|
Re: قبيل ما قلنا...قلنا الطير بياكلنا!! (Re: هشام هباني)
|
منذ قرابة الخمسةاعوام ليس بسبب ذكاء وحكمة امتلكهافي استقراء المستقبل القريب وايلولات المشهد السوداني الى ما هو فيه الان بل بسبب معطيات بسيطة ملكتنا اياها بالمجان قواناالسياسيةالمتخبطة والمتفرقة وهي تفتقد بوصلة التوجه الوطنى الصحيح بل افتقدت زمام المبادرة وبناء على هذه الصورة كنت اتوقع هذه النتيجة الكارثة التي حاقت اليوم بذات القوى السياسية وهي قوى لم ترتفع ابدا لمستوى التحديات والمخاطر المحدقة بالوطن منذ ان حل هذا الطاعون بالبلاد عندما اخذخلسة قبل عقدين من الزمان السلطة من بين اياديها وهي نائمة بل عاجزة ان تحمى الامانة اي مكتسبات شعبها التي انجزها عبر تضحيات جمة... وجاءت بعد ذلك تداعيات كارثية لاحقة ماحقة حاقت بهذه القوى حيث افتقدت فيها جل كوادرها المدربة وقدابتلعتها مهاجر اللجوء القسري وابعدتها عن جغرافياالحدث وهي قوى مستنيرة تحمل الخبرة والدراية والمؤهلات لقيادة احزابها بل قيادة الوطن كله ولكن بسبب ظروف القهر الشرس والمطاردات الشريرة اخرجتها عن دائرة الاحداث كقوى كان يفترض ان تكون في قلبها لتقود التغيير المنشود... ولذلك جرد المهجر هذه الاحزاب من الحيوية والنشاط الممكن لمواجهة الخصم اللدود المحتمى بمقدرات الدولة المسروقة وبذلك السبب اختلت المواجهة فقد صارت غير متكافئة تماما بين من يملكون كل اسباب التمكين بالباطل والاجرام والنهب والخداع ومن لا يملكون مقومات الصمود ولو لساعات..... وهكذا كانت النتيجة الراهنةامرا متوقعا لمن يملك قدرا ضئيلا من الحكمة..... ولكن كان يمكن تفاديها منذ زمن طويل لو كانت هنالك احزاب حقيقية معززة بمؤسسية وديموقراطية حقة تسودها وتحكمها.. كان يمكن ان تحفز كثيرا من هذه الخبرات المهاجرة للعودة لاجل التغيير.. ولكن للاسف ارادة القيادات الصمدية الاحدية لهذه الاحزاب والتي لها مصلحة في بقاء هذه القوى المستنيرة بالخارج هي التي حالت دون حدوث هذا الامر ولذلك لم تصمد هذه الاحزاب في هذه المواجهة وقد كانت هنالك بروفات عديدة من الواقع قبل هذه الانتخابات المهزلة اكدت حتمية هذا السقوط التاريخي والذي لا يمكن ان نعزيه كله الى التزوير الذي تم في الانتخابات الاخيرة حيث هو مجرد سبب ضئيل في هذه الكارثة فالسبب الرئيس ان هذه القوى شاخت ووهنت وما عادت تصلح بهيئتها الحالية لادارة امرها الداخلي دعك عن ادارة الوطن ولذلك ليست مؤهلة لاية مواجهة مالم تنصلح الامور في داخلها بشكل جذري في كل بنياتها وتفاصيلها وهي تكرس الديموقراطية والشفافية والمؤسسيةوتنسف عقلية القائد الفرد الاحد نصف الاله... وبعد ذلك يمكن ان تنطلق ببوصلة اتجاهات وطنية حقيقية لمصلحة شعبها وقواعدها!
|
|
|
|
|
|
|
|
|