفيظ هاشم كانا أصدقاء لعبدالخالق محجوب وعبدالكيرم ميرغني وصديق مدثر. هؤلاء جميعهم رجال خلاقون سعوا ما وسعتهم الحيلة لاختراق كل حجب الضباب المنتشر حولنا وإزالة الغمة عن شعبنا فسلام عليهم في الخالدين. يتبع..
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ملف الأستاذ الراحل الخير هاشم (Re: عبد القادر الرفاعي)
|
العبقري الذي رحل بقلم : صديق مدثر
ذلك العبقري الذي رحل عنا منذ سنوات ومازالت ذكراه تتردد بقوة بين طلابه وأصدقائه وعارفيه. لقد وصفه أحد معاصريه سائلاً عنه.. أما زال الخير يحلل أشياء الناس ويعيدها إلى أصولها الأولية؟ ومعاصره ذاك هو الراحل الأستاذ هاشم ضيف الله! وسأله الرئيس السابق إسماعيل الأزهري بعد أن أوقف سيارته عندما رآه يتجه غرباً: إلى أين أنت ذاهب؟ فقال له: إلى المعهد العلمي بأم درمان. فرد الرئيس تقصد المعهد الفني بالخرطوم فقال له: أبداً يا ريس لقد نقلت بالأمس إلى المعهد العلمي.. وضحك الرئيس وهو يقول: أنت دائماً مخطوط غلط! وضحك الخير وانطلق إلى المعهد العلمي! وبالفعل كثيراً ما كان الخير في الموقع غير المناسب له ولمكانته العلمية الرفيعة. ويبدو أنه قد جاء فعلاً قبل أوانه لأنه عندما كتب عن الذرة والفضاء وغوامض الفيزياء كان الحديث عنها أشبه باللغة الصينية عند الكثيرين. وأصبح فهمه لفن الاتصالات مثلما كان فهمه في روائع الأدب. فهو يجيد العربية والإنجليزية بمستوىً رائع! ذلك هو الخير هاشم الذي فقدناه!
يتبع..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملف الأستاذ الراحل الخير هاشم (Re: عبد القادر الرفاعي)
|
فتى زمانه ونادرة أزمانه بقلم: عزالدين الحافظ
ألا رحم الله ذلك العبقري الفذ فتى زمانه ونادرة أزمانه؛ ذلك النجم الذي سطع ثم خبأ قبل أوانه. إنه زميل الطفولة ورفيق الصبا وسمير الدرب.. ولقد اختطفته المنية في ريعان شبابه، لكنه ترك من بعده طلاباً وعشاقاً لا يزالون يذكرونه بالخير ويدعون له بالرحمة في مثواه الأخير. صحبته في المرحلتين المتوسطة وفي كلية غردون وكنت لصيقاً به، معجباً بعبقريته ومقدراً لموهبته. والحق يقال لقد لعب أبوه دوراً أساسياً في تنمية مواهبه – لقد شغف الخير أول ما شغف بأعمال الكهرباء والتعرف عليها. وكثيراً ما انتهت تجاربه باحتراق أسلاك الكهرباء بالمنزل، والتي كانت تسبب أحياناً بعضاً من الحرائق. وما كنا نسمع من والده زجراً له أو بهتاً أو تأنيباً – أكثر ما يقول له: (الخير يا ولدي أنا خايف عليك من الكهرباء). ونحن نعجب من تلك المعاملة الأبوية التي قل من عرفها من شباب ذلك العهد من آبائهم. فلم يكن نسمع أو نرى- والحق يقال أن أباً لا يمنع ابنه عن سلوك هذا الطريق أو يزجره. وإن اللعب بالكهرباء تلك القوة القاتلة، إلا هاشم أفندي، والد الفنان الخير هاشم، الذي لم يعمل على هدم أو كبت اتجاهات ابنه الغنية. لقد استفدنا منه كثيراً ونحن ندرس علوم المغناطيسية والكهرباء والتي كان يمارسها ويطبقها الفنان الخير هاشم تطبيقاً واقعياً، مما قوى ذلك في مهمتنا إياها. ألا رحم الله ذلك العبقري وجعل مثواه الجنة إنه نعم المولى ونعم النصير. يتبع..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملف الأستاذ الراحل الخير هاشم (Re: talha alsayed)
|
الدكتور عبدالقادر الرفاعي تحياتي وسؤالي عن الصحة والأحوال في هذا الانقطاع الطويل عنك وعن أخبارك والأسرة الكريمة. شكراً على هذه المادة التوثيقية عن الراحل الأستاذ الخير هاشم .تحياتي لنجله العميد هاشم الخير .الأستاذ الخير من جيل كان بعض أفراده الخيرين يعمل بنكران ذات. يرحمه الله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملف الأستاذ الراحل الخير هاشم (Re: محمد أحمد الريح)
|
نسأل الله الكريم الرحمة والمغفرة لمعلم الأجيال الخير هاشم وأن ينزل البركة فى ذريته.
هاهم الأحفاد يسيرون فى خطى جدّهم نحو العلم والتحصيل وفقهم الله وسدّد خطاهم ليكونوا
منارات سامقة كأسلافهم تنتفع بهم الأوطان وتتخلد ذكراهم.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملف الأستاذ الراحل الخير هاشم (Re: ELTOM)
|
الاستاذ د. عبدالقادر الرفاعي كعهدك ايها الانسان النبيل اوفيت بوعدك معي بالتوثيق للوالد المرحوم الخير هاشم الحاج في صحيفه الميدان الثقافي العدد 2232 بتاريخ الثلاثاء 20 يونيو 2010 ..كان ذلك بحق مجهودا كبيرا للطباعه و النقل ,, فلك الشكر كل الشكر يا استاذ... و التحايا و التقدير لكل الاساتذه اقارب و اصدقاء الوالد الذين سطروا بيراعهم ووثقوا ذكرياتهم معه ,, و في مقدمتهم المرحوم الاميرالاي زين العابدين و الذي اخصه بالشكر لاستكتابه معظم هذه القائمه و هم: 1. الاستاذ الشاعر صديق مدثر 2. الاستاذ المرحوم عزالدين الحافظ 3. الاستاذ حسين محمد كمال و للاخوه المتداخلين التحيه و التقدير و الشكر : 1. ياسر شبيكه 2. طلحه السيد 3. القاص بشري الفاضل 4. صديقي مصطفي مدثر 5. سعاده العميد محمد احمد الريح 6. عبد الرحمن سوركتي
لدي اضافه و اضاءه صغيره عن الوالد المرحوم و هي من ذكرياتي عنه التي لم اسمعها منه كعهده لا يحب الكلام خاصه عن نفسه و تقبلوا تحايا و تقدير اسره المرحوم الخير هاشم الحاج و احفاده .. عنهم : العميد ركن م . هاشم الخير هاشم د. حيدر الخير هاشم
| |
|
|
|
|
|
|
|