|
عيسى: نشكر شارون فلقد كنا موتى، ولكنه انقذنا مما كنا سننتهي إليه في السودان!
|
لاجيء سوداني: شكراً فلقد كنا موتى!! السودان خارج إقليم الشرق الأوسط والعالم العربي
نشكر شارون فلقد كنا موتى، ولكنه انقذنا مما كنا سننتهي إليه في السودان لو بقينا به، وتكفي مواقفه النبيلة معنا ورعايته لنا منذ قدومنا إلي إسرائيل!!. بهذه الكلمات التي رددها الشاب (عيسى) المنحدر من بلدة (يامبيو) نيابة عن 1857 سودانياً موجودين في إسرائيل، ويقيمون بها هرباً من الأوضاع الاقتصادية والصراعات المتفجرة بالسودان. وجاءت تلك الكلمات في احتفال سنوي تم تدشينه العام الماضي نظمه ما يسمى (تجمع أبناء السودان في إسرائيل).. وهو التجمع الذي انشئ نهاية العام 2004 ويضم اللاجئين السودانيين في إسرائيل. الاهتمام بالسودان.. دارفور مدخلاً المعهد الإسرائيلي للشؤون الأفريقية أشار في دراسة عبر موقعه على الشبكة العنكبوتية الي مدى اهتمام الدولة العبرية باللاجئين السودانيين، متحدثاً عن الأنشطة التي يقوم بها هؤلاء اللاجئون السودانيون في اسرائيل.. ويرى المراقبون والمطلعون على الشأن السوداني.. (ان لم يقل الشأن الدارفوري) ان هذا الاهتمام الاسرائيلي بالسودان يمثل علامات استفهام كبرى خاصة في ظل استهداف السودان من قبل العديد من القوى الكبرى ومحاولات التدخل المستمرة والمتواصلة في شؤونه وعلى رأسها قضية دارفور. بداية تصف الدراسة أوضاع الحرب في السودان. وكيف ولماذا نشبت الحرب الأهلية في جنوب السودان وقد أتفق المعهد الإسرائيلي على وصفها بأنها اطول حرب أهلية بالقارة الأفريقية، ولم يفت على المعهد ان يذكر المساعدات الإنسانية التي تقدمها دولة إسرائيل الي القارة السمراء للأخذ بيدها حتى تنسى وتتعافى من ظلم تجار الرقيق العرب!! ومن ثم اخذت الدراسة في تناول تدهور الأحوال الأمنية حالياً في إقليم دارفور وهو التدهور الذي أدى الي اهتمام الإسرائيليين بهذا الإقليم وإصرارهم على ضرورة التدخل فيه لانقاذ مواطنيه. وتلقى الدراسة الضوء أيضاً على أوضاع اللاجئين السودانيين في إسرائيل والذين يعيش عدد منهم هناك دون الكشف عن حقيقة سودانيته حسب توجيه الأجهزة الأمنية في تل أبيب!. وتقول الدراسة إن اللاجئين السودانيين في إسرائيل يحرصون على الاختلاء بأبناء الطوائف اليهودية السمراء سواء من (الفلاشا) او اليهود الزنوج او اليهود ذوي الأصول السودانية. وتنقل الدراسة في البداية انطباعات عدد من هؤلاء اللاجئين الشخصية عن اسرائيل، ففي البداية يتحدث عيسى- لم تذكر الدراسة اسمه بالكامل- وهو مسيحي والذي يرى شارون اعظم مسؤول اسرائيلي ساعد المسيحيين في العالم العربي مستشهداً بما قدمه من مساعدات لهم في كثير من الحالات أبرزها الجنوب اللبناني وتقديمه للمساعدات لأفراد جيش جنوب لبنان واحتضان اسرائيل لهم بعد هروبهم من لبنان. كيف دخل عيسى إسرائيل؟! وعن كيفية حضوره الي اسرائيل يقول عيسى أنه تعرف على بعض الشباب الإسرائيلي من من كانوا معه في الكنغو لشراء الماس والاتجار فيه وقام هؤلاء الشباب بدخول السودان بعد استئذان قوات حرس الحدود مؤكدين لها انهم يرغبون في قضاء أسبوع بين الأحراش الجنوبية. وبالفعل دخل هؤلاء الشباب الإسرائيليين جنوب السودان حتى وصلوا مدينة (يامبيو) حيث أسرة (عيسى).. ومن بعد أتخذوه صديقاً لهم واقنعوه بالسفر إلي إسرائيل حيث دبروا له الخطة الكاملة للسفر اليها. ففي البداية أرسلوا له دعوة لزيارة المانيا حيث ان احد هؤلاء الشباب من اصول المانية. وفي المانيا ذهب (عيسى) الي السفارة الاسرائيلية حيث استقبله احد الدبلوماسيين الاسرائيليين والذي كان على معرفة تامة باوضاعه وظروفه وطلب منه هذا الدبلوماسي ملء استمارة السفر الي اسرائيل كلاجئ سياسي!. وفور وصوله الي اسرائيل نهاية العام الماضي استقبله اصدقاؤه في تل ابيب. وتضيف الدراسة بان (عيسى) ما زال يعيش في اسرائيل. وعلى الرغم من هذا جاء بالمقابلة المنشورة على موقع المعهد والتي يقول فيها (عيسى) بانه مشتاق للسودان وعائلته ويتمنى أن يزوره مرة واحدة فقط في حياته لو استمرت حالة السلام واستقرت الاوضاع به!!. منظمة الهجرة الدولية ما زالت احداث اللاجئين السودانيين التي شهدتها مدينة القاهرة في اكتوبر الماضي، عالقة بالاذهان فقد اعتصم مئات السودانيين طالبي اللجوء بميدان د. مصطفى محمود قرابة الشهرين مطالبين بترحيلهم الي بلد ثالث مما استدعى تدخل السلطات الأمنية المصرية واجبارهم على ترك ميدان د. مصطفى محمود وفي هذه العملية مات العشرات منهم. وقد تعللت المفوضية عبر مكتبها بالقاهرة في عدم التعامل مع السودانيين طالبي اللجوء بان الأوضاع بالسودان آمنة. وذكر راديو الأمم المتحدة في 23/9/2005م أن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين قررت وقف محادثاتها مع اللاجئين السودانيين الموجودين في مصر. الي إسرائيل عبر سيناء ذكرت العديد من وسائل الإعلام الإسرائيلية بان أعداداً من السودانيين تسربوا إلي إسرائيل من مصر عبر صحراء سيناء. وجاء بصحيفة (معاريف) الإسرائيلية بداية العام بان السطات الأمنية الإسرائيلية القت القبض على عدد من السودانيين على الحدود المصرية الإسرائيلية واودعتهم السجون!! وقد نشطت منظمات حقوق الإنسان الإسرائيلية لتبني قضية هؤلاء السودانيين والتي تقول بانهم فارون من جحيم الأوضاع في إقليم دارفور الملتهب!! وطالبت هذه المنظمات المهتمة بحقوق الإنسان السلطات الإسرائيلية التعامل مع هؤلاء السودانيين بكثير من العطف والمسؤولية!! مشيرة الي مصير هؤلاء إذا قررت إسرائيل إبعادهم الي السودان بعد ان رفضت مصر استقبالهم!!. الهجرة حق إنساني واجب الاحترام جاء في وثيقة تأسيس منظمة الهجرة الدولية أنها ملتزمة بالمبدأ القاضي بأن الهجرة الإنسانية المنظمة تعود على كل من المهاجرين والمجتمع بالفائدة. ولكونها المنظمة الرائدة في مجال الهجرة فهي تعمل مع شركائها في المجتمع الدولي من أجل: تقديم المساعدة في مواجهة التحديات الميدانية المتزايدة في مجال ادارة الهجرة، توسيع نطاق فهم قضايا الهجرة، تشجيع التنمية الاجتماعية والاقتصادية من خلال الهجرة والحفاظ على كرامة الانسان ورفاهية المهاجرين!. دراسة إقليمية.. بدون السودان تقدر المنظمة الدولية للهجرة ان هناك حوالي 14 مليون مهاجر دولي منهم 6 ملايين بمنطقة الشرق الأوسط. وقد اتخذت بعثة المكتب الإقليمي للمنظمة الدولية للهجرة في (القاهرة) عدة مبادرات تهدف لتحسين قدرات المنظمات الحكومية وغير الحكومية في مجال جمع البيانات والمعلومات ذات الصلة بالهجرة!. ومن اجل تفعيل هذا الهدف قامت المنظمة عبر مكتبها بالقاهرة بإجراء بحث لم يكتمل بعد يغطي المنطقة الجغرافية والتي تضم المشرق العربي (مصر، العراق، الاردن، لبنان، الأراضي الفلسطينية وسوريا) ومنطقة شبه الجزيرة العربية والتي تضم (البحرين، السعودية، الكويت، عمان، قطر، الأمارات واليمن)، ويهدف البحث الي استحداث مرفق للأبحاث من شأنه العمل على خدمة المنظمات الحكومية وما بين الحكومية وغير الحكومية والمعاهد الأكاديمية والجامعات وذلك عن طريق تحسين قدراتهم على جمع ونشر البيانات ذات الصلة بالهجرة الإقليمية ودون الإقليمية في الشرق الأوسط. وبعدُ.. حذف السودان من ذلك البحث هل يعني بأن أحواله السياسية والإجتماعية والاقتصادية هادئة ومستقرة ولا حاجة لدراستها؟! أم ان السودان حقيقة خرج من الإقليم؟! لذا فلا يدخل العجب في نفوسنا اذا قدم شاب سوداني شكره لشارون!! ولكن أين وزارة الخارجية؟!. تقرير: الفاتح عباس نقلا عن صحيفة السودانى
|
|
|
|
|
|