ملف الأستاذ الراحل الخير هاشم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-09-2024, 02:53 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-28-2010, 09:07 PM

عبد القادر الرفاعي

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ملف الأستاذ الراحل الخير هاشم

    الأستاذ الخير هاشم أحد الرواد العظام
    بقلم: د.عبد القادر الرفاعي


    احتفلنا ولا نزال نحتفل بالرواد العظام في حياتنا الثقافية والفكرية والسياسية والأدبية. في هذا للشيوعيين السودانيين القدح المعلي، وقد أصبح ذلك من التقاليد عندهم أن يتذكروا ويذكروا أجيالنا الحديثة بآثار هؤلاء الرواد، وبما لاقوا وواجهوا من صعاب في تمهيد الجو الخاص بإشاعة المعرفة، والتجديد في الإبداع من ناحية، وفي تطوير مناهج الدراسة حتي تعمل علي اعتماد منهج يقوم علي العلم وينظر الي الآداب والفنون ودورها بالنظرة التي تستحقها ، فضلا عن ان تأطيرها يكون الرافعة والوسيلة ويد المجتمع لتحقيق أهدافه التربوية ، فالمناهج يجب ألا تكون مصادر للمعلومات .
    وعموما فأننا – ومع ذلك – نلاحظ أن هذه العناية بالرواد لا تزال في حاجة الي تتبع خطوات الذين مهدوا، بل وشيدوا، صرح النهضة الفكرية الحديثة في السودان .من هؤلاء الاستاذ المعلم الخير هاشم .
    تذكرني شخصية الراحل المعلم الخير هاشم ما أشار إليه العالم المصري د.أحمد أمين في سيرته الذاتية : "حياتي" قوله:”وقد نشأت عندي فكرة لا أدري من أين نبتت. فقد لاحظت خطأ وزارة المعارف قصر جهودها علي التعليم داخل جدران المدارس مع أن في عنقها تثقيف الشعب بأجمعه في المدارس وغير المدارس بالصور المختلفة. وخطأ آخر وقفت فيه، وهو فهمها أن نشر الثقافة لا يكون إلا بواسطة تعليم القراءة والكتابة مع أنه ، يمكن نشر الثقافة بواسطة السمع، وبواسطة عرض الأشرطة السينمائية علي الناس، ونحو ذلك من وسائل بدون القراءة والكتابة . وهذا المشروع أكد لي طبيعة اللغة باعتباراتها الجارحة التي تميز الإنسان علي غيره من الكائنات .
    الاشارة هنا تتسق مع فكر الراحل الخير هاشم، وقد شجع جهودي إبان عملي وزملائي في إدارة الإرشاد الزراعي داعما ومسهلا مهمتنا في نشر الثقافة الزراعية في أوساط المزارعين بالاستفادة من وحدة أفلام السودان التي كانت تتبع له في تزويدنا بمواد فلمية نعرضها علي تجمعات المزارعين أثناء تنفيذنا لبرنامج الإرشاد الزراعي. وقد اشتملت تلك الأفلام علي مباريات الفريق الأهلي (كان ذلك اسمه) في موسكو وغانا والخرطوم وغير ذلك، ومواد أخرى غنائية وترفيهية وسياحية. وكان الغرض من عرضها تخفيف عبأ نتائج البحوث الزراعية التي كنا نقدمها للمزارعين لتطوير ملكاتهم، ومن ثم زيادة الأرض التي يزرعونها، أو في مكافجة الآفات، أو مستحدثات العلم ونتائج البحوث الزراعية والبيطرية في السودان وخارجه.
    وإذا كان تعداد السودان حين غادر حياتنا الفنان الرائد الخير هاشم لم يتجاوز العشرين مليوناً، فإن تعداد بلادنا اليوم قد تجاوز الأربعين مليوناً، فكم من العقول التي تحتاج الي تثقيف وتعليم ومعرفة وإحساس مرهف وحقيقي بحقائق الحياة المحيطة بنا؟ فماذا أعددنا في مجال الفنون والآداب لشعبنا؟ إن الثلاثي الأصيل: المسرح والسينما والتلفيزيون ما عاد ثلاثتهما أدوات للترفيه فقط، بل أصبحت ضرورة في كل بيت. ولأن لكل صحوة رواد، ودائما ما كان الفكر هو الرائد، فإن من حق الرائد الفنان الرائع الخير هاشم إعمال الفكر الذي عاش حياته كلها من أجله من يفرض علينا من عمل يخلد هذا الإنسان الفريد. الخير هاشم وشقيقه عبدالحفيظ هاشم كانا أصدقاء لعبدالخالق محجوب وعبدالكيرم ميرغني وصديق مدثر. هؤلاء جميعهم رجال خلاقون سعوا ما وسعتهم الحيلة لاختراق كل حجب الضباب المنتشر حولنا وإزالة الغمة عن شعبنا فسلام عليهم في الخالدين.

    يتبع..
                  

08-28-2010, 09:23 PM

عبد القادر الرفاعي

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الأستاذ الراحل الخير هاشم (Re: عبد القادر الرفاعي)

    العبقري الذي رحل
    بقلم : صديق مدثر


    ذلك العبقري الذي رحل عنا منذ سنوات ومازالت ذكراه تتردد بقوة بين طلابه وأصدقائه وعارفيه. لقد وصفه أحد معاصريه سائلاً عنه.. أما زال الخير يحلل أشياء الناس ويعيدها إلى أصولها الأولية؟ ومعاصره ذاك هو الراحل الأستاذ هاشم ضيف الله!
    وسأله الرئيس السابق إسماعيل الأزهري بعد أن أوقف سيارته عندما رآه يتجه غرباً: إلى أين أنت ذاهب؟ فقال له: إلى المعهد العلمي بأم درمان. فرد الرئيس تقصد المعهد الفني بالخرطوم فقال له: أبداً يا ريس لقد نقلت بالأمس إلى المعهد العلمي.. وضحك الرئيس وهو يقول: أنت دائماً مخطوط غلط! وضحك الخير وانطلق إلى المعهد العلمي! وبالفعل كثيراً ما كان الخير في الموقع غير المناسب له ولمكانته العلمية الرفيعة. ويبدو أنه قد جاء فعلاً قبل أوانه لأنه عندما كتب عن الذرة والفضاء وغوامض الفيزياء كان الحديث عنها أشبه باللغة الصينية عند الكثيرين. وأصبح فهمه لفن الاتصالات مثلما كان فهمه في روائع الأدب. فهو يجيد العربية والإنجليزية بمستوىً رائع! ذلك هو الخير هاشم الذي فقدناه!

    يتبع..
                  

08-28-2010, 09:25 PM

عبد القادر الرفاعي

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الأستاذ الراحل الخير هاشم (Re: عبد القادر الرفاعي)

    فتى زمانه ونادرة أزمانه
    بقلم: عزالدين الحافظ


    ألا رحم الله ذلك العبقري الفذ فتى زمانه ونادرة أزمانه؛ ذلك النجم الذي سطع ثم خبأ قبل أوانه. إنه زميل الطفولة ورفيق الصبا وسمير الدرب.. ولقد اختطفته المنية في ريعان شبابه، لكنه ترك من بعده طلاباً وعشاقاً لا يزالون يذكرونه بالخير ويدعون له بالرحمة في مثواه الأخير. صحبته في المرحلتين المتوسطة وفي كلية غردون وكنت لصيقاً به، معجباً بعبقريته ومقدراً لموهبته. والحق يقال لقد لعب أبوه دوراً أساسياً في تنمية مواهبه – لقد شغف الخير أول ما شغف بأعمال الكهرباء والتعرف عليها. وكثيراً ما انتهت تجاربه باحتراق أسلاك الكهرباء بالمنزل، والتي كانت تسبب أحياناً بعضاً من الحرائق. وما كنا نسمع من والده زجراً له أو بهتاً أو تأنيباً – أكثر ما يقول له: (الخير يا ولدي أنا خايف عليك من الكهرباء). ونحن نعجب من تلك المعاملة الأبوية التي قل من عرفها من شباب ذلك العهد من آبائهم. فلم يكن نسمع أو نرى- والحق يقال أن أباً لا يمنع ابنه عن سلوك هذا الطريق أو يزجره. وإن اللعب بالكهرباء تلك القوة القاتلة، إلا هاشم أفندي، والد الفنان الخير هاشم، الذي لم يعمل على هدم أو كبت اتجاهات ابنه الغنية.
    لقد استفدنا منه كثيراً ونحن ندرس علوم المغناطيسية والكهرباء والتي كان يمارسها ويطبقها الفنان الخير هاشم تطبيقاً واقعياً، مما قوى ذلك في مهمتنا إياها. ألا رحم الله ذلك العبقري وجعل مثواه الجنة إنه نعم المولى ونعم النصير.

    يتبع..
                  

08-28-2010, 09:31 PM

عبد القادر الرفاعي

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الأستاذ الراحل الخير هاشم (Re: عبد القادر الرفاعي)

    المعلم الموهوب
    بقلم: زين العابدين حسن الطيب

    ينحدر الخير هاشم من عائلة دينية مشهورة (عائلة آل هاشم) أسسها العالم الجليل المغفور له أحمد هاشم، ومن جهة أمه للشيخ أبو القاسم أحمد هاشم شيخ علماء السودان ومؤسس جامع أم درمان حيث كان يدرس علوم الشريعة والذي اصبح الآن الجامعة الاسلامية أم درمان.
    ووالده الإداري الكبير هاشم الحاج إبراهيم ابن الحاجه زينب (بت الحريف) أحمد هاشم شقيقة الشيخ أبو القاسم وإخوانه، وكانت أكبرهم سناً. ولد الخير بمدينة الدويم عام 1919م حيث كان يعمل والده مأموراً في المركز. ولقد تجول مع والده في شتى أنحاء السودان ومدنه المختلفة، حيث تلقى تعليمه الأولي – وكان يتصف بالذكاء الخارق والأدب الجم.
    ففي عام 1931م التحق بالابتدائي بمدرسة أم درمان الإبتدائية ولقد رافقه عدد من أبناء العائلة في الفصل وهم: عزالدين الحافظ، والحاج عبد الله هاشم، والتيجاني الهادي، وعبد القادر حاج الأمين. فكانوا خير رفاق وقمة في الأداء والتعاضد والتفاهم والأداء الجيد.
    تزوج الخير من ابنة عمه أسماء حسن الطيب وأنجبت له هاشم وحسين وسمية وسناء وسلافة وغادة ولهم عدد من الأبناء حفظهم الله. فالخير اسم له رنين أخاذ يطرب السامع فينزل خيراً وبركه. إذ رأيته يتحرك بقوامه الممشوق ولونه الفاتح وبسمته التي لا تفارقه.. بسمة غير متكلفة أو مصطنعة تشع صفاء ورقة ونقاء.
    لم أره في صغره لأنه كان كما اسلفت يرافق والديه في شتى أنحاء السودان ومدنه المختلفة.
    وحضر لأم درمان عام 1931م عندما تم قبوله بالابتدائية. ولتوه اندمج مع أبناء الحلة من أبناء عمومته، يشاركهم حياتهم اليومية. واضفى على طفولتهم كثيراً من الود والمعرفة، وكان أقربهم لقلوبهم.. يشارك في كل شيء، ولكن كان بعيداً كل البعد من ممارسة الألعاب الشعبية مثل شليل وين راح: وشدت واخواتهم، بل كان يقضي جلّ وقته في المثابرة والتفكير في دراسات علمية كالسينما والراديو والرسم والنحت والموسيقى. ولقد برع في إدارة الفن خصوصاً السينما. ولقد تتلمذ على يديه الكثيرون.. ولا غرو في ذلك، فإنه أصلاً تخرج ودرس علم التدريس وعمل مدرساً.
    كان يتفوق على أقرانه في الدراسة خصوصاً في مادة اللغة الإنجليزية. إذ كان ينال الدرجة بأكملها في كل امتحاناته 150 وقد اشتهر بذلك. التحق بكلية غردون عام 1935م، ثم تخرج بعدها مدرساً في الابتدائية في عام 1939م. وما إن أهل عام 1940م وافتتحت المدارس العليا High school إلا وترك الوظيفة وعاد للدراسة سعياً وراء مستقبل أفضل لأن ذلك لأن الوظيفة لن تمكنه من المثابرة والتحصيل؛ فالتحق طالباً بالمدارس العليا، واختار مهنة التدريس كمدرس وهي أعظم مهنة، كما قال أمير الشعراء شوقي:
    قم للمعلم وفه التبجيلا *** كاد المعلم أن يكون رسولا
    وهنا اكتشفت مواهبه كمعلم موهوب ينتهج أسلوبا جيداً ويجد في تحضير مادته. فكان الخير قارئاً نهماً يسعى برغبة جانحة للاستزادة والاستفادة من أهله لدرجة عالية في اللغة الانجليزية.
    كان طلبة كلية غردون يخرجون في إجازتهم الأسبوعية إلى منازلهم.. يحضر الخير ومعه برنامج أفلام دور السينما في الخرطوم وأم درمان ويخص الأقربين منه بهذا البرنامج خصوصاً إذا كانت الأفلام كاوبوي Cow Boy والأفلام التاريخية مثل Monti Cristo و Queen Kieistiana ويقوم بتأجير عجلات ليلية وكان سعرها بسيط/ 25مليم لليلة الواحدة من العجلاتي المشهور (عوض كوج) في حي الموردة.
    وفي الصباح الباكر نجتمع معه ويخطط لنا برنامج الفطور وباقي اليوم. وكان فارس الحله سعيد محمد الطيب (أبو سعيد) هو الذي يتولى أمر ذلك، فيوزع برنامج العمل بيننا، ويخص كل واحد بجلب أشياء من منزله، وتقوم المجموعة بطبخ الفطور وعمل (الحلة) والسلطات، إلا طعام الفول فكنا نأخذه من الحاجه هدية ست الفول ومنزلها في أم سويقو لجودة الفول ولم يكن في ذلك الوقت (رشة) أو موية فول.
    ومن الظريف لما كان تحضر لمنزل هدية ست الفول صديقتها كلتوم ست اللبن وتوقف حمارها أمام المنزل وتستريح في داخله مع صديقتها هدية.. ولهذا قصة ظريفة إبان الحرب العالمية الثانية عندما كانت الطائرات الإيطالية تهاجم الخرطوم وتلقي قنابلها عشوائياً في العاصمة وكانت الأغنية الشهيرة:
    طيارة جات من بدري حاملة القنابل تجري
    جات تضرب الخرطوم ضربت حمار كلتوم ست اللبن
    ينتهي يوم الجمعة ويرجع الخير إلى الكلية بالترام بعد أن يبهرنا ببرنامجه الثر ونفحاته المتعددة، ونودعه في محطة الترام (محطة الدايات) بنفس الحفاوة التي قابلناه بها.
    تنقل الخير وتدرج في وزارة المعارف إلى أن أصبح مدرساً في الثانويات (بوادي سيدنا) حيث ظهرت مواهبه وفي الستينات تم اختياره رئيساً لقسم الإنتاج السينمائي بوزارة الاستعلامات والعمل (آنذاك) الثقافة والإعلام (حالياً) فظهرت مواهبه وأوفد لكورسات عدة في أمريكا ولندن وعاد محملاً بالشهادات العالية واستمر في الوزارة إلى أن توفاه الله.
    ألا رحم الله الخير رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وانزل على قبره من شآيب رحمته بقدر ما قدم لأهله ومعارفه وللوطن: كان الخير شارة فوق صدر أهله، وغرة في صدر الإعلاميين. مدرسة اعلامية متفردة تشبعت من فيوض وجدانيات هذا الوطن السامق حملها الخير في جوانحه فأرواها بعرقه وجهده وإيمانه بربه وحبه لوطنه فكانت مدرسة (خيِّرة) عرفه الناس تقياً وزاهداً ومبدعاً. كان الخير في عالم الناس أحلى الناس وأكرمهم خلقاً وبين معارفه وعشيرته بسيطاً متواضعاً. جاء للدنيا تحاملته اثنتان: زوارق الإبداع وعشق الوطن. وخرج منها كما دخلها – فله الرحمة بقدر ما أعطى. فإن رحل فقد بقى الخير رمزاً للشموخ والكبرياء.



    يتبع

    (عدل بواسطة عبد القادر الرفاعي on 08-28-2010, 09:37 PM)

                  

08-28-2010, 09:42 PM

عبد القادر الرفاعي

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 239

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الأستاذ الراحل الخير هاشم (Re: عبد القادر الرفاعي)

    الفنان المطبوع
    بقلم الأستاذ الصديق ورفيق الدرب:
    حسين محمد كمال
    مدير وزارة الاستعلامات والعمل (سابقاً)


    لأسرة الهاشماب الامدرمانية العريقة في نفسي مساحات واسعة مضيئة تؤلف ضلعاً من حياة وتمتد جذورها في أعماقي: فقد عرفت وصادقت العشرات من بنيها منذ طفولتي وحتى شيخوختي. وقد تتلمذت على شيخها الإنجليزي المجلبب الشيخ أحمد البشير الطيب وفقيه العربية والإسلام الشيخ مدثر أبو القاسم في رحلتي الدراسية الوسطى ببورسودان (1932-1935) وأنا يافع. وزاملت مولانا القانوني الضليع عثمان الطيب (مع فارق السن بيننا آنذاك)، والرائد الذي لا يكذب أهله فتى المرح والحركة الدائبة حارس المرمى الجسور الحاج هاشم، وفتى القوة والمرح عبد المنعم محمد الأمين، وميزان العدالة هاشم محمد ابوالقاسم وشقيقه أحمد محمد بكلية غردون، كما زاملت في شبابي حافظ اللغة العربية عزالدين الحافظ (في رفاعة 1944م) وأبو التاريخ الحكيم محمد خوجلي، والجغرافي المبدع أحمد هاشم (بخت الرضا) في الخمسينات.. وتتلمذ على يدي الغطاس البارع أحمد حسب الرسول، والجندي المثقف أبو القاسم هاشم، والمنولوجست خفيف الظل أحمد علي الطيب (أم درمان في مطلع الأربعينات).
    وعندما استوى عودي وبلغت مرحلة الفتوة ودخلنا معركة العمل، جمعتني الحياة بنفر كريم من آباء الهاشماب: أبو الصحف أحمد يوسف هاشم – وأبو الطب د. عبد الحليم محمد، وأبو القانون الشرعي الشيخ محمد أبو القاسم (أقرب أصدقاء والدي عندما اجتمعنا في مروي)، وأبو السياسة وربان الحكم المحجوب، ومحامي أسرتنا الشرعي صديقي الشيخ اسماعيل أبو القاسم، وغير أؤلئك وهؤلاء كثُر. التقيت بهم هنا وهناك وفي شرق البلاد وغربها وفي شمالها وجنوبها وخارج حدودها وقد أثروا جميعهم حياتي فاحببتهم وأحبوني ونعمت برفقتهم.
    مع كل ما قدمت كنت أجد كل السعادة في أن أسعى للخير في مكتبه كلما استعصى علي أمر، أو بقدر من النور الذي يضيء طريقي فأجد فيه السراج الوهاج والدفء والاطمئنان وأنا أجلس إليه. وهكذا عشت والخير أجمل سنوات عمري اضفت أثناءها إلى ذخيرتي الكثير من معاني الإنسانية ونكران الذات والطيبة ورعاية الجميل وتقديس الزمالة والإخاء – كل هذه علمنيها الخير.
    كما علمني الخير احترام المسئولية، وإتقان العمل، ودقة المواقيت، والحرص على أداء الواجب دون المطالبة بثمن، وحب عمل الخير دون المطالبة بثناء.
    أستطيع أن أمضي أكتب عن الخير الفنان المطبوع في أنامله وعقله وروحه إلى ما لا نهاية؛ ولكنني لن أضيف أكثر من أن الخير كان ثروة فنية لو وجدت من يظهرها لوقف الخير في صف واحد مع جهابذة السينما في هوليود، وقادة المسرح في بريطانيا، وعمالقة المرسم في إيطاليا. كذلك لن اضيف- مهما أسهبت إلى أن الخير كان (أسطورة)!!!! أي والله لقد كان الخير أسطورة.
    رحم الله الخير رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.. ولك أخي الزين العزيز كل شكري وتقديري أن اتحت لي فرصة تسطير هذه الشذرات عن رفيق درب وصديق عمر حبيب: ذهب عنا.

    *****************
                  

08-29-2010, 01:32 AM

ياسر شبيكة
<aياسر شبيكة
تاريخ التسجيل: 04-16-2008
مجموع المشاركات: 597

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الأستاذ الراحل الخير هاشم (Re: عبد القادر الرفاعي)

    العزيز دكتور الرفاعى

    لك التحية والشكر والتقدير وأنت توثق لأستاذ الأجيال عمنا الراحل الخير هاشم

    أيقظت فينا دروس تعلمناها منه منذ الطفولة

    متابعة لصيقة
    واصل المشوار
                  

08-29-2010, 01:46 AM

talha alsayed
<atalha alsayed
تاريخ التسجيل: 05-26-2004
مجموع المشاركات: 5667

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الأستاذ الراحل الخير هاشم (Re: ياسر شبيكة)

    استاذنا د. عبد القادر

    عاطر التحايا والشكر لك على فتح ملف الراحل الاستاذ الخير هاشم

    شاءت الايام ان اسكن بمنزله بشارع الفيل

    قبالة اجزخانة عوض احمد خليفه

    واسعدتنى الايام بمعرفة ابنائه سعادة العميد هاشم

    ودكتور حيدر

    وزميلتنا سميه

    فلهم التحيه

    ونتابع معك الذكرى العطره

    تحياتى لك ولمن معك

    (عدل بواسطة talha alsayed on 08-29-2010, 01:50 AM)

                  

08-29-2010, 03:22 AM

Bushra Elfadil
<aBushra Elfadil
تاريخ التسجيل: 06-05-2002
مجموع المشاركات: 5252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الأستاذ الراحل الخير هاشم (Re: talha alsayed)

    الدكتور عبدالقادر الرفاعي
    تحياتي وسؤالي عن الصحة والأحوال في هذا الانقطاع الطويل عنك وعن أخبارك والأسرة الكريمة.
    شكراً على هذه المادة التوثيقية عن الراحل الأستاذ الخير هاشم .تحياتي لنجله العميد هاشم الخير .الأستاذ الخير من جيل كان بعض أفراده الخيرين يعمل بنكران ذات. يرحمه الله
                  

08-29-2010, 05:09 AM

mustafa mudathir
<amustafa mudathir
تاريخ التسجيل: 10-11-2002
مجموع المشاركات: 3553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الأستاذ الراحل الخير هاشم (Re: Bushra Elfadil)



    عبدالقادر الرفاعي؟
    سلام يا رفيق وليك وحشات
    وسلام لضيوفك الكرام:
    ولدنا وحبيبنا ياسر شبيكة
    والاستاذ الجار طلحة السيد
    والقاص الدكتور بشرى الفاضل.
    وهاك يا عبدالقادر (فكة)
    من حق المواصلات (التواصلات)!
    ونثمن شاهقاً (كويسة دي يا دكين؟)
    عكوفك على هذي الملفات
    لكي لا ننسى ولا نضيع!

    "الخير هاشم، صديق مدثر وثلوج على النافذة"

    لعل مسألة تلقيه تدريباً سنمائيَاً في هوليوود "شخصياً"
    قد جعلت الخير هاشم يبدو في أذهاننا في صورة أستثنائية قوامها
    الخيال. كنا نراه هوليوديًاً يقيم بيننا لا يميزه من أبطال
    السينما والتي كانت هي الأخرى حقيقة يومية مسائية في حياتنا،
    إلا أن فيلمه لم يأت ميقات عرضه حينها.
    ولربما إنتبه هو لذلك الشبه الغريب بينه وبين"الرجل على
    الشاشة البيضاء" فكنا لا نراه إلا في "بدلة" كاملة.
    رجل فاره الطول، قمحي اللون، بالغ الوسامة ولابس فًول سًوت.
    جاري كووبر بس، للأمدرمانيين!
    أنا شخصياً كنت أتصور أنه لا يلبس ذلك الحزام المرصوصة
    عليه الرصاصات والمتدلي على جانبه وبوضع مائل ذلك
    الجراب الذي يرقد بداخله المسدس، الإ تأدباً أمام أخواله
    وأعمامه أولاد وبنات الشيخ أبي القاسم والشيخ الطيب أحمد
    هاشم مفتي الديار السودانية.
    وأنه لو كان في حينا مكسيكيون أو هنود حمر لتحزم به
    في خروجاته، خاصة المسائية منها، وإلى الريفيرا.
    كان سينمائيًا بحق، لعلني لا أبالغ في أن إبتسامته نفسها،
    بماهي عالقة في وجهه بشكل دائم، كانت هي الأخرى مدروسة
    ولها تكنيكها الخاص.
    وإلى ذلك، كان الخير هاشم شجاعَاً، شجاعة الفكر والبدن،
    وكريمًاً يضرب به المثل، وعطوفًا يحملنا معه أنا وإبنه هاشم،
    ونحن صغار، في سيارته لقضاء أغلب النهار في مكاتب "الإنتاج
    السينمائي" وقتها، بدايات الستينات. فشوف ليك بيبي سيتينق
    child-sitting
    ولا تنس أن تتأمل أن القسم كان يسمي قسم الإنتاج السينمائي!
    كناهناك نفترش أفيشات الأفلام ونتعرف على الممثلين ونتهجى في
    مقالات مجلة فيملز آند فيلمينق Films and Filming
    الإنجليزية في عرض ونقد الأفلام أو نقلب في مجلة كينماتوغرافي
    ألاكثر تعقيدًا في مواضيعها ولست أدري إن كانتا لا تزالان تصدران.
    ولعل الموظفين كانوا يتركون لنا أنا وهاشم مهمة التخلص من
    تلك المجلات بأخذها معنا فنقشر بها على غيرنا وشوف ليك كرم!
    ولعل تساهل الموظفين هذا في موارد القسم يقع ضمن ما يمكن
    رصده من أسباب توقف وغياب هذا الضرب من الإنتاج.
    فمن أين جاءت ذكرى الخير ياربي إن لم تكن من مشيئة الخير؟

    كنت صبيحة هذا اليوم البارد في هاملتون أقلب بعض الأوراق
    بحثاً عن أشياء تعينني في الكتابة عن الشاعر صديق مدثر وكنت
    وعدته أن أفعل ذلك ما دمت حيا راجيًا منه أن لا يذهب قبل أن
    يقرأ مقالي فوجدت قصيدته هذي التي ينعى فيها صديقه وأستاذه
    الخير هاشم.
    إقرأوا معي بالصلا ع النبي:

    لا
    لست اطلب من مآقي الدمع
    إلا
    حبة غاليةْ
    بالحزن تهمي ناطقةْْ
    فالصدق يغنيه اليسير
    والحب ما استهواه في يوم
    تزلفنا لينشر زنبقهْ
    والزهر ما دقت على أكمامه
    يومًا أناملنا
    لتشهد رونقهْ
    والخير ما انتظرت أياديه
    السؤال
    فأمطرتنا دافقهْ
    روح من الفن الأصيل
    بجسمه،
    فتكت به
    لما إستبدت خافقةْ
    فكرًاً وفناً عانقتنا في سخاء
    واستهامت بالمعاني السامقةْ
    لهفي على تلك المنارة
    قد هوت
    والليل في أحيائنا صلفًا
    يدق بيارقهْ
    لهفي عليه
    لقد توهج شمعة
    تهب الضياءْ.
    الفن كان رصيفه لما خطا
    والفكر قلده وجوها مشرقةْ.
    عف اللسان،
    أطل من أعلى الكوى
    عيناه في سر الحياة محدقةْ
    لهفي على تلك المعاني
    عاقها عسف تهددها
    فهامت موثقةْ.
    قبل الأوان تكشفت أسرارها
    هل كان في مقدورها أن
    تحتمي، ويحي،
    لتنعم بالمغانم لاحقةْْ؟
    الإحتراق سبيلها
    تسعى له
    قدر يقيدها
    فتقبل وامقةْ
    لهفي على الخير الصديق
    تعجلت برحيله أيدي المنايا
    السابقةْ.
    قد كان نبعًا للإخاء
    ومنهلا للود يمنحه
    فيمنح صادقهْ
    في موكب الحزن المودع
    صورة
    من قلبه المفتوح
    ندت شاهقة:
    هذي روايتنا ...
    لكل دوره،
    ثم النهاية لا محالة حائقةْ،
    سيروا بدرب الحب
    وإنتصروا له
    ولتوسعوه محبة
    ومعانقةْ.

    هكذا وبهذا الشعر الرصين يفتح علينا صديق مدثر
    مصاريع أبواب لم نطرقها وتلك مشيئة الخير.

    لك الشكر أخي عبدالقادر.

    مصطفى مدثر

    (عدل بواسطة mustafa mudathir on 08-29-2010, 05:16 AM)

                  

08-30-2010, 11:01 AM

محمد أحمد الريح

تاريخ التسجيل: 01-22-2008
مجموع المشاركات: 3051

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الأستاذ الراحل الخير هاشم (Re: mustafa mudathir)


                  

08-30-2010, 11:10 AM

محمد أحمد الريح

تاريخ التسجيل: 01-22-2008
مجموع المشاركات: 3051

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الأستاذ الراحل الخير هاشم (Re: محمد أحمد الريح)



    نسأل الله الكريم الرحمة والمغفرة لمعلم الأجيال الخير هاشم وأن ينزل البركة فى ذريته.

    هاهم الأحفاد يسيرون فى خطى جدّهم نحو العلم والتحصيل وفقهم الله وسدّد خطاهم ليكونوا

    منارات سامقة كأسلافهم تنتفع بهم الأوطان وتتخلد ذكراهم.
                  

08-30-2010, 12:06 PM

Abd-Elrhman sorkati
<aAbd-Elrhman sorkati
تاريخ التسجيل: 02-21-2003
مجموع المشاركات: 1576

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الأستاذ الراحل الخير هاشم (Re: محمد أحمد الريح)

    د. عبد القادر لك كل الشكر وأنت تبذل هذا الجهد المعرفي المميز


    الاستاذ الخير هاشم عرفناه تاريخيا كسينمائي سوداني من الرواد عليه الرحمة

    تحياتنا للدكتور حيدر الخير هاشم ولشخصك الكريم ودمت
                  

09-02-2010, 04:31 AM

ELTOM
<aELTOM
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الأستاذ الراحل الخير هاشم (Re: Abd-Elrhman sorkati)

    التحية والتقدير للأخ عبد القادر الرفاعي

    لهذا الجهد الكبير موثقاً

    لما قدمه أستاذ الأجيال المرحوم الخير هاشم
                  

09-02-2010, 04:33 AM

ELTOM
<aELTOM
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الأستاذ الراحل الخير هاشم (Re: ELTOM)

    الاستاذ د. عبدالقادر الرفاعي
    كعهدك ايها الانسان النبيل اوفيت بوعدك معي بالتوثيق للوالد المرحوم الخير هاشم الحاج في صحيفه الميدان الثقافي العدد 2232 بتاريخ الثلاثاء 20 يونيو 2010 ..كان ذلك بحق مجهودا كبيرا للطباعه و النقل ,, فلك الشكر كل الشكر يا استاذ...
    و التحايا و التقدير لكل الاساتذه اقارب و اصدقاء الوالد الذين سطروا بيراعهم ووثقوا ذكرياتهم معه ,, و في مقدمتهم المرحوم الاميرالاي زين العابدين و الذي اخصه بالشكر لاستكتابه معظم هذه القائمه و هم:
    1. الاستاذ الشاعر صديق مدثر
    2. الاستاذ المرحوم عزالدين الحافظ
    3. الاستاذ حسين محمد كمال
    و للاخوه المتداخلين التحيه و التقدير و الشكر :
    1. ياسر شبيكه
    2. طلحه السيد
    3. القاص بشري الفاضل
    4. صديقي مصطفي مدثر
    5. سعاده العميد محمد احمد الريح
    6. عبد الرحمن سوركتي

    لدي اضافه و اضاءه صغيره عن الوالد المرحوم و هي من ذكرياتي عنه التي لم اسمعها منه كعهده لا يحب الكلام خاصه عن نفسه
    و تقبلوا تحايا و تقدير اسره المرحوم الخير هاشم الحاج و احفاده ..
    عنهم :
    العميد ركن م . هاشم الخير هاشم
    د. حيدر الخير هاشم
                  

09-03-2010, 03:48 AM

mustafa mudathir
<amustafa mudathir
تاريخ التسجيل: 10-11-2002
مجموع المشاركات: 3553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الأستاذ الراحل الخير هاشم (Re: ELTOM)

    تحيات يا صحاب
    جمال كيفك؟

    الخير هاشم




    هسع دا وشو ما سينما سينما

    (عدل بواسطة mustafa mudathir on 09-03-2010, 03:54 AM)
    (عدل بواسطة mustafa mudathir on 09-03-2010, 03:56 AM)
    (عدل بواسطة mustafa mudathir on 09-03-2010, 03:58 AM)
    (عدل بواسطة mustafa mudathir on 09-03-2010, 03:59 AM)

                  

09-03-2010, 04:13 AM

mustafa mudathir
<amustafa mudathir
تاريخ التسجيل: 10-11-2002
مجموع المشاركات: 3553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الأستاذ الراحل الخير هاشم (Re: mustafa mudathir)


    كتب هاشم الخير*

    كان الفنان الخير هاشم يحدثني عن أزمة صناعة السينما في السودان والتي كانت تمثل طموحه الأساسي منذ ميلاده
    وهو من الرعيل الأول من أساتذة الفنون.
    ولد الفنان الخير هاشم عام 1920 بمدينة أم درمان بحي الهاشماب وتخرج في كلية غردون عام 1937 كاستاذ للفنون.
    عمل مدرساً للفنون بمدرسة أم درمان الأميرية ثم أستاذاً للفنون بالمعهد الفني مع الأستاذ محمد أحمد عبد القادر
    عام 1948 ثم استاذاً للفنون في كل من مدرسة حنتوب الثانوية ووادي سيدنا الثانوية حيث بدأت تجاربه العلمية
    الملازمة لنبوغه المبكر في الفيزياء.
    لا يزال معاصروه يذكرون تلك المحاضرة الشهيرة التي قدمها عن القنبلة الذرية بتجربة معملية أمام الملأ من الطلبة
    والاساتذة الشئ الذي أدى لاستقالة رئيس شعبة الفيزياء بالمدرسة ورجوعه لبريطانيا لجرأة أحد أبناء الدول المتخلفة
    للقيام بمثل هذه المحاضرات وهو استاذ في شعبة الفنون.
    عندما نقل إلى مدرسة جبيت المعادن في عام 1950 حدث أن تعطل المولد الكهربائي لمدينة جبيت، ظل المهندس الانجليزي
    يحاول اصلاح العطب لمدة أسبوع ولم ينجح في ذلك، وكان أن أرسل العربة لوالدي في مجلسه مع رصفائة، فذهب وغاب عنهم
    لمدة تقل عن الساعة، ثم حضر ولم يتحدث عن الدور الذي قام به لإصلاح المولد إلى اليوم التالي عندما تجمعت مظاهرة
    ضخمة بمدينة جبيت تهتف بحياة الخير هاشم إبن البلد الذي أصلح المولد بعد أن فشل المهندس الانجليزي في اصلاحه.
    عمل بعد ذلك أستاذاً في معهد الدلنج التعليمي في عام 1953 ثم نقل إلى وزارة المعارف عام 1956 . ومن شدة ولعه
    بالفنون والسينما، اشترى له والده سينما كاملة من أحد الجنود البريطانيين عام 1937 بمبلغ " عشرون جنيهاً".
    كان يقوم بتشغيل السينما الصامتة في ذلك الزمان لأبناء الحي بالمنزل.
    في عام 1956 قام بسودنة منصب المسئول عن السينما المتجولة بوزارة الشئون الاجتماعية وأصبح مديراً لقسم السينما.
    ثم ابتعث في عام 1957 إلى انجلترا لدراسة فنون السينما وعاد منها عام 1959. سافر إلى هوليود بالولايات المتحدة
    الأمريكية في الأعوام 1960-1961 لدراسة الاخراج السينمائي. قام بأول انتاج سينمائي وثائقي وهو " السودان الحديث"
    الحائز على جائزة كارلو فاري السينمائية عام 1962 . عمل كأول مدير لموسسة الانتاج السينمائي اشترك في اخراج
    الفيلم الشهير "تمرد على السفينة بونتي" بطولة مارلون براندو وعمل مساعداً لمخرج الفيلم.
    لديه علاقة شخصية بالمخرج العالمي الفريد هيتشكوك من ضمن انجازاته مبنى الرقابة السينمائية بالوزارة وقد اطلق
    اسمه عليها وسميت "قاعة الخير هاشم"
    كان للخير هاشم دوراً كبيراً في ادخال التلفزيون إلى السودان عندما قدم اللواء طلعت فريد وزير الاستعلامات والعمل
    عام 1962 طلب للوفد الألماني الزائر بامكانية انشاء تلفزيون سوداني فكان أن تلكأ الوفد معتذراً بأن الامر الخاص
    بادخال تلفزيون في السودان يحتاج لاكثر من عام لصعوبات فنية فكان أن اتصل اللواء طلعت فريد بالاستاذ الخير هاشم
    للحضور للاجتماع ودخل في حوار فني أكد لهم أن الأمر لا يحتاج أكثر من ستة أشهر في مباني فندق وحديقة سطح السرح
    القومي" المبنى الحالي للتلفزيون" وكان الاتفاق وعين الخير هاشم مشرفاً فنياً حتى اكتمل المشروع بنهاية 1961 .
    ذكر لي الوالد الخير هاشم أنه اتصل بالاديب الطيب صالح لانتاج فيلم عرس الزين وللأسف لم يجد التمويل اللازم.
    وكان دوماً يقول لي "رأس المال ########" وطبعاً لم أفهمها في لحظتها! والدولة ليست لديها امكانية أو قناعة بذلك العمل.
    وكان يردد لي دوماً بيت الشعر:
    كل امرئ في السودان يحتل مكاناً غير مكانه
    المال عند بخيله والسيف عند ########ه
    قام الخير هاشم باخراج عدة أفلام تسجيلية منها السودان الحديث و فيلم أغنية " لا وحبك" واوعديني للفنان عثمان حسين.
    أما عن السينما المتجولة فلقد جابت سياراتها معظم أقاليم السودان النائية والقصية.
    أما عني أنا فكما قال صدبق عمري وعمي د. مصطفى مدثر " لقد ضلّ طريقه عن السينما ببريطانيا إلى متاهة المؤسسة العسكرية".
    ولكنني مع ذلك، فاني أعتبر نفسي ضمن أبناء دار السينما السودانية. ولا زلت عضو مع وقف التنفيذ بنادي السينما مع
    الفنانين الأفذاذ أبراهيم شداد والطيب مهدي وصلاح عبد الرحيم الحلو وصلاح شريف وزميل دراستي نجدي وغيرهم من خانتني
    الذاكرة فمعذرة لهم.
    كتب الأستاذ صلاح عبد الرحيم في عامود أساتذة وتلاميذ الذي يشرف عليه الأستاذ السر أحمد قدور في صحيفة الخرطوم
    الخميس 27 نوفمبر 1997 العدد (1663) في خاتمة الموضوع " الخير هاشم الفنان السينمائي الرائد" " تحية للمبدع وهو
    ذروة لاحلام إبن جيل الحرب العالمية الثانية الذي أتي وفي رأسه قضية عبر عنها ببساطة ونبل، أقام سينما سودانية
    تلهم وتنير وتفتح اَلاف الأزاهر"
    الكلمات خلف السلك الشائك هي ج ب ا ن
    و ج ب ا ن ه

    * الإبن الأكبر للخير هاشم. عميد أ. ح. م
    اضافة من مصطفى مدثر:
    تلقى الابن هاشم الخير منحة لدراسة تقنية السينما
    من مؤسسة بيل آند هاول في العام 1969 لكنه عدل
    عن ذلك لظروف خاصة.

    (عدل بواسطة mustafa mudathir on 09-03-2010, 10:25 PM)

                  

09-03-2010, 04:29 AM

Bushra Elfadil
<aBushra Elfadil
تاريخ التسجيل: 06-05-2002
مجموع المشاركات: 5252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الأستاذ الراحل الخير هاشم (Re: mustafa mudathir)

    سلامات با مصطفى
    وصباح الخير
    لعل هذا السرد الأخير من صديق عمرك العميد هاشم الخير نجل الراحل الكبير وقد سقط اسمه هنا سهواً.صورة الخير هاشم التي أنزلتها أنت هنا معبرة عنه ورائعة.
                  

09-03-2010, 05:16 AM

محمد فضل الله المكى
<aمحمد فضل الله المكى
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 4846

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملف الأستاذ الراحل الخير هاشم (Re: Bushra Elfadil)

    الرحمة والمغفرة لعمنا الخير هاشم

    و التهنئة لأخي هاشم وإخوانه بسيرة والدهم العطرة

    والتقدير لك د. رفاعي
                  

09-03-2010, 10:08 PM

mustafa mudathir
<amustafa mudathir
تاريخ التسجيل: 10-11-2002
مجموع المشاركات: 3553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بشرى الفاضل (Re: محمد فضل الله المكى)

    سلام يا بشرى
    شكراً على التنويه
    الخطأ من أصل الكتابة نفسها في المظن.
    سأصعد وأكتب اسم هاشم.

    (عدل بواسطة mustafa mudathir on 09-12-2010, 04:28 AM)

                  

09-04-2010, 10:38 AM

طارق ميرغني

تاريخ التسجيل: 12-25-2006
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بشرى الفاضل (Re: mustafa mudathir)

    سيرة عطرة لرجال يستحقون

    اخي د. عبد القادر

    كل سنه وانت طيب
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de