الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
العيب...السياسى
|
الذي حدث بجامعة السودان يفضح إلى أى مدى تنحسر القيم الاخلاقية في الممارسة السياسية عامة ،ففي وقت يجتهد فيه كل حزب في تجنيد العضوية من الطلاب وتعبئة قواعده الطلابية وحشدها لاستخدامها عند اللزوم.. لا يعترض حزب ولا يدين الأحداث التي يقوم فيها الطلاب بتخريب ممتلكات الجامعات.
ممتلكات جامعة السودان التي أحرقها الطلاب ليست ملكاً للحكومة او إدارة الجامعة .. بل هي من لحم ودم الشعب السوداني الذي يدفع من شح ماله لتوفير هذه المستلزمات التعليمية حتى تتعلم أجياله عليها .. فإذا كان سهلا على أية مجموعة طلابية غاضبة أن تحرق أصول الجامعة وتدمرها ولا ينال ذلك من ضمير المجتمع شيئا ..بينما لو أقيمت إنتخابات في الجامعة وشارك فيها واحد في المائة من الطلاب وفاز فيها تنظيم سياسي تنتشر الفرحة بين الأحزاب السياسية الفائزة وتدبج برقيات التهاني من القيادات الحزبية .
لماذا لم يصدر حزب سياسي واحد بياناً يدين فيه أحداث التخريب في جامعة السودان ؟؟ من الذين أحرقوا المستندات الأكاديمية القيمة وأجهزة الكمبيوتر والأدوات الأخرى ؟ أليس هم ذات الطلاب الذين تتسابق عليهم الأحزاب السياسية وتحتطب فيهم عضويتها وتمرر عبرهم كثيراً من الأجندة الحزبية السياسية.
حان الوقت ليتعلم الطلاب "العيب السياسي" .. أن يدركوا أنه ليس من حق كل غاضب أن يدمر ممتلكات بلده .. وأن يدركوا ان اليد التي تمتد لتدمير ممتلكات الجامعة لن يقف معها مدافع واحد .. حتى أخونا غازي سليمان المحامي الذي يتحمس للدفاع عن مثل هذه القضايا مطلوب منه أن يزرع هذا الإحساس في الطلاب الذين يشتكون إليه .. صحيح قضايا التعبير والرأى والعمل السياسي الأخرى يجب ان تصان بالحريات ودفاع المجتمع عنها .. لكن يجب في لحظة الحديث عن التخريب وتحطيم ممتلكات المؤسسات التعليمية ان يقف المجتمع كله بصوت واحد ضد من يفعل ذلك فردا كانت أو جهة اعتبارية.. نحتاج لتأسيس وجدان جماهير رشيد يشكل وقاية من مثل هذه الأحداث.. فكما يدرك الطلاب حدود العيب الإجتماعي والعيب الأكاديمي في تعاملهم اليومي يجب أن يتعلموا حدود العيب السياسي .. يتعلمون كيف يناقشون ويدافعون عن قضاياهم الأكاديمية بكل شراسة وجسارة دون أن تمتد يدهم لتحطيم "زهرية" موضوعة امام بوابة الجامعة.. وكم تمنيت يوما بعد ان حطم بعض طلاب جامعة الخرطوم بوابة الجامعة الزجاجية الجميلة أن لو تتركها إدارة الجامعة محطمة وتكتب بجوارها لوحة كبيرة تشرح للطلاب أى عيب ارتكبه الذين فعلوا ذلك . ليصبح الامر ذكرى لكل طالب يمر أمام البوابة فيسأل ضميره هل يكفي المجموع وحده ليجعل منه طالبا جامعيا مثاليا ..؟؟
بالله عليكم كما ترسلون برقيات التهاني للطلاب في الإنتخابات أرسلوا اليهم التأنيب والعتاب والإدانة عندما يظنون ان تحطيم ممتلكات الجامعة جزء من النضال الطلابي ..!! نقلا عن الراى العام
|
|
|
|
|
|
|
|
|